أديرة #السويداء تروي قصة حضارات عريقة... تعرَّف عليها
---------------------------------------------------------------------------
تعود الأوابد التاريخية الموجودة على ساحة محافظة السويداء إلى عصور موغلة في القدم منها العصر البيزنطي كما تحمل في طياتها عبق الماضي العريق
وانتشرت الأديرة في مناطق مختلفة من السويداء، وما عُرف منها يزيد على 15 ديراً حيث كان عددها كبيراً قياساً بعدد السكان، ولا يعود ذلك لاختيارهم طريق العبادة بل لأنها احتضنت العديد من الغرباء الذين قدموا إلى الجبل
ومن هذه الأديرة سنذكر:
◘ "دير شقا":
ويقع إلى الشرق من البلدة وبُني على أنقاض ثكنة رومانية وما بقي من آثارها برجان وهي تعود للقرن الخامس الميلادي، أما الكنيسة فهي تحتل الجزء الشمالي للدير كما يقع مسكن نزلاء الدير في الجهة الجنوبية
ويصفه العالِم الفرنسي م.دوفوغييه بأنه أقدم نموذج لعمارة الأديرة في المنطقة، فالواجهة الرئيسية للدير مكونة من باب رئيسي كبير في الوسط مع بابين صغيرين جانبيين يدخل إليهما عَبْر رواق مسقوف يتصل بحجرة الحارس ثم المكتبة وخزائنها ضِمن الجدران وباحة داخلية وقاعة اجتماعات، ويتضمن الطابق الأرضي الكنيسة وغرف السكن
.
◘ "دير داما" أو "الدير الجواني":
بُني في عصر إمارة الغساسنة ويبعد 2 كم إلى الشمال الشرقي من قرية دراما (داما) وهو عبارة عن دير وكنيسة ومصلى وبيوت قديمة،حيث تتصل الكنيسة بالدير وهي ذات مخطط متميز وتختلف عن باقي الكنائس لأنها تمتد من الشمال إلى الجنوب.
.
ويتصف "دير داما" بالبساطة فحجارته شبه منحوتة ومشذبة ونوافذه وأبوابه صغيرة جميعها من الحجر البازلتي ورغم التشويه لا تزال أطلاله واضحة تمكننا من تصور هيكله فيبدو من تصميم جدرانه وأعمدته تحفة فنية لم يتجرأ الزمن أن يطمس آثارها وزخارفها ونقوشها ورسوماتها الفريدة التي زينت سطحها وكتاباتها التي لم تفك طلاسمها بعد الحضارات التي توالت على المكان.
.
الآثار في "داما" و"دير داما" قديمة وتعود للعصر الروماني..وقرية "داما" هي القرية الوحيدة وسط "اللجاة" التي عثر فيها على شواهد قبور مكتوبة باللغة اليونانية..وعدد من الكتابات والنقوش في العديد من آثارها..ومازال العديد من البيوت الاثرية في "داما" مأهولة الى اليوم..
اما بالنسبة ل"دير داما" فإننا نراها اليوم خربة علما انه كان يسكنها عشرون الف نسمة وفيها الكثير من الشوارع المسقوفة ، وفيها الدير و عدد من الكنائس..
.
◘"دير ملح":
في ريف السويداء الجنوبي الشرقي الذي بنى فيه العرب الغساسنة بدءا من القرن الرابع الميلادي عدداً من الكنائس والأديرة ومنها (الدير الكبير) في بلدة "ملح" و(دير النصراني) الواقع بجوارها من الجهة الشرقية من جهة البادية.
ومازالت آثار "دير ملح" ومعالمه واضحة وعثر في باحة ملاصقة له على حجر بازلتي صغير يحمل كتابة يونانية ترجمتها “المسيح ينتصر” وهناك أيضاً بناء غير محدد الهوية يعود تاريخه إلى عام 539 ميلادي كما تم العثور بجواره على كتابات ونقوش تعود إلى العصر البيزنطي.
كما تم بناء برج كبير ومرتفع في "دير ملح" يعود تاريخه إلى عام
372 ميلادي واستخدم إضافة إلى الأغراض الدينية لأغراض دفاعية من أجل مراقبة الحدود الشرقية للإمبراطورية البيزنطية من الهجمات وشكل مع سلسلة الأبراج الأخرى في مواقع مجاورة مركزاً للمراقبة والحراسة وكان بمثابة مركز جمارك بالنسبة للقوافل المحملة بالملح والقادمة من شرق الأردن.
.
¤ "دير الكهف":
كانت ولادته كمحطة للقوافل التجارية القادمة من "بصرى" و "الشام"..الا انه تحول الى حصن دفاعي وذلك في القرن الرابع الميلادي..ولينتهي به المطاف في اواخر القرن المذكور الى دير وكنيسة كتب تاريخهما ذلك النقش اليوناني وبركة الماء والحمام الذي عثر عليهم في ذلك المكان..
