"رسالة الإمام" كتاب يعيد تقييم دراما مصرية بطلها الإمام الشافعي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "رسالة الإمام" كتاب يعيد تقييم دراما مصرية بطلها الإمام الشافعي

    "رسالة الإمام" كتاب يعيد تقييم دراما مصرية بطلها الإمام الشافعي


    الهدف من الكتاب ليس تعداد عيوب المسلسل وإنما محاولة لاستدراك مثل تلك الهفوات في أعمال جديدة.
    الاثنين 2024/08/12
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    آخر سنوات حياة الإمام

    عمان – ربما بسبب أهمية الشخصية التي تناولها العمل الدرامي التلفزيوني “رسالة الإمام” بمكانة ووزن أحد أبرز العلماء المسلمين الإمام محمد بن إدريس الشافعي، كانت ردود الفعل على العمل من العديد من المعلقين والمداخلين من المستويات الثقافية المختلفة، حتى دفعت بالباحث الكاتب المصري محمد شبراوي إلى تأليف كتاب يتناول هذا العمل وردود الفعل حوله، وقد صدر حديثا عن “الآن ناشرون وموزعون” في عمان بعنوان “رسالة الإمام.. التاريخ والدراما في منصات التواصل”.

    وتدور أحداث مسلسل “رسالة الإمام” في نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث الهجري، حيث كانت مصر تشهد صراعا على السلطة في هذه الفترة إلى جانب محاولات انفصالية وتشتت مذهبي وضغوط اقتصادية، وفي وسط تلك الظروف يصل إلى مصر الإمام محمد بن إدريس الشافعي ليسهم بعلمه وشخصيته وحضوره في تخطي مصر لهذه الصعاب، كما يعيد استكشاف حياته ومواقفه وقناعاته.


    أخطاء كان بالإمكان تداركها


    والإمام الشافعي، هو أبوعبدالله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع، ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة. تقول مصادر تاريخية إنه عاش “يتيما وفقيرا انتقلت به أمه إلى مكة وهو صغير لا يجاوز السنتين، كانت حياتهما صعبة، لكن أمه حفظت وصية أبيه وحثته على العلم، حفظ القرآن، ثم أخذ يتعلم اللغة والأدب والشعر حتى برع في ذلك كله، وانتقل بعد دراسته بمكة إلى المدينة وتتلمذ على يد الإمام مالك بن أنس الذي أعجب بفطنته فقربه إليه”.

    وعرف الشافعي بأنه فصيح اللسان بليغ، انتقل إلى العراق حيث اطلع على علم أبي حنيفة، ثم انتقل إلى مصر حيث أصبح إماما له مذهبه المستقل ومنهجه الخاص به، إلى حين وفاته سنة 204 هجري.

    وركز المسلسل على آخر سنوات حياة الإمام في ظل المتغيرات التي شهدتها مصر منذ أكثر من ألف عام، ومدى تأثيره في الحضارة المصرية، حيث أكد محمد هشام عبية، المشرف العام على كتابة المسلسل، أن “المسلسل تناول آخر 6 سنوات من حياة الإمام الشافعي، والتي قضاها في مصر، وتأثره بالحضارة المصرية”.

    ويحاول الكاتب شبراوي الإحاطة بهذا العمل الفني الذي هو من صنع بشري، منطلقا من مقولة لفريدريك نيتشه يقول فيها “إننا نميل إلى تشكيل الأشياء وإعادة تشكيلها لندرك عالما من صنعنا”.

    وقد أثار العمل الدرامي جملة من القضايا الإسقاطية، انطلاقا من أن المرء لا ينفصل عن ذاته ومجتمعه، وتأسيسا على قاعدة “عندما أكتب عن الآخرين، فأنا أكتب عن نفسي”. روج العمل لأخلاق التسامح والحوار والجدال بالتي هي أحسن، وغيرها من الخصال الحميدة، ولأنه جهد بشري فكان من الطبيعي أن يقع السهو والخطأ والخلط فيه أحيانا.

    وكانت شركة ميديا هب سعدي – جوهر، المنتجة لمسلسل “رسالة الإمام” قررت الاستعانة بمراجع تاريخي لازم فريق المسلسل طوال فترة التصوير، إضافة إلى مراجعة الحلقات بشكل مستمر من قبل مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، وكذلك وجود مراجع لغوي للسيناريو، لاسيما أنه يتم تقديم العمل باللغة العربية الفصحى والعامية المصرية، ولكن ذلك لم يمنع من وجود أخطاء في العمل.



    ويشير المؤلف إلى أن بعض تلك الأخطاء كان بالإمكان تداركها، لاسيما أن العمل يضم عددا من البحاث والمراجعين والمدققين، بعض تلك الأخطاء محل جدل تاريخي غير محسوم، وبعضها مبالغ فيه.

    ويلفت الكاتب الانتباه إلى ثنائية أخرى مرتبطة بالعمل، وهي ثنائية المادحين/ القادحين؛ ففريق يرى العمل ركب جناحي نعامة في سوق الدراما التاريخية، وفريق يراه أسوأ ما أنجبته الدراما التاريخية، لكل منهما دوافعه، الصدام بينهما عبر الفضائيات ومنصات التواصل لم ينته بانتهاء الموسم الدرامي الرمضاني الذي عرض فيه المسلسل.

    وقد عالج الكاتب المآخذ المشار إليها آنفا في خمسة فصول؛ الأول يتعلق بالمادة الشعرية، والثاني يركز على الفقه، والثالث – وهو أطولها وأوسعها تناولا – فيما يرتبط بالمادة التاريخية، أما الرابع فيناقش – على عجالة – اللغة المستخدمة في العمل، بينما يتعرض الفصل الخامس إلى بعض الأمور ذات الصلة. أما باعث العمل وفق الكاتب فلم يكن “تعداد العيوب والمثالب، إنما محاولة لاستدراك مثل تلك الهفوات في أعمال إبداعية جديدة”.

    وتعرض المسلسل منذ الإعلان عن إنتاجه خصيصا لعرضه في رمضان 2023 للعديد من الانتقادات التي لم تتوقف، حيث رأى فنانون مصريون أنه لا يوجد مبرر لتجسيد سيرة الإمام الشافعي، حيث تم تقديمها من قبل في مسلسل عرض في العام 2007، حمل اسم “الإمام الشافعي” وقام ببطولته إيمان البحر درويش، بينما هناك من احتج بأسباب دينية أو تاريخية وغيرها، ويبقى كتاب شبراوي محاولة كما يؤكد لتجاوز الهفوات في الأعمال التاريخية اللاحقة.

    يذكر أن الكاتب محمد شبراوي صحافي بشبكة الجزيرة الإعلامية، ومدرب مساعد بمعهد الجزيرة الإعلامي، وعضو الاتحاد الدولي للصحافيين، ومحكم دولي للمناظرات باللغة العربية، كما أنه عضو الملتقى القطري للمؤلفين، وعضو المجلس الدولي للغة العربية. قدم العشرات من المحاضرات والندوات الأدبية والنقدية، وله مبادرات ثقافية ومجتمعية بالتعاون مع وزارة الثقافة بدولة قطر، وأشرف على مبادرات في مجال الكتابة الإبداعية والخطابة بالتعاون مع جامعة قطر ومعهد الدوحة للدراسات العليا ومؤسسات أخرى. له عدد من الإصدارات من بينها “خطوب ودروب”، و”كناشة الراوي”.


يعمل...
X