حلمي بكر
حلمي بكر ، ملحن مصري اكتشف العديد من المواهب الصوتية المصرية ولحن الكثير من الأغاني الناججة.
الميلاد والنشأة
اسمي بالكامل
حلمي عيد محمد بكر مواليد 1937 في حي حدائق القبة بالقاهرة، والدي كان عاشقاً للفن ولكن على سبيل الهواية. وكان يجيد العزف على آلة الناي وتسبب عشقه للموسيقى في قيام جدي (عمدة قرية بمحافظة المنوفية) في طرده من القرية فحضر للقاهرة ومارس الأعمال الحرة وظل على عشقه للفن حتى وفاته.
نعم ولم أكن أنا الوحيد فقد كان لي سبعة أشقاء ثلاث بنات وأربعة أولاد وأنا أكبرهم وكنا جميعاً نحب أبانا بشدة، وعشقنا فن الموسيقى عن طريقه فأختى (سهير) تعمل مدرسة تربية موسيقية بدولة الكويت وزوجها مدرس مثلها وأخي (أحمد) موسيقي أيضاًً قضى الكثير من أعوام عمره في لندن ثم انتقل للشارقة وهو صاحب شركة (الموسيقار) الشهيرة، وكلهم عاشقون للموسيقى ويمارسونها على سبيل الهواية حتى آخر أشقائي حصل على بكاريوس التربية الموسيقية والفضل في كل هذا يعود للبيت الذي نشأنا فيه.
منذ طفولتي المبكرة فقد كان في منزلنا أكثر من (جرامافون) واسطوانات غنائية لا تعد ولا تحصى، ومن هنا كانت البيئة حاضنة لي وحينما التحقت بمدرسة الخديوى عباس الإعدادية لم أكن أفارق حجرة الموسيقى وهو ما حدث بعد التحاقي بمدرسة رقي المعارف الثانوية ولكنني لم أكن قد حددت اتجاهي كملحن فكنت حائراً بين التأليف والشعر والغناء، ولم تستقر الأمور عندى إلا بعد التحاقى (بالمعهد العالي للموسيقى العربية (وكورس طرق خاصة وعلم نفس وبكالوريوس تجارة 1960، 1961 وكان من أفراد دفعتى في المعهد الموسيقار إبراهيم رأفت والدكتور هيكل (عميد المعهد العالي للموسيقى) والشيخ نصر الدين طوبار. بين الموسيقى والتجارة
التحاقي بالمعهد العالي للموسيقى لم يكن مفروشاً بالورود، فبعد حصولي على الثانوية وقفت أمام حائط سد قوي هو والدتي التي كانت تصر على أن أصبح شيئا آخر وتعترض بشدة على الموسيقى، ولكي أقوم بإرضائها أقنعتها بالكلية والمعهد في الوقت ذاته وكانت النتيجة أنني تفوقت في معهد الموسيقى وتخرجت بتقدير جيد جداً بينما نجحت في كلية التجارة بصعوبة وبدرجة مقبول.
عملت مدرساً للتربية الموسيقية في ثلاث مدارس. ولطالما سعيت لترك هذا العمل لأنني شعرت أن عمري سيضيع في العمل الروتيني وتقدمت باستقالتي ولم يتم قبول استقالتي من المدرسة بسهولة، إلا بعد أن اعتديت على ناظر المدرسة بالضرب ولقنته علقة ساخنة! وتوجهت للالتحاق بالجيش وكان التجنيد هو بداية التحول في حياتي. حكايتي مع وردة
أثناء وجودي في الجيش حضرت المطربة الكبيرة (وردة) لإحياء حفل غنائي للقوات المسلحة المصرية وكنت مشهوراً في كتيبتي بالغناء وعشق الموسيقى وقبل أن تقدم وردة فقرتها وجدتها تستقبلني بترحاب وتحصل على إجازة لي لتأخذني في اليوم التالي لتقدمني للأستاذ الكبير محمد حسن الشجاعى (مدير الإذاعة المصرية) فأعطاني كلمات أغنية لازلت أتذكرها حتى اليوم هى (كل عام وأنتم بخير) لكي أقوم بتلحينها وأعجبه اللحن وقال لي: (أرى أنك ستضيف الكثير للموسيقى العربية) وأعطى اللحن للمطرب عبد اللطيف التلباني وحققت الأغنية نجاحاً طيباً ثم أعطاني نصاً غنائياً آخر هو (لا يا عيونى) غناه المطرب ماهر العطار، ثم كتبت شهادة ميلادي الحقيقية بآخر أغنية تغنت بها المطربة الكبيرة ليلى مراد وحصلت بها على أجر ضخم جداً آنذاك وهو (50 جنيها) لم يحصل عليها أي ملحن من الإذاعة وقتها.
