البيرتو سانتوس دومون (بالبرتغالية: ɐwˈbɛʁtu ˈsɐ̃tuz duˈmõ، 20 يوليو/تموز 1873 - 23 يوليو/تموز 1932)
هو أحد الروّاد في الطيران البرازيلي ووريث عائلة ثرية من منتجي البن. كرّس سانتوس دومون وقته لدراسة الطيران والتجريب في باريس العاصمة الفرنسية حيث أمضى معظم سنوات شبابه.
قام سانتوس دومون بتصميم وبناء وتطيير أول منطاد عملي، وقام بإثبات أن الرحلات الجوية المحددة المُتحكم بها ممكنة. كان "غزو الهواء" هذا بالتحديد سبب فوزه بجائزة هنري دويتش دو لا مورث (بالفرنسية: Deutsch de la Meurthe) في 19 أكتوبر/تشرين الأول لعام 1901م في رحلةً جوية حول برج ايفل وهذا ماجعله واحداً من أكثر الناس شهرةً في بدايات القرن العشرين. في 23 أكتوبر/تشرين الأول عام 1906م وبالإضافة إلى عمله الرائد في المناطيد، طيّر سانتوس دومون طائرةً ثابتة الجناح، من تصميمه الخاص وتركيبه سماها "الطير الجارح" 14bis (بالفرنسية: oiseau de proie) أول رحلة طيران أثقل من الهواء مُصدّقة <مُجازة من قِبل " نادي الطيران الفرنسي" و"اتحاد الطيران الدولي". يعتبر سانتوس دومون في وطنه الأم البرازيل بطلاً قومياً وأباً للطيران، وكُتِب اسمه في سجل بانتيون لأبطال البرازيل.
ترأس سانتوس دومون الكرسي الثامن والثلاثون للأكاديمية البرازيلية للخطابات للرسائل من عام 1931م حتى وفاته عام 1932م.
ولد ألبرتو سانتوس-دومو في مزرعة كابانغو وتقع في بلدة بالميرا البرازيلية التي تُعرف اليوم باسم سانتوس دومو في ولاية ميناس جيرايس جنوب شرقيّ البرازيل. نشأ ألبيرتو في مزرعة للبُن تملكها عائلته في ولاية ساو باولو وكان ترتيبه السادس بين أخوته الثمانية. كان والده (فرنسي المولد) مهندساً وحرص على استعمال أحدث الابتكارات لتسهيل العمل في أراضيه الواسعة، ونجحت تلك الابتكارات نجاحاً باهراً أدى لجمعه ثروةً كبيرة وعُرف بلقب "ملك القهوة في البرازيل".
مثلجات من صناعة شركة سانتوس دومون للبن
سانتوس-دومو كان مولعا بالمكينات وتعلم في صغره قيادة القاطرة والجرار البخاري التي تستعملها عائلته في المزرعة. كان أيضاً معجباً بجول فيرن و أتم قراءة جميع كتبه قبل سن العاشرة. و ذكرَ سانتوس-دومو في مذكراته الشخصية أن حلم الطيران راوده حين تأمله لسماء البرازيل البديعة أثناء النهارات الطويلة المشمسة التي قضاها في المزراع.
وفقاً لعادات العائلات الثرية آنذاك، بعد تلقي العلوم الأساسية في المنزل بواسطة معلمه الخاص ووالديه، البيرتو الصغير تم ارساله وحده إلى أكبر المدن لاتمام دراسته الثانوية، فدرس لفترة في ثانوية تختص بالعلوم تسمى "Colégio Culto à Ciência" في مدينة كامبينيس.
الانتقال إلى فرنسافي عام 1891م، تعرض والد ألبِرتو لحادث أثناء تفقّده لبعض الآلات. حيث سقط من فوق حصانه وأصيب بشلل سفلي. وقرّر أن يبيع المزرعة وينتقل إلى أوروبا مع زوجته وأطفاله الصغار. في 17، غادر سانتوس دومون إسكولا دي ميناس المرموقة في أورو بريتو، ميناس جيريس، إلى باريس.
