ألفرد بخاش" فنان المرأة والجمال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ألفرد بخاش" فنان المرأة والجمال


    "#ألفرد_بخاش" فنان المرأة والجمال
    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
    من النادر الآن أن نسمع بالفنان التشكيلي "ألفرد بخاش" في الصحافة العربية، ربما بسبب نقص المعلومات عنه، أو بسبب قلة القادرين على تحليل أعماله، وكذلك لندرة أعماله المتوفرة للمتلقين والنقاد والتشكيليين على السواء.
    ورغم ذلك فإن التعرف على "ألفرد بخاش"، من خلال ما كتب عنه، يدفع المرء إلى التوقف مطولاً بهدف الوصول إلى صورة متكاملة عن هذه الشخصية المميزة في التشكيل السوري والعربي.
    .
    ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏في حلب ولد "ألفرد بخاش" عام 1921. وظهرت موهبته باكراً، وتوجه إلى رسم اللوحات.
    وفي السابعة عشرة من عمره أي في العام 1938 عرض للمرة الأولى بالاشتراك مع والده الفنان "نديم بخّاش"، الذي كان مشهوراً كفنان ومهندس.
    وفي المعرض بدت موهبته غير العادية بالنسبة إلى النقاد والتشكيليين والمتلقين،
    ☆ حتى إن الناقد الفرنسي ريمون لوار قال فيه:
    «موهبة لا تنافسها سوى موهبة والده».
    ولم يكن هذا المعرض سوى حافز لانطلاقة نحو عالميته في الفن.‏
    .
    ☆ في عام 1941 يكتب جورج الياس صقال مقالاً في مجلة «الكلمة» الحلبية يقول فيها: «... أول خاطر يمر بالناظر إلى هذا الشاب ذو ال19 ربيعا" أنه كمن هو عائش في عالم غير عالمنا، يناجي فيه أرواحاً يهفو إليها قلبه، وتحوم حولها عواطفه، ، وإذا أقبلتَ عليه بالحديث فلا تنتظر غير الانبساط في أفانين التصوير والأصباغ والألوان وكيفية تركيبها وإتقانها ومزاولة الريشة، وأمثال ذلك مما لا يبقي في محادثته ريب في أن قوى هذا الشاب محبوسة بحذافيرها على فن التصوير الذي بلغ فيه مبلغاً يقف القلم دون استيعاب وصفه، وكأن "ألفريد" شاء أن يعزز مجد هذه الأسرة فجد واجتهد».‏
    .
    نجد في لوحات الفنان بخاش، ذلك الإدراك الدقيق لأبعاد الطول والعرض والسمك للهيئة، إن كانت حجماً أو مسطحاً، فهو رسام صاحب مذهب خاص يمتاز بقوة التعبير، وقوة الإحساس.
    .
    يمثّل اللوحة بالفكرة، كلاسيكيّة أو رومانتيكيّة، فله مشاركات عميقة في كل منهما، ولرسومه طابع غريب لأنها تعيش في جوٍ من الحياة والحركة، وهو جو سحري متمّوج، تحس معه بالتجاوب،
    .
    ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏لقد تلقى ألفرد أصول الفن من والده، وتابع مراحل التعليم المدرسي، إضافة إلى أنه كثف من مطالعاته الفنية من الكتب التي كان والده يؤمنها له. فأصبح في الوقت نفسه فناناً ومثقفاً وتقنياً. وهكذا فقد استمر إرث العائلة الفني من الجد "رزق الله بخاش" الذي كان فناناً تشكيلياً مشهوراً، إلى الأب المعروف والمحترف في الرسم"نديم بخاش"، الى الابن "الفرد" الذي ذاع صيته على مستوى عال.‏
    .
    ☆ في عام 1944 كتب "لطفي موصلي"، بعد زيارته لمرسم ألفرد بخاش: «وأول ما يسترعي الانتباه في مرسم صديقنا "بخاش" لوحاته المختلفة، فمنها لوحات زيتية أعمل في بعضها ريشته وفي بعضها استعاض عن الريشة بالسكين، ومنها ما رسم بالألوان المائية، ومنها بالقلم البسيط، ومنها بلونين أو ثلاثة، ومنها بالحبر الصيني، ولم يكتف "ألفريد" بهذا التنوع بل أكب على فن النحت أيضاً، وأول محاولة له في ذلك أنه نقل صورته من المرآة».‏
    .
