"الإيقاعات والرموز الخالدة" تثري سهرات مهرجان مراكش للفنون الشعبية
الجمهور يعانق مرة أخرى تراثه المغربي الأصيل من خلال فن عيساوة مع جمعية النسيم للفنون التراثية ووصلات كناوية أحياها الفنان عثمان حميتي.
الأربعاء 2024/07/10
ShareWhatsAppTwitterFacebook
إيقاعات شعبية من المغرب والعالم
مراكش (المغرب) - حملت الدورة الثالثة والخمسون للمهرجان الوطني للفنون الشعبية بمدينة مراكش بالمغرب جمهورها نحو “الإيقاعات والرموز الخالدة” القادمة من دول عديدة لتعرض أمام المغاربة موسيقى شعبية وإيقاعات تسرد تاريخ الشعوب.
هذه الدورة التي اختتمت مساء الاثنين نظمت تحت شعار "الإيقاعات والرموز الخالدة"، وعرفت مشاركة مئات الفنانين يمثلون أزيد من 30 فرقة فلكلورية بالمغرب، وكذلك العديد من الفرق الفنية الأجنبية من دول الصين وإندونيسيا وبوركينا فاسو، ونظمتها جمعية الأطلس الكبير بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وولاية جهة مراكش – آسفي وعدد من الشركاء الآخرين، كما خصصت منصتين للحفلات بكل من ساحة جامع الفنا وساحة جنان الحارثي، إلى جانب تنظيم فقرة "ليالي موضوعاتية" بقصر الباهية.
وشهدت هذه الدورة عودة فقرة "ليالي النجوم" التي كرمت هذه السنة الفنان نعمان لحلو، وهو مطرب وملحن ومؤلف وباحث موسيقي ومحاضر مغربي، يعتبر من أهم الموسيقيين المغاربة والعرب في جيله. وبهذه المناسبة، أكد مدير المهرجان ورئيس جمعية الأطلس الكبير محمد الكنيدري أن الفنان الكبير نعمان لحلو أعطى الكثير للأغنية المغربية الوطنية الملتزمة، مبرزا أن “العود الذي أهدي لنعمان خلال الحفل هو تعبير عن المكانة التي تتميز بها هذه الآلة بالنسبة للمحتفى به، وعن مكانتها في الحضارة العربية والإسلامية".
ومن بين السهرات المميزة، احتضن قصر الباهية بمراكش، مساء السبت، أمسية مخصصة لفن "أحواش الأطلس الكبير". واستمتع الجمهور بمختلف العروض الفنية المقدمة بهذه المعلمة التاريخية الساحرة، التي أضفت إضاءتها الخافتة وهندستها المعمارية المهيبة، أجواء آسرة على الحفل، ومكنت الحضور من إعادة ربط الاتصال مع فن الأجداد من خلال الأغاني والأصوات الجذابة.
◙ هذه الدورة شهدت عودة فقرة "ليالي النجوم" التي كرمت الفنان نعمان لحلو الذي يعتبر من أهم الموسيقيين في جيله
وفي مشاهد أعطت معنى حقيقيا للحوار الثقافي والحضاري بين الأمم، تابع جمهور الدورة الـ53 بمراكش، بإعجاب كبير لوحة فنية، إيقاعها ونغمها من التراث العيساوي العريق، ورقصاتها صينية وبوركينابية، في تجسيد لعمق الرسالة الفنية المتمثلة في تقريب الأمم فيما بينها رغم بعد المسافات الجغرافية والاختلافات اللغوية والدينية والعرقية.
وفي دلالة عميقة للتأثير القوي للتراث المغربي الأصيل على نفوس باقي الشعوب، وجد الفنانون المشاركون من الصين وبوركينا فاسو أنفسهم في تناغم مطلق مع الإيقاع المتميز للموسيقى العيساوية والأشعار الصوفية التي خلفها الإمام الشيخ الكامل محمد الهادي بن عيسى.
وبعدما قدم ضيوف المهرجان الشباب من الصين وبوركينا فاسو أشكالا فرجوية من تراثهم الوطني الشعبي على منصة قصر الباهية الزاهي، اعتلوا المنصة إلى جانب مجموعة من الطائفة العيساوية بمراكش، مطوعين أجسادهم في شطحات صوفية لبلوغ أحوال النشوة الروحية، في مشهد غير مألوف ولكنه موحد للثقافات والذوات والأرواح فيما بينها.
كما أثثت فضاء قصر الباهية فقرات من الرقص التقليدي الصيني، التي أثارت إعجاب الجمهور الذي قدم من مختلف المدن المغربية خلال هذه الليلة الدولية بامتياز، إذ قدمت فرقة مكونة من مجموعة من طلبة إحدى الجامعات الصينية "رقصة الأسد" الدالة في التراث الشعبي الصيني على الحكمة والقوة والحظ السعيد.
