قصتي مع التصوير بقلم العماد مصطفى طلاس .. كتاب التصوير الضوئي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصتي مع التصوير بقلم العماد مصطفى طلاس .. كتاب التصوير الضوئي

    قصتي مع التصوير بقلم العماد مصطفى طلاس .. كتاب التصوير الضوئي

    الشكل هو الملك ! ...

    إن شهد لي أحد بالذوق ، فأنا مبادر فورا إلى الاعتراف له بالحقيقة .. فكما عرف التصوير منذ عشرين ألف سنة في كهف ( لاسكو ) بفرنسا .. فقد عثرت على حبي للأطر ، وولعي بها قبل بدايات رحلتي الطويلة ، مع حروف الآلة ! .


    ولا يزايل مخيلتي ذلك الطفل المبكر إلى الاهتمام بالصورة والشكل ، بكور النحلة إلى الزهرة ... فبخربشات بسيطة كنت أبرز زعامة القطة من ظهرها المتحفز ، أو دلال العروس من ثوبها الساحب على الأرض ...

    حتى إن حكاية الشكل دخلت معي إلى درس الانشاء : كنت أقضي الساعات الطويلة أفكر كيف يجب أن أبدأ، حتى اذا تحصل لي الإطار، وجدت الحل ، فلا يكلفني الموضوع سوى الجهد الأقل ...

    من يبدأ جيدا ينتهي جيدا في الأغلب، أما من يبدأ خطأ فانه لن يصل أبدا .. »، هذه المقولة لهيغل (1) ، عندما عثرت عليها فيما بعد، عرفت كم أنا هيغلي النزعة، من الولادة ! وأن ولعي بالشكل ولد لي مصيبة ولعي بالجمال .. الذي كثيراً ما أدخلني في التزامات ما كان أغناني عنها ! .

    التزام واحد أنا ذاكره الآن ، لأنه بيت قصيد هذه العجالة التي أخط ....

    كان ذلك في القرية الضيعة المعروفة في السويداء، وبها بدأت حياتي في العطاء كمعلم ..

    والمعلم في القرى عليه أن يعلم كل شيء، وخصوصا المرسم ...

    ولست أزعم في هذا المجال، أنني من شيوخ التحف النادرات ، ولكنني بين رفاقي المعلمين ، كنت من المبشرين بمواسم جيدة، ولأقلها بصراحة ، كنت بينهم ككسرى على الإيوان ! .

    حتى الرسم بالألوان المائية أدخلته إلى صفوف الطلاب في هذا الوقت المبكر من الدراسة الابتدائية .

    ونعود إلى الذوق ، أو إلى ضريبته على الأقل ...

    في القرية التقيت بمعلمات من الشام، وكان التقليد المتبع أن يتلاقى المعلمون ، ويتعارفوا ، ففيه أكثر من خمس فوائد ، ولا شك أن تهيئة الجيل العربي الجديد وتربيته ، كانت على رأس القائمة .

    وقدمت المديرة براءة الصواف المعلمات لنا أي لي ولزملائي ــ ولا أذكر منهن الآن ، سوى الآنسة ابتسام الخياط - أين تراها اليوم من ذلك الزمان ؟ كانت فعلا أميرة قيصرة البواكير المبشرة بغنى المواسم. وعرضت علينا بواكيرها أيضا ، أي تحفها التصويرية يوم كانت طالبة في دار المعلمات، ومع أنني صاحب حضارة في الذوق المترف، كما يشيعون عني ، وبدلا من أن أرتجل في إطرائها قصيدة ، ألفيتني قائلا :

    هذه .. الصورة ! وأنا في المنام ، أرسم خيرا منها ...
    قلتها ببراءة ، لكنها كانت على سمع ابتسام أقوى من الصاعقة .. وأعترف فورا أنني ما عاودتها
    مرة أخرى في حياتي .

    وانقلب وجه ابتسام إلى حقل ورد جوري ! .

