قبة الحسنة ثالث محميات القاهرة الكبرى
«الحسنة ودجلة والغابة المتحجرة» وجهات مثالية لعشاق المغامرةكتب: رضوى هاشم
الخميس 11 يوليو 2024م
تعرف القاهرة بتاريخها العريق وثقافتها الغنية، لكنّها تُخفى أيضاً كنوزاً طبيعية رائعة، تُمثل وجهة مثالية لعشاق المغامرة والاستكشاف، فحول هذه المدينة النابضة بالحياة، تنتشر محميات طبيعية فريدة تُتيح للزائرين فرصة للتواصل مع الطبيعة واكتشاف عجائبها، وتطلعهم على ما كانت عليه العاصمة قبل ملايين السنين. فعلى مقربة من حى المعادى، تقع محمية «وادى دجلة»، التى تمتد على مساحة 60 كيلومتراً مربعاً، ومنذ إعلانها محمية طبيعية عام 1999، وتستقطب الخبراء والعلماء والمتخصّصين، جنباً إلى جنب مع عشاق الحياة البرية.
تكونت محمية «وادى دجلة» منذ ملايين السنين، من ترسّبات الصخور الحجرية التى صنعت جبالها الصغيرة ومساحاتها الشاسعة، التى تضم 20 كهفاً من الحجر الجيرى، تكون بفعل أمطار غزيرة بدأت تتخلل فى الأحجار الجيرية، وشكّلت الكهوف التى يصل طول بعضها إلى 90 متراً.
وطبقاً للموقع الرسمى لوزارة البيئة، تضم محمية «وادى دجلة» مجموعة من الكائنات الحية الحيوانية، مثل «الأرانب الجبلية، والثعلب الأحمر، والذئب العربى، والفأر ريشى الذيل»، بخلاف غطاء جبلى من النباتات، حيث سجل بها نحو 64 نوعاً من النباتات، إلى جانب نحو 20 نوعاً من الزواحف، فى مقدّمتها السلاحف المصرية المهدّدة بالانقراض، فضلاً عن 12 نوعاً من طيور الصحراء الشرقية، إضافة إلى أنواع أخرى من الطيور المهاجرة والزائرة للوادى، خاصة فى فصل الشتاء من كل عام.
بقايا غابات شجرية عمرها 35 مليون سنة.. و«كهوف جيرية» تشكلت وسط الصخور قبل 100 مليون سنة
وعلى مسافة 20 كيلومتراً من «وادى دجلة»، تقع محمية «الغابة المتحجّرة»، التى تمتد على مساحة 6 كيلومترات مربعة، وتحوى كنزاً طبيعياً يضم تنوعاً تاريخياً جيولوجياً فريداً، حيث تشكلت محمية «الغابة المتحجرة» من بقايا غابة شجرية يمتد عمرها إلى 35 مليون سنة، وتُعدّ المحمية من أهم المواقع الجيولوجية فى العالم، حيث تُظهر بوضوح عملية تحجر الأشجار، وتضم المحمية تنوّعاً فريداً من أشجار «السنط، والبلوط، والكافور»، وغيرها، والتى تحجّرت وتحوّلت إلى صخور صلبة متبلورة، وتُتيح المحمية للزائرين فرصة استكشاف الماضى وفهم التغييرات التى طرأت على كوكب الأرض.
أما محمية «قبة الحسنة»، التى تعتبر ثالث محميات القاهرة الكبرى، فهى ثروة طبيعية قيّمة، شمال غرب أهرامات الجيزة، وتعتبر من أجمل المحميات الطبيعية فى مصر، تُعرف بتكوينات الصخور الجيرية المذهلة، التى تعود إلى «العصر الطباشيرى» قبل 100 مليون سنة