المخرج هشام الجباري: "التيساع فالخاطر" كوميديا عن تقاليد الزفاف المغربي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المخرج هشام الجباري: "التيساع فالخاطر" كوميديا عن تقاليد الزفاف المغربي

    المخرج هشام الجباري: "التيساع فالخاطر" كوميديا عن تقاليد الزفاف المغربي


    النجاح في الكوميديا يتطلب أن يقارب الممثل الفكاهة لدى الجمهور.
    السبت 2024/08/17
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    هزل يناقش مواضيع جدية

    تُعرض للمخرج هشام الجباري هذه الأيام سلسلة هزلية بعنوان “التيساع فالخاطر”، يسلط فيها الضوء بطريقة كوميدية على تقاليد الزواج في المغرب واختلاف العادات والتقاليد بين طبقات المجتمع.

    الرباط - تدور أحداث سيتكوم “التيساع فالخاطر” للمخرج المغربي هشام جباري حول زوجين مهاجرين قضيا حياتهما رفقة أولادهما خارج الوطن، قبل أن يقررا العودة والاستقرار مجددًا بالمغرب لتتوالى الأحداث والمغامرات في قالب فكاهي هزلي لا يخلو من المواقف الساخرة المليئة بالرسائل.

    العمل من بطولة فضيلة بنموسى، عبدالله ديدان، ماجدولين الإدريسي، عزيز دادس، باسو، هند السعديدي، بديعة الصنهاجي، وفتاح الغرباوي، إضافة إلى بعض المؤثرين المغاربة.

    غاب السيتكوم الكوميدي “التيساع فالخاطر” عن البرمجة التلفزيونية الرمضانية للقناة المغربية الأولى المعروفة بعرض الأعمال الكوميدية، وأثار هذا الغياب مجموعة من التساؤلات حيث تأخر ثلاث سنوات.


    مخرج ينتقد المجتمع بالكوميديا


    وفي هذا السياق كان لصحيفة “العرب” حوار مع المخرج هشام الجباري حول كواليس أحداث هذا العمل الذي يعرض حاليا على القناة المغربية الأولى، حيث يقول “سيتكوم ‘التيساع فالخاطر’ نتاج تعاون بيني وبين المنتجة بنكيران عن شركة ‘سبيكطوب’، جاء بعد نجاح سلسلة ‘دار الوراثة’ التي تناولت صراعا عائليا تقليديا في رياض بمراكش، وبعد سيتكوم ‘راس لمحاين’ حول عائلة متعددة الطبقات. ولدت فكرة هذا السيتكوم الثالث الذي يتناول موضوع عائلتين، إحداهما من الخارج والأخرى من داخل الوطن، لإكمال تناول موضوع العائلة من جميع الجوانب الطبقية، حيث جاءت فكرة هذه السلسلة الهزلية من خلال الاهتمام بتنظيم حدث كبير في الثقافة المغربية، وهو حفل الزفاف الذي يجمع بين عائلتين مختلفتين ثقافيا وفكريا، ويكون الهدف هو العمل على نجاح هذا العرس، حيث يسعى كل طرف من العائلتين للتدخل في شؤون الزواج كل من وجهة نظره الخاصة تجاه الترتيبات اللازمة دون التسبب في إحداث ضرر في حفل الزفاف”.

    ويرى المخرج المغربي أن “الشعب المغربي يُقبل على الكوميديا أكثر من الدراما، لأن الكوميديا تُعتبر من الفنون الأكثر شيوعًا وقبولا على مستوى العالم، والمغرب ليس استثناءً، حيث إن الكوميديا تمتلك سحرا خاصا يجذب الجمهور نظرا لقدرتها على معالجة القضايا الاجتماعية والسياسية بطريقة خفيفة، وهي أقرب إلى الجمهور المغربي، لأنها أيضا ترتبط بتقاليد وحكايات شعبية تعكس روح الدعابة والفكاهة التي تتغلغل في الحياة اليومية للمغاربة، رغم أن النجاح في الكوميديا ليس سهلا إذ يجب على الممثل أن يلامس الحس الفكاهي للجمهور ويعبر عن همومه وتطلعاته بطريقة هزلية تجعله يضحك وفي الوقت نفسه يتأمل في ظروفه”.

    ويوضح أن “لكل مجتمع عناصر ثقافية فريدة تحدد ما يعتبره مضحكا أو مسليا، مما يضع الكوميديين أمام تحدي فهم هذا التنوع الثقافي واستخدامه لصالحه، ربما لأن السخرية تقدم مساحة للتنفيس عن الضغوط الحياتية بأسلوب بسيط ومباشر، بينما الدراما تميل إلى تناول القضايا بعمق أكبر، مما يتطلب من الجمهور تفاعلا أكثر جدية وتركيزا. ورغم أهمية الدراما في نقل القصص والمشاعر العميقة، إلا أن الجمهور قد يميل في بعض الأحيان إلى تفضيل الكوميديا كوسيلة ترفيهية أكثر خفة وأقل تعقيدا، تساعده على الابتعاد عن ضغوط الحياة اليومية والاستمتاع باللحظة”.