    وسارعت المديرة في محاولة انفراج تقول : اذا كنت على هذا المستوى الرفيع من الرسم الراقي فسترسم لنا العقاب ( الشعار السوري ) وقد رسمته لنا ابتسام ، وستقول لجنة تحكيم، أيهما الأجدر
    بتعليقه في غرفة الاستقبال .
    وبالطبع ، قلت : ( على الرحب والسعة ) .

    الغربية الرهيبة ...

    وبعد ثلاثة أسابيع تقريباً، فضلت لجنة التحكيم صورة العقاب التي رسمتها ، ولم تنس التنويه
    بنسر الآنسة ابتسام ...

    وظننت أن مسألة المباراة بالرسم قد انتهت بسلام . لكن في المهرجان السنوي الرياضي الذي
    أقيم في صيف العام 1951 في السويداء، كنت أقود فرقة كشفية كانت قد اشتركت بذلك المهرجان . وصادف أن حازت على الدرجة الأولى بين مدارس المحافظة في اليوم الأول ، ثم كانت الأولى أيضاً بين فرق الجمهورية في اليوم التالي، فهناني وزير التربية الأستاذ رئيف الملقي على هذا النجاح والجهود المبذولة، كما فرح لي مدير التربية الأستاذ عثمان الحوراني . ولما وصل الدور إلى المديرة، هنأتني وضغطت على يدي قائلة : انني أحمل إليك خبرا جميلا .. سنصالحك ، يا أستاذ طلاس ، مع الآنسة ابتسام في هذه المناسبة .

    وفتحت الدهشة المتسائلة عيني ! . فأكملت المديرة :
    ليس الغبي بسيد في قومه
    لكن سيد قومه المتغابي

    وحلفت لها ، أني لم أفهم . فأوضحت أن ابتساما، منذ خمسة أشهر لم ترد على تحيتك لا في صباح، ولا في مساء ... ودار ببالي قول جميل بثينة :

    وأول ما قاد المحبــــــة بيــننـا
    بوادي بغيض يابثين سباب

    فقلت لها قولا أجابت بمثله
    لكل كلام يا بثين جواب

    لكنني أبقيته في الخاطر ، وتذكرت قول عنترة ، فقلت للمديرة :

    وأغض طرفي إن بدت لي جارتي
    حتى يواري جارتي مأواهــــــــا

    ولكن اسمعي ياسيدتي المديرة ، وكانت ابتسام تسمع أيضا :
    مادام ذلك كذلك فانني من أجل عيون ابتسام، قد آليت على نفسي ألا أمسك ريشة رسام في عمري ، ولتشهدا أنتما ، وليشهد الله على ذلك .

    ويراودني اليوم سؤال ، سرعان ما أستبعده :
    أترى ، بعهدي ذاك ، فقد القرن العشرون أحد الرسامين العظام ؟ ..

    وتحولت بعد التعليم إلى الجندية ورأيت أن الرسم ضروري لمن يتأهب أن يكون شيئا في هذا المضمار ، ثم إن المرحوم العقيد وليد عزت، كان قد شجعني على البقاء في الرسم، كما أن معظم أصدقائي من الفنانين أذكر منهم عبد القادر النائب .. كانوا على رأيه، لكن العهد الذي قطعت في لحظة فروسية ، وقف دون ما أملوا ، كسد يأبى الاختراق .

    لكن مسألة التصوير تجري في عروقي ، فكيف أهرب مما يجري في الشرايين ؟ وصارت قضية، أنا أدفنها في الأعماق، وهي تطفو إلى السطح ، إلى أن جاء الحل على يد عدسة آلة التصوير .
    وكانت هي مفتاح الفرج السعيد ...

    كل شيء يعوض ..

