عشيق الليدي تشاترلي Lady Chatterley's Lover
( نسخة عام 2022 )
في الخامس و العشرين من نوفمبر 2022 صدرت الترجمة السينمائية الجديدة لرواية ( عشيق الليدي تشاترلي Lady Chatterley's Lover ) للكاتب الإنگليزي " ديفيد هربرت لورنس " ( 1885 ــ 1930 ) المعروف بإسم " D. H. Lawrence " الذي يُعد أحد أهم الأدباء الإنگليز في القرن العشرين ، فهو أديبٌ متميز في مجال الرواية و القصص و الشعر و النقد الأدبي ، إلا أن عمله الروائي ( عشيق الليدي تشاترلي ) المختلف و الخارج على السائد إجتماعياً و أدبياً و ( أخلاقياً ) هو الذي منحه دفقاً من الشهرة التي رسخت إسمه في تاريخ الأدب الإنگليزي و العالمي .
و كما كان سائداً في ذلك الوقت فإن العمل الإبداعي ( الروائي خاصة ً) الذي يحمل مواصفات الإختلاف سياسياً و إجتماعياً و دينياً و ( أخلاقياً ) إنما يُطبعُ خارج بلاد المبدع كجزء من التخلص من الملاحقة و العواقب القانونية و الإجتماعية في بلاده . عليه فإن الطبعة الأولى من رواية ( عشيق الليدي تشاترلي ) إنما صدرت في مدينة فلورنسا الإيطالية عام 1928 . ثم صدرت في العام التالي ( 1929 ) طبعةٌ خاصة للرواية عن دار ( ماندريك ) من قبل الناشر " إنكي ستيفنسون " . و لم تصدر الطبعة المُعلنة المعدلة في بريطانيا إلا عام 1960 ، أي بعد مضي ثلاثين عاماً على رحيل كاتبها . و كان المدعي العام البريطاني " ميرفين غريفيت جونز " قد أقام دعوىً قضائيةً ضد الرواية في 20 أكتوبر / تشرين الأول من ذلك العام ، و قدّم إحصائية بالكلمات و التعابير و الإيحاءات ذات الدلالة الجنسية ( الفاحشة ) التي تمس الأخلاق العامة و تخدش الحياء العام . ولكن محامي الدفاع " جيرالد غاردنر " قدم إعتراضاً مفنداً لطرح المدعي العام ، و ركز على القيمة الأدبية للرواية ، مشيراً الى المنزلة العالية التي يحتلها الروائي " لورنس " في تاريخ الأدب الإنگليزي ، ما دفع القاضي الى إحالة الأمر الى نحو خمسين مُحَلَّفاً ، بينهم معلمون و ربات بيوت و رجال دين و كتاب معروفون ، منهم " أ. أم . فورستر " و " ريموند ويليامز " . و في النهاية خسر الإدعاء العام القضية و ربحتها دار ( بنغوين ) للنشر ، فإمتدت طوابير القراء لشراء الرواية التي ضربت شهرتها الآفاق .
تتناول الرواية فكرة تجاوز حالة العشق للتمايز الطبقي من خلال تحدي الأعراف لأجل تلبية الرغبة الجسدية أو العاطفية . هذا ما حصل لليدي " كونستانس تشاترلي " الأرستقراطية التي وجدت ضالتها الجنسية في " ميلورز " ( حارس طرائد الصيد ) ، و هي وظيفةٌ أو تسمية ظهرت في النصف الثاني من القرن السابع عشر و أوجدها النبلاء الصيادون في ذلك العهد . و حسب الرواية ، فقد كانت الليدي " تشاترلي " في الثالثة و العشرين من عمرها عندما تزوجت من الشاب الأرستقراطي " كليفورد تشاترلي " الذي كان يكبرها بست سنوات ، و لم يمضيا سوى شهر العسل فقط معاً ليلتحق بجبهة الحرب عام 1917 ثم ليعود في العام التالي جريحاً مقعداً محطماً فيقضي حياته على كرسي متحرك ، و الأهم من كل ذلك بالنسبة لزوجته فقد فقدَ قدرته الجنسية ، و في ذلك كمنت محنة الزوجة الشابة التي كانت قد تمتعت بنعمة الجنس قبل الزواج حتى .