.
¤ "دير المياس":
يقع الى جنوب قرية "عوس" وسجلاته مدونة على جدرانه..وجميعها تعود للقرن الرابع الميلادي..
.
¤ "دير اللبن":
الذي بينت نقوشه اليونانية التي عثر عليها في المنطقة المؤرخة لاسم الرب "عاموس"
.
¤ "معبد رب السماء":
يقع هذا الدير الى الغرب من قرية "مردك"
.
ومن الأبراج المهمة في السويداء أيضا:
◘"برج دير الشعير":
الذي يقع بين قريتي "امتان" و"العانات" وفيه بركتان صغيرة وكبيرة ومجموعة من البيوت المتهدمة البسيطة والعادية وهو من الأديرة الغسانية مربع الشكل تتجه بوابته نحو الشرق وفيه كنيسة وغرف سكن حول باحته.
.
¤ "الهرم المدرج":
عبارة عن برج شاهق يضم حتى الآن طابقين ، تنحني جدرانه الخارجية انحناءة خفيفة نحو الداخل ، ويرتفع حوالي 15مترا فوق الصخور البركانية التي ينتصب عليها..
.
يحيط بالهرم سور مبني من حجارة مشذبة غير منحوتة..وكبيرة عند الهرم ، وبقيت من السور البوابة الرئيسية التي تزينها عريشة عنب وتغلقها درفات باب حجرية ..
ثبت فوق ساكف الباب كتابة يونانية تفيد ان المكان المقدس كان يخص الربة "اثينا"..وقد بني هذا المكان المقدس بين القرنين الاول قبل الميلاد والثاني الميلادي
......
هذه الاديرة التي ذكرنا بعضا منها ، ومضى عليها نحو الفي عام ..وتعاقب عليها العديد من الحقب الزمنية..لاتزال تنبض بالحياة..
.
اكثر من (15) ديرا شيدها قاطنو منطقة "جبل العرب" منذ نحو الفي عام..اصبحت بمنزلة كتاب تاريخي مفتوح امام الاجيال..مقروء لمتقني لغة الحجارة البازلتية..
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
المصدر:
نداء بوست- جورجيوس علوش- السويداء.(بتصرف)
---------------------------------------------------------------------------
تعود الأوابد التاريخية الموجودة على ساحة محافظة السويداء إلى عصور موغلة في القدم منها العصر البيزنطي كما تحمل في طياتها عبق الماضي العريق
وانتشرت الأديرة في مناطق مختلفة من السويداء، وما عُرف منها يزيد على 15 ديراً حيث كان عددها كبيراً قياساً بعدد السكان، ولا يعود ذلك لاختيارهم طريق العبادة بل لأنها احتضنت العديد من الغرباء الذين قدموا إلى الجبل
ومن هذه الأديرة سنذكر:
◘ "دير شقا":
ويقع إلى الشرق من البلدة وبُني على أنقاض ثكنة رومانية وما بقي من آثارها برجان وهي تعود للقرن الخامس الميلادي، أما الكنيسة فهي تحتل الجزء الشمالي للدير كما يقع مسكن نزلاء الدير في الجهة الجنوبية
ويصفه العالِم الفرنسي م.دوفوغييه بأنه أقدم نموذج لعمارة الأديرة في المنطقة، فالواجهة الرئيسية للدير مكونة من باب رئيسي كبير في الوسط مع بابين صغيرين جانبيين يدخل إليهما عَبْر رواق مسقوف يتصل بحجرة الحارس ثم المكتبة وخزائنها ضِمن الجدران وباحة داخلية وقاعة اجتماعات، ويتضمن الطابق الأرضي الكنيسة وغرف السكن
.
◘ "دير داما" أو "الدير الجواني":
بُني في عصر إمارة الغساسنة ويبعد 2 كم إلى الشمال الشرقي من قرية دراما (داما) وهو عبارة عن دير وكنيسة ومصلى وبيوت قديمة،حيث تتصل الكنيسة بالدير وهي ذات مخطط متميز وتختلف عن باقي الكنائس لأنها تمتد من الشمال إلى الجنوب.
.
ويتصف "دير داما" بالبساطة فحجارته شبه منحوتة ومشذبة ونوافذه وأبوابه صغيرة جميعها من الحجر البازلتي ورغم التشويه لا تزال أطلاله واضحة تمكننا من تصور هيكله فيبدو من تصميم جدرانه وأعمدته تحفة فنية لم يتجرأ الزمن أن يطمس آثارها وزخارفها ونقوشها ورسوماتها الفريدة التي زينت سطحها وكتاباتها التي لم تفك طلاسمها بعد الحضارات التي توالت على المكان.