هذه الأغنية كانت تحمل عنوان (ما تهجرنيش وخلينى لحبك أعيش) تأليف عبد الوهاب محمد، وكانت ليلى مراد وقتها اعتزلت الفن تماماً ومضى على اعتزالها بضعة أعوام. وبعد أن وضعت لحن هذه الأغنية لم أجد صوتاً يناسبه مثل صوت ليلى مراد فعرضت الأمر على (الشجاعي) فاندهش بشدة لأن الأمر في غاية الصعوبة، وأمام إصراري قال لي إذا نجحت في إعادة ليلى مراد سأعطيك 50 جنيهاً وهو نفس أجر عبد الوهاب والسنباطي من الإذاعة فتوجهت لها (بواسطة) من كمال الطويل بدعوى رغبتي في أن تسمع صوتي وألحاني فأعجبتها بشدة وعزفت موسيقى الأغنية وطلبت منها أن ترددها معي حتى حفظتها، فطلبت منها التوجه معي للاستوديو لتشجعني وأنا أقوم بتسجيل أول أغنية لي، وفي الاستوديو أدعيت الارتباك ونسيان اللحن والكلمات فراحت تشجعني وغنت هي الأغنية كاملة لتذكرني وتزيل توتري ولم تكتشف أن الأغنية تم تسجيلها بصوتها وفوجئت بها تذاع عشرات المرات يومياً!
لقد هربت خوفاً منها إلا أنها طلبت الشجاعي وهي تبكي من الفرح، وتقول له لم أكن أتصور أن هذا (الولد الصغير) سيعيدني للجمهور بهذا الشكل.. ثم أكدت نجوميتي ووجودي من خلال صوت الفنانة وردة التي أدين لها بالكثير من الفضل فيما حققته من نجاح. ومن الذين وقفوا بجانبى أيضاً الموسيقار كمال الطويل. فالإنسان الذي ينكر أفضال الذين وقفوا معه وساندوه هو إنسان جاحد وناكر للجميل. ملحن عابر للأجيال!
أمر صعب للغاية أن أتذكر كل ألحاني. فالجماهير تعرف وتتذكر أكثر مني، فقد تعاونت مع كل مطربي ومطربات مصر والعالم العربي بلا استثناء من جيل ليلى مراد وفايزة ووردة ونجاة حتى جيل الحلو وعلي الحجار ومدحت صالح والشباب الجدد ممن اقتنعت بمواهبهم فأنا ملحن عابر للأجيال!
قدمت 48 مسرحية غنائية ابتداء من (سيدتي الجميلة) للمهندس وشويكار و(حواديت) و(موسيقى في الحي الشرقي) لثلاثي أضواء المسرح وعدد كبير من المسرحيات السياسية والنقدية كما قدمت (تترات) 215 فيلماً غنائياً سواء موسيقى تصويرية وأغان في الأفلام ومن بين هذه (جفت الدموع) و(الزوج العازب) و(تحياتي لأستاذي العزيز) وغيرها كما أن (فوازير رمضان) كانت محطة هامة جداً في مشاوري فقد قدمتها لمدة 17 عاماً متتالية ابتداء بثلاثي أضواء المسرح ومروراً بنيللي (الخاطبة وعروستي وأم العريف) وابتكرت شخصية (فطوطة) لسمير غانم فكانت فكرتي في التنفيذ وأخذتها من (ابن بطوطة) وكذلك فوازير (حول العالم) لشريهان و(المناسبات) ليحيى الفخراني وصابرين وهالة فؤاد وكذلك (قيما وسيما) للوسي وانتهاء ب(فرح فرح) لمدحت صالح وغادة عبد الرازق ناهيك عن (تيترات) نحو 55 مسلسلاً تليفزيونياً وعشرات المسلسلات الإذاعية.
حلمي بكر ، ملحن مصري اكتشف العديد من المواهب الصوتية المصرية ولحن الكثير من الأغاني الناججة.
