حلق بي الى القمر.. فيلم مسلًي ذي مغازي ضمنية
Fly Me to the Moon
استمتعت أول أمس؛ في صيف الرياض القائظ؛ بمشاهدة العرض الأول للفيلم الكوميدي الرومانسي المثير والبسيط؛ والذي تناول حدثاً مفصلياً في تاريخ البشرية؛ رحلة الفضاء أبوللو 11 وحول الكيفية التي خططت بها حكومة الولايات المتحدة لتزييف عملية الهبوط على سطح القمر في 20 يوليو 1969 والتي قام بها رائد الفضاء "نيل آرمسترونغ" ورفاقه؛ وذلك تحسباً لحالة فشل الهبوط الحقيقي؟
فيلم "حلق بي الى القمر" من إخراج جريج بيرلانتي وتأليف روز جيلروي من قصة بيل كيرستين وكينان فلين.
الممثلة الجذابة (سكارليت جوهانسون) لعبت دور المديرة التنفيذية "كيلي جونز" التي تم تعيينها في أواخر الستينيات لتزويد وقود العلاقات العامة في الحملة الدعائية المتعثرة لوكالة الفضاء ناسا، وبالطبع استخدمت حيلها ةفتنتها في مركز ماديسون أفينيو لإقناع الجمهور والسياسيين المترددين بأن إغداق أموال الضرائب على مهمة أبولو إلى القمر أمراً غير مقبول.. بمعنى ألغوا الضرائب المفروضة على وكالة ناسا.
ساند الممثلون "وودي هارلسون" و"راي رومانو" في توليف خلطة من الإثارة الخفيفة والرومانسية اللطيفة لتدور أحداث الفيلم أثناء الاستعدادات لهبوط مركبة أبولو 11 على سطح القمر.
مهمة وحب
توجهت "كيلي جونز" الى مركز كنيدي للفضاء بفلوريدا لتقوم بمهمتها، وضعت حشوة في بطنهاً لتبدو وكأنها حامل.. فعلت ذلك لتستولي على سلاح أحد صانعي السيارات المتحيزين جنسيًا، وعملت على سحر أحد أعضاء مجلس الشيوخ ـ سيناتور ـ وتحدثت معه بلكنة جنوبية مبالغ فيها حتى تؤثر عليه.
على أية حال دخلت كيلي المركز. وسرعان ما وقعت في حب مدير عملية إطلاق الصاروخ "كول ديفيس"، الذي لعب (تشانينج تاتوم) دوره بقصة شعره الأنيقة وبلوزاته T-shirt’s(ذات الرقبة المرتفعة ومخططة (ومكياج رجالي ثقيل (أزياء الآرت ديكو التي ظهرت في الخمسينات وتميزت بأناقة جذابة ـ سكارليت ارتدت مجموعة من الفساتين ذات التصميمات الرائعة، فلا يفوتكم تأملها، خصوصاً الفتيات والسيدات).
كيلي في مأزق
سارت الاحداث في وتيرة متسارعة ونجد كيلي تتعرض للتهديد من قبل رجل وكالة المخابرات المركزية "مو بيركوس" (وودي هارلسون) لتزييف هبوط بديل يتم ويصنع درامياً في استوديو مؤقت لاستخدامه إذا لم ينجح الهبوط الحقيقي - أو حتى إذا نجح، فمن المهم ولا تهاون في إبراز الصورة المدهشة لناسا وللآلة الأمريكية بشكل عام؛ للترويج المحكم عن أمريكا العظمى صاحبة الحلم الأمريكي العتيد، إلى جانب كسب جولة ساحقة في سباق التسلح مع روسيا وتفهيم العالم بأن أمريكا تسحق روسيا.. وهذا أمر يطول الحديث فيه.
هذه الحبكة وخلفياتها الواقعية كانت مضمار السرد الفيلمي حلق بي الى القمر. ، وهي طبعاً حبكة مطبوخة بتمكن، هو التمكن الذي يجعلنا دائماً نقول: ياخي الامريكان يعرفوا يصنعوا أفلام مدهشة.
