مهرجان العلمين.. اهتمام بالمدينة يطغى على أنشطته الفنية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مهرجان العلمين.. اهتمام بالمدينة يطغى على أنشطته الفنية

    مهرجان العلمين.. اهتمام بالمدينة يطغى على أنشطته الفنية


    أنشطة تقدمها جهات حكومية تستهدف تعمير المدينة وتوطينها بالسكان.
    الجمعة 2024/07/26
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    حفلات لأشهر النجوم العرب

    جاء مهرجان العلمين في مصر ليثير الكثير من الجدل حوله؛ فبدل أن يسلط الضوء على التنوع الفني والثقافي في المدينة المصرية الحديثة، سلط الضوء الأكبر على حركة التنمية بقصد استقطاب الاستثمارات وتشجيع الإسكان في المدينة. لذلك يرى نقاد أن المهرجان يحتاج إلى إعادة نظر في إستراتيجيته الفنية لكي يضمن تعزيز دور القوى الناعمة في تحقيق التنمية.

    القاهرة- برز مهرجان العلمين الذي انطلق قبل أيام ويستمر حتى نهاية أغسطس المقبل ليتصدر اهتمامات وسائل الإعلام المصرية الأيام الماضية، وتنافست في إبراز الأجواء المحيطة بأنشطته، وركزت على معالم مدينة العلمين الجديدة الواقعة على ساحل البحر المتوسط وتسوق لها الحكومة كمركز لجذب الاستثمارات في المنتجعات السياحية القريبة منها لتحويلها إلى منطقة متكاملة تعمل على توطين السكان فيها.

    وطرح المهرجان في دورته الثانية التي رفع من خلالها شعار “العالم علمين” تساؤلات عديدة حول عوامل النجاح المطلوبة لتحقيق الاستفادة الاقتصادية من الأنشطة الثقافية والفنية، وما إذا كان الأمر يتطلب اختيارا دقيقا للفعاليات التي تُقام بشكل يومي، أم يكفي تسليط الضوء على مناطق جديدة تساهم في جذب الجمهور المحلي على نحو أكبر، بما يعني أن عوامل الجذب السياحي والاستثماري لن تكون غائبة.

    ويسعى المهرجان للسير على طريق فعاليات ومواسم فنية أحدثت طفرات فنية واقتصادية أيضا، مثلما هو الوضع بالنسبة إلى كرنفال “ريو جانيرو” في البرازيل الذي يستمر بضعة أيام في كل عام ويتضمن أياماً من المرح لا تتوقف، بمشاركة الفرق الموسيقية التي تعزف في الشوارع، والحفلات على الشواطئ والحفلات الراقصة التنكرية الساحرة ومواكب المحترفين في “شارع السامبا” المشيد لهذا الكرنفال، ويستهدف الاستفادة من النجاح الذي حققه موسم الرياض الذي يعد نقطة ارتكاز تعتمد عليها السعودية في جذب السياحة غير الدينية إليها.


    سمير الجمل: هوية المهرجان لها دور هام في تحقيق التنمية وتعزيز القوى الناعمة


    ويتضمن مهرجان العلمين أيضا أنشطة فنية وثقافية ورياضية. وتشير الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التي تنظم فعاليات المهرجان إلى أنه يحوي أكثر من 20 فعالية متنوعة، بين عروض مسرحية فنية ومباريات يشارك فيها نجوم كرة القدم والسلة والطائرة والبادل، ومسابقة “انسومينا” للألعاب الرقمية.

    كما يشهد المهرجان تنظيم فعالية “بايتس باي ذا بيتش”، وهو مسابقة لأفضل الطهاة لدعم سياحة الطعام، وأنشطة ثقافية ترعاها الحكومة المصرية، ونهاية بالحفلات الفنية التي تقلص عددها هذا العام مقارنة بالدورة الأولى من المهرجان العام الماضي.

    وأعلنت الشركة المتحدة أن هدفها تسليط الضوء على التنمية العمرانية التي شهدتها منطقة الساحل الشمالي الغربي لمصر، وعلى رأسها مدينة العلمين الجديدة، والترويج للسياحة في المدينة والفرص الاستثمارية في المنتجعات القريبة منها، والتأكيد على دور القوى الناعمة في دعم جهود الدولة للتنمية وتطوير الوجهات السياحية المختلفة.

    ويتفق البعض من الخبراء على أن الجوانب التسويقية تطغى على نظيرتها الفنية، لأن الأهداف الواضحة من إقامة المهرجان مقدمة على تفاصيله التي لم يتم الإفصاح عنها بشكل كامل بعد بدء فعاليات المهرجان، وأن حديث إدارته عن وجود مفاجآت يحملها الأيام المقبلة يعبر عن سياسة تسويقية لجذب الجمهور، ويبرهن على عدم الانتهاء من جدول الفعاليات.

    ومن وجهة نظر هؤلاء فإن التفاصيل الفنية والهوية التي تطغى على المهرجان تبقيان عاملا مهمًا لضمان تحقيق أهدافه الاستثمارية، وتراجعها يفوت الفرصة على تحقيق عوائد من صناعة الترفيه يمكن أن تشكل رافدا ترتكز عليه الحكومة ضمن خططها لتطوير الصناعات المختلفة.

    ويمكن أن يحقق التنوع نتائج إيجابية تتعلق بجذب قطاعات واسعة من المصريين، لكنها بحاجة إلى تسويق يجعل من المدينة بؤرة يمتزج فيها الفن بالسياحة الشاطئية.

