أيام أفلام البوسنة والهرسك
مع ملخض لفيلم فرحة الاردني ولمجزرة صبرا وشاتيلا:
بقلم مهند النابلسي:
*لا يستطيع أرمان، ابن بالتبني في الثامنة عشر من العمر وذو شخصية غير مستقرة، أن يجد السلام في محاولته تحديد هويته. يعاني والداه وشقيقه الأصغر دادو، البالغ 14 عاما والذي وُلد بعد تبني أرمان، من تصرفاته العصبية وطاقته الهائلة. تارة يغيب عن الأنظار، وتارة أخرى يتعاطى المخدرات، ويقوم باختطاف عربة "الترام" ويقع في حب ميليكا، فتاة صربية من شرق سراييفو. مرحلة المراهقة صعبة لكلا الأخوين، ولكن ينجذب الشاب الأصغر بشكل متزايد نحو حلقة مفرغة مع اصراره على اثبات نفسه في وجه شقيقه الأكبر.
*ترشح الفيلم لجائزة أفضل فيلم في مهرجان سراييفو السينمائي ومهرجان البوسفور السينمائي.
*الدائرة المثالية
أدمير كينوفتش، 110 دقائق، روائي، بالبوسنية مع ترجمة إلى الإنجليزية، 1997
يلجأ أديس وكريم، شقيقان يبلغان سبع سنوات وتسع سنوات، إلى منزل الشاعر حمزة الذي غادرت زوجته رفقة ابنته مدينة سراييفو. فقد الصبيان أسرتهما بالكامل باستثناء عمّة تدعى عائشة وهي لاجئة في ألمانيا. لا يستطيع حمزة التخلي عن الطفلين ويتحتم عليه العثور على عمتهما.
يوما بعد يوم، يتعلم الشاعر والصبيان كيفية العيش معا واكتشاف أنفسهم وحب بعضهم البعض مما يساعدهم على التغلب على صعوبات الحياة اليومية في مدينة مدمرة. ولكن بعد قصف منزله، يدفع حمزة الأولاد للهجرة. يرافقهما إلى منطقة المغادرة قلقا على مصير "عائلته الجديدة".
فاز الفيلم يالعديد من الجوائز بما في ذلك جائزة François Chalais في مهرجان كان السينمائي وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان باريس للأفلام وجائزة اختيار الجمهور في مهرجان سانت لويس السينمائي الدولي وجائزة أفضل مخرج في مهرجان طوكيو السينمائي الدولي وجائزة FIPRESCI والتنويه الخاص في مهرجان فالادوليد السينمائي الدولي. الفيلم ممتع وشيق بالرغم من تصويره في ظروف الحرب والقتل والدمار ويتطرق لجملة مواضيع انسانية وطفولية نادرا ما تتطرق لها سينما الصراعات المسلحة بهذا الاسلوب الا أن مشاهد النهاية التي تمثلت بقتل الصبي "الأصم-الأخرس" لجنديين صربيين هكذا ببساطة وتلقائية غير معقولة منطقيا وأضعفت سياق السرد وان كان مبررها يكمن بقتل الصبي الصغير من قبلهم ومن ثم دفنه في ظروف صعبة وحزينة معبرة في مقبرة مكتظة...الفيلم يبدو كافلام الزومبي الأمريكية الخيالعلمية من حيث تسليط الكاميرا على مشاهد الدمار المنشرة في كل مكان ونضال "حمزة" والصبيين باصرار في أجواء تبدو بالرغم من واقعيتها سيريالية وطريفة بالرغم من ظروف الحرب القائمة المحتدمة: حيث يتم اعدام بوسني في خندق وجرح امرأة في عرض الشارع واصابة كلب مسالم كيوت في قدمه ليتم تركيب عجلة له تسمح له بالمشي والركض...ثم هناك جوع ومحاولات يائسة لسرقة دجاجة وصيد سمكة من النهر...كما تجلب انتباهنا محاولة نزع شجرة وانتحار كهل بالتزامن ناهيك عن مشاهد الشنق المكررة التي تعبر عن اليأس وفقدان الأمل بالرغم من روح الاصرار والرغبة بالنجاة التي تفلح اخيرا: فيلم جميل يستحق كل الجوائز التي نالها بجدارة
*هل تتذكر دوللي بيل؟
أمير كوستوريكا، 105 دقائق، روائي، بالبوسنية مع ترجمة إلى الإنجليزية، 1981
سراييفو في الستينيات: يقرّر مجلس البلدية تشكيل فرقة موسيقية لابعاد الشباب عن الشوارع ومن بينهم دينو، شابّ انطوائي لديه شغف بالتنويم المغناطيسي. عندما لا يقضي دينو وقته في العليّة، يتسكع مع أصدقائه ويستمعون للموسيقى ويشاهدون الأفلام القادمة من "العالم الخارجي". تنقلب حياة دينو رأسا على عقب عندما يلتقي دوللي بيل، الراقصة اللعوب الشبقة في إحدى الملاهي الليلية، ويقع في حبها سرّا.