وبعد فترة وجيزة من وصوله اشترى سيارة. وبعد ذلك استكمل دراسته في الفيزياء، والكيمياء، والميكانيكا، والكهرباء بمساعدة مُعلّم خاص.
بالونات ومناطيد
وصف سانتوس دومون نفسه بأوّل "رياضي في الجو." فقد بدأ الطيران بإستئجار طيّار بالونات متمرّس وقام بركوبه الأول للبالون كراكب ثمّ انتقل بسرعة إلى قيادة البالونات بنفسه، وبعد ذلك مرور فترة قصيرة أصبح هو من يصمّم بالوناتة الخاصة. وفي عام 1898م، طار سانتوس دومون بأوّل بالون صمّمه بنفسه وسماه البرسيل (بالفرنسية: Brésil) الذي تميز بصغر حجمه وخفة وزنه.
وبعد رحلات عديدة بالبالون انتقل سانتوس دومون لتصميم البالونات القابلة للتوجيه أو مايعرف بالمنطاد، والذي يمكن التحكم به وتسييره بواسطة الهواء بدلاً من أن ينجرف مع الرياح. وفي عام 1884م قام شارل رينارد وأرثر كريبس بالتحليق بالمنطاد الذي سمي " لا فارنس" (بالفرنسية: La France) بنجاح وقد كان قادراً على الطيران بسرعة 24 كم / ساعة (15 ميلاً في الساعة)، ولكن التجربة لم تتطور وتستمر بسبب نقص التمويل.
وبين العام 1898م وعام 1905م قام سانتوس دومون ببناء 11 منطاد حلّق بِـهم جميعاً على الرغم من القيود المفروضة لمراقبة ساعة الغداء. وفي إحدى المرات، حلّق سانتوس دومون بمنطاده صباحاً إلى شقته الخاصة التي تحمل الرقم 9 في شارع واشنطن، مقابل شارع قصر الشانزليزيه، في مكان غير بعيد عن قوس النصر.
قرّر سانتوس دومون بناء مركبة أكبر" المنطاد رقم 5 " ليفوز بجائزة "دويتش دي لا مورث". وفي الثامن من أغسطس لعام 1901م، وخلال إحدى محاولاته فقَد منطاده غاز الهيدروجين وبدأ ينحدر للأسفل ولم يكن قادرًا على تجنب سطح فندق تروكاديرو فحدث انفجار مُدوي. نجا سانتوس دومون من هذا الانفجار ووجد مُعلّقًا في سلّة على جانب الفندق وبمساعدة من المتجمهرين تسلّق إلى السطح ولم يصب بأي أذى.
Santos-دومون رقم 6 خلال تحليقه حول برج إيفل كجزء من فغاليات جائزة دويتشي
بلغ سانتوس دومون أوج مسيرته المهنية في الطيران بالمناطيد عندما فاز بجائزة "هنري دويش ديلاميرث" لدعم وتطوير تقنيات الطيران. وكانت هذه الجائزة لأول رحلة من حديقة سانت كلود إلى برج إيفل ذهاباً وإياباً في أقل من 30 دقيقة. تستلتزم هذه الرحلة معدل سرعة على الأرض يساوي 22 كيلو متر في الساعة (14ميل/ساعة) لتغطي المسافة ذهاباً وإياباً والتي تقدر بنحو 11 كيلو متر (6,8 ميل) في الوقت المحدد لهذه الرحلة.
في التاسع عشر من أكتوبر عام 1901م، وبعد عدة محاولات نجح سانتوس دومون في القيام بالرحلة بواسطة منطاده الرقم 6 وبعد الانتهاء من الرحلة مباشرة دار خلاف حول التغيير الذي حصل في قانون الدقيقة الأخيرة من السباق ودقة التوقيت الرحلة. حيث كان هناك غضب شعبي وتعليقات في الصحافة. أخيراً وبعد عدة أيام من تردد لجنة الحكام مُنح سانتوس دومون الجائزة كما مُنح أيضاً مبلغاً مالياً قدره 125,000 فرنك فرنسي. وفي بادرة خيرية، تبرع سانتوس دومون بخمسة وسبعون 75,000 ألف فرنك من الجائزة المالية لفقراء مدينة باريس والباقي أُعطيَ للعاملين معه كعلاوة.
