دوبوسي، كلود ( Debussy, Claud )
دوبُوسي، كلود (1862 - 1918م). مؤلف موسيقي فرنسي كبير الشأن. ساعد تعامله الثوري مع التأليف والإيقاع الموسيقي في إحداث تغيير جذري في فن قيادة الأوركسترا في بدايات القرن العشرين.
كان لدوبوسي إحساس بأنه أقرب إلى الرسامين والشعراء منه إلى الموسيقيين، مما جعله يعبر عن تأثير الأدب على فنه الموسيقي. وقد انتهج أسلوبًا في التأليف الموسيقي يخلو من الأشكال التقليدية، وكثيرًا ماكان يطلق على مؤلفاته أسماء وصفية. ويعد دوبوسي مؤسسًا للمدرسة الانطباعية في الموسيقى.
ولد أخيل كلود دوبوسي في سان جيرمين إن ـ لاي. والتحق بمعهد الموسيقى في باريس، وكان وقتها في العاشرة من عمره. وبعد اثنتي عشرة سنة فاز بجائزة روما لعام 1884م، بمسرحيته الغنائية الابن المسرف. وتشمل أعماله الأخرى التي قدمها في أواخر القرن التاسع عشر: الرباعية الوترية في جي مايْنر (1893م) والمقطوعات الموسيقية الثلاث الحالمة، الأولى والثانية لأداء الأوركسترا (1900م)، والثالثة (1901م) للأصوات النسائية. ومن مقطوعات تلك الفترة مقطوعة البيانو الشهيرة ريفيري (1890)، وهي تشبه اللحن الأوركستري بيرجامسك (1890م، المعدل 1905م). ويُعزف اللحن الثالث المسمى ضوء القمر منفردًا في معظم الأحيان. أما اللحن الأوركستري مقدمة لـ : أمسية أحد الفونات (1894م)، الذي وضع على أساس قصيدة للشاعر ستيفان ملارميه، فيندرج تحت أعمال دوبُوسي المتأخرة.
حدث التحول في مسار دوبوسي الفني سنة 1902م حينما ألف أوبرا بيليس وميليساند. تؤكد الأوبرا المكتوبة في سلسلة من مشاهد قصيرة تخلو نهاياتها من نقاط الذروة، على أهمية الحديث العادي مقارنة بالغناء الموسيقي. وعلى الرغم من الجدل الذي ثار حول أسلوبها غير التقليدي إلا أن تلك الأوبرا حققت نجاحًا كبيرًا، وكانت أول الغيث لفترة غزيرة الإنتاج في حياة دوبوسي الفنية، إذ إنه وسع في إنتاجه اللاحق ماكان معروفًا في السابق في محيط التأليف الموسيقي والنغمية أي العلاقة بين الأنغام المختلفة. وقد دامت هذه الفترة 15 عاما ألفّ فيها المقطوعة الأوركسترية الرائعة لا مير (1905م) ؛ رموز (1913م)، ومقطوعات البيانو إستامبيز (1903م) ؛ ماسكويز (1904م) ؛ مجموعتين من الرموز (1905م و1907م)، وكتابين عن المقدمات الموسيقية (1910م و1913م) ومجموعات عديدة من الأغاني. في عام 1909م أحسَّ دوبوسي ببعض أعراض مرض السرطان الذي تسبب في وفاته بعد تسعة أعوام، ولعل مرضه هذا كان سببًا في قلة إنتاجه في أواخر عمره. فقد بدأ في إنتاج بعض المسرحيات الموسيقية، وتنفيذ بعض المشاريع الضخمة الأخرى، إلا أن العمر لم يطل به لإكمالها.
وفي الفترة مابين عامي 1913م و1917م تخلى دوبوسي عن الانطباعية ليمارس أسلوبًا آخر أكثر بساطة ورمزية. وعاد إلى الكلاسيكية بأعمال مثل: السوناتات الحُجرية الثلاث التي وضع موسيقاها في الفترة مابين عامي 1915م و1917م. في هذه الفترة وضع أكثر أعماله جرأة وهي سرنكس للعزف المنفرد على الفلوت (1913م)، و12 مقطوعة دراسية للبيانو (1915م) ومقطوعة الباليه جُوكس (1913م) التي يعدها بعض النقاد أروع أعمال دوبوسي وأشدها تأثيرًا.
