بارثيليمي تيمونييه مخترع أحدث ثورة بالصناعة.. حاول العمال حرقه ومات فقيراً
منذ العصر الحجري، استعان الإنسان بالخياطة لتهيئة الثياب حيث اعتمد على العظام كإبرة وجعل من أمعاء وأوردة الحيوانات خيوطا. في الأثناء، عرف قطاع الخياطة تطورا سريعا وملحوظا بداية من القرن 18 فتمكّن الألماني تشارلز فريدريك ويسنثال (Charles Fredrick Weisenthal) سنة 1755 من ابتكار إبرة خياطة للآلات الميكانيكية تميّزت بوجود عينها عند الجهة المدببة، ووضع الإنجليزي توماس سانت (Thomas Saint) سنة 1790 تصاميم أول آلة خياطة.
صورة تعبيرية لآلة الخياطة التي ابتكرها بارثيليمي تيمونييه
ومطلع القرن 19، واصل العديد من المخترعين عملية تطوير آلات الخياطة، ولعل أبرزهم الإنجليزيان توماس ستون (Thomas Stone) وجيمس هندرسون (James Henderson) والإسكتلندي جون دونكان (John Duncan) والنمساوي جوزيف مايدسبورغر (Josef Madersperger)، وقد انتظر الجميع المخترع الفرنسي بارثيليمي تيمونييه (Barthélemy Thimonnier) ليشهدوا على ظهور أول آلة خياطة عملية تمكنت من دخول المصانع والمنازل.
طابع بريدي فرنسي ظهر تكريما لتيمونييه
عمل تيمونييه، المولود يوم 19 آب/أغسطس 1793، كخيّاط بإحدى مناطق ليون الفرنسية خلال فترة تميّزت بازدهار قطاع النسيج. وأثناء قضائه لساعات في الخياطة معتمدا على الطريقة اليدوية القديمة، فكّر بارثيليمي تيمونييه في طريقة لتسهيل عمله وتسريعه وجعله مريحا فاتجه بسبب ذلك للانعزال ساعات طويلة بورشته وعمل على صناعة آلة كتب لها أن تحدث ثورة في مجال الصناعة.
وبعد 4 سنوات من الأبحاث، وضع تيمونييه سنة 1829 آلة الخياطة الميكانيكية التي جاءت لتعوّض يد العامل بالمصنع فحصل خلال فترة وجيزة على براءة اختراع وتوجّه على جناح السرعة للعاصمة باريس للتعريف بها وتسويقها.
صورة لتيمونييه بإحدى الجرائد الفرنسية
وسنة 1831، افتتح تيمونييه بشارع سيفر (Sèvres) بباريس أول ورشة خياطة ميكانيكية بالعالم حيث احتوت الأخيرة على نحو 80 نسخة من آلته وأوكلت لصاحبها مهمة حياكة البدلات العسكرية للجيش الفرنسي.
وفي البداية، حقق المخترع الفرنسي نجاحا مذهلا وجنى مبالغ مالية هامة قبل أن يعرف نهاية مأسوية تناساه التاريخ على إثرها. فبسبب الشهرة التي حققها وإقبال الزبائن عليه، تخوّف العديد من الخياطين والعمال بالمصانع الأخرى من تيمونييه واعتبروه تهديدا لحياتهم المهنية ولقمة عيشهم فعمدوا لتحطيم آلاته وأحرقوا ورشته وهو موجود بداخلها. ولحسن حظّه، نجا هذا الرجل الفرنسي في آخر لحظة ونجح في إنقاذ نسخة وحيدة من آلاته.
صورة لأحد قبور عائلة تيمونييه
وعقب خراب ورشته، عرف تيمونييه حياة بائسة، فلجأ بادئ الأمر لإعادة التعريف بآلته محاولا إقناع العمال بأنها جعلت لمساعدتهم لا لتهديد حياتهم المهنية كما أجرى عليها عددا من التحويرات وحاول تسويقها مرة ثانية بباريس. وقد كللت كل هذه المحاولات بالفشل فأجبر تيمونييه على بيع اختراعه وعاد ليعمل بشكل منفرد كخيّاط عادي بمقاطعة الرون الفرنسية. ولتلبية حاجيات عائلته، لجأ هذا المخترع الفرنسي الذي أحدث ثورة في مجال صناعة النسيج لبيع معدات ورشته وتوفي سنة 1857 ودفن بمقبرة جماعية.
لم يعش تيمونييه ليرى النجاح الذي حققته آلة الخياطة التي ابتكرها. وبينما فشل هو في جني المال من ورائها وتوفي فقيرا، تمكنت العديد من المؤسسات الأخرى من تحقيق ثروات طائلة عقب تطويرها وتسويقها بشكل أفضل بعد وفاته. لاحقا، أعيد الاعتبار لتيمونييه فنقلت بقاياه نحو مكان آخر لتدفن بمكان ملائم، كما أصدر البريد الفرنسي سنة 1955 طابعا بريديا حمل صورته واسمه.
