#بيت_غزالة متحف يخلد ذاكرة حلب الجميلة
-------------------------------------------------------------
بني "بيت غزالة" في عهد الدولة العثمانية وهي إحدى أوسع الدور التي شيدت في ذاك العصر وأكثرها حفاظاً على طابعها الأصلي المتميّز. وعرفت باسم "بيت غزالة" نسبة إلى العائلة التي سكنتها قرابة القرنين .
ويعود إنشاؤه الى "خجادور بن بالي" 1619 ثم سكنته عائلة "ستبا عايدة" ثم عائلة غزالة 1834..
.
وحوِّلت الدار إلى مدرسة ألمانية في عام 1914 ثم أبتدائية لطائفة الأرمن ولقد تم ترميمها في الآونة الأخيرة لتصبح متحفاً يخلد ذاكرة مدينة حلب الشهباء
.
تقع الدار في أقصى ضاحية كبيرة شمالي غرب المدينة وهي ضاحية ازدهرت في العصر المملوكي وضمت شتى فئات السكان.
وكان الجزء المعروف بحي "الجدَيْدة" في هذه الضاحية يحتضن كنائس عديدة، ويقطن فيه أعيان الجالية المسيحية بمختلف طوائفها ولا سيما الأرمن الذين اختصوا بتجارتهم مع بلاد الفرس والهند.
-
شُيّد "بيت غزالة" أمام مؤسستين كبيرتين تابعتين للأوقاف الإسلامية ▪︎بنيت أولاهما في الفترة بين عامي (1583 و1590)
▪︎ والثانية في عام (1653)
وكانتا تشكلان مركزين حيويين في حي كبير يسكنه مسلمون ومسيحيون على حد سواء.
-
وتبرزالدار بمساحتها الكبيرة وزخارفها الغنية الرائعة ثراء الجالية المسيحية في حلب ومدى نفوذها في القرن السابع عشر الميلادي.
وكانت تلك الزخارف التي صنعها كبار الحرفيين الحلبيين خالية من أي تمثيل بشري مجسد والذي كان محرما بصفة عامة في تلك الأيام إذ كان المسيحيون والمسلمون يراعون نفس العادات والتقاليد القديمة المتوارثة .
.
ولقد شملت تلك اللوحات الزخرفية نقوشاً عديدة وحكماً شعبية وقصائد صوفية ومقاطع من المزامير التوراتية.
وأبرز تعدد هذه المصادر مدى إلمام فئات المثقفين الحلبيين بالثقافة العربية بل وأبرز أيضاً مدى إلمامهم بثقافات شتى أخرى.
.
يتميز "بيت غزالة" بعناصر معمارية متميزة :
▪︎أربعة باحات مكشوفة ،
▪︎ويرتفع على أربع سويات ،
▪︎ له أربعة مداخل لأقسامه الأربعة : حرملك ، سلاملك ، و للخدم ، و للضيوف .
▪︎فضلاً عن المغارة المنقورة في الصخر تحت الأقبية و استعمالاتها المتعددة ، فضلاً عن حفظ الأطعمة و الاشربة برطوبة مقبولة .
▪︎أما الأقبية المتعددة الوظائف فهي لاتقاء حر بعد الظهر أيام الصيف ، و للخدمة أحياناً ، وللسكن أحياناً أخرى للعاملين في المنزل .
.
تمتاز غرف بيت غزالة بأتساعها و زخرفتها و تنوع وظائفها ، فهي متسعة بحيث تعتبر بعض الغرف قاعات كبيرة ، و كلها ذات عمارة متميزة بوضوح . و تختلف عن قاعات المنازل المعاصرة في حي "الجديدة" الذي يشكل قسماً من الضاحية الشمالية خارج الأسوار .
.
¤ الباحة الرئيسية ، و حيث حركة سكان المنزل الدائمة ،
تتميز ب :
☆اتساعها و تبليطها بالحجر الكلسي النحيت ، فضلاً عن بعض المساحات المبلطة بمشققات المرمر و خاصة أمام الإيوان و حول حوض الماء .
☆ في الباحة حوض ماء مستطيل الشكل ، قليل العمق لقلة مياه حلب في القديم ؛ يعلوه حوض صغير لحركة الماء و خريرها الممزوج مع أصوات الموسيقيين العازفين و هم جلوس على سطيحة تعلو الحوض الصغير .
☆ الحوضان و سطيحة الموسيقيين موجهة نحو الإيوان حيث يمضي القاطنون في البيت فترة بعد الظهر في الصيف بعيدين عن أشعة الشمس التي لا تدخل أواوين البيوت التقليدية و اتجاهها الغالب نحو الجنوب .