.
الآثار في "داما" و"دير داما" قديمة وتعود للعصر الروماني..وقرية "داما" هي القرية الوحيدة وسط "اللجاة" التي عثر فيها على شواهد قبور مكتوبة باللغة اليونانية..وعدد من الكتابات والنقوش في العديد من آثارها..ومازال العديد من البيوت الاثرية في "داما" مأهولة الى اليوم..
اما بالنسبة ل"دير داما" فإننا نراها اليوم خربة علما انه كان يسكنها عشرون الف نسمة وفيها الكثير من الشوارع المسقوفة ، وفيها الدير و عدد من الكنائس..
.
◘"دير ملح":
في ريف السويداء الجنوبي الشرقي الذي بنى فيه العرب الغساسنة بدءا من القرن الرابع الميلادي عدداً من الكنائس والأديرة ومنها (الدير الكبير) في بلدة "ملح" و(دير النصراني) الواقع بجوارها من الجهة الشرقية من جهة البادية.
ومازالت آثار "دير ملح" ومعالمه واضحة وعثر في باحة ملاصقة له على حجر بازلتي صغير يحمل كتابة يونانية ترجمتها “المسيح ينتصر” وهناك أيضاً بناء غير محدد الهوية يعود تاريخه إلى عام 539 ميلادي كما تم العثور بجواره على كتابات ونقوش تعود إلى العصر البيزنطي.
كما تم بناء برج كبير ومرتفع في "دير ملح" يعود تاريخه إلى عام
372 ميلادي واستخدم إضافة إلى الأغراض الدينية لأغراض دفاعية من أجل مراقبة الحدود الشرقية للإمبراطورية البيزنطية من الهجمات وشكل مع سلسلة الأبراج الأخرى في مواقع مجاورة مركزاً للمراقبة والحراسة وكان بمثابة مركز جمارك بالنسبة للقوافل المحملة بالملح والقادمة من شرق الأردن.
.
¤ "دير الكهف":
كانت ولادته كمحطة للقوافل التجارية القادمة من "بصرى" و "الشام"..الا انه تحول الى حصن دفاعي وذلك في القرن الرابع الميلادي..ولينتهي به المطاف في اواخر القرن المذكور الى دير وكنيسة كتب تاريخهما ذلك النقش اليوناني وبركة الماء والحمام الذي عثر عليهم في ذلك المكان..
.
¤ "دير المياس":
يقع الى جنوب قرية "عوس" وسجلاته مدونة على جدرانه..وجميعها تعود للقرن الرابع الميلادي..
.
¤ "دير اللبن":
الذي بينت نقوشه اليونانية التي عثر عليها في المنطقة المؤرخة لاسم الرب "عاموس"
.
¤ "معبد رب السماء":
يقع هذا الدير الى الغرب من قرية "مردك"
.
ومن الأبراج المهمة في السويداء أيضا:
◘"برج دير الشعير":
الذي يقع بين قريتي "امتان" و"العانات" وفيه بركتان صغيرة وكبيرة ومجموعة من البيوت المتهدمة البسيطة والعادية وهو من الأديرة الغسانية مربع الشكل تتجه بوابته نحو الشرق وفيه كنيسة وغرف سكن حول باحته.
.
¤ "الهرم المدرج":
عبارة عن برج شاهق يضم حتى الآن طابقين ، تنحني جدرانه الخارجية انحناءة خفيفة نحو الداخل ، ويرتفع حوالي 15مترا فوق الصخور البركانية التي ينتصب عليها..
.
يحيط بالهرم سور مبني من حجارة مشذبة غير منحوتة..وكبيرة عند الهرم ، وبقيت من السور البوابة الرئيسية التي تزينها عريشة عنب وتغلقها درفات باب حجرية ..
ثبت فوق ساكف الباب كتابة يونانية تفيد ان المكان المقدس كان يخص الربة "اثينا"..وقد بني هذا المكان المقدس بين القرنين الاول قبل الميلاد والثاني الميلادي
......
هذه الاديرة التي ذكرنا بعضا منها ، ومضى عليها نحو الفي عام ..وتعاقب عليها العديد من الحقب الزمنية..لاتزال تنبض بالحياة..
.
اكثر من (15) ديرا شيدها قاطنو منطقة "جبل العرب" منذ نحو الفي عام..اصبحت بمنزلة كتاب تاريخي مفتوح امام الاجيال..مقروء لمتقني لغة الحجارة البازلتية..
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
المصدر:
نداء بوست- جورجيوس علوش- السويداء.(بتصرف)