بعد ذلك اُعلن عن جائزة إضافية مماثلة بمبلغ وقدره 125,000 فرنك بالإضافة إلى ميدالية ذهبية مُنحت له من حكومة بلده الأصل البرازيل.
جعلت شركة الطيران من سانتوس دومونت مشهوراً في أوروبا وحول العالم، وربح العديد من الجوائز، وأصبح صديقاً للمليونيرية ورواد الطيران وطبقة الأغنياء. في عام 1903م قامت آيدا دياكوستا -أول أنثى قائدة للطائرات- (Aida de Acosta) بقيادة إحدى طائراته. وفي عام 1904م قام بزيارة الولايات والمتحدة واستضافه الرئيس ثيودور روزفلت في البيت الأبيض.
في عام 1904م قام سانتوس دومونت بتطيير طائرته الجديدة (رقم 7) وأيضاً معروفة بـ(ريسر) من باريس إلى ستريت لويس لينافس بها على جائزة 100 ألف دولار في معرض الشراء بلويزيانا. وهذه الجائزة تعطى لأي طائرة بإمكانها أن تقوم برحلة ثلاثية بعدة شروط وهي أن تحلق الطائرة على ارتفاع 24 كم، أن تتأخذ شكل إل (L) على سرعة 32 متر في الساعة، ثم خفضت إلى 24 متر في الساعة، أيضا كان من الضروري للمكنة أن تهبط دون أن تسبب أذى لجسم الطائرة وليس بأكثر 46 متر من نقطة البداية. ولكونه أفضل متسابق، تأكد القائمون على المسابقة بمشاركته. ولكن فور وصوله إلى ستريت لويس وجد سانتوس دومونت في طائرته خللاً لا يمكن إصلاحه، فدارت الشكوك بأن هناك مخرب استقصد الطائرة، لكن لم تكن هناك أدلة كافية، فعاد أدراجه إلى فرنسا بعد تكرر حادثة مشابهة في بوسطن.
سانتوس-دومون يقود طائرته "ديموازيل 2". من معروضات متحف الطيران والفضاء في لو بورجيه.
قام جمهوره بكل حماس بمتابعة مآثره، وقام الباريسيون بتسميته لي بيتيت سانتوس، وقام العديد من تجار الأزياء بتقليد ثيابه وطريقة لبسه. كان ولا يزال إلى يومنا هذا بطلاً برازيلياً محلياً.
الطائرات التي تعمل بموّلدات الدفع
اتجهت رغبات سانتوس دامونت إلى صناعة الطائرات التي تعمل بمولدات الدفع والتي سُميت "الأثقل من الهواء" على الرغم من إكماله العمل على المركبات الفضائية. بحلول عام 1905 كان دامونت قد أنهى تصميم أول طائرة تشبه إلى حد كبير الطائرات المستخدمة في الوقت الحالي وهي التي تُدعى بطائرات الأجنحة الثابتة وأيضا أنهى تصميما لطائرة الهيلوكبتر. في 23 أكتوبر من عام 1906، حقق دامونت حلمه بالتحليق بقيادته لمركبة بيس-14 (أطلق على هذه المركبة اسم الطير الجارح) بالتحليق لمسافة 60 مترا (19,7قدم) على ارتفاع خمسة أمتار أو أقل من (15 قدم) قبل أن يعيد التحليق مرة آخرى أمام العامة. هذا الحدث وثٍّق كأول رحلة طيران من قبل المنظمة التي كان ينتسب إليها دامونت مع بعض هواة النادي الفرنسي للطيران والتي كان لها صيتا قويا في مجال صناعة الطائرات التي تعمل بقوة الدفع في أوروبا، وقد فازت هذه المنظمة بجائزة "دتشي أرشيديون (the Deutsch-Archdeacon) لتوثيقها أول تحليق لطائرة تحلق لمسافة أكثر من 25 مترا. في الثاني عشر من نوفمبر من عام 1906، حقق سانتوس داموس رقما قياسيا بتحليقه لمسافة 220 م في غضون 21,5 جزء من الثانية، وقد وثق ذلك الإنجاز من قبل "الاتحاد الدولي للطيران".
