البرج الأثري في بوسان.. حارس التاريخ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البرج الأثري في بوسان.. حارس التاريخ


    البرج الأثري في بوسان.. حارس التاريخ
    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
    طلال الكفيري
    رغم مضي أكثر من ألفي عام على ولادته بنائياً وإنشائياً، إلا أن البرج الأثري في قرية "بوسان"، ما زال يقف شامخاً كحارسٍ أمينٍ على حضارةٍ لم تمحها السنين، وما تزال لغة الاقدمين مدونة على جدرانه البازلتية.
    .
    يعود تاريخ البرج للعصور البيزنطية، وما زالت أطلاله حاضرة لتحكي قصة حضارة لم تمت.
    ومن يأتي قرية "بوسان" قاصداً برجها الأثري، لا يمكن له أن يغادرها قبل أن تكتحل عيناه برؤية تلك الغرفتين المتبقيتين منه، اللتين لم تنل منهما عاتيات الزمن، فمن يدخلهما، ويستنطقهما يشعر كأنه يجالس التاريخ ليحدثه عن أيام زمان وأحداث تلك الأيام،
    .
    ويروي (برج بوسان الأثرى) الذى يعود إلى الفترة البيزنطية
    حكاية أخرى عن عراقة وتاريخ هذه القرية الموغلة في أعماق التاريخ وهو عبارة عن بناء مؤلف من غرفتين بمساحة 132 متراً مربعاً تقريباً ويقع على عقار مساحته 500 متر مربع وقد تم خلال عملية ترميمهما بين عامي 2004 و2005 اكتشاف امتدادات أثرية مختفية تحت الأنقاض ومبان محدثة وعدد من القناطر وغرف طابقية في الجهة الشمالية.
    تم بناء الجزء المنخفض من البرج في المرحلة الإسلامية حيث أظهرت الحفريات داخله وجود فخار من الفترة الأيوبية يؤرخ لهذه المرحلة والمرحلة المتأخرة من القرن السابع عشر ولغاية منتصف القرن العشرين والتي تتمثل في إعادة استخدام المباني القديمة والتعديل عليها وفق احتياجاتهم.
    .
    بدأت دائرة آثار السويداء بالعمل على نفض غبار السنين عن البرج عام 2004، وتبين وجود مكتشفات أثرية مدفونة تحت هذه الأنقاض وقد تم تبيانها،
    وتكتمل أيقونة هذا البرج الأثري مع العثور على العديد من الكتابات العربية والنقوش المنحوتة حفراً ونفراً، والتي تعود للفترة الوسيطة الأيوبية والمملوكية، وأهم هذه النقوش التي أرخ لها الباحثون ما تم تدوينه على صفحته البازليتية عن تدمر أيام القيصر الروماني "هدريانوس"، إضافة لنقشٍ آخر مؤرخ في السنة التي قدم فيها القيصر إلى سورية.
    .
    إن (برج بوسان الأثري) ليس هو المعلم الوحيد، الذي خط حروفه البنائية معماريو تلك العصور، فالبصمة الأثرية ما زالت تقرأ سراً وجهراً على أبواب وجدران نحو 800 منزل تعود للفترة الرومانية، وقد صفت حجارتها أيادٍ ماهرة متمرسة في فن العمارة، بدليل أنها ما زالت محافظة على نسيجها المعماري، المبني من الحجارة البازلتية المشذبة، والمصفوفة بإتقان جميل، وعلى جدران هذه المنازل تتكئ أسقفها المعمولة من الربد، والمحمولة على أقواس وقناطر بازلتية.
    .
    ولعل ما يزين هذه البيوت ويزيدها ألقاً تلك الكتابات العربية والنقوش التي ترجع إلى الفترة الأيوبية والمملوكية..
    ====================================
    طلال الكفيري - مدونة وطن





يعمل...
X