☆ جدران الباحة و الإيوان و (( الطوان وهو رفراف من الخشب في مقدمة الإيوان العليا )) و فوق فتحات النوافذ و الأبواب ؛ زخارف حجرية رائعة جداً عرفت حلب بها ، و لا تشوبها زخارف الروكوكو ( الباروك ) التي نحتها المعماريون في ابنية أخرى مجاورة .
¤ المستوى الرابع فوق مستوى المغائر و الأقبية و حول الباحة ؛ يضم قاعات كبيرة لها سقوف خشبية رائعة تفوق سقوف غرف المستوى الثالث ، ولبعضها بروز على الشارع بطنف خشبي ( كشك ) يعد الأوسع و الأطول بين أكشاك المحلة و حتى المدينة القديمة ( 13 متراً ) ،
.
ملكية هذا القسم خاصة و لا بد من استملاكه و ترميمه و إلحاقه بمجموع المنزل .
¤ قسم السلاملك بباحته و غرفه ، و اكبرها (القاعة الحمراء) بزخارفها الخشبية و الأشرطة الكتابية تضم القصائد الشعرية و الحكم الرصينة .
¤ للخدمة قسم خاص منفصل تقريباً عن الحياة المنزلية لعائلة نبيلة : •المطبخ و بقربه • غرف التموين و • غرفة تحضير الطعام ، ،ثم تجهيز (( السفرة )) و نقلها حيث يرغب السكان تناول طعامهم .
.
¤ قسم خاص للنساء (( الحرملك )) و مدخله خاص به و فيه قاعة مربعة ( قاعة الباحة على شكل حرف T المقلوب و في عتبتها الرائعة حوض ماء ) في منتصفها قوس مدبب ، و خشبيات ناعمة ، و نصف قبو جميل يتوسطه حوض ماء لإقامة طويلة للنساء .
• حمام خاص ، الوحيد المنزلي في مدينة حلب القديمة ، و أقسامه كاملة ؛ له مدخل من القاعة الرئيسية ، و آخر لدخول الخدمة إلى الحمام ، فضلاً عن خدمات الحمام ؛ و باحة خاصة به .
◘ المغارة : فيها قسم لتقطير العنب و صنع النبيذ الخاص بالعائلة المسيحية .
.
¤ مساحة البيت 1700 ألف متر مربعاً على عدة مستويات و ربما كانت تسكنها عشرات العائلات فضلاً عن الخدم الذين يقومون على الخدمة
و الحركة و الوظائف فيه محددة ، وواسعة ؛ فالمجموع مستعمرة قائمة بذاتها .
¤ براعة فائقة في التصميم المعماري يربط بين مختلف أجزاء البيت ، فضلاً عن العنصر الجمالي و الرسوم المنقوشة على الخشب ( الحريري و العجمي ) و استخدام الزجاج المعشق الذي بتنا نفتقده في مختلف المنازل
.
ملاحظات:
1- أُملي اسم غزالة بالأحرف اللاتينية بآشكال مختلفة تعود إلى خيار الفرع المعني من الأسرة، فكتب بالأشكال Gazaleh, Ghazaleh, Ghazalé, Gazalé, Ghazalah, Ġazaleh
.
2- بنيت أقدم أجزاء الدار قبل أكثر من 350 عاماً
.
3- أصبح"بيت غزالة" مدرسة ألمانية في بادئ الأمر ومن ثم مدرسة أرمنية .
.
4- لا يوجد في اللوحات الخشبية المزخرفة المعروفة التي كانت في بيوت المسلمين في حلب أي تمثيل مجسد لمخلوق حي خلافاً لًما كان في القصور الحلبية في القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين حسب ما أفادت به النصوص وفي قصور الفرس في القرن السابع عشر الميلادي.
.
◘ قامت مديرية الآثار والمتاحف في الفترة بين عامي 2007 و2011 بعملية ترميم كبيرة للدار بغية تحويلها إلى متحف يخلد ذاكرة مدينة حلب الشهباء. وشملت أعمال الترميم إعادة رسم وتجديد بعض أجزاء اللوحات الزخرفية الذي تكفل به حرفيون من دمشق
6- بينما شرع بعض سِلّان "عائلة غزالة" في إعداد دراسة علمية عن الدار تضمنت بحثاً تاريخياً عن الحي والدار ودراسة تحليلية لمختلف العناصر الزخرفية ومسحاً معمارياً مفصلاً يمكّن من تعيين مراحل تطور الدار بدقة منذ تاريخ إنشائها.
.
للاسف دمر "بيت غزالة"اثناء الحرب على سورية ثم بتثير ازلزال الذي ضرب حلب عام 2023 م
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
مدونة وطن
الموسوعة العربية