نقاد عرب يدرسون تجربة عمر أبوالهيجاء الشعرية
كتاب نقدي يقدم قراءات ومقاربات حول دواوين الشاعر الفلسطيني.
الجمعة 2024/08/30
ShareWhatsAppTwitterFacebook
تجربة شعرية نشطة
يصف النقاد الشاعر الفلسطيني عمر أبوالهيجاء بأنه “العارف بالشعر”، وهو ما حاول الكاتب والشاعر المصري أحمد اللاوندي جمعه وتقديمه في أحدث إصداراته التي تهتم بتجربة أبوالهيجاء وتتبع مراحلها الممتدة على أكثر من ثلاثة عقود.
عمان - تحت عنوان “عمر أبوالهيجاء.. العارف بالشعر.. قراءات ومقاربات حول دواوينه” صدر كتاب نقدي جديد عن “دار النابغة للنشر والتوزيع” في القاهرة، من إعداد وتقديم الشاعر المصري أحمد اللاوندي، مزدانا بلوحة على الغلاف للفنان محمد المنياوي.
ويشتمل الكتاب على العديد من الدراسات النقدية لنقاد من الأردن والدول العربية حول تجربة الشاعر التي تمتد لأكثر من ثلاثين عاما.
وقد كتب الكلمة النقدية للغلاف الأخير الناقد السوري صبحي حديدي، ومما جاء فيها: “شاء عنوان هذا الكتاب أن يمنح الشاعر عمر أبوالهيجاء صفة العارف بالشعر، وحرص النقاد المشاركون في التثمين على إبراز سمات عديدة ومتنوعة”.
أحمد اللاوندي: أشعار أبوالهيجاء قيمة من حيث بلاغة التعابير ولغتها الحيّة
ويشرح “تُفرد للشاعر مكانة خاصة وجلية في المشهد الشعري الفلسطيني – الأردني، والعربي على نطاق واسع. لا تخفى كذلك سلسلة التكوينات التكوينية التي طبعت ثلاثة عقود ونيف من تجربة أبوالهيجاء الشعرية النشطة، التي تميزت بحيوية النتاج من حيث الغزارة، وحسّ الغنائية العالي الذي لا يحجب رسالة الاستضافة الملحمية للتاريخ، وحضور المكان الفلسطيني ضمن سياقات زمانية أيضا، ليس بمنأى عن أمكنة عربية واقعية أو رمزية أو أسطورية، فضلا عن ثنائيات الذات والآخر في المستقرّ والمنفى معا، والتجريب في اللغة الشعرية ضمن فضاءات أقرب إلى المختبرات الدلالية المفتوحة”.
ويتابع “لعل إنصاف مشروع عمر أبوالهيجاء يقتضي إفراد جانب محوري وبالغ التميز، يتصل بالحرص على ترسيم عناصر تشكيلية تتشابك في العالم الداخلي للقصيدة، كي تصنع ما يرتقي إلى شأو الأنساق العليا الأسلوبية، التي لا تكترث بتبيان العلاقات البصرية إزاء انكماش ‘عشب الجسد في مفرق التراب’، في مثال أول، ولا بـ ‘شمس معلقة من جديلتها’، أمام ‘هذي الخيول الصاهلة’، في مثال ثان، بقدر ما تحرص على إطلاق طاقة شعرية جياشة ورفيعة، عبر وسيط خطابي هو النثر، وفي شكل قصيدة النثر تحديدا”.
ومما جاء في كلمة مُعد ومقدم الكتاب الشاعر المصري أحمد اللاندوي: “شعر عمر أبوالهيجاء كاشف ويوحي بالشفافية والصدق والمغايرة، فمفرداته وصوره وتراكيبه نُقشت ورُسمت بريشة فنان متمرس يعرف أسرار الشعر حق المعرفة. إننا بالفعل أمام شاعر أصيل وموهوب بالفطرة، ومهموم بقضايا وطنه وأمته، ولا يتراخى في أداء رسالته، مهما حاصره الإقصاء والأسى وتجرع مرارة الفقد واليأس والانكسار والدمار والشعور بالهزيمة والخيبة والقلق والمنفى والحزن والاغتراب والخراب ورعونة المحتل”.