*انه الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج البوسني كوستوريكا الذي ذاع صيته فيما بعد. حاز الفيلم على جائزة النقاد في مهرجان ساو باولو السينمائي الدولي عام 1982 وجائزة الأسد الذهبي لأفضل عمل أول وجائزة FIPRESCI في مهرجان البندقية السينمائي الدولي.
*الفيلم معمول على نمط الواقعية الايطالية الشيقة، ويحتوي على الكثير من السياسة والجنس والطرافة العائلية الحميمية ، ويجذبك باسلوبه الشيق الحواري"الغنائي-الموسيقي" لمتابعته والغوص بقصصه المتداخلة ويتضمن مشاهد لأرنب ظريف صغير وحركات طفل مشاغب عنيد جذاب، ولا يمكن نسيان الدور المحوري الذي يلعبه الأب المتنمر المحب لعائلته والمستبد الشيوعي السكير مع الزوجة المستكينة الطيبة!...في الخلاصة فهذا الشريط يشير لعبقرية وبصمات كوستاريكا الاخراجية المبكرة التي توجها لاحقا بافلام عديدة لافتة فريدة حيث تميزت أفلامه جميعها بالقدرة على السرد الصريح الجميل الشيق/الاستعراضي/ للأحداث دونما تضليل واخفاء وتجاهل. وتجميل وتصنع!
مع ملخض لفيلم فرحة الاردني ولمجزرة صبرا وشاتيلا:
بقلم مهند النابلسي:
|
|
|
|
مجزرة صبرا وشاتيلا هي مجزرة نفذت في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في 16 سبتمبر 1982[1][2] واستمرت لمدة ثلاثة أيام على يد مجموعات اللبنانية المتمثلة بحزب الكتائب اللبناني[3] وجيش لبنان الجنوبي[4] والجيش الإسرائيلي.[5] عدد القتلى في المذبحة لا يعرف بوضوح وتتراوح التقديرات بين 750 و 3500 قتيل من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين[6]، أغلبيتهم من الفلسطينيين ولكن من بينهم لبنانيين أيضا.[7] في ذلك الوقت كان المخيم مطوَّقًا بالكامل من قبل جيش لبنان الجنوبي والجيش الإسرائيلي الذي كان تحت قيادة ارئيل شارون ورفائيل إيتان[8] أما قيادة القوات اللبنانية فكانت تحت إمرة إيلي حبيقة المسؤول الكتائبي المتنفذ.[9] وقامت القوات اللبنانية بالدخول إلى المخيم وبدأت تنفيذ المجزرة التي هزت العالم وكانت قد استخدمت الأسلحة البيضاء وغيرها في عمليات قتل سكان المخيم، وكانت مهمة الجيش الإسرائيلي محاصرة المخيم وإنارته ليلاً بالقنابل المضيئة، ومنع هروب أي شخص وعزل المخيَّمَيْن عن العالم، وبهذا سهّلت إسرائيل المهمة على القوّات اللبنانية، وأتاحت قتل الفلسطينيين دون خسارة رصاصة واحدة. *هامش منقول من رأي اليوم اللندنية: * مع ذلك، هناك خبراء يُغرّدون خارج سرب الإجماع القوميّ الـ”صهيونيّ”، ومن بينهم المؤرخ العسكريّ الإسرائيليّ البروفيسور مارتين فان كارفيلد، وهو أستاذ التاريخ العسكريّ في الجامعة العبريّة بالقدس المُحتلّة، والذي قال “نحن نملك عدّة مئات من الصواريخ والرؤوس النوويّة التي يُمكن إطلاقها في كل الاتجاهات حتى صوب روما ومعظم العواصم الأوروبيّة هي أهداف لسلاحنا الجويّ”، وأضاف إنّ إسرائيل تنتهج إستراتيجيّة محددة تقوم على الطرد الجماعيّ للشعب الفلسطينيّ، مشدّدًا على أنّه يجب طرد جميع الفلسطينيين. وتابع خلال المقابلة، التي أجراها معه موقع (ليكودنيك) قائلاً قبل عاميْن كان هناك 7-8 بالمائة فقط من الإسرائيليين يؤمنون بهذا الحل مع الفلسطينيين، وقبل شهرين فقط ارتفعت النسبة بين أوساط الإسرائيليين لتصل إلى 33 بالمائة، واليوم حسب استطلاع معهد (غالوب) وصلت النسبة إلى 55 بالمائة، مؤكِّدًا أنّه “يجب أنْ نستغل أيّ حادثٍ من شأنه أنْ يُوفِّر لنا فرصةً ذهبيّةً لطرد الفلسطينيين، كما حصل في دير ياسين عام 1948 حين قتل 120 عربيًا، وهرب الآخرون، على حدّ إدعاءاته. |
*ترشح الفيلم لجائزة أفضل فيلم في مهرجان سراييفو السينمائي ومهرجان البوسفور السينمائي.
|
|
|
|
|
أدمير كينوفتش، 110 دقائق، روائي، بالبوسنية مع ترجمة إلى الإنجليزية، 1997
يلجأ أديس وكريم، شقيقان يبلغان سبع سنوات وتسع سنوات، إلى منزل الشاعر حمزة الذي غادرت زوجته رفقة ابنته مدينة سراييفو. فقد الصبيان أسرتهما بالكامل باستثناء عمّة تدعى عائشة وهي لاجئة في ألمانيا. لا يستطيع حمزة التخلي عن الطفلين ويتحتم عليه العثور على عمتهما.
