في "مسيكة".. يتعطر التاريخ برائحة "المسك"
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لقد بنيت المدن العربية الاثرية الجميلة بايدي ابناء المنطقة قبل مجيء الاغريق والرومان بسنوات طويلة. حضارة حجرية متكاملة مبنية بالحجر البازلتي القاسي الناتج عن البراكين.
.
"مسيكة" التي لا تزال تضم عشرات البيوت والمساكن التي تعود للفترات البرونزية والكلاسيكية والاسلامية.
.
في منطقة "اللجاة" الصخرية الوعرة، شرق "بصر الحرير" بستة كيلومترات، وإلى الشمال الغربي من قرية "مسيكة" الحديثة بواقع واحد كيلومتر، شمال شرق "درعا" المدينة بحوالي /35/كم. تقع بلدة "مسيكة" القديمة التي سميت كذلك وكما يتداول السكان نتيجة رائحة المسك الصادرة عن شجرة مسك كبيرة كانت مزروعةً فيها وسط أقسى الصخور البازلتية.
.
تقع "مسيكة" على أرض منبسطة وعرة ضمن منطقة "اللجاة"، أبعادها الإجمالية 150×300م تقريباً. وتتألف من مجموعة أبنية بحدود 57 بناءً شبه كاملة ومهدمة جزئياً غير محاطة بأسوار وأبنيتها تعود للفترة الرومانية والبيزنطية والإسلامية.
.
إن كافة مباني المدينة بحالة سليمة وشبه كاملة وهي مبنية من الحجر البازلتي المنحوت بعناية. ومن أهم الأبنية فيها:
▪︎ جامع يقع في الجهة الجنوبية منها وما تزال جدرانه واضحة وكذلك المحراب وجزء من السقف،
▪︎ وبناء كنيسة في الجزء الجنوبي من المدينة غرب الجامع المذكور.
▪︎ وهنالك بعض الأبنية التي تمثل بيوتاً سكنية ▪︎ وممرات وخزانات مياه التي يوجد منها عدد كبير جداً وتتوزع في أرجاء المدينة وما تزال تعمل حتى الآن.
▪︎ وهناك قبور محفورة في الصخر متوزعة خاصة في القسم الشرقي من المدينة.
▪︎ وأسوار حجرية عالية تحيط بالمدينة،
▪︎ وقد تم العثور بفترات سابقة على مجموعة لقى قامت بها بعثة سورية فرنسية وذلك في العام 1993.
تم العثور من خلالها على نقود من عهد الامبراطور "فيليب" من أواسط القرن الرابع الميلادي، فهي بذلك من العصر البيزنطي.
.
ويبدو أن المكان قد هجر في الفترتين الأموية والعباسية
.
وتم اكتشاف أرضية حجرية مبلطة من العصر "الأيوبي" وكسر فخارية من ذات الفترة، ومقعد حجري،
.
عثر كذلك على أربع مدقات ورحى حجرية وقطعة نقود من القرن 12 م تعود للملك "نور الدين بن زنجيد" 1149- 1174 م.
.
سكن الموقع في العصر الروماني وبفترة أخرى في زمن العثمانيين حوالي القرن السادس عشر.
وكان الرحالة الأمريكي المهندس "باتلر" عند زيارته للمنطقة عام 1905 برفقة بعثة الجامعة الأمريكية (برنستون 1905).
.
وتعد آثار قرية "مسيكة" معلماً أثرياً يختزن حكايات حضارة تروي قصص حقب تاريخية مختلفة بثقافاتها وعاداتها المختلفة، وتبدو آثارها كعذراء تحلم بالفرح خرجت لتملأ فراغ منطقة موحشة بالذكريات فتوسّع المكان لتفاصيل من نوع آخر
.
انها متحف في الهواء. يحتاج الوصول اليها والتمتع باثارها الى قوة جسدية وتحمل للمشي ومجابهة قساوة البازلت
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
مدونة وطن - معتصم ابو نقطة