من المؤكد إن قراءتنا للرواية الآن تختلف عن قراءة من قرأ طبعتها الأولى عام 1928 و الثانية عام 1929 و الثالثة عام 1960 و لعل زمن هذه الطبعة الثالثة أكثر إنفتاحاً خصوصاً بعد أن أخفق الإدعاء العام في تجريم الرواية ، أما الآن و نحن في الألفية الثالثة من التاريخ و قد أصبحت ثقافة أفلام البورنو متاحة للجميع ، و مع ظهور نمط السينما الجنسية ، فأن رواية ( عشيق الليدي تشاترلي ) لم تعد روايةً كلاسيكية بصيغتها الأدبية فحسب بل أن الحديث عن إباحيتها بات مضحكاً ، لأن هذا النمط من ( الإباحية ) رمته أجيال ما بعد " دي . أچ . لورنس " خلف ظهرها ، لكنه إمتلك ناصية الريادة الشجاعة في التناول الأدبي للمحظور في زمنه ، ليسير على خطاه و يتشجع به روائيون لاحقون مثل الإسبانية الفرنسية " أناييس نن " ( 1903 ــ 1977 ) و الأمريكي " هنري ميلر " ( 1891 ــ 1980 ) .. و غيرهما .
ثمة حديثٌ عن أن " لورنس " كان قد أستوحى روايته من أحداث حقيقية ، في مقدمتها حياته التعيسة ، أما موضوع العلاقة الجنسية بين الليدي " تشاترلي " و الحارس " ميلورز " فقد استوحاه من العلاقة بين سيدة تُدعى " أوتولاين موريل " و عامل بناء شاب إسمه " تايغر " إستدعته لتصليح قاعدة تمثال في حديقتها الخاصة بالتماثيل فنشأت بينهما علاقة جنسية.
ولكن إذا كان الباحثون يرون أن " دي . أچ . لورنس " إستلهم روايته ( عشيق الليدي تشاترلي ) من هذه الواقعة فإنهم يغفلون واقعة أن " لورنس " نفسه ، الذي كان معلماً تحت التدريب ، وقع في عشق سيدة ارستقراطية هي زوجة أستاذ جامعي آلماني في نوتنغهام ، إسمها " فريدا ويكلي " و هرب معها الى آلمانيا فإيطاليا ليتزوجا عام 1914 في بريطانيا بعد أن تطلقت من زوجها .
ترى الروائية البريطانية " دوريس ليسنغ " ( 1919 ــ 2013 ) ، الحائزة على جائزة نوبل للآداب عام 2007 ، أن رواية ( عشيق الليدي تشاترلي ) هي أعظم رواية إدانةٍ للحرب ، ولكن إذا كانت تقصد إنها رواية رائدة في هذه الإدانة بخصوص حروب القرن العشرين و ما تلاها فهي محقة ، أما ما قبل ذلك فكل الملاحم و الروايات التي تناولت الوقائع التي حصلت في زمن الحروب إنما تنطوي على إدانة ضمنية لها ، ملحمة ( الإلياذة ) للإغريقي " هوميروس " التي تناولت حرب طروادة قبل التاريخ مثالاً ، و رواية ( الحرب و السلام ) للروسي " ليو تولستوي " ( 1828 ــ 1910 ) كمثالٍ آخر .
حتى الآن ، صدرت خمس ترجمات عربية لرواية ( عشيق الليدي چاترلي ) ، أحسب أن أولها كانت عن ( دار الهلال ) المصرية ، ولكنها كانت ترجمة مختصرة ، و ربما لم تكن دقيقة ، أما آخر ترجمة كاملة للرواية فقد صدرت عام 2018 للمترجم المصري " عبدالمقصود عبدالكريم " ، الذي سبق له و أن ترجم لـ " لورنس " ( فانتازيا الغريزة ) عام 1993 .