خلفية مهمة للمعرفة غير مباشرة في الفيلم
في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات، دخلت الولايات المتحدة في حرب باردة، ومنافسة جيوسياسية مع الاتحاد السوفيتي. وفي 4أكتوبر1957، تحديداً، أطلق الاتحاد السوفيتي "سبوتنيك 1"، أول قمر صناعي.
هذا النجاح المفاجئ أثار المخاوف والخيال في جميع أنحاء العالم. لأنه أثبت أن الاتحاد السوفيتي كان لديه القدرة على إيصال أسلحة نووية عبر المسافات العابرة للقارات، وتحدى المطالبات الأمريكية بالتفوق العسكري والاقتصادي والتكنولوجي.
وأدى هذا إلى أزمة سبوتنيك، كما تقول المراجع التاريخية، وبدأ سباق الفضاء.
طبعاً على إثر ذلك استجاب الرئيس "دوايت أيزنهاور" لتحدي سبوتنيك من خلال إنشاء الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا)، وبدء مشروع ميركوري، الذي يهدف إلى إطلاق الانسان في مدار الأرض.
في 12 أبريل 1961، أصبح رائد الفضاء السوفيتي "يوري جاجارين" أول شخص يجوب الفضاء، وأول من يدور حول الأرض. كانت ضربة أخرى لجسد الفخر الأمريكي.
بعد شهر تقريبًا، في 5 مايو 1961، أصبح "آلان شيبرد" أول أمريكي يرتاد الفضاء، حيث أنهى رحلة شبه مدارية مدتها 15 دقيقة. وبعد عودته ونزوله في المحيط الأطلسي، تلقى مكالمة هاتفية؛ عبارة عن تهنئة حارة من خليفة أيزنهاور، جون إف كينيدي.
خطوة صغيرة
نعود إلى فيلمنا.. خطوة صغيرة للإنسان، ولكنها عظيمة للبشرية.. هذه العبارة قالها رائد الفضاء "نيل آرمسترونغ" عندما وضع قدمه على سطح القمر. على أية حال؛ بعد إشعال محرك الصاروخ "ساتورن 5" لمغادرة الأرض من خلال المرحلة الثالثة قام رواد الفضاء بفصل المركبة الفضائية بالسفر لمدة ثلاثة أيام حتى دخلوا المدار القمري. ثم انتقل أرمسترونغ وألدرين إلى "إيجل" وهبطا في منطقة في القمر أُطلقوا عليها "بحر السكون".
رواد الفضاء استخدموا "إيجل" لمرحلة الخروج من سطح القمر، والانضمام إلى "كولينز" في مركبة القيادة.. هذا معروف طبعاً.
قاموا بالتخلي عن إيجل قبل قيامهم بالمناورات التي دفعت كولومبيا من آخر مداراتها القمرية الثلاثين إلى مسار يعود إلى الأرض. وهكذا عادوا إلى الأرض وهبطوا على الماء في المحيط الهادئ بواسطة "الباراشوتات" المظلات في 24 يوليو بعد أكثر من ثمانية أيام في الفضاء.
عموماً؛ هذه التفاصيل الدراماتيكية المتعلقة برحلة أبوللو11 يمكن للقارئ الوقوف عليها من خلال البحث عن قصتها.
لكن التفاصيل والتشعبات والموسيقى والأغنيات الممتعة وكذلك الأزياء والملابس التي ارتدتها "سكارليت" و "تاتوم" والقفشات والمغازلات التي جعلت الفيلم مسلياً وعذباً دون مبالغات؛ يجب أن تشاهدونها أصدقائي القراء محبي السينمات في قاعة السينما. وفي كل ذلك تتجلى براعة المخرج جريج بيرلانتي Greg Berlanti.
أخيراً: لا تنسوا الاستماع لأغنية Fly Me to the Moon بصوت فرانك سيناترا.
حلق بي الى القمر
دعني اتسكع مع النجوم
لأرى كيف هو الربيع
في مارس و عطارد
بعبارة اخرى، امسكي بيدي
بحروف اخرى، محبوبتي قبلني
املئي قلبي بالاغاني
ودعيني اغني الى مالا نهاية
فأنتي مبتغاي
كل ما اقدس وأعشق
بكلمات اخرى، كوني صادقة
بحروف اخرى، احبك
.