يوما بعد يوم، يتعلم الشاعر والصبيان كيفية العيش معا واكتشاف أنفسهم وحب بعضهم البعض مما يساعدهم على التغلب على صعوبات الحياة اليومية في مدينة مدمرة. ولكن بعد قصف منزله، يدفع حمزة الأولاد للهجرة. يرافقهما إلى منطقة المغادرة قلقا على مصير "عائلته الجديدة".
فاز الفيلم يالعديد من الجوائز بما في ذلك جائزة François Chalais في مهرجان كان السينمائي وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان باريس للأفلام وجائزة اختيار الجمهور في مهرجان سانت لويس السينمائي الدولي وجائزة أفضل مخرج في مهرجان طوكيو السينمائي الدولي وجائزة FIPRESCI والتنويه الخاص في مهرجان فالادوليد السينمائي الدولي. الفيلم ممتع وشيق بالرغم من تصويره في ظروف الحرب والقتل والدمار ويتطرق لجملة مواضيع انسانية وطفولية نادرا ما تتطرق لها سينما الصراعات المسلحة بهذا الاسلوب الا أن مشاهد النهاية التي تمثلت بقتل الصبي "الأصم-الأخرس" لجنديين صربيين هكذا ببساطة وتلقائية غير معقولة منطقيا وأضعفت سياق السرد وان كان مبررها يكمن بقتل الصبي الصغير من قبلهم ومن ثم دفنه في ظروف صعبة وحزينة معبرة في مقبرة مكتظة...الفيلم يبدو كافلام الزومبي الأمريكية الخيالعلمية من حيث تسليط الكاميرا على مشاهد الدمار المنشرة في كل مكان ونضال "حمزة" والصبيين باصرار في أجواء تبدو بالرغم من واقعيتها سيريالية وطريفة بالرغم من ظروف الحرب القائمة المحتدمة: حيث يتم اعدام بوسني في خندق وجرح امرأة في عرض الشارع واصابة كلب مسالم كيوت في قدمه ليتم تركيب عجلة له تسمح له بالمشي والركض...ثم هناك جوع ومحاولات يائسة لسرقة دجاجة وصيد سمكة من النهر...كما تجلب انتباهنا محاولة نزع شجرة وانتحار كهل بالتزامن ناهيك عن مشاهد الشنق المكررة التي تعبر عن اليأس وفقدان الأمل بالرغم من روح الاصرار والرغبة بالنجاة التي تفلح اخيرا: فيلم جميل يستحق كل الجوائز التي نالها بجدارة
*هل تتذكر دوللي بيل؟
أمير كوستوريكا، 105 دقائق، روائي، بالبوسنية مع ترجمة إلى الإنجليزية، 1981
سراييفو في الستينيات: يقرّر مجلس البلدية تشكيل فرقة موسيقية لابعاد الشباب عن الشوارع ومن بينهم دينو، شابّ انطوائي لديه شغف بالتنويم المغناطيسي. عندما لا يقضي دينو وقته في العليّة، يتسكع مع أصدقائه ويستمعون للموسيقى ويشاهدون الأفلام القادمة من "العالم الخارجي". تنقلب حياة دينو رأسا على عقب عندما يلتقي دوللي بيل، الراقصة اللعوب الشبقة في إحدى الملاهي الليلية، ويقع في حبها سرّا.
*انه الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج البوسني كوستوريكا الذي ذاع صيته فيما بعد. حاز الفيلم على جائزة النقاد في مهرجان ساو باولو السينمائي الدولي عام 1982 وجائزة الأسد الذهبي لأفضل عمل أول وجائزة FIPRESCI في مهرجان البندقية السينمائي الدولي.
*الفيلم معمول على نمط الواقعية الايطالية الشيقة، ويحتوي على الكثير من السياسة والجنس والطرافة العائلية الحميمية ، ويجذبك باسلوبه الشيق الحواري"الغنائي-الموسيقي" لمتابعته والغوص بقصصه المتداخلة ويتضمن مشاهد لأرنب ظريف صغير وحركات طفل مشاغب عنيد جذاب، ولا يمكن نسيان الدور المحوري الذي يلعبه الأب المتنمر المحب لعائلته والمستبد الشيوعي السكير مع الزوجة المستكينة الطيبة!...في الخلاصة فهذا الشريط يشير لعبقرية وبصمات كوستاريكا الاخراجية المبكرة التي توجها لاحقا بافلام عديدة لافتة فريدة حيث تميزت أفلامه جميعها بالقدرة على السرد الصريح الجميل الشيق/الاستعراضي/ للأحداث دونما تضليل واخفاء وتجاهل. وتجميل وتصنع!