عدوى Contagion
هل كانت جائحة ( كورونا ) كذبة ؟
عندما ظهر هذا الفيلم عام 2011 ، نظر اليه المشاهدون كفيلم عادي ، شأنه شأن غيره من أفلام الخيال العلمي التي ظهرت قبله ، و قد تناولت ظواهر الكوارث و الأمراض المُعدية في العالم ، سواء أكانت حقيقية أم من ابتكار المخيلة السينمائية .
و بعد فترة من عرضه نُسي الفيلم كما نسي غيره من الأفلام التي من هذا النمط ، و لنقـُل أنه أُركِنَ جانباً ، كونه لا يشكل حدثاً سينمائياً و لم يخرج موضوعُه عن المألوف . لكنه عاد و انبثق في ذاكرات المشاهدين بعد أن بدأت أعراض جائحة ( كورونا ) بالظهور في بلدان مختلفة و بسرعة فائقة ، تماماً كما حصل في الفيلم قبل ثماني سنوات من ظهور الجائحة . و مع انبثاق الفيلم في ذاكرات مشاهديه انبثقت أسئلة منطقية حول العلاقة بين أعراض الجائحة واقعياً في الحياة و بين ما ظهر سينمائياً في الفيلم . و بهذا المعنى فإن فيلم ( عدوى ) يكون قد سبق الأحداث و جسّدها ، و لا نقول أنه تنبأ بها . الأمر الذي حرّك نظرية المؤامرة و أثار الشكوك حول طبيعة جائحة ( كورونا ) و أسبابها : أهي فعلاً مَنشأها الصين ؟ و كيف اتفق أن بدأ الفيلمُ مَشاهدَه بظهور إمرأة قادمة من الصين و قد بدأت أعراضُ المرض بالظهور عليها ؟ ( لعبت دورها الممثلة الأمريكية " جوينيث بالترو " ) . ثم تتنقل الكاميرا في عدة مدن في العالم و هي تنقل صورَ أشخاص أما أنهم يشعرون بالغثيان أو ساقطون على الأرض أو موتى في أماكن عامة . و هو ما نقلته الينا وسائل الإعلام مع بداية ظهور الجائحة نهاية عام 2019 .
ثم انتبه المثقفون الى رواية كانت قد صدرت عام 1981 بعنوان ( عيون الظلام The Eyes of Darkness ) للكاتب الأمريكي " دين كونتز " و جرى الربط بين الرواية و بين الجائحة . فهذه الرواية ذهبت الى أبعد مما ذهب اليه الفيلم عام 2011 ، و قد سبقته بثلاثين عاماً بطرح موضوع سيثير دهشة المشاهدين و يدعوهم الى فك التشابك بين خيوط فيلم ( عدوى ) و رواية ( عيون الظلام ) و واقعة جائحة ( كورونا ) . فالرواية ظهرت عام 1981 ، أي في أوج ما سُمّيت بـ ( الحرب الباردة ) بين الروس و الأمريكان ، و بات السؤال : كيف حصل هذا التشابك بين عملين ذهنيين ( الرواية و الفيلم ) و بين حقيقة ما حصل على أرض الواقع في العالم ، بحيث تطابقت الأحداث في الفيلم مع الرواية و مع الواقع عام 2019 .
رواية ( عيون الظلام ) الأمريكية كانت تشير الى معهد سوفييتي ينتج أسلحة ذات تدمير بايولوجي إسمه ( غوركي ) ، و مع بداية انهيار ( الإتحا السوفييتي ) ، أعيد طبع الرواية عام 1989 ، و بما أنها قائمة على فكرة الحرب الباردة ، فقد أدار المؤلف البوصلة نحو الصين ــ هذه المرة ــ باعتبارها المرشحة الأقوى للحرب الباردة بعد ( الإتحاد السوفييتي ) الذي إنهار ، و في هذه الطبعة الجديدة غيّر المؤلف اسم معهد الأبحاث البايولوجية السوفييتي من ( غوركي ) الى ( ووهان ) . و ( ووهان ) هي المدينة الصينية التي اشتهرت بكونها منبع فايرس ( كورونا ) كما يعلم الجميع .
