أن تنتمي إلى مكان ما، لايعني بالضرورة أن تكون ولدت أو نشأت فيه. بعض الأماكن يرتبط بها المرء برباط روح لايعرف كنهه، يعود إليها كمن يعود إلى مسقط رأسه مهما طال غيابه عنها. هذا هو حالي مع سهل الغاب، تلك البقاع الرائعة من أرض سورية التي لها جمالها وغناها وشجونها وهمومها.
صباح صيفي يطل على جبال ساحرة الجمال تتدفق المزن غيوماً بيضاً من ذراها، تدفعها ريح عاصفة لاتهدأ في مثل هذه الفترة من شهري حزيران وتموز، ريح تجعلها تقطر بعضاً مما تحمله من ماءها رذاذاً منعشاً لطيفاً.
نرتقي راكبين انطلاقاً من قرية تل الرسم القريبة من قرية فريكة في الشمال الغربي من سهل الغاب في ناحية شطحة من منطقة السقيلبية في الريف الغربي لمحافظة حماه إلى قرية جورين ومنها في الطريق الصاعد إلى قرية عين جورين حيث بداية الدرب الحراجي الذي سنسلكه في مسيرنا هناك والممتد لمسافة 15 كم تقريباً في سفوح الجبال من القرية المشهورة بمشروع المياه الذي يغذي قرى صلنفة وسلمى وباب جنة والكثير غيرها في ريف اللاذقية.
تسلقنا صعوداً، ترافقنا في دربنا إطلالة دائمة فائقة الروعة على سهل الغاب والقرى القريبة المحاذية لمسارنا: جورين، عين سليمو، عين وريدة الريحانة، تل الرسم، فريكة، قطرة الريحان ونبل الخطيب لننتهي هبوطاً غير سهل نحو نبع الخطيب الغزير العذب الفائق البرودة حيث شجرات الدردار المعمرة هي بعض ماتبقى من هذه الشجرة المهددة بالانقراض والتي تزنر مقام الشيخ محمد الخطيب بجوار النبع.
رافقتنا الرياح في أغلب مسارنا وعاندتنا بهبات شديدة في بعضه وكأننا في نفق هوائي جعلتنا نبذل جهداً كبيراً لنثبت في وجهها وجهداً أكبر لنخطو عكسها في دربنا.
تخلل مسيرنا توقفات استراحة وفطور عند عيون ماء ولا أطيب كانت أجملها قيلولة في ظلال شجرات التين عند عين بوعقل.
لعلها بعض تأثيرات التغيّر المناخي على البيئة والاستخدام غير المستدام للأراضي من بين العوامل الرئيسة لحرائق الغابات التي توسعت في جبال الساحل السوري بقوة في السنوات الماضية، وباتت مصدر خطر حقيقي يداهم الأشجار الحراجية المعمرة في المنطقة. تلك الحرائق طالت غابات عذراء كانت تغطي هذه السفوح التي سرنا بها والتي امتدت إليها من بضع سنين خلت وقضت على مساحات كبيرة منها. لكن مايدعو للتفاؤل أن تلك الغابات بدأت بالتعافي شيئاً فشيئاً، فالطبيعة ترمم نفسها بنفسها بعيداً عن تدخل الإنسان المخرب لها في أغلب الأحيان.
-----------------------------------------------------------------------
مسير استكشافي : عين جورين - نبع الخطيب
السفوح الشرقية للجبال الساحلية
ناحية شطحة - منطقة السقيلبية - ريف حماه الغرلي
صباح صيفي يطل على جبال ساحرة الجمال تتدفق المزن غيوماً بيضاً من ذراها، تدفعها ريح عاصفة لاتهدأ في مثل هذه الفترة من شهري حزيران وتموز، ريح تجعلها تقطر بعضاً مما تحمله من ماءها رذاذاً منعشاً لطيفاً.
نرتقي راكبين انطلاقاً من قرية تل الرسم القريبة من قرية فريكة في الشمال الغربي من سهل الغاب في ناحية شطحة من منطقة السقيلبية في الريف الغربي لمحافظة حماه إلى قرية جورين ومنها في الطريق الصاعد إلى قرية عين جورين حيث بداية الدرب الحراجي الذي سنسلكه في مسيرنا هناك والممتد لمسافة 15 كم تقريباً في سفوح الجبال من القرية المشهورة بمشروع المياه الذي يغذي قرى صلنفة وسلمى وباب جنة والكثير غيرها في ريف اللاذقية.
تسلقنا صعوداً، ترافقنا في دربنا إطلالة دائمة فائقة الروعة على سهل الغاب والقرى القريبة المحاذية لمسارنا: جورين، عين سليمو، عين وريدة الريحانة، تل الرسم، فريكة، قطرة الريحان ونبل الخطيب لننتهي هبوطاً غير سهل نحو نبع الخطيب الغزير العذب الفائق البرودة حيث شجرات الدردار المعمرة هي بعض ماتبقى من هذه الشجرة المهددة بالانقراض والتي تزنر مقام الشيخ محمد الخطيب بجوار النبع.
رافقتنا الرياح في أغلب مسارنا وعاندتنا بهبات شديدة في بعضه وكأننا في نفق هوائي جعلتنا نبذل جهداً كبيراً لنثبت في وجهها وجهداً أكبر لنخطو عكسها في دربنا.
تخلل مسيرنا توقفات استراحة وفطور عند عيون ماء ولا أطيب كانت أجملها قيلولة في ظلال شجرات التين عند عين بوعقل.
لعلها بعض تأثيرات التغيّر المناخي على البيئة والاستخدام غير المستدام للأراضي من بين العوامل الرئيسة لحرائق الغابات التي توسعت في جبال الساحل السوري بقوة في السنوات الماضية، وباتت مصدر خطر حقيقي يداهم الأشجار الحراجية المعمرة في المنطقة. تلك الحرائق طالت غابات عذراء كانت تغطي هذه السفوح التي سرنا بها والتي امتدت إليها من بضع سنين خلت وقضت على مساحات كبيرة منها. لكن مايدعو للتفاؤل أن تلك الغابات بدأت بالتعافي شيئاً فشيئاً، فالطبيعة ترمم نفسها بنفسها بعيداً عن تدخل الإنسان المخرب لها في أغلب الأحيان.
-----------------------------------------------------------------------
مسير استكشافي : عين جورين - نبع الخطيب
السفوح الشرقية للجبال الساحلية
ناحية شطحة - منطقة السقيلبية - ريف حماه الغرلي