سينمائياً ، أنتجت الرواية عام 1955 ، لأول مرة ، من إخراج السويسري " مارك ألغيريت " ( 1900 ـ 1973 ) ، و قد أسند دور الليدي " تشاترلي " الى الفرنسية " دانييل داريو " ( 1917 ــ 2017 ) ، و دور الحارس العشيق الى الفرنسي " إرنو كريزا " ( 1914 ــ 1968 ) .
عام 1981 ، إخرج الفرنسي " جاست جايكن " نسخته السينمائية ، و أسند دور الحارس العشيق " ميلورز " الى الممثل البريطاني " نيكولاس كلاي " (1946 ـ 2000 ) فيما أسند دور الليدي " تشاترلي " الى الهولندية " سلفيا كريستل " ( 1952 ــ 2012 ) التي سبق و أن أسند اليها الدور الرئيس في الفيلم الإباحي السينمائي الفرنسي الشهير ( إيمانويل ) عام 1974 ، و هو فيلم إستعراضي سخيف ، بلا دراما ، إنما يستعرض جسد " سلفيا كريستل " بعانتها و قدّها و مؤخرتها و ثدييها الكبيرين المتهدلين ، و قد استقبله النقاد و المشاهدون بالنقد اللاذع و الإستهجان ، ولكنه حقق أرباحاً جيدة كونه كسر الحاجز البصري بإتجاه الإباحية في السينما .
عام 1989 أخرج الإيطالي " لورنزو أولوراتي " النسخة السينمائية الإيطالية من الرواية تحت عنوان ( قصة الليدي تشاترلي ) ، و أسند دور الليدي " تشاترلي " الى الإيطالية " مالو " و دور الحارس الى " كارمن دي بيترو" .
عام 1993 صدرت نسخة من الرواية في مسلسل تلفزيوني قصير بعنوان ( الليدي تشاترلي ) ، إخراج البريطاني " كين راسل " ( 1927 ــ 2011 ) ، بطولة البريطانية " جويلي ريتشاردسون " في دور " تشاترلي " و البريطاني " شون بين " في دور الحارس .
عام 2006 أخرجت الفرنسية " باسكال فيران " نسختها الفرنسية بعنوان ( الليدي تشاترلي ) و أسندت دور البطولة الى " مارينا هاندس " ( إبنة الممثلة الفرنسية " لودميلا ميكائيل " ) .
عام 2015 ، إخرج البريطاني " جد ميركوريو " نسخته البريطانية و قد أسند البطولة الى البريطانية " هوليداي غراينغر " في دور الليدي " چاترلي " و الإسكتلندي " ريتشارد مادن " في دور الحارس العشيق .
هذه الأفلام ، جميعها أولت إهتمامها للجانب الايروتيكي ذي طابع الإثارة من الرواية و تركت المعالجة السينمائية لجوانبها الأخرى ، السياسية و الفكرية و الحرب التي هي مفتاح الرواية الذي قاد الى ما حصل من عطش جنسي لدى الليدي " تشاترلي " .. بسبب عاهة زوجها .
لكن ، هذه ليست المرة الأولى التي تتناول السينما أعمال الروائي الإنجليزي " دي . أچ . لورنس " ، فهناك أفلام تناولت روايات له ، مثل ( نساءٌ عاشقات ) ، ( الأفعى ذاتُ الريش ) ، ( الثعلب ) ، ( أبناءٌ و عُشاق ) .