    ☆ شارك ألفريد عام 1948 م في (معرض أصدقاء الفنون)، واشتركت فيه مجموعة من الفنانات السيدات والفنانين، وقد قدم هذا المعرض الشاعر عمر أبو ريشة، و تضمن دليل المعرض الذي كان عبارة عن كتاب مؤلف من / 68 / صفحة مقدمة باللغة العربية كتبها الأديب "سامي الكيالي".
    .
    في العام 1953 كتب "أدونيس" تحت عنوان (عشتار تستفيق) مقالاً في جريدة البناء الدمشقيّة، تُعتبر من أجمل وأبلغ ما كُتب عن الفنان "ألفريد بخاش" جاء فيها:
    《 نحن في بحث دائم عن الفنان، ليس لأن بلادنا فقيرة بفنانيها، بل لأنها غنية بجمالها، غنية بفنها،
    فالجمال عندنا يُولد في كل لحظة..
    و "ألفريد بخاش" ليس نبياً في الفن، ولا إلهاً. إنه إنسان، وإنسان متواضع جداً.
    الأثر الفني عنده، منحوتة كانت أو لوحة، تطلّع إلى ذروة الجمال، وإحساس مرهف يرافق هذا التطلّع. تحس في اللوحة عنده أن عناصر اللوحة من اللون والضوء والظل، تتسابق كلها، لتصل إلى تلك الذروة، وهي تعرف أنها بعد في أول الدرب》.
    .
    وقال الناقد "طاهر البني" في كتابه «الفن التشكيلي في حلب»: «عرض الفنان "بخاش" 92 عملاً فنياً، نُفذ 53 منها بالألوان الزيتية، و 29 عملاً نفذها بالألوان المائية، و 4 أعمال نفذها بالأقلام الملونة، و 8 أعمال نحتية ... «.
    وتابع: «تنوعت موضوعات الفنان "بخاش" في هذا المعرض، بين رسم الشخصيات المعاصرة له، وسيدات المجتمع الأرستقراطي، وبين تصوير للطبيعة المحلية بحلب، بالإضافة إلى تصوير الزهور وغيرها من الموضوعات التي يغلب عليها الطابع الرومانسي والتزييني، ومن عناوين لوحاته:
    (مولد فينوس - مدام ربّاط - الموسيقار - بساتين حلب - زهر أحمر - امرأة أفعى - أبو العلاء المعري - ذات الشعر الأحمر - توفيق الحكيم)
    .
    ومن الأعمال النحتية التي شارك فيها مجموعة من المنحوتات التي تمثل بعض الشخصيات التاريخية والمعاصرة منها: (أبو العلاء المعري - قسطاكي الحمصي - سعد الله الجابري).‏
    .
    ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏تفرغ "ألفرد بخاش" للفن، وأصبح هاجسه الوحيد، وهذا الإصرار وتلك المتعة، جعلتاه قادراً على التوصل إلى مستوى فني رفيع. فأصبح أستاذاً للفن في عدد من الأكاديميات والجامعات في الوطن العربي. ومنذ عام 1951 شاع اسمه كواحد من رموز الفن في عالمنا العربي، وانطلق إلى العالمية، حيث كرم في الصحافة الغربية، وأشير إليه كواحد من فناني العصر المرموقين.
    .
    ☆ تناوله النقاد بالمديح، وقالت عنه الصحافة الفرنسية: «إن الفنان المبدع "ألفرد بخاش"، هو أول من وُفق بإنتاجه إلى إعطاء فكرة عن وطنه سورية».
    وطفقت شهرته الآفاق، حتى إن الرئيس الأمريكي "جون كينيدي" وزوجته حضرا إلى مرسمه للتعرف إلى هذه الشخصية الفنية المبدعة.
    .
    وقد أنجز في تلك الفترة إناء كريستال محفور عليه رسم الغزلان.‏
    .
    كان "ألفرد بخاش" يدعو إلى التجديد الفني، وإلى تجديد الأفكار الفنية، لأن الفن بحاجة إلى تطوير وتحديث على الدوام.
    .