Fly Me to the Moon
استمتعت أول أمس؛ في صيف الرياض القائظ؛ بمشاهدة العرض الأول للفيلم الكوميدي الرومانسي المثير والبسيط؛ والذي تناول حدثاً مفصلياً في تاريخ البشرية؛ رحلة الفضاء أبوللو 11 وحول الكيفية التي خططت بها حكومة الولايات المتحدة لتزييف عملية الهبوط على سطح القمر في 20 يوليو 1969 والتي قام بها رائد الفضاء "نيل آرمسترونغ" ورفاقه؛ وذلك تحسباً لحالة فشل الهبوط الحقيقي؟
فيلم "حلق بي الى القمر" من إخراج جريج بيرلانتي وتأليف روز جيلروي من قصة بيل كيرستين وكينان فلين.
الممثلة الجذابة (سكارليت جوهانسون) لعبت دور المديرة التنفيذية "كيلي جونز" التي تم تعيينها في أواخر الستينيات لتزويد وقود العلاقات العامة في الحملة الدعائية المتعثرة لوكالة الفضاء ناسا، وبالطبع استخدمت حيلها ةفتنتها في مركز ماديسون أفينيو لإقناع الجمهور والسياسيين المترددين بأن إغداق أموال الضرائب على مهمة أبولو إلى القمر أمراً غير مقبول.. بمعنى ألغوا الضرائب المفروضة على وكالة ناسا.
ساند الممثلون "وودي هارلسون" و"راي رومانو" في توليف خلطة من الإثارة الخفيفة والرومانسية اللطيفة لتدور أحداث الفيلم أثناء الاستعدادات لهبوط مركبة أبولو 11 على سطح القمر.
مهمة وحب
توجهت "كيلي جونز" الى مركز كنيدي للفضاء بفلوريدا لتقوم بمهمتها، وضعت حشوة في بطنهاً لتبدو وكأنها حامل.. فعلت ذلك لتستولي على سلاح أحد صانعي السيارات المتحيزين جنسيًا، وعملت على سحر أحد أعضاء مجلس الشيوخ ـ سيناتور ـ وتحدثت معه بلكنة جنوبية مبالغ فيها حتى تؤثر عليه.
على أية حال دخلت كيلي المركز. وسرعان ما وقعت في حب مدير عملية إطلاق الصاروخ "كول ديفيس"، الذي لعب (تشانينج تاتوم) دوره بقصة شعره الأنيقة وبلوزاته T-shirt’s(ذات الرقبة المرتفعة ومخططة (ومكياج رجالي ثقيل (أزياء الآرت ديكو التي ظهرت في الخمسينات وتميزت بأناقة جذابة ـ سكارليت ارتدت مجموعة من الفساتين ذات التصميمات الرائعة، فلا يفوتكم تأملها، خصوصاً الفتيات والسيدات).
كيلي في مأزق
سارت الاحداث في وتيرة متسارعة ونجد كيلي تتعرض للتهديد من قبل رجل وكالة المخابرات المركزية "مو بيركوس" (وودي هارلسون) لتزييف هبوط بديل يتم ويصنع درامياً في استوديو مؤقت لاستخدامه إذا لم ينجح الهبوط الحقيقي - أو حتى إذا نجح، فمن المهم ولا تهاون في إبراز الصورة المدهشة لناسا وللآلة الأمريكية بشكل عام؛ للترويج المحكم عن أمريكا العظمى صاحبة الحلم الأمريكي العتيد، إلى جانب كسب جولة ساحقة في سباق التسلح مع روسيا وتفهيم العالم بأن أمريكا تسحق روسيا.. وهذا أمر يطول الحديث فيه.
هذه الحبكة وخلفياتها الواقعية كانت مضمار السرد الفيلمي حلق بي الى القمر. ، وهي طبعاً حبكة مطبوخة بتمكن، هو التمكن الذي يجعلنا دائماً نقول: ياخي الامريكان يعرفوا يصنعوا أفلام مدهشة.
