نقاد سينمائيون تونسيون يستعيدون دور النقد في الساحة السينمائية
بعد غياب دام خمس سنوات تعود الجمعية التونسية للنهوض بالنقد السينمائي إلى النشاط بإصدار جديد وموقع إلكتروني.
الجمعة 2024/08/23
ShareWhatsAppTwitterFacebook
الجمعية تحتفي بالناقد الراحل خميس الخياطي
تونس - على غرار بلدان عربية كثيرة تراجع حضور النقد السينمائي في تونس بشكل كبير في وسائل الإعلام المكتوبة وحتى المرئية والمسموعة، وبات الاكتفاء بتناقل انطباعات سطحية أو أخبار عامة، ما يجعل الساحة السينمائية تواجه نوعا من الخواء، وهو ما يؤثر بشكل كبير في مستقبل الصناعة السينمائية.
ويرى الناقد السينمائي التونسي كمال بن ونّاس أن “الأهم من الإنتاج السينمائي هو الثقافة. ومن يشاهد فيلما طيلة عشر سنوات، من دون أن يقرأ حوله أي تعليق أو نقد، فكأنه لم يشاهده، وقد تترسّب في ذهنه صور متواترة، من دون أن يكون لهذه الصور معنى أو ترابط فيما بينها. النقد السينمائي في جوهره هو خطاب على الخطاب، كلام على الصور، الهدف منه إعطاء فكرة وموقف واضح لهذا الناقد، ثم منح المتفرّج فرصة ليختبر ما فهمه وما لم يفهمه”.
أما الناقد المصري أمير العمري فيرى أن “النقد السينمائي لا ينحصر فقط في الكتابة عن الأفلام، بل عن الاتجاهات والتيارات السينمائية الجديدة وإعادة اكتشاف الأفلام المجهولة في تاريخ السينما، كما أن دور الناقد من الناحية الجمالية يمكنه أن يساهم في تنوير المتفرج، عن طريق الكشف عن الجوانب الجمالية والفنية الكامنة في نسيج الفيلم فيجعل مشاهدته أو العودة إليه متعة لا تعادلها متعة”.
وإيمانا بأهمية النقد السينمائي عادت الجمعية التونسية للنهوض بالنقد السينمائي إلى النشاط من جديد بعد سنوات من التوقف منذ سنة 2017، وهي جمعية تعنى بدعم الحركة النقدية السينمائية خاصة عبر إصداراتها، كان آخرها مؤلف جماعي عبارة عن كراس بعنوان “نظرات على سينما الهواة بتونس”.
ومؤخرا ضمن فعاليات المهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية (فيفاك)، المنتظم من 17 إلى 24 أغسطس الجاري، قدمت الجمعية كراسها الأخير الذي أشرفت عليه الباحثة والسينمائية ورئيسة الجمعية أنس كمون ونائب الرئيسة الجامعي والناقد السينمائي كمال بن وناس.
يضم الكراس 132 صفحة تنقسم إلى بابين، الأول بعنوان “فيلم الهواة في تونس، قراءة نقدية” ويضم سبعة نصوص سبق أن تم تضمينها في كتيب أنجزته الجمعية خلال الدورة السابقة من المهرجان، وفيه قراءة لسبعة أفلام عُرضت سابقا في المهرجان من ضمنها أعمال تُوجت بجوائز. أما الباب الثاني من الكراس فقد خصص لقراءات في سينما الهواة في تونس ويقدم أربعة مقالات وبيبليوغرافيا سينمائية.
وتجدر الإشارة إلى أن الجمعية التونسية للنهوض بالنقد السينمائي استأنفت نشاطها خلال السنة الفارطة بعد أن انقطعت عن النشاط لمدة خمس سنوات منذ سنة 2017 بسبب غياب الدعم المادي، حسب تصريح كمال بن يونس خلال الندوة.