منذ العصر الحجري، استعان الإنسان بالخياطة لتهيئة الثياب حيث اعتمد على العظام كإبرة وجعل من أمعاء وأوردة الحيوانات خيوطا. في الأثناء، عرف قطاع الخياطة تطورا سريعا وملحوظا بداية من القرن 18 فتمكّن الألماني تشارلز فريدريك ويسنثال (Charles Fredrick Weisenthal) سنة 1755 من ابتكار إبرة خياطة للآلات الميكانيكية تميّزت بوجود عينها عند الجهة المدببة، ووضع الإنجليزي توماس سانت (Thomas Saint) سنة 1790 تصاميم أول آلة خياطة.
صورة تعبيرية لآلة الخياطة التي ابتكرها بارثيليمي تيمونييه
ومطلع القرن 19، واصل العديد من المخترعين عملية تطوير آلات الخياطة، ولعل أبرزهم الإنجليزيان توماس ستون (Thomas Stone) وجيمس هندرسون (James Henderson) والإسكتلندي جون دونكان (John Duncan) والنمساوي جوزيف مايدسبورغر (Josef Madersperger)، وقد انتظر الجميع المخترع الفرنسي بارثيليمي تيمونييه (Barthélemy Thimonnier) ليشهدوا على ظهور أول آلة خياطة عملية تمكنت من دخول المصانع والمنازل.
طابع بريدي فرنسي ظهر تكريما لتيمونييه
عمل تيمونييه، المولود يوم 19 آب/أغسطس 1793، كخيّاط بإحدى مناطق ليون الفرنسية خلال فترة تميّزت بازدهار قطاع النسيج. وأثناء قضائه لساعات في الخياطة معتمدا على الطريقة اليدوية القديمة، فكّر بارثيليمي تيمونييه في طريقة لتسهيل عمله وتسريعه وجعله مريحا فاتجه بسبب ذلك للانعزال ساعات طويلة بورشته وعمل على صناعة آلة كتب لها أن تحدث ثورة في مجال الصناعة.
وبعد 4 سنوات من الأبحاث، وضع تيمونييه سنة 1829 آلة الخياطة الميكانيكية التي جاءت لتعوّض يد العامل بالمصنع فحصل خلال فترة وجيزة على براءة اختراع وتوجّه على جناح السرعة للعاصمة باريس للتعريف بها وتسويقها.
صورة لتيمونييه بإحدى الجرائد الفرنسية
وسنة 1831، افتتح تيمونييه بشارع سيفر (Sèvres) بباريس أول ورشة خياطة ميكانيكية بالعالم حيث احتوت الأخيرة على نحو 80 نسخة من آلته وأوكلت لصاحبها مهمة حياكة البدلات العسكرية للجيش الفرنسي.
وفي البداية، حقق المخترع الفرنسي نجاحا مذهلا وجنى مبالغ مالية هامة قبل أن يعرف نهاية مأسوية تناساه التاريخ على إثرها. فبسبب الشهرة التي حققها وإقبال الزبائن عليه، تخوّف العديد من الخياطين والعمال بالمصانع الأخرى من تيمونييه واعتبروه تهديدا لحياتهم المهنية ولقمة عيشهم فعمدوا لتحطيم آلاته وأحرقوا ورشته وهو موجود بداخلها. ولحسن حظّه، نجا هذا الرجل الفرنسي في آخر لحظة ونجح في إنقاذ نسخة وحيدة من آلاته.
صورة لأحد قبور عائلة تيمونييه
وعقب خراب ورشته، عرف تيمونييه حياة بائسة، فلجأ بادئ الأمر لإعادة التعريف بآلته محاولا إقناع العمال بأنها جعلت لمساعدتهم لا لتهديد حياتهم المهنية كما أجرى عليها عددا من التحويرات وحاول تسويقها مرة ثانية بباريس. وقد كللت كل هذه المحاولات بالفشل فأجبر تيمونييه على بيع اختراعه وعاد ليعمل بشكل منفرد كخيّاط عادي بمقاطعة الرون الفرنسية. ولتلبية حاجيات عائلته، لجأ هذا المخترع الفرنسي الذي أحدث ثورة في مجال صناعة النسيج لبيع معدات ورشته وتوفي سنة 1857 ودفن بمقبرة جماعية.
لم يعش تيمونييه ليرى النجاح الذي حققته آلة الخياطة التي ابتكرها. وبينما فشل هو في جني المال من ورائها وتوفي فقيرا، تمكنت العديد من المؤسسات الأخرى من تحقيق ثروات طائلة عقب تطويرها وتسويقها بشكل أفضل بعد وفاته. لاحقا، أعيد الاعتبار لتيمونييه فنقلت بقاياه نحو مكان آخر لتدفن بمكان ملائم، كما أصدر البريد الفرنسي سنة 1955 طابعا بريديا حمل صورته واسمه.
تعليق