فما هذه المصادفة الغريبة ؟
في أواخر عام 2019 ، و على حين غرة ، راحت الأنباء تتوالى عن ظهور فايرس قاتل و سريع الإنتشار في مدينة ( ووهان ) الصينية ، و اُحيل سبب هذا الفايرس الى طبيعة الأطعمة التي يتناولها الصينيون و التي تشمل جميع أنواع الحيوانات و الطيور ، بما فيها الزواحف ، و تم التركيز على ( الخفافيش ) كمصدر رئيس للفايرس .. و هو ما يرد ذكره في الفيلم ، ليثير علامات استفهام و تعجب كثيرة حول هذه المصادفة الغريبة الثانية . و ظهرت مقولة ــ تشبه النكتة ــ مفادها أن الصينيين يأكلون كل شيء ما عدا السيارات و الطائرات و القطارات و السفن ، ولكن ــ بالمقابل ــ برز السؤال المنطقي لدى حتى مَن يستبعدون ( نظرية المؤامرة ) : لماذا لم يظهر هذا الفايرس من قبلُ في الصين التي يمتد تاريخها الى آلاف السنين في حين أن المطبخ الصيني هو جزء من الميراث الذي خلّفه هذا التاريخ الطويل ؟
ولكن ، بعد أن استفحل الفايرس في هيئة ( جائحة ) طُرح رأيٌ مناقضٌ مفاده أن الفايرس صناعة بشرية و قد تم اختلاقه في معهد ( ووهان ) للأبحاث الجرثومية ، وأن الصين خاضت حرباً عالمية ثالثة ضد العالم الرأسمالي ، من دون إطلاقة نارية واحدة .. هي بمثابة حرب اقتصادية ، ما يعيدنا الى رواية ( عيون الظلام ) التي غيّر مؤلفها ــ في الطبعة الثانية بعد انتهاء الحرب الباردة ــ إسمَ معهد ( غوركي ) السوفييتي الى معهد ( ووهان ) الصيني . ولكن بالمقابل نشطت شركات صناعة الأدوية الأمريكية في انتاج لقاحات مضادة و اتُخذت اجراءات مشددة على المسافرين في معظم مطارات العالم و مُنع من السفر كل مَن لم يأخذ اللقاح ، بل تم تحديد لقاحات محددة باعتبارها هي المعتَمَدة ، حيث راحت شركات صناعة الأدوية تتنافس في ما بينها ، فدخلت في معارك تجارية صامتة . ولكنْ كلُ هذا الحفل العالمي لم تلتفت اليه دولة السويد ــ من بين جميع الدول ــ سوى بإجراءات تحوطية عادية ، و لم تُسجل فيها أي حالات إصابة ، ما يثير الشك و التساؤل حول حقيقة الجائحة .
الذي نشط اقتصادياً ، خلال فترة الجائحة ، هي شركات الأدوية في العالم الرأسمالي ، ما يعيدنا الى مريع ( نظرية المؤامرة ) مرة أخرى ، و سيكون العالم الرأسمالي هو المتآمر هذه المرة و ليست الصين ، و وُجهت أصابع الإتهام الى تلك الشركات بأنها ضليعة في هذه المؤامرة التي تشظّت منها عدة طروحات أبرزها القول بأن القصد من اختراع هذه الجائحة هو التخلص من كبار السن لإحداث توازن سكاني على كوكب الأرض .
ولكن كيف حصل أن تحول طرح فيلم ( عدوى ) بعد ثماني سنوات من انتاجه و طرح رواية ( عيون الظلام ) بعد ثلاثين سنة الى واقع كارثي هز العالم بأسره على مختلف الأصعدة الصحية و الإقتصادية و السياسية و الإجتماعية و غيّر الكثير من المفاهيم و زعزع العلاقات البشرية فاُوجد مفهوم ( التباعد الإجتماعي ) و تغلغل حتى الى أسرّة أو لقاءات العشاق فجعل القبلات سطحية و التحاضن حذراً ؟
ثمة من يبرر ذلك بأن المنظومة المخابراتية (الأمريكية على وجه التحديد ) تعمل وفق حسابات خيطية دقيقة تقود الى نتائج مستقبلية ذات طابع تنبؤي . إذا صح ذلك فمعناه أن مستقبل البشرية و مصيرها مرهون بالنسيج الذي تحوكه منظومة المخابرات الأمريكية .. و الآخرون إنْ هم إلاّ أشباحٌ و هباء . و بالتالي فلا تبرير منطقي لمصادفة رواية ( عيون الظلام ) و لا لفيلم ( عدوى ) سوى أنهما تمهيد لما حصل تحت عنوان ( كورونا ) . و ما يلفت الإنتباه و يثير الشك هو أن عدة شركات سينمائية معروفة اشتركت في انتاج الفيلم و توزيعه ، مثل : ( ستاسي شير ) ، ( وارنر برذرز ) ، ( بارتسبنت ميديا ) ، ( إيمج نيشن ) ، ( جوناثان كينغ ) ، فيما جمع المخرج " ستيفن سودربرغ " حشداً من الممثلين المعروفين الفائزين بجوائز الأوسكار أو غيرها أو مرشحين لها مثل : " غوينيث بالترو " ، " كيت و ينسلت " ، " جود لو " ، " مات دايمن " ، " لورنس فيشبورن " ، " ماريون كوتيار " ... و غيرهم .
