بقلم عبـَّاس سليمان علي..أنا مؤيـِّد أم معارض ..!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بقلم عبـَّاس سليمان علي..أنا مؤيـِّد أم معارض ..!!

    عباس سليمان علي


    ٣ أكتوبر ٢٠١٣ ·
    أنا مؤيـِّد أم معارض ..!!
    بقلم عبـَّاس سليمان علي
    =*=*=*=*=*=*=*=*=
    ما جرى ويجري من أحداث في سورية وما تمَّ ويتمُّ تداوله حولها من هنا وهناك ومن هذا وذاك ساقني للبحث في بعض العبارات المتداولة والتي في كثير من الأحيان ألاحظ { وبشكل شخصيّ } أنّ بعض من يتداولون بها لا يعيرون اهتماماً لا لمفاهيمها ولا لمدلولاتها و لا يدركون الغرض منها *
    أولاً وهنا للدعابة أذكر مشهداً تابعته على إحدى فضائيات ديمقراطيـّة الأعراب الذين لا يؤرّق جفونهم إلاّ { راحة بال السوريين وبحبوحة عيشهم } عن تظاهرات مناوئة في إحدى المناطق و في سياقه صورة لجدار مكتوب عليه { يسقط النظام وعاشت سورية الأسد } ولمرّات عديدة ورد على شريطها التـّحريضيّ أسفل الشاشة ما يشبه ذلك ..!! هنا أستوقف نفسي متسائلاً : ماذا تعني عبارة مؤيـّد أو معارض لأجد أن عبارة مؤيـّد تعود إلى ـ أيـّدَ ـ فبقولنا : أيـّدَ فلان فلاناً أي قوّاه وسانده ، أمـّا لو قلنا : عارضه أي جانـَبـَه وعـَدَلَ عنه ، وقولنا : عارض في حكم قضائيّ أي طلب إلغاءه أو تعديله ، والفاعل هنا معارض . واعترض له : أي منعه ، أمـّا اعترض عليه فتعني أنكر قوله أو فعله ، والفاعل هنا معترض *
    قبل الخوض في تأييد النـّظام أو معارضته أتساءل : هل أنا أؤيـّد نفسي ..؟ بالتـّأكيد ـ نعم ـ إذن فأنا أعمل على تقويتها ومساندتها إنـّما أنا فرد في مجتمع من المجتمعات في وطني ، فأنا مواطن وجزء لا أنفصل عن الكلّ وحيث أنّ المجتمع لا يكون مجتمعاً إلاّ باجتماع الأفراد فيه على ثقافته الجامعة إذن عليّ أن أدرك ما معنى الثـّقافة ..!! يقول بعض المفكـّرين : الثـّقافة ( أسلوب حياة ) ، أو هي مصطلح يحدّد ( جملة الإنجازات الإنسانيـّة ) ، وإذا ما أخذنا بما يقول " إدوارد تايلر " فنقول : { إنّ الثقافة كيانٌ يشتمل على المعارف والعقائد والفنون والأخلاق والقوانين والتّقاليد وجميع المقوّمات والعادات التي اكتسبها الفرد من مجتمعه } إذن من واجبي لا بل من المفروض عليّ احترام ثقافة مجتمعي ( الجامعة ) ، ولمـّا كان الوطن يتكوّن من عدّة مجتمعات لكل منها ثقافته الخاصـّة التي تتقاطع في معظم عناصرها مع ثقافات المجتمعات الأخرى في الوطن الواحد وتختلف في بعض الخصوصيـّات الثقافيـّة { التـّفصيليـّة } التي يحدّدها الانتماء لطائفة أو مذهب أو فئة أو بقعة جغرافيـّة ما ، في حين تكون المبادئ والقيم أهمّ عنصرين تجتمع وتتلاقى عليهما كل المجتمعات ، كما أن مجتمعات الوطن الواحد تتوحـّد على الأهداف الكبرى وتنصهر جميعها في بوتقة الثـّوابت الرّاسخة حيث لا حياد عنها ولا انحراف ، ولعلّ رأس ما تجتمع عليه الأمـّة برمـّتها تحديد مـَن هم أعداؤها وأصدقاؤها وحلفاؤها ، هنا نجد بكلّ التأكيد أنّ الكيان الصـّهيونيّ العنصريّ هو العدوّ الأوّل والأشدّ خطراً على كيان أمـّتنا لا بل على وجودها كأمـّة ، هنا أجد نفسي مضطرّاً للتـّذكير بأنّ ما سمـّيت المملكة المتـّحدة { بريطانيا الاستعماريـّة } هي التي عملت على زرعه خنجراً مسموماً في صدر الأمـّة وساعدتها وتساعدها حتى الآن بقيـّة الدول التي كانت استعماريـّة ولا زالت تحلم باستعادة غطرستها وتسعى للهيمنة بشكل مباشر أو غير مباشر ، في حين أخذت ما تسمـّى الولايات المتـّحدة الأمريكيـّة على عاتقها مهمـّة رعاية وحماية ودعم هذا الكيان الأبغض وبكل الأشكال والأحوال لا بل وأكثر من ذلك إذ تعتبره رأس أولويـّات أمنها القومي و تؤكـّد ذلك كل إداراتها المتعاقبة وبشكل سافر بهذا عليّ أن أتساءل : ماذا أقول في من يرعى ويحمي ويساند ويمدّ عدوّي بكافـّة أصناف الأسلحة الفتـّاكة والمدمـّرة وفي من يساعده لطمس إرثي الحضاريّ والنـّيل من شرائعي ومقدّساتي وتحريف حقائقي وتبديد إنجازاتي ويعمل على إعادتي إلى ما قبل عصور الجاهليـّة ، بهذا ألا يمكن لي اعتبار هؤلاء أعداء ( غير مباشرين ) لي شخصيـّاً ...!! وإذا ما أجبت بنعم ألا يدعوني ذلك للحذر منهم ولعدم الارتماء في أحضانهم طالباً حماية أو رعاية أو أيّ دعم ...!! أجد أنـّه ينبغي عليّ كفرد من مجتمعي وكمواطن في وطني تأييد نفسي وبهذا أكون مؤيـّداً لوطني ، ولا يكون تأييدي إلاّ بالحرص الشـّديد على المبادئ والأهداف والثـّوابت وبما أنـّه لا بدّ من وجود هيئة تمثل النظام العام يقودها من تتوافر فيه كلّ المقوّمات التي تمكـّنه من الرّبط بين سائر الأطياف الاجتماعيـّة وتمتزج فيه مختلف الألوان ويجتمع عليه معظم أفراد المجتمعات المكوِّنة لكيان الوطن الجامع بحيث يتوجـّب على هذا القائد العمل الدّؤوب والصـّادق لتحقيق الغايات والأهداف الوطنيـّة وأن يتشبـّث بثوابت الأمـّة { والأمـّة مجموعة من الأوطان لها ثوابتها الرّاسخة وتمتلك مقوّمات وجودها كأمـّة } ، على هذا فأنا أؤيـّد أيّ نظام يحقـّق ما يجتمع عليه أكبر عدد من أخوتي المواطنين من سائر الأطياف والألوان المجتمعيـّة في وطني الذي لا ينفصل عن أمـّتي ، هنا أرى أنـّه لا مكان للاعتبارات ولا الأهواء أو الميول الفرديـّة ، لا شكّ في رغبتي أن يعتلي نظام الحكم فرد من عائلتي أو من الفئة الاجتماعيـّة التي أنحدر منها إلاّ أنّ هذا ليس شرطاً ولا عقبة تمنع عليّ تأييده إذا ما توافرت في شخصه كلّ الشروط والمقوّمات والإمكانات للقيادة ، أمـّا وأن أنظر من زاوية فئويـّة ضيـّقة أو أن يستند تقييمي على اعتبارات انتمائيـّة فئويـّة قبليـّة أو إقليميـّة فلن أحقـّق بذلك شرط المواطن الصـّالح لأكون حريصاً على الثـّوابت والأهداف أو متمتـّعاً بالقيم والمبادئ ، على هذا لا أجد عيباً في النـّظام العربيّ في سـورية حاليّاً ولا في قيادته لأنـّي وببحث دقيق أجده أميناً على المبادئ بأفضل ما يجب وإذا ما اختبرت صدق سعيه لبلوغ الأهداف تأكـّدت أنـّه صادق السـّعي والعمل على تحقيقها وأمـّا الثوابت الكبرى فلا مجال لأيّ شكّ في شدّة حرصه على ترسيخها وتكريسها دونما أي تفريط أو استهتار وقبل هذا وذاك أنا على يقين بأنـّه واقف بثبات وصمود وقوّة ضدّ عدوّي الأشرس والألعن ... يتبقى للبحث في تأييدي أو معارضتي له { إذا ما كنت صادقاً مع نفسي } ما يتعلـّق بحقوقي كمواطن صالح فاعل له ما لغيره من المواطنين وعليه ما على الآخرين ممـّا تقتضيه المواطنة من واجبات اتجاه وطنه وأخوته في الوطن ، وهنا أجد كرامتي كإنسان في مقدّمة حقوقي ولعلّ أبرزها وأهمـّها الحريـّة على المستويين { الفرديّ والجماعيّ } هنا تحديداً علينا الاتـّفاق على حقيقة معنى الحريّة وكيفيّة ممارستها والتـّشبثّ بها والعمل على تجذيرها قولاً وعملاً ، فالحريـّة لا تعني بأيّ شكل الاستخفاف بما للآخرين ولا التـّفريط بحقوقهم ، فحرّيـّتي وأنا في منزلي لا يمكن ممارستها وأنا خارج عنه ، وما أمارسه من حريـّات لا يمنع على الآخرين تمتـّعهم بحقّ ممارستهم لها وبنفس القوّة * والوالدان يحبـّان ولدهما لذا هما يعملان على احتضانه ورعايته وتربيته كأحسن ما يكون إنـّما لا يسمحان له تحت أيّ ظرف أو ضغط بإيذاء نفسه أو الآخرين ولا الخروج على الآداب العامـّة أو ممارسة ما يعيب ، هذا لأنـّهما يحبـّانه ويريدان له أن يكون صالحاً وسليماً وبعكس ذلك يكونان مخطئين ولا يؤدّيان ما يقتضيه مفهوم الحبّ الأبويّ * في الختام أقول : إنّ الحبّ أو البغض لا يتمـّان إلا بمقوّماتهما المنطقيـّة والحقيقيـّة وتأييد شخص ما لا يقتضي حبـّه بذاته ولذاته إنـّما يقوم على حبّ المؤيدين له لأنفسهم وقدرته على تحقيق مصالحهم وتطلـّعاتهم وحمايتهم ورعاية شؤونهم *
    أخيراً : أنا أحبّ أمـّتي ووطني وأهلي وقبلهم أنا أحبّ نفسي ، لذا فأنا أعمل على تأييد من يحرص عليهم ويسهر على رعايتهم ويستميت دفاعاً عنهم *
    عاشت سورية الوطن الجامع بتمازج ألوانها واندماج أطيافها وتعدّد مناهلها ....
    = شــ7/2012ــباط =
    = عبـّاس سليمان علي =
    **********************
    الآراء الواردة تعبر عن رأي صاحبها
يعمل...
X