الميلاد والنشأة
اسمي بالكامل
حلمي عيد محمد بكر مواليد 1937 في حي حدائق القبة بالقاهرة، والدي كان عاشقاً للفن ولكن على سبيل الهواية. وكان يجيد العزف على آلة الناي وتسبب عشقه للموسيقى في قيام جدي (عمدة قرية بمحافظة المنوفية) في طرده من القرية فحضر للقاهرة ومارس الأعمال الحرة وظل على عشقه للفن حتى وفاته.
- من الواضح أنك ورثت عن والدك عشق الفن والموسيقى؟
نعم ولم أكن أنا الوحيد فقد كان لي سبعة أشقاء ثلاث بنات وأربعة أولاد وأنا أكبرهم وكنا جميعاً نحب أبانا بشدة، وعشقنا فن الموسيقى عن طريقه فأختى (سهير) تعمل مدرسة تربية موسيقية بدولة الكويت وزوجها مدرس مثلها وأخي (أحمد) موسيقي أيضاًً قضى الكثير من أعوام عمره في لندن ثم انتقل للشارقة وهو صاحب شركة (الموسيقار) الشهيرة، وكلهم عاشقون للموسيقى ويمارسونها على سبيل الهواية حتى آخر أشقائي حصل على بكاريوس التربية الموسيقية والفضل في كل هذا يعود للبيت الذي نشأنا فيه.
- ومتى اكتشفت في نفسك موهبة التلحين؟
منذ طفولتي المبكرة فقد كان في منزلنا أكثر من (جرامافون) واسطوانات غنائية لا تعد ولا تحصى، ومن هنا كانت البيئة حاضنة لي وحينما التحقت بمدرسة الخديوى عباس الإعدادية لم أكن أفارق حجرة الموسيقى وهو ما حدث بعد التحاقي بمدرسة رقي المعارف الثانوية ولكنني لم أكن قد حددت اتجاهي كملحن فكنت حائراً بين التأليف والشعر والغناء، ولم تستقر الأمور عندى إلا بعد التحاقى (بالمعهد العالي للموسيقى العربية (وكورس طرق خاصة وعلم نفس وبكالوريوس تجارة 1960، 1961 وكان من أفراد دفعتى في المعهد الموسيقار إبراهيم رأفت والدكتور هيكل (عميد المعهد العالي للموسيقى) والشيخ نصر الدين طوبار. بين الموسيقى والتجارة
- وما هي أسباب التحاقك بكلية التجارة رغم أن طريقك كان محدداً من البداية بالموسيقى؟
التحاقي بالمعهد العالي للموسيقى لم يكن مفروشاً بالورود، فبعد حصولي على الثانوية وقفت أمام حائط سد قوي هو والدتي التي كانت تصر على أن أصبح شيئا آخر وتعترض بشدة على الموسيقى، ولكي أقوم بإرضائها أقنعتها بالكلية والمعهد في الوقت ذاته وكانت النتيجة أنني تفوقت في معهد الموسيقى وتخرجت بتقدير جيد جداً بينما نجحت في كلية التجارة بصعوبة وبدرجة مقبول.
- وفي أي المجالين عملت بعد التخرج؟
عملت مدرساً للتربية الموسيقية في ثلاث مدارس. ولطالما سعيت لترك هذا العمل لأنني شعرت أن عمري سيضيع في العمل الروتيني وتقدمت باستقالتي ولم يتم قبول استقالتي من المدرسة بسهولة، إلا بعد أن اعتديت على ناظر المدرسة بالضرب ولقنته علقة ساخنة! وتوجهت للالتحاق بالجيش وكان التجنيد هو بداية التحول في حياتي. حكايتي مع وردة
- كيف؟
أثناء وجودي في الجيش حضرت المطربة الكبيرة (وردة) لإحياء حفل غنائي للقوات المسلحة المصرية وكنت مشهوراً في كتيبتي بالغناء وعشق الموسيقى وقبل أن تقدم وردة فقرتها وجدتها تستقبلني بترحاب وتحصل على إجازة لي لتأخذني في اليوم التالي لتقدمني للأستاذ الكبير محمد حسن الشجاعى (مدير الإذاعة المصرية) فأعطاني كلمات أغنية لازلت أتذكرها حتى اليوم هى (كل عام وأنتم بخير) لكي أقوم بتلحينها وأعجبه اللحن وقال لي: (أرى أنك ستضيف الكثير للموسيقى العربية) وأعطى اللحن للمطرب عبد اللطيف التلباني وحققت الأغنية نجاحاً طيباً ثم أعطاني نصاً غنائياً آخر هو (لا يا عيونى) غناه المطرب ماهر العطار، ثم كتبت شهادة ميلادي الحقيقية بآخر أغنية تغنت بها المطربة الكبيرة ليلى مراد وحصلت بها على أجر ضخم جداً آنذاك وهو (50 جنيها) لم يحصل عليها أي ملحن من الإذاعة وقتها.