و إذ بلغت تكاليف الفيلم 60 مليون دولار ، فقد تخطت إيراداته أكثر من 135 مليوناً ، فيما تهافتت الناس على شريط الفيلم من شركات التوصيل الألكتروني أثناء جائحة كورونا ، أكان بدافع الربط بين أحداث الفيلم ( التخيلية ) و بين الجائحة التي تم الإعلان عنها نهاية عام 2019 أو بدافع الكشف عن خيوط مؤامرة .
و تقول شركة ( وارنر براذرز ) المنتجة أن الفيلم كان في الترتيب 270 في قائمة المبيعات ، ولكنه قفز الى المرتبة الثامنة حالاً بعد ( تفشي ) الجائحة . و بطبيعة الحال فإن هذا يعني رغبة الناس الشديدة في معرفة كيف أن ما يحصل في الواقع كان قد حصل في الفيلم قبل سنوات . لكن الأمر المثير هو أن كبير مستشاري البيت الأبيض دكتور " أنتوني فاوتشي " الذي كان نجم الجائحة ــ علمياً ــ صدم العالم حين قال أمام لجنة الإستجواب في مجلس الشيوخ الأمريكي ــ في 30 حزيران 2024 ــ أن إجراءات كورونا كانت مجرد ( اختراع ) و أن فكرة التباعد لمسافة 6 أقدام ليس لها أي أساس علمي ، و لم يقدم تبريراً لوضع الكمامات من قبل تلاميذ المدارس و التي أثرت على وضعهم النفسي و الدراسي .
و جدير بالذكر أن الجمهوريين في الكونجرس الأمريكي كانوا دائمي التشكيك في حقيقة فايرس ( كورونا ) .
هل كانت جائحة ( كورونا ) كذبة ؟
عندما ظهر هذا الفيلم عام 2011 ، نظر اليه المشاهدون كفيلم عادي ، شأنه شأن غيره من أفلام الخيال العلمي التي ظهرت قبله ، و قد تناولت ظواهر الكوارث و الأمراض المُعدية في العالم ، سواء أكانت حقيقية أم من ابتكار المخيلة السينمائية .
و بعد فترة من عرضه نُسي الفيلم كما نسي غيره من الأفلام التي من هذا النمط ، و لنقـُل أنه أُركِنَ جانباً ، كونه لا يشكل حدثاً سينمائياً و لم يخرج موضوعُه عن المألوف . لكنه عاد و انبثق في ذاكرات المشاهدين بعد أن بدأت أعراض جائحة ( كورونا ) بالظهور في بلدان مختلفة و بسرعة فائقة ، تماماً كما حصل في الفيلم قبل ثماني سنوات من ظهور الجائحة . و مع انبثاق الفيلم في ذاكرات مشاهديه انبثقت أسئلة منطقية حول العلاقة بين أعراض الجائحة واقعياً في الحياة و بين ما ظهر سينمائياً في الفيلم . و بهذا المعنى فإن فيلم ( عدوى ) يكون قد سبق الأحداث و جسّدها ، و لا نقول أنه تنبأ بها . الأمر الذي حرّك نظرية المؤامرة و أثار الشكوك حول طبيعة جائحة ( كورونا ) و أسبابها : أهي فعلاً مَنشأها الصين ؟ و كيف اتفق أن بدأ الفيلمُ مَشاهدَه بظهور إمرأة قادمة من الصين و قد بدأت أعراضُ المرض بالظهور عليها ؟ ( لعبت دورها الممثلة الأمريكية " جوينيث بالترو " ) . ثم تتنقل الكاميرا في عدة مدن في العالم و هي تنقل صورَ أشخاص أما أنهم يشعرون بالغثيان أو ساقطون على الأرض أو موتى في أماكن عامة . و هو ما نقلته الينا وسائل الإعلام مع بداية ظهور الجائحة نهاية عام 2019 .