    بعد ثورة 8 آذار المجيدة سنة 1963 ، مررت بأصدقائي القدامي ، أصحاب استوديو دنيا ، في مدينة حمص، جورج وجوزيف حداد، وطلبت إليهم أن ينصحوني، باقتناء آلة تضم المواصفات الثلاث المعروفة ، وكانت الكاميرا الروسية ( كييف (44) بالفعل رخيصة وكيسة وبنت ناس ، فاقتنيتها طويلا ، لكنني وجدتها لا تلبي كل طموحاتي ، فضممت إليها ( كانون fi) بناء على نصيحة الأخ كربيس .. وكيلها بدمشق. وسار الحال بشكل لا يعلى عليه إلى أن تعرفت في الأردن صيف العام 1976 على السيدة الكسندرا زوجة رئيس تحرير النيوزويك ، أرنود وبرشوفيف فنصحتني باستعمال آلة نيكون (f2) وانتصحت ...


    ثم قيل لي إن أحد سفرائنا الذواقين الدكتور صباح قباني لديه مجموعة صور نادرة وذلك بفضل ( الهازلبلاد (500م) فكان التجاوب معها رائعا ، وتنقلت في مناخات الهاز لبلاد ، حتى وصلت إلى آخر صرعة في السلسلة، فاقتنيت (fcm 2000 ) متفائلا ، لا بل تيمناً بالعدد 2000، وهو علم آخر هذا القرن ، ان شاء الله .

    لكن هذا لم يمنعني من الاستقصاء، فأدخلت في المجموعة ( لايكا (mm) وخاصة بعد أن قامت بتصميم الجانب الالكتروني فيها الشركة اليابانية التي تنتج الآلة المشهورة ( مينولتا ) . أما الآلة الألمانية ( لينهوف) ، فلا أمدحها لأن صهري السيد أكرم العجه كان قد أهدانيها ، ولكن فعلا فإن الكاميرا الألمانية هي الأولى اليوم في كل العالم ، وذلك لتخلصها نهائياً من اللابؤرية ... وهكذا أصبح لدي مجموعة كبيرة من الكاميرات ! .

    و سرت وشوشات ...

    اذا كان لا يجارى - يقصدون شخصي المتواضع في التصوير ـ فلأنه يملك أفضل الكاميرات في العالم !...

    وكنت أتجاوز هذا القول الذي كان يطلقه بعض الزملاء المصورين ، وأمر به مرور الكرام ... إلى يوم دعاني فيه السيد عبد الحليم كركلا، إن غداء في بعلبك، وحضره ضباط قيادة القوات السورية في لبنان، ومصورون عسكريون ، وغيرهم .. هذا إلى جانب حشد صحافي من القصرين لا بأس به .

    وصوروا كثيرا .. صوروا حتى تعبوا .. وعندها تناولت آلة من يد أحد المصورين ، وقلت : يقول الناس إن سري في التصوير ، يكمن في الآية العظيمة .. وأنا أقول إن الإنسان هو العامل الحاسم، والآن أشهدكم، وأشهد صاحب الآلة وكان هو المصور إسبر ملحم وخصوصا الآنسة مارسيل حرو (1) التي ستكون الحكم ، على صحة ما أقول ...

    وبأقل من نصف دقيقة ضبطت الآلة، وسددتها نحو الآنسة مارسيل حرو ملكة جمال لبنان، بأوضاع خمسة. وبعد التظهير اعترفت فرقة كركلا، والآنسة مارسيل أن الصور الخمس الملتقطة كانت من أفضل الصور التي أخذت للملكة في انحاء العالم طوال عشر سنوات . وسيرى القارىء المعنى ، ذلك بعينه ، يوم يجيء الكلام عن الملكة الراحلة، في كتابي الجديد عنها و كسوف في سماء البقاع . .

    1 - الفنانة الكبيرة المرحومة بطلة فرقة كركلا

    رهان العدسة والريشة ...

    يقولون إن العدسة أعجز من أن تصور أشياء العذوبة والرقة واليأس والغضب، والحزن، والفرح، وجميع هذه القوى المتصارعة على الوجه، وأنا أجزم بأن العدسة الجيدة في اليد الموهوبة القادرة على ضبط هذه العواطف، حتى بتفاصيلها اللامرئية، كما تفعل يد الفنان المجرد من الآلة سواء بسواء ..

    وكما في الحرب التي مهما تطورت أساليبها وأدواتها، يبقى الجندي هو العامل الحاسم في الصراع المسلح، فكذلك التصوير . فسواء أكان يدويا أم آلياً يبقى الانسان هو العنصر الأهم في
    العطاء الجيد .