    وقال الناقد الفني سمير الجمل إن شخصية المهرجان لها دور هام في تحقيق أهداف التنمية، وإن الجذب السياحي يمكن أن يقوم على فرق الفنون الشعبية التي تحقق نجاحات كبيرة أثناء عروضها التي تنتقل بين دول العالم، والتعبير عن الثقافة المصرية لا بد أن يكون حاضرا، لأنه هدف تستفيد منه القوى الناعمة ويعد إعلانا من الدولة عن ثقافتها التي لها أبعاد تاريخية يبحث عنها الكثير من المهتمين حول العالم.

    وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن إحداث التكامل بين الهيئات والوزارات المصرية ذات الاهتمام المشترك بالثقافة والتنمية والسياحة لا بد أن يكون حاضرا، وأن وزارة الثقافة بإمكانها أن تنفض الغبار عن الكثير من الفرق الشعبية والمسرحية، وهو أمر بدأت فيه هذا العام من خلال العروض المسرحية والغنائية.


    محمد محمود: المهرجان بحاجة إلى المزيد من التخطيط الفني الجيد


    كما أن وزارة السياحة عليها دور أكبر يتعلق بالتسويق لبرنامج المهرجان ودعم رحلات سياحية على هامش برامج الأنشطة السياحية للتعريف بالمكان الجديد، ولم يتحقق ذلك بعد، إضافة إلى الجزء التوعوي من جانب المؤسسات التعليمية والهيئات المرتبطة بتوعية الشباب لإحداث زخم محلي حقيقي يوجد تفاعلا بين فئات مختلفة حول حدث يمكن وصفه بأنه قومي وليس مجرد نشاط صيفي.

    وأشار الجمل إلى أن الاهتمام بالحفلات الغنائية يشكل عامل جذب للمصريين والعرب، ويوحي الإقبال الكبير من الجمهور بوجود فرص واعدة للاستثمار في تلك المنطقة، لكنها لا تخدم مساعي الجذب السياحي بوجه عام.

    ولم يجذب المهرجان مثلا نجوما عالميين يشكلون أداة لجذب السياحة الأجنبية، فمازالت خطط تحويل الثقافة إلى صناعة بحاجة إلى المزيد من العمل على مستويات مختلفة في مقدمتها توفير الميزانيات التي تساعد على تطوير الفنون المقدمة.

    ويقدم مهرجان العلمين عروضا فنية لفرقتي أسيوط والحرية الإسكندرية للفنون الشعبية، ويستقبل المسرح الروماني في الثامنة مساء كل يوم العرض المسرحي “هالوفوبيا” لفرقة نوادي مسرح الجيزة، ويشهد الممشى في العاشرة مساء عروضا لفرقتي أسيوط والأنفوشي للفنون الشعبية.

    ويتضمن المهرجان مسابقات للأطفال من خلال مهرجان “نبتة” للطفل، وهو فرصة لدعم وتشجيع الإبداع بين الأسر، وتهدف المسابقة إلى توفير منصة للشركات وصناع المحتوى الموهوبين لعرض أعمالهم المتميزة في مجالات الكتابة الإبداعية وكتب الأطفال وكتابة السيناريو والشعر للأطفال، وتقديم عروض أفلام متحركة “ثنائية أو ثلاثية الأبعاد”، وأفلام حية للأطفال “قصيرة أو طويلة”.

    وأكد المخرج محمد محمود لـ”العرب” أن طبيعة الأنشطة التي تقدمها جهات حكومية عبر مهرجان العلمين تشي بأنها تستهدف تعمير المدينة وتوطينها بالسكان والتأكيد على أن هناك أنشطة ثقافية تقام في مناطق بعيدة عن القاهرة والإسكندرية، وأن ما يحدث هذا العام من تنوع في الأنشطة يجذب المواطنين لقصدها من أجل السكن شريطة توفر الخدمات الأساسية، وهناك قناعة من أهالي محافظة الإسكندرية (شمال) بأن المستقبل سيكون في هذه المدينة وساهم ذلك في جذب مشروعات استثمارية.

    وأوضح أنه على المستوى الفني مازال المهرجان بحاجة إلى المزيد من التخطيط الجيد، وأن التحضير لعدد كبير من الفعاليات يتطلب عملا مستداما على مدار ستة أشهر كي يخرج بصورة مكتملة، كما أن برنامج الفعاليات لا بد أن يكون واضحا ومعلنا منذ فترة بما يضمن جذب أكبر عدد من وسائل الإعلام الأجنبية والجمهور الذي قد يتطلع إلى أنشطة بعينها، وأن ما ينطبق على المهرجانات السينمائية يجب أن يتم تطبيقه أيضا على الكرنفالات الفنية.

    وشدد محمود، وهو رئيس مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، على أن التنوع بين الأنشطة الفنية والثقافية والرياضية يساعد على تلبية أذواق قطاعات كبيرة ممن ينجذبون إلى المدينة الجديدة، للتأكيد على أنها متاحة لجميع الفئات، وأن المصطافين المتواجدين يمكن أن يحققوا الترفيه الغائب في الكثير من المناطق الأخرى، مع ضرورة الاهتمام بالجوانب التسويقية المسبقة للمهرجان وليست الآنية.









    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    أحمد جمال
    صحافي مصري
يعمل...
X