ثم انتبه المثقفون الى رواية كانت قد صدرت عام 1981 بعنوان ( عيون الظلام The Eyes of Darkness ) للكاتب الأمريكي " دين كونتز " و جرى الربط بين الرواية و بين الجائحة . فهذه الرواية ذهبت الى أبعد مما ذهب اليه الفيلم عام 2011 ، و قد سبقته بثلاثين عاماً بطرح موضوع سيثير دهشة المشاهدين و يدعوهم الى فك التشابك بين خيوط فيلم ( عدوى ) و رواية ( عيون الظلام ) و واقعة جائحة ( كورونا ) . فالرواية ظهرت عام 1981 ، أي في أوج ما سُمّيت بـ ( الحرب الباردة ) بين الروس و الأمريكان ، و بات السؤال : كيف حصل هذا التشابك بين عملين ذهنيين ( الرواية و الفيلم ) و بين حقيقة ما حصل على أرض الواقع في العالم ، بحيث تطابقت الأحداث في الفيلم مع الرواية و مع الواقع عام 2019 .
رواية ( عيون الظلام ) الأمريكية كانت تشير الى معهد سوفييتي ينتج أسلحة ذات تدمير بايولوجي إسمه ( غوركي ) ، و مع بداية انهيار ( الإتحا السوفييتي ) ، أعيد طبع الرواية عام 1989 ، و بما أنها قائمة على فكرة الحرب الباردة ، فقد أدار المؤلف البوصلة نحو الصين ــ هذه المرة ــ باعتبارها المرشحة الأقوى للحرب الباردة بعد ( الإتحاد السوفييتي ) الذي إنهار ، و في هذه الطبعة الجديدة غيّر المؤلف اسم معهد الأبحاث البايولوجية السوفييتي من ( غوركي ) الى ( ووهان ) . و ( ووهان ) هي المدينة الصينية التي اشتهرت بكونها منبع فايرس ( كورونا ) كما يعلم الجميع .
فما هذه المصادفة الغريبة ؟
في أواخر عام 2019 ، و على حين غرة ، راحت الأنباء تتوالى عن ظهور فايرس قاتل و سريع الإنتشار في مدينة ( ووهان ) الصينية ، و اُحيل سبب هذا الفايرس الى طبيعة الأطعمة التي يتناولها الصينيون و التي تشمل جميع أنواع الحيوانات و الطيور ، بما فيها الزواحف ، و تم التركيز على ( الخفافيش ) كمصدر رئيس للفايرس .. و هو ما يرد ذكره في الفيلم ، ليثير علامات استفهام و تعجب كثيرة حول هذه المصادفة الغريبة الثانية . و ظهرت مقولة ــ تشبه النكتة ــ مفادها أن الصينيين يأكلون كل شيء ما عدا السيارات و الطائرات و القطارات و السفن ، ولكن ــ بالمقابل ــ برز السؤال المنطقي لدى حتى مَن يستبعدون ( نظرية المؤامرة ) : لماذا لم يظهر هذا الفايرس من قبلُ في الصين التي يمتد تاريخها الى آلاف السنين في حين أن المطبخ الصيني هو جزء من الميراث الذي خلّفه هذا التاريخ الطويل ؟
ولكن ، بعد أن استفحل الفايرس في هيئة ( جائحة ) طُرح رأيٌ مناقضٌ مفاده أن الفايرس صناعة بشرية و قد تم اختلاقه في معهد ( ووهان ) للأبحاث الجرثومية ، وأن الصين خاضت حرباً عالمية ثالثة ضد العالم الرأسمالي ، من دون إطلاقة نارية واحدة .. هي بمثابة حرب اقتصادية ، ما يعيدنا الى رواية ( عيون الظلام ) التي غيّر مؤلفها ــ في الطبعة الثانية بعد انتهاء الحرب الباردة ــ إسمَ معهد ( غوركي ) السوفييتي الى معهد ( ووهان ) الصيني . ولكن بالمقابل نشطت شركات صناعة الأدوية الأمريكية في انتاج لقاحات مضادة و اتُخذت اجراءات مشددة على المسافرين في معظم مطارات العالم و مُنع من السفر كل مَن لم يأخذ اللقاح ، بل تم تحديد لقاحات محددة باعتبارها هي المعتَمَدة ، حيث راحت شركات صناعة الأدوية تتنافس في ما بينها ، فدخلت في معارك تجارية صامتة . ولكنْ كلُ هذا الحفل العالمي لم تلتفت اليه دولة السويد ــ من بين جميع الدول ــ سوى بإجراءات تحوطية عادية ، و لم تُسجل فيها أي حالات إصابة ، ما يثير الشك و التساؤل حول حقيقة الجائحة .