غلاف مجلة "لو بيتي جورنال" عدد 25 نوفمبر 1906 تظهر طيران سانتوس دومون
أضاف سانتوس دامونت تحسينات آخرى في تصماميم الطائرات التي قام بتصميمها سابقا. أضاف الأجنحة المتحركة بين الأجنحة لتساعد في زيادة استقرار الطائرة من الجانبين أكثر من التي كان معمولا بها في طائرة بيس-14. تطورت هذه الاجنحة في الطائرات الحديثة وأصبح مكانها في منتصف الجناحين لتسهل عملية الإقلاع والهبوط. كما أحدث داموند نقلة جوهرية في تطوير مولد الدفع في ماكينة الطائرة بتحسين نسبة القوة للوزن لتولد قوة دفع أقوى بوزن أقل، وهذا ماكان يقف عائقا امام هواة ومهندسين الطائرات في ذلك الوقت وهو إيجاد مولد دفع للطائرة بوزن أقل وبقوة دفع اكبرحيث كان المتعارف عليه هو انه كلما اردت أن تزيد من قوة الدفع هذا يعني زيادة في وزن المحرك وبالتالي ثقل الطائرة.) كما قام بعمل تحسينات آخرى في مجال تقنية الطائرات .
كان التصميم الأخير لسانتوس ديمونت هو الطائرات اُحَادِيَّةُ السَّطْح وتدعى ديموزال (موديل من 19 إلى 22) هذه الطائرة كان يستخدمها ديمونت للنقل الخاص. ويتألف الهيكل الخارجي للطائرة من ثلاثة أذرعة خيرزانية قوية وهناك مقعد الطائرة حيث يجلس الطَيَّار خلف المقود الرئيسي لثلاث عجلات لهبوط الطائرة. وتم التحكم بالطائرة خلال طيرانها باستخدام أداتين منها الذيل وكانت وظيفته كرافع الذي يتحكم بتوجيه التموج للطائرة وكدفة للطائرة مما يمكن الطيار من عمل انحراف للطائرة بالمحور العمودي. وباستخدام أداة أخرى يطلق عليها نظام التحكم بالدوران.
هو أحد الروّاد في الطيران البرازيلي ووريث عائلة ثرية من منتجي البن. كرّس سانتوس دومون وقته لدراسة الطيران والتجريب في باريس العاصمة الفرنسية حيث أمضى معظم سنوات شبابه.
قام سانتوس دومون بتصميم وبناء وتطيير أول منطاد عملي، وقام بإثبات أن الرحلات الجوية المحددة المُتحكم بها ممكنة. كان "غزو الهواء" هذا بالتحديد سبب فوزه بجائزة هنري دويتش دو لا مورث (بالفرنسية: Deutsch de la Meurthe) في 19 أكتوبر/تشرين الأول لعام 1901م في رحلةً جوية حول برج ايفل وهذا ماجعله واحداً من أكثر الناس شهرةً في بدايات القرن العشرين. في 23 أكتوبر/تشرين الأول عام 1906م وبالإضافة إلى عمله الرائد في المناطيد، طيّر سانتوس دومون طائرةً ثابتة الجناح، من تصميمه الخاص وتركيبه سماها "الطير الجارح" 14bis (بالفرنسية: oiseau de proie) أول رحلة طيران أثقل من الهواء مُصدّقة <مُجازة من قِبل " نادي الطيران الفرنسي" و"اتحاد الطيران الدولي". يعتبر سانتوس دومون في وطنه الأم البرازيل بطلاً قومياً وأباً للطيران، وكُتِب اسمه في سجل بانتيون لأبطال البرازيل.
ترأس سانتوس دومون الكرسي الثامن والثلاثون للأكاديمية البرازيلية للخطابات للرسائل من عام 1931م حتى وفاته عام 1932م.