- لماذا؟
هذه الأغنية كانت تحمل عنوان (ما تهجرنيش وخلينى لحبك أعيش) تأليف عبد الوهاب محمد، وكانت ليلى مراد وقتها اعتزلت الفن تماماً ومضى على اعتزالها بضعة أعوام. وبعد أن وضعت لحن هذه الأغنية لم أجد صوتاً يناسبه مثل صوت ليلى مراد فعرضت الأمر على (الشجاعي) فاندهش بشدة لأن الأمر في غاية الصعوبة، وأمام إصراري قال لي إذا نجحت في إعادة ليلى مراد سأعطيك 50 جنيهاً وهو نفس أجر عبد الوهاب والسنباطي من الإذاعة فتوجهت لها (بواسطة) من كمال الطويل بدعوى رغبتي في أن تسمع صوتي وألحاني فأعجبتها بشدة وعزفت موسيقى الأغنية وطلبت منها أن ترددها معي حتى حفظتها، فطلبت منها التوجه معي للاستوديو لتشجعني وأنا أقوم بتسجيل أول أغنية لي، وفي الاستوديو أدعيت الارتباك ونسيان اللحن والكلمات فراحت تشجعني وغنت هي الأغنية كاملة لتذكرني وتزيل توتري ولم تكتشف أن الأغنية تم تسجيلها بصوتها وفوجئت بها تذاع عشرات المرات يومياً!
- وماذا كان رد فعلها؟
لقد هربت خوفاً منها إلا أنها طلبت الشجاعي وهي تبكي من الفرح، وتقول له لم أكن أتصور أن هذا (الولد الصغير) سيعيدني للجمهور بهذا الشكل.. ثم أكدت نجوميتي ووجودي من خلال صوت الفنانة وردة التي أدين لها بالكثير من الفضل فيما حققته من نجاح. ومن الذين وقفوا بجانبى أيضاً الموسيقار كمال الطويل. فالإنسان الذي ينكر أفضال الذين وقفوا معه وساندوه هو إنسان جاحد وناكر للجميل. ملحن عابر للأجيال!
- قدمت نحو 1500 لحن وهو عدد لم يسبقك إليه أي ملحن آخر فما أبرز الألحان التي تعتز بها؟
أمر صعب للغاية أن أتذكر كل ألحاني. فالجماهير تعرف وتتذكر أكثر مني، فقد تعاونت مع كل مطربي ومطربات مصر والعالم العربي بلا استثناء من جيل ليلى مراد وفايزة ووردة ونجاة حتى جيل الحلو وعلي الحجار ومدحت صالح والشباب الجدد ممن اقتنعت بمواهبهم فأنا ملحن عابر للأجيال!
- وماذا عن أعمالك السينمائية والمسرحية والتليفزيونية؟
قدمت 48 مسرحية غنائية ابتداء من (سيدتي الجميلة) للمهندس وشويكار و(حواديت) و(موسيقى في الحي الشرقي) لثلاثي أضواء المسرح وعدد كبير من المسرحيات السياسية والنقدية كما قدمت (تترات) 215 فيلماً غنائياً سواء موسيقى تصويرية وأغان في الأفلام ومن بين هذه (جفت الدموع) و(الزوج العازب) و(تحياتي لأستاذي العزيز) وغيرها كما أن (فوازير رمضان) كانت محطة هامة جداً في مشاوري فقد قدمتها لمدة 17 عاماً متتالية ابتداء بثلاثي أضواء المسرح ومروراً بنيللي (الخاطبة وعروستي وأم العريف) وابتكرت شخصية (فطوطة) لسمير غانم فكانت فكرتي في التنفيذ وأخذتها من (ابن بطوطة) وكذلك فوازير (حول العالم) لشريهان و(المناسبات) ليحيى الفخراني وصابرين وهالة فؤاد وكذلك (قيما وسيما) للوسي وانتهاء ب(فرح فرح) لمدحت صالح وغادة عبد الرازق ناهيك عن (تيترات) نحو 55 مسلسلاً تليفزيونياً وعشرات المسلسلات الإذاعية.