    ☆ وذكرت «جريدة النجم الجديد» في عددها الصادر بتاريخ 3 شباط 1948م تحت عنوان «الفنون الجميلة في مدينة حلب»:
    «الأستاذ "ألفريد بخاش" مجدد يدعو زملاءه وأصدقاءه دائماً إلى التجديد في عالم الفن، وها هو ينظم معهم أول معرض للرسم والنحت في عاصمة الحمدانيين».
    .
    ☆ أما "عبد الله يوركي حلاق" في «مجلة الضاد» الحلبية عام 1948م في شهري كانون الثاني وشباط مقالاً عن معرض "بخاش" جاء فيه:
    «ووقفنا أخيراً أمام تلك المجموعة الكبيرة الرائعة من آثار صديقنا المتفنن الموهوب القدير السيد "ألفريد بخاش"، فدهشنا لما امتازت به من جمال وإتقان... على أن معظمها يمثل أناساً أو مناظر نعرفها معرفة تامة،
    فمن لوحاته ذات الطابع المحلي «فجر الاستقلال - الربيع - شقائق النعمان - بساتين حلب - بياع الزعتر - الحجّار الصغير».‏
    إن عناوين هذه اللوحات تدل على التوهج الوطني والإنساني عند "ألفرد بخاش". فهو المتحمس وطنياً والغارق في التعاطف الإنساني، يربط الوطن المستقل حديثاً بالورود والبساتين، وكذلك بالإنسان البسيط الذي قدم ما استطاع ليمسي الوطن حراً.‏
    تابع معارضه في الداخل والخارج، وفي كل معارضه العالمية، كان العلم السوري دائماً مرفرفاً، وهو يعرِّف بنفسه أنه فنان عربي سوري من حلب.‏
    .
    ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏إضافة إلى رسم اللوحات، برع بخاش في الرسم على الكريستال وفي النحت والتصوير والتصميم، وأصبحت نحوته وتصاميمه تلقى التقدير في كل مكان
    .
    ☆ ويقول الدكتور "عفيف بهنسي" عنه:
    «إن الفنان "الفريد بخاش" يُحرك موضوعاته حركات رائعة، رشيقة كأنها على موعد مع فرحة الأضواء التي تشع على جميع الألوان في اللوحة».
    .
    لقد اتسمت هذه الأعمال النحتية بنعومتها ورشاقتها، خصوصاً تلك التي تناول فيها المرأة في أعمال نصفية، فاستحق أن يلقب «بفنان المرأة» لما قدمه من أعمال نحتية وتشكيلية تناولت العديد من الشخصيات النسائية.‏
    لم يعرف بخاش في حياته سوى مهنة الفن التي أخلص لها وأعطاها كل وقته وجهده.
    .
    ☆ لقد وصفته «مجلة اللواء» الحلبية بتاريخ كانون الأول عام 1948 تحت عنوان «فنان حلبي حمل وزر فنه» بأنه:
    «فنان بكل معنى الكلمة، لا يعرف من ألوان الحياة إلا هذا الفن الخالد».
    .
    في عام 1953 انتقل "ألفرد بخاش" إلى بيروت، واستقر هناك يعمل ويتابع مسيرته الفنية. وقد ساهم بشكل كبير في تطوير الحركة الفنية في لبنان.
    وفي عام 1982 خلال الحرب في لبنان، أصيب محترفه في بيروت عدة مرات، وأتى الدمار على معظم محتوياته. وبعد ذلك بدأت صحته بالتدهور إلى أن فارق الحياة في عام 1994، بعد خمسين عاماً قضاها في الفن.‏دون ان يتزوج فقد عاش حياته للفن فقط.. رحمه الله
    .
    ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏بطاقة‏
    -------------‏
    أقام معارض خاصة به، في كل من سويسرا وفرنسا وإنكلترا وأمريكا‏
    نال جائزة عالمية عن رسم للغزلان على الكريستال‏
    ▪︎جوائز معارض وزارة التربية في دمشق مابين الأعوام 1950- 1956″،
    ▪︎ وجائزة لتمثاله «الجندي المجهول في دمشق. وفاز تصميمه من بين أكثر من 140 عملاً عالمياً في معرض «تايتي غاليري» في لندن في العام 1953.‏
    ▪︎ عضو أصيل في لجنة تحكيم المعرض الدولي الأول في فلوريدا.‏
    ☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
    صحيفة الثورة السورية
    ومصادر اخرى





يعمل...
X