و الآن هذه هي النسخة السينمائية الجديدة من الرواية ، لعام 2022 ، إخراج الفرنسية " لور دي كليرمو تونير " ، المولودة عام 1983 ، التي أسندت البطولة الى البريطانية " ايما كورين " في دور " تشاترلي " و الى البريطاني " جاك أوكونيل " في دور الحارس .ـــــ
( نسخة عام 2022 )
في الخامس و العشرين من نوفمبر 2022 صدرت الترجمة السينمائية الجديدة لرواية ( عشيق الليدي تشاترلي Lady Chatterley's Lover ) للكاتب الإنگليزي " ديفيد هربرت لورنس " ( 1885 ــ 1930 ) المعروف بإسم " D. H. Lawrence " الذي يُعد أحد أهم الأدباء الإنگليز في القرن العشرين ، فهو أديبٌ متميز في مجال الرواية و القصص و الشعر و النقد الأدبي ، إلا أن عمله الروائي ( عشيق الليدي تشاترلي ) المختلف و الخارج على السائد إجتماعياً و أدبياً و ( أخلاقياً ) هو الذي منحه دفقاً من الشهرة التي رسخت إسمه في تاريخ الأدب الإنگليزي و العالمي .
و كما كان سائداً في ذلك الوقت فإن العمل الإبداعي ( الروائي خاصة ً) الذي يحمل مواصفات الإختلاف سياسياً و إجتماعياً و دينياً و ( أخلاقياً ) إنما يُطبعُ خارج بلاد المبدع كجزء من التخلص من الملاحقة و العواقب القانونية و الإجتماعية في بلاده . عليه فإن الطبعة الأولى من رواية ( عشيق الليدي تشاترلي ) إنما صدرت في مدينة فلورنسا الإيطالية عام 1928 . ثم صدرت في العام التالي ( 1929 ) طبعةٌ خاصة للرواية عن دار ( ماندريك ) من قبل الناشر " إنكي ستيفنسون " . و لم تصدر الطبعة المُعلنة المعدلة في بريطانيا إلا عام 1960 ، أي بعد مضي ثلاثين عاماً على رحيل كاتبها . و كان المدعي العام البريطاني " ميرفين غريفيت جونز " قد أقام دعوىً قضائيةً ضد الرواية في 20 أكتوبر / تشرين الأول من ذلك العام ، و قدّم إحصائية بالكلمات و التعابير و الإيحاءات ذات الدلالة الجنسية ( الفاحشة ) التي تمس الأخلاق العامة و تخدش الحياء العام . ولكن محامي الدفاع " جيرالد غاردنر " قدم إعتراضاً مفنداً لطرح المدعي العام ، و ركز على القيمة الأدبية للرواية ، مشيراً الى المنزلة العالية التي يحتلها الروائي " لورنس " في تاريخ الأدب الإنگليزي ، ما دفع القاضي الى إحالة الأمر الى نحو خمسين مُحَلَّفاً ، بينهم معلمون و ربات بيوت و رجال دين و كتاب معروفون ، منهم " أ. أم . فورستر " و " ريموند ويليامز " . و في النهاية خسر الإدعاء العام القضية و ربحتها دار ( بنغوين ) للنشر ، فإمتدت طوابير القراء لشراء الرواية التي ضربت شهرتها الآفاق .
تتناول الرواية فكرة تجاوز حالة العشق للتمايز الطبقي من خلال تحدي الأعراف لأجل تلبية الرغبة الجسدية أو العاطفية . هذا ما حصل لليدي " كونستانس تشاترلي " الأرستقراطية التي وجدت ضالتها الجنسية في " ميلورز " ( حارس طرائد الصيد ) ، و هي وظيفةٌ أو تسمية ظهرت في النصف الثاني من القرن السابع عشر و أوجدها النبلاء الصيادون في ذلك العهد . و حسب الرواية ، فقد كانت الليدي " تشاترلي " في الثالثة و العشرين من عمرها عندما تزوجت من الشاب الأرستقراطي " كليفورد تشاترلي " الذي كان يكبرها بست سنوات ، و لم يمضيا سوى شهر العسل فقط معاً ليلتحق بجبهة الحرب عام 1917 ثم ليعود في العام التالي جريحاً مقعداً محطماً فيقضي حياته على كرسي متحرك ، و الأهم من كل ذلك بالنسبة لزوجته فقد فقدَ قدرته الجنسية ، و في ذلك كمنت محنة الزوجة الشابة التي كانت قد تمتعت بنعمة الجنس قبل الزواج حتى .