    لماذا صورة الريشة تبقى دوما المفضلة ؟ .

    لن أدخل هنا في التفاصيل .. إنما أكتفي بالقول إن هذا التصوير بالآلة الذي نراه، ليس هو أبدا المعني بالمقارنة ؟ .

    وكما أن ريشة الفنان كثيرا ما ترسم وترمي ، فكذلك عدسة الآلة، اذ ليس بمجرد التصويب ، تحدث التحفة النادرة .

    وحتى المنظر الواحد، ليس هو واحدا بعدسة آلة واحدة، اذا تعاقب على هذا المنظر ، اثنان !

    هنالك أشياء غير مدركة يضعها المتمكن في الحسبان، فيغير المناخ .. صورت مرة السيدة جين مانسون ، ذات الصوت الساحر ، ورأى الصورة صديق فقال : تبدو الفنانة وكأنها خرجت من أحابيل الدعاية الفنية لتدخل في شفافية الحب العذب ، فقلت : الحق على شريط الآلة .. كان رقيقا جدا .. فقال : لا بل الحق على شريط القلب .. الذي كان أرق ! .

    في التصوير اليدوي : يد وعين وقلب، وهذا الثالوث نفسه، هو المتربع على عرش التصوير بالآلة ! .

    والمعرفة ؟ . أين غدت المعرفة ؟ .
    المعرفة أم ، ولا شيء يولد ، ويعيش بلا أم ! .

    وانني أؤكد بأنني درست الآلة دراسة كاملة ، من يوم هي علبة خشبية، وبشمسية ولوح، ونافذة تفتح وتغلق باليد .. إلى يوم صارت الآلة عدسة تثبت في أسفل الطائرة ، وتلقط المنظر ، دون
    ضرورة إلى مواجهة مباشرة .

    كما أنني درست عظماء هذا الفن دراسة معمقة ، وكان عندي رونيسون وايرسون واطسون وغيرهم من فناني العدسة لايقلون زعامة عن ماتيس وليوناردو ، وميكالنج، وغيرهم من زعماء الريشة .

    كما أخذت كثيرا عن المصور الانكليزي المعاصر دافيد هاملتون الذي يعيش الآن في باريس، دون أن نلتقي ، بسبب مسؤولياتي ومشاغله .

    وعلى ذكر المسؤوليات ، يسأل بعضهم كيف أجد الوقت ؟ ... هذه المسألة لا تشغل البال كثيرا، إذ لم يعد سرا أن الذي يفتش عن الوقت يجده لأن السائب منه ، والمهدور ، لأكثر من المستعمل بعشرين مرة ! .

    كان نيكيتا خروشوف يحمل ثلاثة هموم : الاتحاد السوفياتي، وآلة التصوير وزجاجة الفودكا ... ومع أنني أحب كثيرا الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، على مزايا نادرات كانت فيه، فلا أذيع سرا اذا قلت أن بحر محبتي ازداد نقطة عندما عرفت تعلقه الشديد بالكاميرا ..

    أما فاليري جيسكار دستان ، فلم أحزن كثيرا له أو معه أو عليه، عندما خذلته الجمهورية، وخطفته من قصر الإليزيه الرئاسي .. إذ سلمت له إمبراطورية عدسته الوسيعة.

    وأخيرا فان هذا الكتاب الذي أضعه بين يدي القارىء، ليس هو من صنعي ، وإنما انتزعته مما أنتجته مؤسسة لاروس العظيمة في هذا المضمار .. والذي ساعدني الأستاذ جابي أسود في ترجمته عن الفرنسية .

    ولعله آن اليوم الذي تتصدر فيه كتب الجمال والذوق والحس ، واجهات مكتباتنا الكبيرة، بعد أن تكون قواتنا المسلحة قد ردت لنا حقوقنا المغتصبة، وعندئذ تحلو الآلة، وتحلو اليد، ويحلو
    الورد ، ويحلو أكثر .. أكثر .. الوجه الصبوح ..