الذي نشط اقتصادياً ، خلال فترة الجائحة ، هي شركات الأدوية في العالم الرأسمالي ، ما يعيدنا الى مريع ( نظرية المؤامرة ) مرة أخرى ، و سيكون العالم الرأسمالي هو المتآمر هذه المرة و ليست الصين ، و وُجهت أصابع الإتهام الى تلك الشركات بأنها ضليعة في هذه المؤامرة التي تشظّت منها عدة طروحات أبرزها القول بأن القصد من اختراع هذه الجائحة هو التخلص من كبار السن لإحداث توازن سكاني على كوكب الأرض .
ولكن كيف حصل أن تحول طرح فيلم ( عدوى ) بعد ثماني سنوات من انتاجه و طرح رواية ( عيون الظلام ) بعد ثلاثين سنة الى واقع كارثي هز العالم بأسره على مختلف الأصعدة الصحية و الإقتصادية و السياسية و الإجتماعية و غيّر الكثير من المفاهيم و زعزع العلاقات البشرية فاُوجد مفهوم ( التباعد الإجتماعي ) و تغلغل حتى الى أسرّة أو لقاءات العشاق فجعل القبلات سطحية و التحاضن حذراً ؟
ثمة من يبرر ذلك بأن المنظومة المخابراتية (الأمريكية على وجه التحديد ) تعمل وفق حسابات خيطية دقيقة تقود الى نتائج مستقبلية ذات طابع تنبؤي . إذا صح ذلك فمعناه أن مستقبل البشرية و مصيرها مرهون بالنسيج الذي تحوكه منظومة المخابرات الأمريكية .. و الآخرون إنْ هم إلاّ أشباحٌ و هباء . و بالتالي فلا تبرير منطقي لمصادفة رواية ( عيون الظلام ) و لا لفيلم ( عدوى ) سوى أنهما تمهيد لما حصل تحت عنوان ( كورونا ) . و ما يلفت الإنتباه و يثير الشك هو أن عدة شركات سينمائية معروفة اشتركت في انتاج الفيلم و توزيعه ، مثل : ( ستاسي شير ) ، ( وارنر برذرز ) ، ( بارتسبنت ميديا ) ، ( إيمج نيشن ) ، ( جوناثان كينغ ) ، فيما جمع المخرج " ستيفن سودربرغ " حشداً من الممثلين المعروفين الفائزين بجوائز الأوسكار أو غيرها أو مرشحين لها مثل : " غوينيث بالترو " ، " كيت و ينسلت " ، " جود لو " ، " مات دايمن " ، " لورنس فيشبورن " ، " ماريون كوتيار " ... و غيرهم .
و إذ بلغت تكاليف الفيلم 60 مليون دولار ، فقد تخطت إيراداته أكثر من 135 مليوناً ، فيما تهافتت الناس على شريط الفيلم من شركات التوصيل الألكتروني أثناء جائحة كورونا ، أكان بدافع الربط بين أحداث الفيلم ( التخيلية ) و بين الجائحة التي تم الإعلان عنها نهاية عام 2019 أو بدافع الكشف عن خيوط مؤامرة .
و تقول شركة ( وارنر براذرز ) المنتجة أن الفيلم كان في الترتيب 270 في قائمة المبيعات ، ولكنه قفز الى المرتبة الثامنة حالاً بعد ( تفشي ) الجائحة . و بطبيعة الحال فإن هذا يعني رغبة الناس الشديدة في معرفة كيف أن ما يحصل في الواقع كان قد حصل في الفيلم قبل سنوات . لكن الأمر المثير هو أن كبير مستشاري البيت الأبيض دكتور " أنتوني فاوتشي " الذي كان نجم الجائحة ــ علمياً ــ صدم العالم حين قال أمام لجنة الإستجواب في مجلس الشيوخ الأمريكي ــ في 30 حزيران 2024 ــ أن إجراءات كورونا كانت مجرد ( اختراع ) و أن فكرة التباعد لمسافة 6 أقدام ليس لها أي أساس علمي ، و لم يقدم تبريراً لوضع الكمامات من قبل تلاميذ المدارس و التي أثرت على وضعهم النفسي و الدراسي .
و جدير بالذكر أن الجمهوريين في الكونجرس الأمريكي كانوا دائمي التشكيك في حقيقة فايرس ( كورونا ) .