من المؤكد إن قراءتنا للرواية الآن تختلف عن قراءة من قرأ طبعتها الأولى عام 1928 و الثانية عام 1929 و الثالثة عام 1960 و لعل زمن هذه الطبعة الثالثة أكثر إنفتاحاً خصوصاً بعد أن أخفق الإدعاء العام في تجريم الرواية ، أما الآن و نحن في الألفية الثالثة من التاريخ و قد أصبحت ثقافة أفلام البورنو متاحة للجميع ، و مع ظهور نمط السينما الجنسية ، فأن رواية ( عشيق الليدي تشاترلي ) لم تعد روايةً كلاسيكية بصيغتها الأدبية فحسب بل أن الحديث عن إباحيتها بات مضحكاً ، لأن هذا النمط من ( الإباحية ) رمته أجيال ما بعد " دي . أچ . لورنس " خلف ظهرها ، لكنه إمتلك ناصية الريادة الشجاعة في التناول الأدبي للمحظور في زمنه ، ليسير على خطاه و يتشجع به روائيون لاحقون مثل الإسبانية الفرنسية " أناييس نن " ( 1903 ــ 1977 ) و الأمريكي " هنري ميلر " ( 1891 ــ 1980 ) .. و غيرهما .
ثمة حديثٌ عن أن " لورنس " كان قد أستوحى روايته من أحداث حقيقية ، في مقدمتها حياته التعيسة ، أما موضوع العلاقة الجنسية بين الليدي " تشاترلي " و الحارس " ميلورز " فقد استوحاه من العلاقة بين سيدة تُدعى " أوتولاين موريل " و عامل بناء شاب إسمه " تايغر " إستدعته لتصليح قاعدة تمثال في حديقتها الخاصة بالتماثيل فنشأت بينهما علاقة جنسية.
ولكن إذا كان الباحثون يرون أن " دي . أچ . لورنس " إستلهم روايته ( عشيق الليدي تشاترلي ) من هذه الواقعة فإنهم يغفلون واقعة أن " لورنس " نفسه ، الذي كان معلماً تحت التدريب ، وقع في عشق سيدة ارستقراطية هي زوجة أستاذ جامعي آلماني في نوتنغهام ، إسمها " فريدا ويكلي " و هرب معها الى آلمانيا فإيطاليا ليتزوجا عام 1914 في بريطانيا بعد أن تطلقت من زوجها .
ترى الروائية البريطانية " دوريس ليسنغ " ( 1919 ــ 2013 ) ، الحائزة على جائزة نوبل للآداب عام 2007 ، أن رواية ( عشيق الليدي تشاترلي ) هي أعظم رواية إدانةٍ للحرب ، ولكن إذا كانت تقصد إنها رواية رائدة في هذه الإدانة بخصوص حروب القرن العشرين و ما تلاها فهي محقة ، أما ما قبل ذلك فكل الملاحم و الروايات التي تناولت الوقائع التي حصلت في زمن الحروب إنما تنطوي على إدانة ضمنية لها ، ملحمة ( الإلياذة ) للإغريقي " هوميروس " التي تناولت حرب طروادة قبل التاريخ مثالاً ، و رواية ( الحرب و السلام ) للروسي " ليو تولستوي " ( 1828 ــ 1910 ) كمثالٍ آخر .
حتى الآن ، صدرت خمس ترجمات عربية لرواية ( عشيق الليدي چاترلي ) ، أحسب أن أولها كانت عن ( دار الهلال ) المصرية ، ولكنها كانت ترجمة مختصرة ، و ربما لم تكن دقيقة ، أما آخر ترجمة كاملة للرواية فقد صدرت عام 2018 للمترجم المصري " عبدالمقصود عبدالكريم " ، الذي سبق له و أن ترجم لـ " لورنس " ( فانتازيا الغريزة ) عام 1993 .