وفي حديثه عن هذه العودة أوضح بن وناس أن الجمعية استأنفت نشاطها من خلال الاهتمام بالسينما التونسية بالعودة إلى تاريخها وذاكرتها، وفي هذا الصدد أنتجت خمسة كتب من ضمنها “نظرات على سينما الهواة بتونس” وأربعة أعمال سترى النور قريبا. وستخصص ثلاثة كتيبات منها للمخرجين السينمائيين الثلاثة عبداللطيف بن عمار والصادق بن عيشة والجيلاني السعدي.
وبيّن أن الجمعية بصدد العمل على مؤلف يضم تقديما لكل الأفلام التونسية التي أنتجت بين 2021 و2023 وسيتضمن قراءة لكل فيلم علاوة على لقاء مع مخرجه أو منتجه.
وحول دورية هذه الكراسات التي قدمت عددها الأول خلال هذا اللقاء، صرحت رئيسة الجمعية أنس كمون بأن الجمعية تطمح لإنتاج 3 كتب سنويا إضافة إلى مؤلف رابع يوثق أعمال الندوة السنوية المزمع تنظيمها والتي ستحمل عنوان “ملتقى خميس الخياطي للنقد السينمائي”، وذلك تكريما لروح فقيد الساحة الصحفية والسينمائية الناقد خميس الخياطي. وسيكون هذا الملتقى بمثابة فضاء للتفكير والكتابة وإقامة الورشات، ومن المرجح أن ينتظم خلال شهر نوفمبر تحديدا قبل فعاليات أيام قرطاج السينمائية.
وفي السياق ذاته ذكرت كمون أن الجمعية أصدرت بمناسبة أربعينية الراحل خميس الخياطي مؤلفا جماعيا آخر بعنوان “خميس الخياطي: تأملات في كتاباته النقدية”.
وبمناسبة هذا اللقاء الذي حضره عدد هام من الصحافيين والمختصين في مجال السينما، أعلن مدير المهرجان الدولي لسينما الهواة بقليبية عن إطلاق الموقع الإلكتروني الخاص بالجمعية التونسية للنهوض بالنقد السينمائي، والذي يتضمن أغلب مقالاتها وأنشطتها ويمكن للمهتمين والراغبين في الاطلاع على أنشطة الجمعية وبرامجها زيارة الموقع.
بعد غياب دام خمس سنوات تعود الجمعية التونسية للنهوض بالنقد السينمائي إلى النشاط بإصدار جديد وموقع إلكتروني.
الجمعة 2024/08/23
ShareWhatsAppTwitterFacebook
الجمعية تحتفي بالناقد الراحل خميس الخياطي
تونس - على غرار بلدان عربية كثيرة تراجع حضور النقد السينمائي في تونس بشكل كبير في وسائل الإعلام المكتوبة وحتى المرئية والمسموعة، وبات الاكتفاء بتناقل انطباعات سطحية أو أخبار عامة، ما يجعل الساحة السينمائية تواجه نوعا من الخواء، وهو ما يؤثر بشكل كبير في مستقبل الصناعة السينمائية.
ويرى الناقد السينمائي التونسي كمال بن ونّاس أن “الأهم من الإنتاج السينمائي هو الثقافة. ومن يشاهد فيلما طيلة عشر سنوات، من دون أن يقرأ حوله أي تعليق أو نقد، فكأنه لم يشاهده، وقد تترسّب في ذهنه صور متواترة، من دون أن يكون لهذه الصور معنى أو ترابط فيما بينها. النقد السينمائي في جوهره هو خطاب على الخطاب، كلام على الصور، الهدف منه إعطاء فكرة وموقف واضح لهذا الناقد، ثم منح المتفرّج فرصة ليختبر ما فهمه وما لم يفهمه”.
أما الناقد المصري أمير العمري فيرى أن “النقد السينمائي لا ينحصر فقط في الكتابة عن الأفلام، بل عن الاتجاهات والتيارات السينمائية الجديدة وإعادة اكتشاف الأفلام المجهولة في تاريخ السينما، كما أن دور الناقد من الناحية الجمالية يمكنه أن يساهم في تنوير المتفرج، عن طريق الكشف عن الجوانب الجمالية والفنية الكامنة في نسيج الفيلم فيجعل مشاهدته أو العودة إليه متعة لا تعادلها متعة”.