    الشآم كانون الثاني 1987

    العماد
    مصطفى طلاس

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد 29-07-2024 18.58_1.jpg 
مشاهدات:	17 
الحجم:	33.8 كيلوبايت 
الهوية:	227088 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد 29-07-2024 18.59_1.jpg 
مشاهدات:	15 
الحجم:	100.5 كيلوبايت 
الهوية:	227089 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد 29-07-2024 19.02_1.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	72.0 كيلوبايت 
الهوية:	227090 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد 29-07-2024 19.04_1.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	82.2 كيلوبايت 
الهوية:	227091 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد 29-07-2024 19.04 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	13 
الحجم:	83.2 كيلوبايت 
الهوية:	227092

  • #2
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد 29-07-2024 19.05_1.jpg 
مشاهدات:	6 
الحجم:	79.3 كيلوبايت 
الهوية:	227094 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	مستند جديد 29-07-2024 19.07_1.jpg 
مشاهدات:	6 
الحجم:	62.1 كيلوبايت 
الهوية:	227095

    My story with photography by General Mustafa Tlass..
    Photography book


    Form is king! ...

    If anyone attests to my taste, I immediately confess to him the truth. Just as photography was known twenty thousand years ago in the Lascaux cave in France, I found my love for frames and my passion for them before the beginning of my long journey with machine letters! .

    My imagination, that precocious child, did not tend to pay attention to the image and form, from the seeds of the bee to the flower... With simple scribbles, I could highlight the leadership of the cat from her eager back, or the pampering of the bride from her dress dragging on the ground...

    The story of shape even entered my composition lesson: I used to spend long hours thinking about how I should begin, so that when I got the framework, I found the solution, so the topic would only cost me the least amount of effort...

    He who begins well most likely ends well, but he who begins wrong will never reach it...” This saying is by Hegel (1). When I found it later, I knew how much I was a Hegelian, from birth! And my penchant for appearance gave rise to the misfortune of my penchant for beauty...which often led me into obligations that were indispensable to me! .

    One commitment I remember now, because it is the whole point of this haste that I am writing....

    That was in the well-known village in Suwayda, and there I began my life of giving as a teacher.

    The teacher in the villages must know everything, especially the studio...

    I do not claim in this field that I am one of the sheikhs of rare antiques, but among my fellow teachers, I was one of the heralds of good seasons, and to say the least frankly, I was among them like Chosroes on the Iwan! .

    Even watercolor painting was introduced to students' classes at this early stage of primary school.

    And we return to taste, or at least to its tax...

    In the village, I met teachers from the Levant, and it was the tradition for teachers to meet and get to know each other. It has more than five benefits, and there is no doubt that preparing and raising the new Arab generation was at the top of the list.

    The director, Baraa Al-Sawaf, introduced the teachers to us, that is, to me and my colleagues - and I do not remember any of them now, except for Miss Ibtisam Al-Khayyat - where do you see her today from that time? She was truly the princess of Caesarea, the first heralds of the richness of the seasons. She also showed us her early works, that is, her pictorial masterpieces from when she was a student in the teachers’ college, and even though I am a person of culture with luxurious taste, as they say about me, instead of me improvising a poem to compliment her, she responded to me saying:

    this picture ! In a dream, I draw better ones...
    I said it innocently, but she heard a smile stronger than a thunderbolt... and I immediately admit that I did not say it again.
    again in my life.

    Ibtisam's face turned into a field of roses! .

    The director quickly tried to find a way out, saying: If you are at this high level of fine drawing, you will draw for us the eagle (the Syrian emblem), and Ibtisam drew it for us, and a jury will say, which one is more worthy?
    By hanging it in the reception room.
    And of course, I said: (You're welcome).

    Terrible western...

    After approximately three weeks, the jury preferred the picture of the eagle that I had drawn, and did not forget to note
    Ms. Ibtisam's eagle...