ويلفت اللاوندي إلى أن “قصيدة أبوالهيجاء شامخة، وتعرف طريقها جيدًا، وتمضي إلى الأمام، كما أنها حالمة وتنبض بالحياة، وستظل، ولِمَ لا! وهي تجسد الواقع بنبرة شجية في إيقاعها وقريبة من الروح. ولعل تأمله الإيجابي واشتباكه مع الأحداث المحيطة به على كافة المستويات يجعلانه يتجاوز في كتاباته العادي والمألوف والسائد، فكل نص لديه مختلف عن الآخر، وتشعر عند قراءته بالجديد الذي يقدمه ويضيفه إلى ذائقتك عزيزي القارئ”.
ويضيف “لعلني لا أبالغ حينما أقول إن شخصية الشاعر عمر أبوالهيجاء الهادئة والرصينة كما تبدو للجميع، هي في الحقيقة عكس ذلك تمامًا، حيث يعيش ثورة داخلية وفورانا لا يهدأ. أيضًا، من خلال قراءاتي لقصائده، أجد أن قيمتها تتبلور في بلاغة التعابير وفخامة تشكيلها ولغتها الحيّة، فلا وجود لأي نشاز على الإطلاق، كل ذلك وغيره يجعله أحد عمالقة الشعر في الأردن وفي عالمنا العربي الكبير”.
وختم بالقول “عبر صفحات هذا الكتاب تطل أيها القارئ الكريم على ما يزيد على ثلاثين قراءة ومقاربة نقدية لعشرة دواوين شعرية كتبها صفوة من النقاد الأردنيين والعرب، وهي تحتشد بعوالم وتفاصيل شتى، لشاعر له عالمه ورؤاه وأسلوبه ونهجه وبصمته الخاصة التي لا تشبه سواه.. الشاعر الصديق عمر أبوالهيجاء شكرًا لك على كل ما قدمته وما تقدمه من جمال وثراء متنوع وشعر يلامس ذات الإنسان وآماله وأحلامه وطموحاته، وتحية لك من القلب، لأنك الثائر المثابر الذي لم يتخاذل يومًا في نصرة ناسه وتراثه ونضالات شعبه وقضيته الكبرى ووطنه فلسطين”.
ويذكر أن عمر أبوالهيجاء هو شاعر وإعلامي، عضو رابطة الكتاب الأردنيين والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب وعضو اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا، وهو أيضا عضو تحرير مجلة “فنون” وعضو اللجنة الإعلامية في وزارة الثقافة سابقا، وعضو نقابة الصحافيين الأردنيين، وعضو اتحاد كتاب الإنترنت العرب، وقد ترأس في جريدة “الدستور” القسم الثقافي سابقا.
صدر للشاعر العديد من الدواوين الشعرية منذ العام 1989، وهي: خيول الدم، أصابع التراب، معاقل الضوء، أقل مما أقول، قنص متواصل، يدك المعنى ويداي السؤال، شجر اصطفاه الطير، أمشي ويتبعني الكلام، مختارات شعرية، بلاغة الضحى، ويجرحني الناي، وأُقبلُ التراب الذي صدر عن وزارة الثقافة الفلسطينية عام 2018. كما صدر له في العام 2021 ديوان “سردٌ لعائلة القصيدة”، وجاء في 152 صفحة من القطع المتوسط، واحتوى على مجموعة من القصائد التي عاينت قلق الروح وشتاتها والوقوف على قضايا الذات الإنسانية وشؤون العائلة والصداقة والمرأة وجدلية الحياة والموت والاغتراب والطفولة الضائعة.
فاز الشاعر الفلسطيني بالعديد من الجوائز طوال مسيرته، من بينها جائزة الشاعر الراحل خالد محادين عن ديوانه “وأقبل التراب” عام 2019 التي تمنحها إدارة مهرجان جرش ورابطة الكتاب الأردنيين. وشارك في العديد من المهرجانات الشعرية محليا وعربيا، وترجمت بعض قصائده إلى الفرنسية والإنجليزية والكردية والهولندية.
أما مؤلف هذه الدراسة، أحمد اللاوندي، فهو شاعر وناقد مصري، من مواليد العام 1978، وقد صدرت له من قبل عدة دراسات شعرية إلى جانب دواوين، من بينها: نقوش على جدار العشق، الفجر الجديد، من دفتر الريح، قطرات من أثرها، سيدة بحجم الأرض.