خلفية مهمة للمعرفة غير مباشرة في الفيلم
في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات، دخلت الولايات المتحدة في حرب باردة، ومنافسة جيوسياسية مع الاتحاد السوفيتي. وفي 4أكتوبر1957، تحديداً، أطلق الاتحاد السوفيتي "سبوتنيك 1"، أول قمر صناعي.
هذا النجاح المفاجئ أثار المخاوف والخيال في جميع أنحاء العالم. لأنه أثبت أن الاتحاد السوفيتي كان لديه القدرة على إيصال أسلحة نووية عبر المسافات العابرة للقارات، وتحدى المطالبات الأمريكية بالتفوق العسكري والاقتصادي والتكنولوجي.
وأدى هذا إلى أزمة سبوتنيك، كما تقول المراجع التاريخية، وبدأ سباق الفضاء.
طبعاً على إثر ذلك استجاب الرئيس "دوايت أيزنهاور" لتحدي سبوتنيك من خلال إنشاء الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا)، وبدء مشروع ميركوري، الذي يهدف إلى إطلاق الانسان في مدار الأرض.
في 12 أبريل 1961، أصبح رائد الفضاء السوفيتي "يوري جاجارين" أول شخص يجوب الفضاء، وأول من يدور حول الأرض. كانت ضربة أخرى لجسد الفخر الأمريكي.
بعد شهر تقريبًا، في 5 مايو 1961، أصبح "آلان شيبرد" أول أمريكي يرتاد الفضاء، حيث أنهى رحلة شبه مدارية مدتها 15 دقيقة. وبعد عودته ونزوله في المحيط الأطلسي، تلقى مكالمة هاتفية؛ عبارة عن تهنئة حارة من خليفة أيزنهاور، جون إف كينيدي.
خطوة صغيرة
نعود إلى فيلمنا.. خطوة صغيرة للإنسان، ولكنها عظيمة للبشرية.. هذه العبارة قالها رائد الفضاء "نيل آرمسترونغ" عندما وضع قدمه على سطح القمر. على أية حال؛ بعد إشعال محرك الصاروخ "ساتورن 5" لمغادرة الأرض من خلال المرحلة الثالثة قام رواد الفضاء بفصل المركبة الفضائية بالسفر لمدة ثلاثة أيام حتى دخلوا المدار القمري. ثم انتقل أرمسترونغ وألدرين إلى "إيجل" وهبطا في منطقة في القمر أُطلقوا عليها "بحر السكون".
رواد الفضاء استخدموا "إيجل" لمرحلة الخروج من سطح القمر، والانضمام إلى "كولينز" في مركبة القيادة.. هذا معروف طبعاً.
قاموا بالتخلي عن إيجل قبل قيامهم بالمناورات التي دفعت كولومبيا من آخر مداراتها القمرية الثلاثين إلى مسار يعود إلى الأرض. وهكذا عادوا إلى الأرض وهبطوا على الماء في المحيط الهادئ بواسطة "الباراشوتات" المظلات في 24 يوليو بعد أكثر من ثمانية أيام في الفضاء.
عموماً؛ هذه التفاصيل الدراماتيكية المتعلقة برحلة أبوللو11 يمكن للقارئ الوقوف عليها من خلال البحث عن قصتها.
لكن التفاصيل والتشعبات والموسيقى والأغنيات الممتعة وكذلك الأزياء والملابس التي ارتدتها "سكارليت" و "تاتوم" والقفشات والمغازلات التي جعلت الفيلم مسلياً وعذباً دون مبالغات؛ يجب أن تشاهدونها أصدقائي القراء محبي السينمات في قاعة السينما. وفي كل ذلك تتجلى براعة المخرج جريج بيرلانتي Greg Berlanti.
أخيراً: لا تنسوا الاستماع لأغنية Fly Me to the Moon بصوت فرانك سيناترا.
حلق بي الى القمر
دعني اتسكع مع النجوم
لأرى كيف هو الربيع
في مارس و عطارد
بعبارة اخرى، امسكي بيدي
بحروف اخرى، محبوبتي قبلني
املئي قلبي بالاغاني
ودعيني اغني الى مالا نهاية
فأنتي مبتغاي
كل ما اقدس وأعشق
بكلمات اخرى، كوني صادقة
بحروف اخرى، احبك
.