    I thought that the issue of the drawing match had ended peacefully. But in the annual sports festival that
    It was held in the summer of 1951 in Suwayda. I was leading a scout troop that had participated in that festival. It happened that it won first place among the governorate’s schools on the first day, and then it was also first among the republic’s teams on the next day. The Minister of Education, Mr. Raeef Al-Mulqi, congratulated me on this success and the efforts made, and the Director of Education, Mr. Othman Al-Hourani, also rejoiced for me. When the director's turn arrived, she congratulated me and squeezed my hand, saying: I bring you good news. We will reconcile you, Professor Tlass, with Miss Ibtisam on this occasion.

    My eyes were opened with astonishment! . The director continued:
    A fool is not a master among his people
    But the master of his people is the one who ignores him

    I swore to her that I did not understand. I explained that, for five months, Ibtisma had not responded to your greeting, neither in the morning nor in the evening... and a beautiful saying by Buthaina came to my mind:

    The first thing that led to love between us
    In a hateful valley, you curse

    I said something to her, and she responded with the same
    Every word, Buthin, has an answer

    But I kept it in mind, and I remembered what Antara had said, so I said to the director:

    And I turn a blind eye if she appears to me as my neighbor
    To cover my neighbor's shelter

    But listen, Madam Director, and Ibtisam was also listening:
    As long as that is the case, for the sake of Ibtisam’s eyes, I have vowed to myself that I will never hold a painter’s brush in my lifetime, and you may bear witness, and may God bear witness to that.

    Today I have a question that I quickly dismiss:
    Do you see, during my era, the twentieth century lost one of the great painters? ..

    After education, I turned to the soldier, and I saw that drawing was necessary for anyone preparing to do something in this field. Then, the late Colonel Walid Ezzat had encouraged me to remain in drawing, and most of my artist friends, including Abdul Qader Al-Naib, were of his opinion. But the covenant that was made in a moment of chivalry stopped as they had hoped, like a dam that refused to break through.

    But the issue of photography is running through my veins, so how can I escape what is happening in my arteries? It became an issue that I buried in the depths, while it floated to the surface, until the solution came at the hands of the camera lens.
    It was the key to happy relief...

    تعليق


    • #3
      Everything is compensated..

      After the glorious revolution of March 8, 1963, I passed by my old friends, the owners of Dunia Studio, in the city of Homs, George and Joseph Haddad, and I asked them to advise me to purchase a machine that included the three well-known specifications, and the Russian camera (Kiev (44)) was indeed cheap, good, and good. I acquired it for a long time, but I found that it did not meet all my ambitions, so I added it to Canon FI on the advice of Brother Karbis, its agent in Damascus, and things went smoothly until I met Mrs. Alexandra in Jordan, the wife of the editor-in-chief of Newsweek, Arnaud and Berchoviev, in the summer of 1976. She advised me to use a Nikon machine (F2) and I was advised...

      Then I was told that one of our gourmet ambassadors, Dr. Sabah Qabbani, has a collection of rare pictures, thanks to (Hazelblad (500 AD). The response to it was wonderful, and I traveled in the Hazel climates of the country, until I reached the last fad in the series, so I bought (FCM 2000) with optimism, even hope. The number is 2000, which is the flag of the end of this century, God willing.

      But this did not prevent me from investigating, so I included Leica (MM) in the group, especially after the Japanese company that produces the famous machine (Minolta) designed the electronic aspect of it. As for the German machine (Leinhof), I do not praise it because my brother-in-law, Mr. Akram Al-Ajja, had given it to me. But in fact, the German camera is the first in the whole world today, because it completely eliminates astigmatism... and so I have a large collection of cameras!

      And Sirte and Shawshat...

      If he doesn't keep up - they mean my humble person in photography - it's because he has the best cameras in the world!...

      I used to ignore this saying that some of my fellow photographers used to say, and I passed it on without notice... until the day when Mr. Abdel Halim Caracalla invited me to have lunch in Baalbek, and it was attended by officers of the command of the Syrian forces in Lebanon, military photographers, and others... this in addition to a crowd. A journalist from Kasserine is fine.