كتاب نقدي يقدم قراءات ومقاربات حول دواوين الشاعر الفلسطيني.
الجمعة 2024/08/30
ShareWhatsAppTwitterFacebook
تجربة شعرية نشطة
يصف النقاد الشاعر الفلسطيني عمر أبوالهيجاء بأنه “العارف بالشعر”، وهو ما حاول الكاتب والشاعر المصري أحمد اللاوندي جمعه وتقديمه في أحدث إصداراته التي تهتم بتجربة أبوالهيجاء وتتبع مراحلها الممتدة على أكثر من ثلاثة عقود.
عمان - تحت عنوان “عمر أبوالهيجاء.. العارف بالشعر.. قراءات ومقاربات حول دواوينه” صدر كتاب نقدي جديد عن “دار النابغة للنشر والتوزيع” في القاهرة، من إعداد وتقديم الشاعر المصري أحمد اللاوندي، مزدانا بلوحة على الغلاف للفنان محمد المنياوي.
ويشتمل الكتاب على العديد من الدراسات النقدية لنقاد من الأردن والدول العربية حول تجربة الشاعر التي تمتد لأكثر من ثلاثين عاما.
وقد كتب الكلمة النقدية للغلاف الأخير الناقد السوري صبحي حديدي، ومما جاء فيها: “شاء عنوان هذا الكتاب أن يمنح الشاعر عمر أبوالهيجاء صفة العارف بالشعر، وحرص النقاد المشاركون في التثمين على إبراز سمات عديدة ومتنوعة”.
أحمد اللاوندي: أشعار أبوالهيجاء قيمة من حيث بلاغة التعابير ولغتها الحيّة
ويشرح “تُفرد للشاعر مكانة خاصة وجلية في المشهد الشعري الفلسطيني – الأردني، والعربي على نطاق واسع. لا تخفى كذلك سلسلة التكوينات التكوينية التي طبعت ثلاثة عقود ونيف من تجربة أبوالهيجاء الشعرية النشطة، التي تميزت بحيوية النتاج من حيث الغزارة، وحسّ الغنائية العالي الذي لا يحجب رسالة الاستضافة الملحمية للتاريخ، وحضور المكان الفلسطيني ضمن سياقات زمانية أيضا، ليس بمنأى عن أمكنة عربية واقعية أو رمزية أو أسطورية، فضلا عن ثنائيات الذات والآخر في المستقرّ والمنفى معا، والتجريب في اللغة الشعرية ضمن فضاءات أقرب إلى المختبرات الدلالية المفتوحة”.
ويتابع “لعل إنصاف مشروع عمر أبوالهيجاء يقتضي إفراد جانب محوري وبالغ التميز، يتصل بالحرص على ترسيم عناصر تشكيلية تتشابك في العالم الداخلي للقصيدة، كي تصنع ما يرتقي إلى شأو الأنساق العليا الأسلوبية، التي لا تكترث بتبيان العلاقات البصرية إزاء انكماش ‘عشب الجسد في مفرق التراب’، في مثال أول، ولا بـ ‘شمس معلقة من جديلتها’، أمام ‘هذي الخيول الصاهلة’، في مثال ثان، بقدر ما تحرص على إطلاق طاقة شعرية جياشة ورفيعة، عبر وسيط خطابي هو النثر، وفي شكل قصيدة النثر تحديدا”.
ومما جاء في كلمة مُعد ومقدم الكتاب الشاعر المصري أحمد اللاندوي: “شعر عمر أبوالهيجاء كاشف ويوحي بالشفافية والصدق والمغايرة، فمفرداته وصوره وتراكيبه نُقشت ورُسمت بريشة فنان متمرس يعرف أسرار الشعر حق المعرفة. إننا بالفعل أمام شاعر أصيل وموهوب بالفطرة، ومهموم بقضايا وطنه وأمته، ولا يتراخى في أداء رسالته، مهما حاصره الإقصاء والأسى وتجرع مرارة الفقد واليأس والانكسار والدمار والشعور بالهزيمة والخيبة والقلق والمنفى والحزن والاغتراب والخراب ورعونة المحتل”.