ولد ألبرتو سانتوس-دومو في مزرعة كابانغو وتقع في بلدة بالميرا البرازيلية التي تُعرف اليوم باسم سانتوس دومو في ولاية ميناس جيرايس جنوب شرقيّ البرازيل. نشأ ألبيرتو في مزرعة للبُن تملكها عائلته في ولاية ساو باولو وكان ترتيبه السادس بين أخوته الثمانية. كان والده (فرنسي المولد) مهندساً وحرص على استعمال أحدث الابتكارات لتسهيل العمل في أراضيه الواسعة، ونجحت تلك الابتكارات نجاحاً باهراً أدى لجمعه ثروةً كبيرة وعُرف بلقب "ملك القهوة في البرازيل".
مثلجات من صناعة شركة سانتوس دومون للبن
سانتوس-دومو كان مولعا بالمكينات وتعلم في صغره قيادة القاطرة والجرار البخاري التي تستعملها عائلته في المزرعة. كان أيضاً معجباً بجول فيرن و أتم قراءة جميع كتبه قبل سن العاشرة. و ذكرَ سانتوس-دومو في مذكراته الشخصية أن حلم الطيران راوده حين تأمله لسماء البرازيل البديعة أثناء النهارات الطويلة المشمسة التي قضاها في المزراع.
وفقاً لعادات العائلات الثرية آنذاك، بعد تلقي العلوم الأساسية في المنزل بواسطة معلمه الخاص ووالديه، البيرتو الصغير تم ارساله وحده إلى أكبر المدن لاتمام دراسته الثانوية، فدرس لفترة في ثانوية تختص بالعلوم تسمى "Colégio Culto à Ciência" في مدينة كامبينيس.
الانتقال إلى فرنسافي عام 1891م، تعرض والد ألبِرتو لحادث أثناء تفقّده لبعض الآلات. حيث سقط من فوق حصانه وأصيب بشلل سفلي. وقرّر أن يبيع المزرعة وينتقل إلى أوروبا مع زوجته وأطفاله الصغار. في 17، غادر سانتوس دومون إسكولا دي ميناس المرموقة في أورو بريتو، ميناس جيريس، إلى باريس.
وبعد فترة وجيزة من وصوله اشترى سيارة. وبعد ذلك استكمل دراسته في الفيزياء، والكيمياء، والميكانيكا، والكهرباء بمساعدة مُعلّم خاص.
بالونات ومناطيد
وصف سانتوس دومون نفسه بأوّل "رياضي في الجو." فقد بدأ الطيران بإستئجار طيّار بالونات متمرّس وقام بركوبه الأول للبالون كراكب ثمّ انتقل بسرعة إلى قيادة البالونات بنفسه، وبعد ذلك مرور فترة قصيرة أصبح هو من يصمّم بالوناتة الخاصة. وفي عام 1898م، طار سانتوس دومون بأوّل بالون صمّمه بنفسه وسماه البرسيل (بالفرنسية: Brésil) الذي تميز بصغر حجمه وخفة وزنه.
وبعد رحلات عديدة بالبالون انتقل سانتوس دومون لتصميم البالونات القابلة للتوجيه أو مايعرف بالمنطاد، والذي يمكن التحكم به وتسييره بواسطة الهواء بدلاً من أن ينجرف مع الرياح. وفي عام 1884م قام شارل رينارد وأرثر كريبس بالتحليق بالمنطاد الذي سمي " لا فارنس" (بالفرنسية: La France) بنجاح وقد كان قادراً على الطيران بسرعة 24 كم / ساعة (15 ميلاً في الساعة)، ولكن التجربة لم تتطور وتستمر بسبب نقص التمويل.
وبين العام 1898م وعام 1905م قام سانتوس دومون ببناء 11 منطاد حلّق بِـهم جميعاً على الرغم من القيود المفروضة لمراقبة ساعة الغداء. وفي إحدى المرات، حلّق سانتوس دومون بمنطاده صباحاً إلى شقته الخاصة التي تحمل الرقم 9 في شارع واشنطن، مقابل شارع قصر الشانزليزيه، في مكان غير بعيد عن قوس النصر.
