حركة التاريخ وحركة الاجتماع المشرقي. 

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حركة التاريخ وحركة الاجتماع المشرقي. 

    لعل المتتبع لحركة الاجتماع البشري في المشرق ، سيلحظ أنه ومنذ بداية عصر فجر التاريخ، تشهد المدن المشرقية حالة من المماحكات والإضطرابات بين المدن ـ الدول، في طبيعتها المدينية أو التجارية أو الزراعية، وبين حالات الثقافة شبه الرعوية والبدوية، التي كانت تجتاح هذه المدن فَتُخّل بالنظام المديني وطبائعه، كما التجاري أوالزراعي.
    والذي يبدو بشكل عام أن ثمة دوراً للمناخ وأحواله في هذه السلبية شبه الرعوية في المستوى التفاعلي مع المدن. بالإضافة إلى وجود حالات اعتمدتْ في ركائز بقائها على السلب والنهب.

    فالحال الطبيعي، هو أن هذه القبائل شبه الرعوية، كان منها من يؤسـس لعلاقات سلمية وتفاعلية مع المدن، وهذا يتبّدى في مبادلات بالسلع بين منتجات الحياة الرعوية أو شبهها مع سلع مدينية زراعية أو حرفية.

    بالإضافة إلى أن التواجد القبلي البدوي حول المدن كان يشكّل في هذه الحالة عنصر أمان وطمأنينة للمدن ويسهم في حمايتها واستطلاع أحوال المحيط.

    إذن، نحن هنا إزاء حالة تفاعلية إيجابية بين ثقافتين تسهمان معاً في حركة التاريخ وحركة الاجتماع المشرقي.

    أما الحالة الثانية فتتبّدى في حالة سلبية من العلاقات، أساس سلبيتها تنبع من اعتماد بعض الجماعات المرتحلة على سلب القوافل التجارية أو سرقة المواشي، وفي حالات أخطر، هو اجتياح للمدن وتدمير منجزها الحضاري.

    والحقيقة أن وثائق المشرق تحفل بذكر هذه الصراعات من ملحمة جلجامش، التي عبَّرت فيها شخصية انكيدو عن حال الثقافة الرعوية الأولية التي ينبغي تدجينها وتهذيبها كي تفعل في الحالة الإنسانية المجتمعية بشكل إيجابي.

    أو في ما احتوته المناظرة السومرية / مناظرة دموزي وانكيمدو / والتي تحكي عن حالة الصراع بين الثقافة الزراعية والثقافة الرعوية.
يعمل...
X