ويلفت اللاوندي إلى أن “قصيدة أبوالهيجاء شامخة، وتعرف طريقها جيدًا، وتمضي إلى الأمام، كما أنها حالمة وتنبض بالحياة، وستظل، ولِمَ لا! وهي تجسد الواقع بنبرة شجية في إيقاعها وقريبة من الروح. ولعل تأمله الإيجابي واشتباكه مع الأحداث المحيطة به على كافة المستويات يجعلانه يتجاوز في كتاباته العادي والمألوف والسائد، فكل نص لديه مختلف عن الآخر، وتشعر عند قراءته بالجديد الذي يقدمه ويضيفه إلى ذائقتك عزيزي القارئ”.
ويضيف “لعلني لا أبالغ حينما أقول إن شخصية الشاعر عمر أبوالهيجاء الهادئة والرصينة كما تبدو للجميع، هي في الحقيقة عكس ذلك تمامًا، حيث يعيش ثورة داخلية وفورانا لا يهدأ. أيضًا، من خلال قراءاتي لقصائده، أجد أن قيمتها تتبلور في بلاغة التعابير وفخامة تشكيلها ولغتها الحيّة، فلا وجود لأي نشاز على الإطلاق، كل ذلك وغيره يجعله أحد عمالقة الشعر في الأردن وفي عالمنا العربي الكبير”.
وختم بالقول “عبر صفحات هذا الكتاب تطل أيها القارئ الكريم على ما يزيد على ثلاثين قراءة ومقاربة نقدية لعشرة دواوين شعرية كتبها صفوة من النقاد الأردنيين والعرب، وهي تحتشد بعوالم وتفاصيل شتى، لشاعر له عالمه ورؤاه وأسلوبه ونهجه وبصمته الخاصة التي لا تشبه سواه.. الشاعر الصديق عمر أبوالهيجاء شكرًا لك على كل ما قدمته وما تقدمه من جمال وثراء متنوع وشعر يلامس ذات الإنسان وآماله وأحلامه وطموحاته، وتحية لك من القلب، لأنك الثائر المثابر الذي لم يتخاذل يومًا في نصرة ناسه وتراثه ونضالات شعبه وقضيته الكبرى ووطنه فلسطين”.
ويذكر أن عمر أبوالهيجاء هو شاعر وإعلامي، عضو رابطة الكتاب الأردنيين والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب وعضو اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا، وهو أيضا عضو تحرير مجلة “فنون” وعضو اللجنة الإعلامية في وزارة الثقافة سابقا، وعضو نقابة الصحافيين الأردنيين، وعضو اتحاد كتاب الإنترنت العرب، وقد ترأس في جريدة “الدستور” القسم الثقافي سابقا.
صدر للشاعر العديد من الدواوين الشعرية منذ العام 1989، وهي: خيول الدم، أصابع التراب، معاقل الضوء، أقل مما أقول، قنص متواصل، يدك المعنى ويداي السؤال، شجر اصطفاه الطير، أمشي ويتبعني الكلام، مختارات شعرية، بلاغة الضحى، ويجرحني الناي، وأُقبلُ التراب الذي صدر عن وزارة الثقافة الفلسطينية عام 2018. كما صدر له في العام 2021 ديوان “سردٌ لعائلة القصيدة”، وجاء في 152 صفحة من القطع المتوسط، واحتوى على مجموعة من القصائد التي عاينت قلق الروح وشتاتها والوقوف على قضايا الذات الإنسانية وشؤون العائلة والصداقة والمرأة وجدلية الحياة والموت والاغتراب والطفولة الضائعة.
فاز الشاعر الفلسطيني بالعديد من الجوائز طوال مسيرته، من بينها جائزة الشاعر الراحل خالد محادين عن ديوانه “وأقبل التراب” عام 2019 التي تمنحها إدارة مهرجان جرش ورابطة الكتاب الأردنيين. وشارك في العديد من المهرجانات الشعرية محليا وعربيا، وترجمت بعض قصائده إلى الفرنسية والإنجليزية والكردية والهولندية.
أما مؤلف هذه الدراسة، أحمد اللاوندي، فهو شاعر وناقد مصري، من مواليد العام 1978، وقد صدرت له من قبل عدة دراسات شعرية إلى جانب دواوين، من بينها: نقوش على جدار العشق، الفجر الجديد، من دفتر الريح، قطرات من أثرها، سيدة بحجم الأرض.