"حلبجة ورائحة التفاح" رواية عن خفايا تاريخ أكراد العراق
الرواية تصور مشاهد مستعادة من مدينة حلبجة الكردية العراقية متتبعة قصة فتى هجّرته الحرب إلى مستقبل مجهول.
الخميس 2024/07/11
ShareWhatsAppTwitterFacebook
ذكرى أليمة
لندن - تأخذنا رواية “حلبجة ورائحة التفاح” للكاتب الكردي العراقي عبدالقادر سعيد إلى منطقة “حلبجة”، تلك المدينة الهادئة والجميلة، المحيطة بالجبال وأشجار الرمان والتفاح، الواقعة على الحدود العراقية – الإيرانية، والتي شهدت أقسى أنواع الإبادة الجماعية في التاريخ الحديث.
قُصفت المدينة في عهد النظام السابق في العراق، وخلف ذلك القصف آلاف الضحايا ممن اختنقوا بغازات السيانيد والخردل المسمومة. وأدى ذلك إلى إفراغ المدينة بالكامل من سكانها، حيث تحولت إلى مدينة أشبه ما تكون بمدينة أشباح.
أصبح أهالي المدينة ممن استطاعوا النجاة من القصف بالهروب إلى الحدود الإيرانية لاجئين، وبات الكثيرون منهم، وبخاصة الأطفال، في عداد المفقودين. لم تصلنا من تلك المدينة حينذاك سوى صور الضحايا، وبعض الفيديوهات التي وثقت لتلك الجريمة النكراء.
يصور سعيد في روايته، الصادرة عن منشورات رامينا في لندن بترجمة المترجم الكردي – السوري ياسين حسين، مشاهد مستعادة من مدينة حلبجة، حيث طفل صغير، اسمه “علي”، من “حلبجة”، يصل إلى مدينة “أصفهان” الإيرانية مع اللاجئين الآخرين الفارين من جحيم الغازات السامة، تؤويه امرأة حنون من أهالي تلك المدينة اسمها “هاجر”، تصبح أما له، وكل ما يملك في دنياه.
بحبكة فنية مميزة، يبدأ الروائي بسرد رحلة “علي” منذ فراره مع الآلاف من مدينته، وحتى لجوئه إلى “أصفهان” وعودته مجددا إلى مسقط رأسه. ويعود “علي” إلى مدينته كفنان يحب العزلة، يقضي أوقاته في غرفة صغيرة، يكون هاجسه الفن والبحث عن كنه الخير والشر لدى البشر، وذلك بعد فشل محاولة عثوره على عائلته في المدينة.
“رائحة التفاح في حلبجة ليست كأيّ رائحة، هي رائحة موت وحياة في الوقت نفسه، وهي لغزٌ يسعى الروائي لتفكيكه وإشراك قارئه بذلك.
يشار إلى أن الرواية جاءت في 104 صفحة من القطع الوسط، ولوحة الغلاف للفنان الكردي – السوري حنيف حمو، وتصميم الغلاف للفنان ياسين أحمدي. وعبدالقادر سعید مواليد 1957، كاتب وروائي كردي من مدينة السليمانية في كردستان العراق، له خمس روايات وأكثر من عشرة دواوين شعرية، كما أن له كتابات في العديد من الدوريات والصحف الكردية، تُرجمت أعماله إلى اللغات العربية والفارسية والألمانية والإنجليزية.
الرواية تصور مشاهد مستعادة من مدينة حلبجة الكردية العراقية متتبعة قصة فتى هجّرته الحرب إلى مستقبل مجهول.
الخميس 2024/07/11
ShareWhatsAppTwitterFacebook
ذكرى أليمة
لندن - تأخذنا رواية “حلبجة ورائحة التفاح” للكاتب الكردي العراقي عبدالقادر سعيد إلى منطقة “حلبجة”، تلك المدينة الهادئة والجميلة، المحيطة بالجبال وأشجار الرمان والتفاح، الواقعة على الحدود العراقية – الإيرانية، والتي شهدت أقسى أنواع الإبادة الجماعية في التاريخ الحديث.
قُصفت المدينة في عهد النظام السابق في العراق، وخلف ذلك القصف آلاف الضحايا ممن اختنقوا بغازات السيانيد والخردل المسمومة. وأدى ذلك إلى إفراغ المدينة بالكامل من سكانها، حيث تحولت إلى مدينة أشبه ما تكون بمدينة أشباح.
أصبح أهالي المدينة ممن استطاعوا النجاة من القصف بالهروب إلى الحدود الإيرانية لاجئين، وبات الكثيرون منهم، وبخاصة الأطفال، في عداد المفقودين. لم تصلنا من تلك المدينة حينذاك سوى صور الضحايا، وبعض الفيديوهات التي وثقت لتلك الجريمة النكراء.
يصور سعيد في روايته، الصادرة عن منشورات رامينا في لندن بترجمة المترجم الكردي – السوري ياسين حسين، مشاهد مستعادة من مدينة حلبجة، حيث طفل صغير، اسمه “علي”، من “حلبجة”، يصل إلى مدينة “أصفهان” الإيرانية مع اللاجئين الآخرين الفارين من جحيم الغازات السامة، تؤويه امرأة حنون من أهالي تلك المدينة اسمها “هاجر”، تصبح أما له، وكل ما يملك في دنياه.
بحبكة فنية مميزة، يبدأ الروائي بسرد رحلة “علي” منذ فراره مع الآلاف من مدينته، وحتى لجوئه إلى “أصفهان” وعودته مجددا إلى مسقط رأسه. ويعود “علي” إلى مدينته كفنان يحب العزلة، يقضي أوقاته في غرفة صغيرة، يكون هاجسه الفن والبحث عن كنه الخير والشر لدى البشر، وذلك بعد فشل محاولة عثوره على عائلته في المدينة.
“رائحة التفاح في حلبجة ليست كأيّ رائحة، هي رائحة موت وحياة في الوقت نفسه، وهي لغزٌ يسعى الروائي لتفكيكه وإشراك قارئه بذلك.
يشار إلى أن الرواية جاءت في 104 صفحة من القطع الوسط، ولوحة الغلاف للفنان الكردي – السوري حنيف حمو، وتصميم الغلاف للفنان ياسين أحمدي. وعبدالقادر سعید مواليد 1957، كاتب وروائي كردي من مدينة السليمانية في كردستان العراق، له خمس روايات وأكثر من عشرة دواوين شعرية، كما أن له كتابات في العديد من الدوريات والصحف الكردية، تُرجمت أعماله إلى اللغات العربية والفارسية والألمانية والإنجليزية.