    ويسعى الجباري إلى إيصال العديد من الرسائل الاجتماعية والثقافية من خلال هذه السلسلة الهزلية، إذ يوضح “أحيانا، عندما يكون لدينا مشروع زواج قريب، فأول ما نفكر فيه هو المظاهر، مثل الصداق المقدم، الزفاف، الطعام، والصورة الخارجية، أكثر من اهتمامنا بالعلاقة بين الزوج والزوجة وتوافقهما نفسيا واجتماعيا واقتصاديا. العمل ككل يعكس مجموعة من الأحداث التي يعيشها المغاربة في هذا السياق، وأتمنى أن ينال هذا إعجاب الجمهور المغربي”.

    ويشرح المخرج أن “لكل عمل سحره وجاذبيته، لكنني أرتاح في القصة الجيدة والجميلة، بالطبع تبقى السينما هي الأجمل لأنها تتطلب تركيزا أكبر، بينما التلفزيون متعب من حيث عدد الحلقات، لكنه يبقى الأقرب إلى الشعب والأسرع في إيصال الرسالة، بينما السينما لا تزال محدودة وتبحث عن جمهورها وتقتصر على بعض المدن، أما المسرح فهو يحتاج إلى إرادة كبيرة من المسؤولين للنهوض به”.

    ويوضح الجباري لـ”العرب”، “لقد تعاملت مع تحديات كثيرة في الجانب الفني والإنتاجي، فعندما يتجاوز عدد الحلقات المتوقع في أي عمل فني حدودا معينة، يصبح التحدي الأكبر هو كيفية الحفاظ على جودة الإنتاج مع الالتزام بالجدول الزمني والإطار الميزاني، كما يتطلب خبرة كبيرة في الإدارة والتنسيق بين جميع أفراد الفريق، بدءًا من المخرج والمصورين إلى الممثلين وفريق ما بعد الإنتاج.

    "التيساع فالخاطر" كوميديا حول عائلتين مختلفتين ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا وتتناول تقاليد الزفاف المغربي

    وفي هذا السياق يكون من الضروري أن يحظى كل جانب من جوانب العمل بالعناية اللازمة، على سبيل المثال، الجانب الفني لا يقتصر فقط على التمثيل والإخراج، بل يمتد ليشمل تصميم الملابس، اختيار المواقع، والإضاءة، والمكياج، وحتى الموسيقى التصويرية، إذ إن كل هذه العناصر يجب أن تتماشى مع رؤية المخرج وموضوع العمل ولا يمكن التهاون فيها رغم الضغط الناتج عن العدد الكبير من الحلقات”.

    ويستدرك “أما السيتكوم فهو يتطلب ذكاء خاصا من الإنتاج، إذ يلعب الجانب الفني دورا حيويا في إبراز الشخصية وروح الدعابة، كما أن اختيار الملابس، ليس مجرد تفصيل صغير، بل هو عنصر جوهري يعكس الشخصيات ويساهم في بناء عالم المسلسل. فالتنسيق الدقيق بين هذه العناصر الفنية المختلفة يصبح أكثر أهمية عندما يتزايد عدد الحلقات، حيث يجب أن يحافظ العمل على استمرارية جودته وإبقائه جذابًا للمشاهدين. كما أن هناك تحديات إنتاجية تتعلق بإدارة الوقت والموارد مع كل حلقة إضافية، إذ يزداد الضغط على فريق العمل للحفاظ على نفس المستوى من الجودة والإبداع، لذا يتطلب الأمر وجود خطط إنتاجية مرنة ولكن محكمة، تضمن تنفيذ كل حلقة بدقة ودون التنازل عن العناصر الفنية الأساسية، لأن النجاح في التعامل مع الجانب الفني والإنتاجي في ظل هذه الظروف يعتمد على الخبرة والتخطيط الجيد، بالإضافة إلى القدرة على التكيف مع التحديات المستجدة دون التضحية بجودة العمل أو رؤيته الفنية”.

    وفي حديث عن مشاريعه المستقبلية، يقول المخرج “تم تصوير هذا العمل قبل ثلاث سنوات، ولكنه لم يُعرض في ذلك الوقت للأسف، الآن يُعرض بالتزامن مع العطلة الصيفية ويتابعه الجمهور المغربي. وحاليًا أشتغل مع القناة الأولى حول مسلسل بعنوان ‘على غفلة’ من 30 حلقة ومدة كل حلقة 52 دقيقة، يمزج بين الجريمة والدراما الاجتماعية. كما انتهيت أيضا من فيلم سينمائي بعنوان ‘حادة وكريموا’، من بطولة دنيا بوطازوت وربيع القاطي، وهو فيلم كوميدي سيُعرض قريبا في القاعات السينمائية، وهناك شريط تلفزيوني جديد بعنوان ‘فرصة ثانية’ مع القناة الأولى يضم مجموعة من الممثلين وهو عمل درامي ورومانسي مهم، يتناول الصراع بين الأحلام والواقع وسنعلن عنه قريبا”.

    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    عبدالرحيم الشافعي
    كاتب مغربي
يعمل...
X