★ تَصَفح أيضًا: الموسيقى الكلاسيكية.
المصدر: الموسوعة العربية العالمية
كلود دوبوسي |
كان لدوبوسي إحساس بأنه أقرب إلى الرسامين والشعراء منه إلى الموسيقيين، مما جعله يعبر عن تأثير الأدب على فنه الموسيقي. وقد انتهج أسلوبًا في التأليف الموسيقي يخلو من الأشكال التقليدية، وكثيرًا ماكان يطلق على مؤلفاته أسماء وصفية. ويعد دوبوسي مؤسسًا للمدرسة الانطباعية في الموسيقى.
ولد أخيل كلود دوبوسي في سان جيرمين إن ـ لاي. والتحق بمعهد الموسيقى في باريس، وكان وقتها في العاشرة من عمره. وبعد اثنتي عشرة سنة فاز بجائزة روما لعام 1884م، بمسرحيته الغنائية الابن المسرف. وتشمل أعماله الأخرى التي قدمها في أواخر القرن التاسع عشر: الرباعية الوترية في جي مايْنر (1893م) والمقطوعات الموسيقية الثلاث الحالمة، الأولى والثانية لأداء الأوركسترا (1900م)، والثالثة (1901م) للأصوات النسائية. ومن مقطوعات تلك الفترة مقطوعة البيانو الشهيرة ريفيري (1890)، وهي تشبه اللحن الأوركستري بيرجامسك (1890م، المعدل 1905م). ويُعزف اللحن الثالث المسمى ضوء القمر منفردًا في معظم الأحيان. أما اللحن الأوركستري مقدمة لـ : أمسية أحد الفونات (1894م)، الذي وضع على أساس قصيدة للشاعر ستيفان ملارميه، فيندرج تحت أعمال دوبُوسي المتأخرة.
حدث التحول في مسار دوبوسي الفني سنة 1902م حينما ألف أوبرا بيليس وميليساند. تؤكد الأوبرا المكتوبة في سلسلة من مشاهد قصيرة تخلو نهاياتها من نقاط الذروة، على أهمية الحديث العادي مقارنة بالغناء الموسيقي. وعلى الرغم من الجدل الذي ثار حول أسلوبها غير التقليدي إلا أن تلك الأوبرا حققت نجاحًا كبيرًا، وكانت أول الغيث لفترة غزيرة الإنتاج في حياة دوبوسي الفنية، إذ إنه وسع في إنتاجه اللاحق ماكان معروفًا في السابق في محيط التأليف الموسيقي والنغمية أي العلاقة بين الأنغام المختلفة. وقد دامت هذه الفترة 15 عاما ألفّ فيها المقطوعة الأوركسترية الرائعة لا مير (1905م) ؛ رموز (1913م)، ومقطوعات البيانو إستامبيز (1903م) ؛ ماسكويز (1904م) ؛ مجموعتين من الرموز (1905م و1907م)، وكتابين عن المقدمات الموسيقية (1910م و1913م) ومجموعات عديدة من الأغاني. في عام 1909م أحسَّ دوبوسي ببعض أعراض مرض السرطان الذي تسبب في وفاته بعد تسعة أعوام، ولعل مرضه هذا كان سببًا في قلة إنتاجه في أواخر عمره. فقد بدأ في إنتاج بعض المسرحيات الموسيقية، وتنفيذ بعض المشاريع الضخمة الأخرى، إلا أن العمر لم يطل به لإكمالها.
وفي الفترة مابين عامي 1913م و1917م تخلى دوبوسي عن الانطباعية ليمارس أسلوبًا آخر أكثر بساطة ورمزية. وعاد إلى الكلاسيكية بأعمال مثل: السوناتات الحُجرية الثلاث التي وضع موسيقاها في الفترة مابين عامي 1915م و1917م. في هذه الفترة وضع أكثر أعماله جرأة وهي سرنكس للعزف المنفرد على الفلوت (1913م)، و12 مقطوعة دراسية للبيانو (1915م) ومقطوعة الباليه جُوكس (1913م) التي يعدها بعض النقاد أروع أعمال دوبوسي وأشدها تأثيرًا.
★ تَصَفح أيضًا: الموسيقى الكلاسيكية.
المصدر: الموسوعة العربية العالمية