وخلال هذه الرقصة، التي تؤدى احتفالا بقدوم السنة القمرية الجديدة، يرتدي راقصان زي أسد وينسقان حركاتهما تنسيقا تكامليا استثنائيا يحاكي هذا الحيوان الذي يرمز للكثير من المثل في الثقافة العالمية والصينية على حد سواء. وأعجب الجمهور بهذه الرقصة المتميزة التي كانت على إيقاعات الصنوج وطبل كبير، في لوحة قربت الجمهور المغربي وزوار المدينة الحمراء من العالم من هذا الشكل الفرجوي الصيني.
ودائما في إطار الإبداعات الصينية، قدمت مجموعة شديدة الانسجام من الطالبات الفنانات "رقصة الياسمين" التي تتغنى بالطبيعة. وطوعت الراقصات أجسادهن الحيوية ومظلاتهن الجميلة لتشكيل لوحات عجيبة، في تجسيد لتعلق الثقافة الصينية بالجمال وحب الحياة والتعبير عنها بأبهى الأشكال الإبداعية.
وفي لحظة إنسانية جميلة، اعتلى اليافع الصيني أوكون ايوان، الذي لا يتجاوز عمره 15 سنة، منصة قصر الباهية بقيتارته "المُدَوزنة" على النمط الصيني العصري ليؤدي مجموعة من الأعمال الشبابية التي تفاعل الحضور معها بتصفيقاته المشجعة. واستمرارا في التعبير عن الموروث الصيني المسكون بعشق الطبيعة من خلال "رقصة رونق طائر"، طوعت فتاتان جسديهما برشاقة منقطعة النظير لرسم بهاء طائر تواق للحرية.
وشهدت الأمسية كذلك استضافة دولة بوركينا فاسو من خلال فرقة "ييريبا أفريكا"، التي قدمت عرضا راقصا في غاية الروعة بإيقاعات موسيقية مركبة سريعة تفاعلت معها أجساد أعضاء الفرقة ببراعة ودقة متناهية، فلا ضربات الإيقاع المعقدة تسبق حركة الجسد، ولا الجسد يتحرك خارج هذه الإيقاعات الدالة في تركيبها على النبوغ الأفريقي. وعانق الجمهور مرة أخرى تراثه المغربي الأصيل من خلال فن عيساوة مع جمعية النسيم للفنون التراثية برئاسة المقدم يوسف زوزو، ووصلات كناوية أحياها الفنان عثمان حميتي.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
الجمهور يعانق مرة أخرى تراثه المغربي الأصيل من خلال فن عيساوة مع جمعية النسيم للفنون التراثية ووصلات كناوية أحياها الفنان عثمان حميتي.
الأربعاء 2024/07/10
ShareWhatsAppTwitterFacebook
إيقاعات شعبية من المغرب والعالم
مراكش (المغرب) - حملت الدورة الثالثة والخمسون للمهرجان الوطني للفنون الشعبية بمدينة مراكش بالمغرب جمهورها نحو “الإيقاعات والرموز الخالدة” القادمة من دول عديدة لتعرض أمام المغاربة موسيقى شعبية وإيقاعات تسرد تاريخ الشعوب.
هذه الدورة التي اختتمت مساء الاثنين نظمت تحت شعار "الإيقاعات والرموز الخالدة"، وعرفت مشاركة مئات الفنانين يمثلون أزيد من 30 فرقة فلكلورية بالمغرب، وكذلك العديد من الفرق الفنية الأجنبية من دول الصين وإندونيسيا وبوركينا فاسو، ونظمتها جمعية الأطلس الكبير بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وولاية جهة مراكش – آسفي وعدد من الشركاء الآخرين، كما خصصت منصتين للحفلات بكل من ساحة جامع الفنا وساحة جنان الحارثي، إلى جانب تنظيم فقرة "ليالي موضوعاتية" بقصر الباهية.
وشهدت هذه الدورة عودة فقرة "ليالي النجوم" التي كرمت هذه السنة الفنان نعمان لحلو، وهو مطرب وملحن ومؤلف وباحث موسيقي ومحاضر مغربي، يعتبر من أهم الموسيقيين المغاربة والعرب في جيله. وبهذه المناسبة، أكد مدير المهرجان ورئيس جمعية الأطلس الكبير محمد الكنيدري أن الفنان الكبير نعمان لحلو أعطى الكثير للأغنية المغربية الوطنية الملتزمة، مبرزا أن “العود الذي أهدي لنعمان خلال الحفل هو تعبير عن المكانة التي تتميز بها هذه الآلة بالنسبة للمحتفى به، وعن مكانتها في الحضارة العربية والإسلامية".
