محمود ديوب يجسد تفاصيل رواية "ثورة البهائم" برسومات مفتوحة للتأويل
الفنان يتخذ من الحيوانات في رواية كوستوماروف معبرا لاستلهام كائنات ما يجمعها أنها ثائرة وقد ضاقت ذرعا بالإنسان.
الخميس 2024/07/25
تموضعات درامية وحركية عالية
دبي - تُفتتح الخميس الخامس والعشرين من يوليو 2024 الدورة الثالثة من المعرض الفني السنوي الذي يقيمه غاليري “أوربانسيت” في دبي، وتشهد هذا العام مشاركة الفنان السوري محمود ديوب بـ25 لوحة من بين 41 لوحة كان قد رسمها خصيصا لرواية الروسي نيكولاي كوستوماروف “ثورة البهائم” التي صدرت العام الماضي عن “محترف أوكسجين للنشر” وترجمها عن الروسية ضيف الله مراد.
وتعتبر هذه الرواية التي نُشرت عام 1917 من بواكير الحكاية الرمزية وأدب الديستوبيا، ما لم تكن الأولى في هذا السياق، فضلا عن كونها المصدر الرئيسي لرواية جورج أورويل الشهيرة “مزرعة الحيوان”.
من بواكير الحكاية الرمزية وأدب الديستوبيا
تنتمي “ثورة البهائم” إلى تلك الأعمال الأدبية المجازية والمفصلية التي ترسخت في المخيال الإنساني، مثلها مثل “معطف” غوغول، و”مسخ” كافكا أو نوفيلا ملفيل “بارتلبي النساخ”، والتي تنفتح على شتى أنواع التأويلات والمجازات، ولا ينال منها الزمن.
سمات هذا العمل الأدبي سالفة الذكر حملتها رسومات محمود ديوب المصاحبة له، محدثا “ثورة” بصرية موازية لا ينال منها الزمن، تضعنا حيال بهائم وكائنات ومخلوقات لا تنتمي إلى الرسومات التوضيحية فقط، بل إلى ما يصعد الحالة، ويعمق المعنى، لنكون بصحبة متوالية من الأعمال الفنية المرتبطة ارتباطا عضويا وخاصا بقصة الكاتب الروسي نيكولاي كوستوماروف، وفيها من الجرأة والخصوصية ما يجعلها قادرة على أن تحيا مستقلة عنها، بعد أن ولدت في ربوعها، ولعل انتقالها من دفتي الكتاب إلى جدران هذا المعرض أكبر دليل على ذلك.
يتخذ ديوب من الحيوانات أو البهائم في رواية كوستوماروف معبرا لاستلهام كائنات لها أن تكون ثورا أو حصانا أو خنزيرا أو كلبا… إلا أنها ثائرة وقد ضاقت ذرعا بالإنسان، فيظهرها في تموضعات درامية وحركية عالية، ولتحمل في الوقت نفسه ملامح من كائنات ديوب الخاصة التي عُرف بها في أعماله، وهو يكون مخلوقات تشكيلية هي مزيج بين الإنساني والحيواني والملائكي والشيطاني، كولاجات مسوخ ووحوش مخيفة وساخرة، على شيء من مزج الغروتسكي بالكاريكاتيري.
ويذكر أن محمود ديوب حاصل على بكالوريوس في الفنون الجميلة من جامعة دمشق. قدم العديد من المعارض الفردية والجماعية، منها معرض في غاليري “هينتير لاند” في فيينا (2015)، وفي غاليري “هانغمن” ستوكهولم ومتحف ” ايبيلينغ” في السويد (2019)، فضلا عن معارض عديدة أخرى في دمشق ودبي والشارقة، وإقامات فنية في العديد من الدول، منها “الفنانون في المدينة” تخليدا لذكرى بول سيزان في مرسيليا (2006).