الفيلم الهندي الرائع"حياة الماعز" The Goat Life 2024

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفيلم الهندي الرائع"حياة الماعز" The Goat Life 2024

    الفيلم الهندي الرائع"حياة الماعز" The Goat Life 2024 (ساعتان وخمسون دقيقة) الذي يسلط الضوء على نظام "الكفيل"(صورة أخرى للعبودية الجاهلية) بشبه الجزيرة العربية، يعكس مأساة إنسانية قاسية على المشاهدة، فما بالك عمّن عاشها بشكل حقيقي، معاناة قد يبدو معها الموت أرحم بكثير. هذا ما حدث مع بطل الفيلم الهندي المسلم "نجيب محمد" على يد "كفيل" مزور سوف يختطفه رفقة صديقه من باب المطار، لتتداعى الأحداث كاشفة عن صنوف من العذاب الشديد التي تعرض لها بطل الفيلم كراعٍ للماعز وسط جحيم الصحراء وسادية كفيله، قبل أن يتمكن -في إحدى المحاولات- من الهروب بمعجزة رفقة صديقه ورجل إفريقي، لينهي رحلة الكفاح من أجل العودة إلى الديار وحيدا بعد وفاة الصديق واختفاء الإفريقي، وأيضا بعد أن قضى ثلاثة أشهر بالسجن، في انتظار لحظة مجيء الكفلاء ليتعرفوا على مكفوليهم الآبقين والعودة بهم إلى الصحراء، أما أولئك الذين لم يحضر كُفلاؤهم الحقيقيون فيستفيدون من استصدار تصاريح الخروج والعودة إلى بلدانهم. ولحسن حظ "نجيب" فقد اتضح له -في مشهد يعكس جانبا من عبثية الحياة- على لسان الكفيل المزور أنه كان ضحية اختطاف وتعذيب لثلاث سنوات.
    فهل لأن كفيله كان مزورا كما اكتشف في النهاية فهو ضرب من الحظ، على الأقل لأنه نجا من العودة إلى الجحيم مرة أخرى؟ ذلك، أنه لو كان تحت وصاية كفيله الحقيقي، لكان في هذه الأثناء عائدا إلى الصحراء مرغما؟
    أم أنه نوع من المرارة والأسى اللذين قد يشعر بهما المرء أمام اكتشاف أنه ظلّ مختطفا ومعذَّبا بقسوة من قبل شخص لم يكن كفيله الحقيقي؟
    في كل الأحوال، يبقى هذا الفيلم جديرا بالمشاهدة، وإن كان يفيض بكمّ كبير من الألم الذي قد يجثم على صدر المشاهد أيضا، حتى أننا في لحظات ما نشعر بالجفاف الذي يتيبس له الحلق ونحن نشاهد البطل ينشد السراب على أنه ماء، ونشعر بوخز في أقدامنا ونحن نرى رجليه المتورمتين والطافحتين بالتقرحات، كما نتلقى مع البطل لسعات الرمال جراء تلك العاصفة التي هجمت فجأة في الصحراء، أو تخور قوانا ونحن نرى أفاعي الرمال تنبعث من مخابئها وتتسلق قدمي "نجيب" وهو متسمّر في مكانه بتحذير من الرجل الإفريقي، وغير هذا كثير من المشاهد التي تنجرح لها الروح، والتي لا يفوقها فظاعة من حيث الألم سوى ما يحدث على أرض "غ* ز*ة" من جرائم إبادة وتطهير في حق شعب أعزل إلا من صبره وبسالته وصموده.
    للإشارة، فالفيلم مقتبس من الرواية الشهيرة "أيام الماعز" للكاتب الهندي بنيامين، التي تستعرض تجربة العمالة الوافدة في السعودية خلال السبعينات.
    **********************
    مما ورد في نهاية الفيلم:
    (كل المصائر البشرية التي لم نختبرها من قبل، هي مجرد قصص بالنسبة إلينا).

    (الشهور الثلاثة التي قضيتها في السجن كانت أطول من السنوات الثلاث التي قضيتها في الصحراء، فمنذ بدأت أشعر بالأمل حيال العودة إلى المنزل لم أنم البتة).

    (طال انتظار إصدار تصريح الخروج، وفي المطار وسط حشد من الوافدين ينتظرون بحقائب كبيرة مليئة بالعطور، أجهزة تسجيل، وأجهزة تلفاز، ستكون "ساينو" وابني في انتظاري، كل ما في جعبتي لأعطيه إياه هو الوقت المتبقي من عمري).
    *********
    هذه ليست قصة "نجيب" فحسب، إنما هي حزن آلاف الأشخاص الذين فقدوا حياتهم في الصحراء، وتركوا وراءهم بلادهم وديارهم من أجل البقاء أحياء.
    @à la une
يعمل...
X