ومن بين السهرات المميزة، احتضن قصر الباهية بمراكش، مساء السبت، أمسية مخصصة لفن "أحواش الأطلس الكبير". واستمتع الجمهور بمختلف العروض الفنية المقدمة بهذه المعلمة التاريخية الساحرة، التي أضفت إضاءتها الخافتة وهندستها المعمارية المهيبة، أجواء آسرة على الحفل، ومكنت الحضور من إعادة ربط الاتصال مع فن الأجداد من خلال الأغاني والأصوات الجذابة.
◙ هذه الدورة شهدت عودة فقرة "ليالي النجوم" التي كرمت الفنان نعمان لحلو الذي يعتبر من أهم الموسيقيين في جيله
وفي مشاهد أعطت معنى حقيقيا للحوار الثقافي والحضاري بين الأمم، تابع جمهور الدورة الـ53 بمراكش، بإعجاب كبير لوحة فنية، إيقاعها ونغمها من التراث العيساوي العريق، ورقصاتها صينية وبوركينابية، في تجسيد لعمق الرسالة الفنية المتمثلة في تقريب الأمم فيما بينها رغم بعد المسافات الجغرافية والاختلافات اللغوية والدينية والعرقية.
وفي دلالة عميقة للتأثير القوي للتراث المغربي الأصيل على نفوس باقي الشعوب، وجد الفنانون المشاركون من الصين وبوركينا فاسو أنفسهم في تناغم مطلق مع الإيقاع المتميز للموسيقى العيساوية والأشعار الصوفية التي خلفها الإمام الشيخ الكامل محمد الهادي بن عيسى.
وبعدما قدم ضيوف المهرجان الشباب من الصين وبوركينا فاسو أشكالا فرجوية من تراثهم الوطني الشعبي على منصة قصر الباهية الزاهي، اعتلوا المنصة إلى جانب مجموعة من الطائفة العيساوية بمراكش، مطوعين أجسادهم في شطحات صوفية لبلوغ أحوال النشوة الروحية، في مشهد غير مألوف ولكنه موحد للثقافات والذوات والأرواح فيما بينها.
كما أثثت فضاء قصر الباهية فقرات من الرقص التقليدي الصيني، التي أثارت إعجاب الجمهور الذي قدم من مختلف المدن المغربية خلال هذه الليلة الدولية بامتياز، إذ قدمت فرقة مكونة من مجموعة من طلبة إحدى الجامعات الصينية "رقصة الأسد" الدالة في التراث الشعبي الصيني على الحكمة والقوة والحظ السعيد.
وخلال هذه الرقصة، التي تؤدى احتفالا بقدوم السنة القمرية الجديدة، يرتدي راقصان زي أسد وينسقان حركاتهما تنسيقا تكامليا استثنائيا يحاكي هذا الحيوان الذي يرمز للكثير من المثل في الثقافة العالمية والصينية على حد سواء. وأعجب الجمهور بهذه الرقصة المتميزة التي كانت على إيقاعات الصنوج وطبل كبير، في لوحة قربت الجمهور المغربي وزوار المدينة الحمراء من العالم من هذا الشكل الفرجوي الصيني.
ودائما في إطار الإبداعات الصينية، قدمت مجموعة شديدة الانسجام من الطالبات الفنانات "رقصة الياسمين" التي تتغنى بالطبيعة. وطوعت الراقصات أجسادهن الحيوية ومظلاتهن الجميلة لتشكيل لوحات عجيبة، في تجسيد لتعلق الثقافة الصينية بالجمال وحب الحياة والتعبير عنها بأبهى الأشكال الإبداعية.
وفي لحظة إنسانية جميلة، اعتلى اليافع الصيني أوكون ايوان، الذي لا يتجاوز عمره 15 سنة، منصة قصر الباهية بقيتارته "المُدَوزنة" على النمط الصيني العصري ليؤدي مجموعة من الأعمال الشبابية التي تفاعل الحضور معها بتصفيقاته المشجعة. واستمرارا في التعبير عن الموروث الصيني المسكون بعشق الطبيعة من خلال "رقصة رونق طائر"، طوعت فتاتان جسديهما برشاقة منقطعة النظير لرسم بهاء طائر تواق للحرية.
وشهدت الأمسية كذلك استضافة دولة بوركينا فاسو من خلال فرقة "ييريبا أفريكا"، التي قدمت عرضا راقصا في غاية الروعة بإيقاعات موسيقية مركبة سريعة تفاعلت معها أجساد أعضاء الفرقة ببراعة ودقة متناهية، فلا ضربات الإيقاع المعقدة تسبق حركة الجسد، ولا الجسد يتحرك خارج هذه الإيقاعات الدالة في تركيبها على النبوغ الأفريقي. وعانق الجمهور مرة أخرى تراثه المغربي الأصيل من خلال فن عيساوة مع جمعية النسيم للفنون التراثية برئاسة المقدم يوسف زوزو، ووصلات كناوية أحياها الفنان عثمان حميتي.
ShareWhatsAppTwitterFacebook