وإيمانا بأهمية النقد السينمائي عادت الجمعية التونسية للنهوض بالنقد السينمائي إلى النشاط من جديد بعد سنوات من التوقف منذ سنة 2017، وهي جمعية تعنى بدعم الحركة النقدية السينمائية خاصة عبر إصداراتها، كان آخرها مؤلف جماعي عبارة عن كراس بعنوان “نظرات على سينما الهواة بتونس”.
ومؤخرا ضمن فعاليات المهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية (فيفاك)، المنتظم من 17 إلى 24 أغسطس الجاري، قدمت الجمعية كراسها الأخير الذي أشرفت عليه الباحثة والسينمائية ورئيسة الجمعية أنس كمون ونائب الرئيسة الجامعي والناقد السينمائي كمال بن وناس.
يضم الكراس 132 صفحة تنقسم إلى بابين، الأول بعنوان “فيلم الهواة في تونس، قراءة نقدية” ويضم سبعة نصوص سبق أن تم تضمينها في كتيب أنجزته الجمعية خلال الدورة السابقة من المهرجان، وفيه قراءة لسبعة أفلام عُرضت سابقا في المهرجان من ضمنها أعمال تُوجت بجوائز. أما الباب الثاني من الكراس فقد خصص لقراءات في سينما الهواة في تونس ويقدم أربعة مقالات وبيبليوغرافيا سينمائية.
وتجدر الإشارة إلى أن الجمعية التونسية للنهوض بالنقد السينمائي استأنفت نشاطها خلال السنة الفارطة بعد أن انقطعت عن النشاط لمدة خمس سنوات منذ سنة 2017 بسبب غياب الدعم المادي، حسب تصريح كمال بن يونس خلال الندوة.
وفي حديثه عن هذه العودة أوضح بن وناس أن الجمعية استأنفت نشاطها من خلال الاهتمام بالسينما التونسية بالعودة إلى تاريخها وذاكرتها، وفي هذا الصدد أنتجت خمسة كتب من ضمنها “نظرات على سينما الهواة بتونس” وأربعة أعمال سترى النور قريبا. وستخصص ثلاثة كتيبات منها للمخرجين السينمائيين الثلاثة عبداللطيف بن عمار والصادق بن عيشة والجيلاني السعدي.
وبيّن أن الجمعية بصدد العمل على مؤلف يضم تقديما لكل الأفلام التونسية التي أنتجت بين 2021 و2023 وسيتضمن قراءة لكل فيلم علاوة على لقاء مع مخرجه أو منتجه.
وحول دورية هذه الكراسات التي قدمت عددها الأول خلال هذا اللقاء، صرحت رئيسة الجمعية أنس كمون بأن الجمعية تطمح لإنتاج 3 كتب سنويا إضافة إلى مؤلف رابع يوثق أعمال الندوة السنوية المزمع تنظيمها والتي ستحمل عنوان “ملتقى خميس الخياطي للنقد السينمائي”، وذلك تكريما لروح فقيد الساحة الصحفية والسينمائية الناقد خميس الخياطي. وسيكون هذا الملتقى بمثابة فضاء للتفكير والكتابة وإقامة الورشات، ومن المرجح أن ينتظم خلال شهر نوفمبر تحديدا قبل فعاليات أيام قرطاج السينمائية.
وفي السياق ذاته ذكرت كمون أن الجمعية أصدرت بمناسبة أربعينية الراحل خميس الخياطي مؤلفا جماعيا آخر بعنوان “خميس الخياطي: تأملات في كتاباته النقدية”.
وبمناسبة هذا اللقاء الذي حضره عدد هام من الصحافيين والمختصين في مجال السينما، أعلن مدير المهرجان الدولي لسينما الهواة بقليبية عن إطلاق الموقع الإلكتروني الخاص بالجمعية التونسية للنهوض بالنقد السينمائي، والذي يتضمن أغلب مقالاتها وأنشطتها ويمكن للمهتمين والراغبين في الاطلاع على أنشطة الجمعية وبرامجها زيارة الموقع.