قرّر سانتوس دومون بناء مركبة أكبر" المنطاد رقم 5 " ليفوز بجائزة "دويتش دي لا مورث". وفي الثامن من أغسطس لعام 1901م، وخلال إحدى محاولاته فقَد منطاده غاز الهيدروجين وبدأ ينحدر للأسفل ولم يكن قادرًا على تجنب سطح فندق تروكاديرو فحدث انفجار مُدوي. نجا سانتوس دومون من هذا الانفجار ووجد مُعلّقًا في سلّة على جانب الفندق وبمساعدة من المتجمهرين تسلّق إلى السطح ولم يصب بأي أذى.
Santos-دومون رقم 6 خلال تحليقه حول برج إيفل كجزء من فغاليات جائزة دويتشي
بلغ سانتوس دومون أوج مسيرته المهنية في الطيران بالمناطيد عندما فاز بجائزة "هنري دويش ديلاميرث" لدعم وتطوير تقنيات الطيران. وكانت هذه الجائزة لأول رحلة من حديقة سانت كلود إلى برج إيفل ذهاباً وإياباً في أقل من 30 دقيقة. تستلتزم هذه الرحلة معدل سرعة على الأرض يساوي 22 كيلو متر في الساعة (14ميل/ساعة) لتغطي المسافة ذهاباً وإياباً والتي تقدر بنحو 11 كيلو متر (6,8 ميل) في الوقت المحدد لهذه الرحلة.
في التاسع عشر من أكتوبر عام 1901م، وبعد عدة محاولات نجح سانتوس دومون في القيام بالرحلة بواسطة منطاده الرقم 6 وبعد الانتهاء من الرحلة مباشرة دار خلاف حول التغيير الذي حصل في قانون الدقيقة الأخيرة من السباق ودقة التوقيت الرحلة. حيث كان هناك غضب شعبي وتعليقات في الصحافة. أخيراً وبعد عدة أيام من تردد لجنة الحكام مُنح سانتوس دومون الجائزة كما مُنح أيضاً مبلغاً مالياً قدره 125,000 فرنك فرنسي. وفي بادرة خيرية، تبرع سانتوس دومون بخمسة وسبعون 75,000 ألف فرنك من الجائزة المالية لفقراء مدينة باريس والباقي أُعطيَ للعاملين معه كعلاوة.
بعد ذلك اُعلن عن جائزة إضافية مماثلة بمبلغ وقدره 125,000 فرنك بالإضافة إلى ميدالية ذهبية مُنحت له من حكومة بلده الأصل البرازيل.
جعلت شركة الطيران من سانتوس دومونت مشهوراً في أوروبا وحول العالم، وربح العديد من الجوائز، وأصبح صديقاً للمليونيرية ورواد الطيران وطبقة الأغنياء. في عام 1903م قامت آيدا دياكوستا -أول أنثى قائدة للطائرات- (Aida de Acosta) بقيادة إحدى طائراته. وفي عام 1904م قام بزيارة الولايات والمتحدة واستضافه الرئيس ثيودور روزفلت في البيت الأبيض.
في عام 1904م قام سانتوس دومونت بتطيير طائرته الجديدة (رقم 7) وأيضاً معروفة بـ(ريسر) من باريس إلى ستريت لويس لينافس بها على جائزة 100 ألف دولار في معرض الشراء بلويزيانا. وهذه الجائزة تعطى لأي طائرة بإمكانها أن تقوم برحلة ثلاثية بعدة شروط وهي أن تحلق الطائرة على ارتفاع 24 كم، أن تتأخذ شكل إل (L) على سرعة 32 متر في الساعة، ثم خفضت إلى 24 متر في الساعة، أيضا كان من الضروري للمكنة أن تهبط دون أن تسبب أذى لجسم الطائرة وليس بأكثر 46 متر من نقطة البداية. ولكونه أفضل متسابق، تأكد القائمون على المسابقة بمشاركته. ولكن فور وصوله إلى ستريت لويس وجد سانتوس دومونت في طائرته خللاً لا يمكن إصلاحه، فدارت الشكوك بأن هناك مخرب استقصد الطائرة، لكن لم تكن هناك أدلة كافية، فعاد أدراجه إلى فرنسا بعد تكرر حادثة مشابهة في بوسطن.
سانتوس-دومون يقود طائرته "ديموازيل 2". من معروضات متحف الطيران والفضاء في لو بورجيه.