سينمائياً ، أنتجت الرواية عام 1955 ، لأول مرة ، من إخراج السويسري " مارك ألغيريت " ( 1900 ـ 1973 ) ، و قد أسند دور الليدي " تشاترلي " الى الفرنسية " دانييل داريو " ( 1917 ــ 2017 ) ، و دور الحارس العشيق الى الفرنسي " إرنو كريزا " ( 1914 ــ 1968 ) .
عام 1981 ، إخرج الفرنسي " جاست جايكن " نسخته السينمائية ، و أسند دور الحارس العشيق " ميلورز " الى الممثل البريطاني " نيكولاس كلاي " (1946 ـ 2000 ) فيما أسند دور الليدي " تشاترلي " الى الهولندية " سلفيا كريستل " ( 1952 ــ 2012 ) التي سبق و أن أسند اليها الدور الرئيس في الفيلم الإباحي السينمائي الفرنسي الشهير ( إيمانويل ) عام 1974 ، و هو فيلم إستعراضي سخيف ، بلا دراما ، إنما يستعرض جسد " سلفيا كريستل " بعانتها و قدّها و مؤخرتها و ثدييها الكبيرين المتهدلين ، و قد استقبله النقاد و المشاهدون بالنقد اللاذع و الإستهجان ، ولكنه حقق أرباحاً جيدة كونه كسر الحاجز البصري بإتجاه الإباحية في السينما .
عام 1989 أخرج الإيطالي " لورنزو أولوراتي " النسخة السينمائية الإيطالية من الرواية تحت عنوان ( قصة الليدي تشاترلي ) ، و أسند دور الليدي " تشاترلي " الى الإيطالية " مالو " و دور الحارس الى " كارمن دي بيترو" .
عام 1993 صدرت نسخة من الرواية في مسلسل تلفزيوني قصير بعنوان ( الليدي تشاترلي ) ، إخراج البريطاني " كين راسل " ( 1927 ــ 2011 ) ، بطولة البريطانية " جويلي ريتشاردسون " في دور " تشاترلي " و البريطاني " شون بين " في دور الحارس .
عام 2006 أخرجت الفرنسية " باسكال فيران " نسختها الفرنسية بعنوان ( الليدي تشاترلي ) و أسندت دور البطولة الى " مارينا هاندس " ( إبنة الممثلة الفرنسية " لودميلا ميكائيل " ) .
عام 2015 ، إخرج البريطاني " جد ميركوريو " نسخته البريطانية و قد أسند البطولة الى البريطانية " هوليداي غراينغر " في دور الليدي " چاترلي " و الإسكتلندي " ريتشارد مادن " في دور الحارس العشيق .
هذه الأفلام ، جميعها أولت إهتمامها للجانب الايروتيكي ذي طابع الإثارة من الرواية و تركت المعالجة السينمائية لجوانبها الأخرى ، السياسية و الفكرية و الحرب التي هي مفتاح الرواية الذي قاد الى ما حصل من عطش جنسي لدى الليدي " تشاترلي " .. بسبب عاهة زوجها .
لكن ، هذه ليست المرة الأولى التي تتناول السينما أعمال الروائي الإنجليزي " دي . أچ . لورنس " ، فهناك أفلام تناولت روايات له ، مثل ( نساءٌ عاشقات ) ، ( الأفعى ذاتُ الريش ) ، ( الثعلب ) ، ( أبناءٌ و عُشاق ) .
و الآن هذه هي النسخة السينمائية الجديدة من الرواية ، لعام 2022 ، إخراج الفرنسية " لور دي كليرمو تونير " ، المولودة عام 1983 ، التي أسندت البطولة الى البريطانية " ايما كورين " في دور " تشاترلي " و الى البريطاني " جاك أوكونيل " في دور الحارس .ـــــ