      They photographed a lot... They photographed until they were tired... Then I took a camera from the hand of one of the photographers, and said: People say that my secret in photography lies in the great verse... And I say that the human being is the decisive factor, and now I bear witness to you, and I bear witness to the owner of the machine, and he was the photographer Esber. Melhem, especially Miss Marcel Harro (1), who will be the judge, on the veracity of what I say...

      In less than half a minute, I seized the machine and pointed it at Miss Marcel Harrou, Miss Lebanon, in five positions. After the endorsement, the Caracalla band and Miss Marcille admitted that the five photos taken were among the best photos taken of the Queen around the world in ten years. The reader will see the meaning, that very thing, the day the talk about the late queen comes, in my new book about her and an eclipse in the sky of the Bekaa. .

      1 - The late great artist, champion of the Caracalla band

      The bet of the lens and the feather...

      They say that the lens is incapable of depicting the things of sweetness, tenderness, despair, anger, sadness, joy, and all these forces conflicting on the face. I am certain that a good lens is in the gifted hand that is able to control these emotions, even in their invisible details, just as the hand of an artist devoid of machinery does. Either way..

      Just as in war, no matter how advanced its methods and tools are, the soldier remains the decisive factor in armed conflict, so too is photography. Whether manual or automated, the human being remains the most important element in...
      Good giving.

      Why is the image of a feather always a favorite? .

      I will not go into details here... I will suffice with saying that this machine imaging that we see is not at all what is meant by comparison? .

      Just as the artist's brush often draws and throws, so too does the machine's lens, because it is not merely by aiming that the rare masterpiece is created.

      Even a single view is not the same with the lens of a single instrument. If this view is taken in succession, there are two!

      There are unknown things that the master takes into account, and changes the climate.. I once photographed Mrs. Jane Manson, who has an enchanting voice, and a friend saw the picture and said: The artist looks as if she has emerged from the traps of artistic propaganda to enter into the transparency of sweet love, so I said: Right on the tape of the machine.. It was very gentle.. He said: No, but the truth is on the stripe of the heart.. which was thinner! .

      In manual photography: a hand, an eye, and a heart, and this same trinity is on the throne of machine photography! .

      And knowledge? . Where did the knowledge go? .
      Knowledge is a mother, and nothing is born and lives without a mother! .

      I confirm that I studied the machine completely, from the day it was a wooden box, with an umbrella, a plate, and a window that opened and closed by hand... until the day the machine became a lens fixed to the bottom of the plane, and captured the view, without...
      There is a need for direct confrontation.

      I also studied the greats of this art in depth, and I had Ronison, Erson Watson, and other lens artists no less a leader than Matisse, Leonardo, Mikaeling, and other leaders of the brush.

      I also learned a lot from the contemporary English photographer David Hamilton, who now lives in Paris, without us meeting, because of my responsibilities and his concerns.

      Speaking of responsibilities, some of them ask: How do I find the time? ...This issue does not occupy the mind much, as it is no longer a secret that whoever searches for time finds it because the free time, and the wasted time, is twenty times greater than the time used! .

      Nikita Khrushchev had three concerns: the Soviet Union, the camera, and the bottle of vodka... Although I loved the late President Gamal Abdel Nasser very much, despite his rare qualities, I would not be telling a secret if I said that the ocean of my love increased to a point when I learned of his intense attachment to the camera.

      As for Valéry Giscard d'Estaing, I did not feel very sad for him, or with him, or for him, when the Republic failed him and kidnapped him from the Elysee presidential palace... as it handed over to him the empire of his vast lens.

      Finally, this book, which I am placing in the reader’s hands, is not my own creation, but rather I extracted it from what was produced by the great Larousse Foundation in this field... which Professor Gabi Aswad helped me translate from French.

      Perhaps the day has come when books on beauty, taste, and sensibility will top the fronts of our large libraries, after our armed forces have restored to us our usurped rights. Then the machine will prevail, the hand will prevail, and the will will prevail.
      Roses, and they are sweeter.. more.. the bright face..

      Al-Sham, January 1987

      Baptism
      Mustafa Tlass

      تعليق

      يعمل...
      X