قام جمهوره بكل حماس بمتابعة مآثره، وقام الباريسيون بتسميته لي بيتيت سانتوس، وقام العديد من تجار الأزياء بتقليد ثيابه وطريقة لبسه. كان ولا يزال إلى يومنا هذا بطلاً برازيلياً محلياً.
الطائرات التي تعمل بموّلدات الدفع
اتجهت رغبات سانتوس دامونت إلى صناعة الطائرات التي تعمل بمولدات الدفع والتي سُميت "الأثقل من الهواء" على الرغم من إكماله العمل على المركبات الفضائية. بحلول عام 1905 كان دامونت قد أنهى تصميم أول طائرة تشبه إلى حد كبير الطائرات المستخدمة في الوقت الحالي وهي التي تُدعى بطائرات الأجنحة الثابتة وأيضا أنهى تصميما لطائرة الهيلوكبتر. في 23 أكتوبر من عام 1906، حقق دامونت حلمه بالتحليق بقيادته لمركبة بيس-14 (أطلق على هذه المركبة اسم الطير الجارح) بالتحليق لمسافة 60 مترا (19,7قدم) على ارتفاع خمسة أمتار أو أقل من (15 قدم) قبل أن يعيد التحليق مرة آخرى أمام العامة. هذا الحدث وثٍّق كأول رحلة طيران من قبل المنظمة التي كان ينتسب إليها دامونت مع بعض هواة النادي الفرنسي للطيران والتي كان لها صيتا قويا في مجال صناعة الطائرات التي تعمل بقوة الدفع في أوروبا، وقد فازت هذه المنظمة بجائزة "دتشي أرشيديون (the Deutsch-Archdeacon) لتوثيقها أول تحليق لطائرة تحلق لمسافة أكثر من 25 مترا. في الثاني عشر من نوفمبر من عام 1906، حقق سانتوس داموس رقما قياسيا بتحليقه لمسافة 220 م في غضون 21,5 جزء من الثانية، وقد وثق ذلك الإنجاز من قبل "الاتحاد الدولي للطيران".
غلاف مجلة "لو بيتي جورنال" عدد 25 نوفمبر 1906 تظهر طيران سانتوس دومون
أضاف سانتوس دامونت تحسينات آخرى في تصماميم الطائرات التي قام بتصميمها سابقا. أضاف الأجنحة المتحركة بين الأجنحة لتساعد في زيادة استقرار الطائرة من الجانبين أكثر من التي كان معمولا بها في طائرة بيس-14. تطورت هذه الاجنحة في الطائرات الحديثة وأصبح مكانها في منتصف الجناحين لتسهل عملية الإقلاع والهبوط. كما أحدث داموند نقلة جوهرية في تطوير مولد الدفع في ماكينة الطائرة بتحسين نسبة القوة للوزن لتولد قوة دفع أقوى بوزن أقل، وهذا ماكان يقف عائقا امام هواة ومهندسين الطائرات في ذلك الوقت وهو إيجاد مولد دفع للطائرة بوزن أقل وبقوة دفع اكبرحيث كان المتعارف عليه هو انه كلما اردت أن تزيد من قوة الدفع هذا يعني زيادة في وزن المحرك وبالتالي ثقل الطائرة.) كما قام بعمل تحسينات آخرى في مجال تقنية الطائرات .
كان التصميم الأخير لسانتوس ديمونت هو الطائرات اُحَادِيَّةُ السَّطْح وتدعى ديموزال (موديل من 19 إلى 22) هذه الطائرة كان يستخدمها ديمونت للنقل الخاص. ويتألف الهيكل الخارجي للطائرة من ثلاثة أذرعة خيرزانية قوية وهناك مقعد الطائرة حيث يجلس الطَيَّار خلف المقود الرئيسي لثلاث عجلات لهبوط الطائرة. وتم التحكم بالطائرة خلال طيرانها باستخدام أداتين منها الذيل وكانت وظيفته كرافع الذي يتحكم بتوجيه التموج للطائرة وكدفة للطائرة مما يمكن الطيار من عمل انحراف للطائرة بالمحور العمودي. وباستخدام أداة أخرى يطلق عليها نظام التحكم بالدوران.
تعليق