"في جمال أصابعها".. قصيدة غزلية من الأدب الأفغاني البديع
إسطنبول ـ تلفزيون سوريا
يُعرَّف هذا النص الذي ينفرد موقع تلفزيون سوريا بنشره باللغة العربية، بأنه من النصوص الشعرية المتميزة في وصف "الأصابع" في الأدب الأفغاني. وقد تمّت ترجمتُه عن اللغة الهولندية بعد أن نقله اللاجئ الأفغاني في هولندا (أحمد باشهر حقّاني) من اللغة الأوردية إلى اللغة الهولندية.
النص مليء بالمشاعر الصادقة والعواطف الجيّاشة ويعكس مدى امتلاك الشعب الأفغاني لأدبٍ بالغ الأهمية، وهو من كتابة شاعر من (طاجيك) أفغانستان أحبّ فتاة من (البشتون)، وبالتالي فإن الإسقاطات الواردة في النص لافتة للغاية:
"أيّتها الجبال العالية،
اليوم اكتشفتُ لماذا ترتفعين نحو السماء
لِتتعمشق أصابعُها حوافَّك القديمة
لِتأخذي أعلى مستوى من الطمأنينة؛ وأنك في الطريق الصحيح نحو الإله
أصابعُها تمدّ المسافة بين "بشتون الجبال وكابول المنفى"
أركضُ خلف أصابعها فتُنكرني
أهيمُ للوصول إلى حوافّها فتغرقني بنقاشات تُبقيني في ساحة اللّايقين
أيَّتها الأصابع التي لا تعرف الاستقرار، مثل بلاد أدمنتْ الحروب
خذيني من أذني، طفلاً مذنباً، كي أصغي إلى لمسات الحضور
سرِّحي شعر صدري المعمّم بالبياض، جدّليه إن شئتِ أغنيةً
صافحيْني لعلّي أتعرّف إلى أبعاد المسافات
كيف لي أن أمنعَ أصابعك من العزف على أوتار غيابي؟
وبلادنا يا حبيبة، لا أستطيعُ لفظ اسمها، كلُّ ما فيها ممنوع:
عشقها سرّ،
حكامها سرّ
انتصاراتها، وهزائمها سرّ كذلك
يا أصابعها التي تملأ ساحة الرؤية في أفقي:
كيف لي، بعد اليوم، أن أعيش دون أن تعزفي على لوحة المفاتيح اسمي؟
وقد قيّدكِ، بعد اليوم، "بشتون" النصر بأسوار من الممنوع
خيّطي أيامي بالرماد، كي أقابل الملائكة بطعم لمسات أصابعك
غيبي كأنك نصرٌ مؤجل
غيبي كأنك هزيمةٌ لا تفارق أيامي
وغيبيْ، غيبيْ كأنك لم تكوني
يا أصابعها التي أُرْضِعَت فنّ التخلي
حليبَ الفرح الهارب مني
صافحيْ المحتفلين في ساحة المعركة، قرب جبال كابول المكسوة بثلج الانتظار
قَدَري أن تبقيْ مثل شعر "اللانداي*" غائبة وسرية
وأنا سؤال مفتوح على كل الجهات:
إنْ لم تستطيعيْ أن تحبّيني،
لماذا صافحتْ أصابعُك أحلامي المؤجَّلة؟
ولماذا أيقظتِ قلبي النائم؟
وتركته يهيمُ في سراب الغياب؟".
****