معرض فني لخريجي أدهم إسماعيل … وزيرة الثقافة: المركز يرفد الحركة التشكيلية بأسماء مهمة وهنيئاً لنا ولسورية بهذا الإبداع
| مصعب أيوب- تصوير طارق السعدوني
برعاية وزارة الثقافة أقام مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية معرضاً فنياً تشكيلياً لخريجي المركز مساء أمس الأول الأحد في مقر المركز بدمشق، وحضرت المعرض وزيرة الثقافة ومديرة ثقافة دمشق وحشد شعبي كبير.
جيل جديد من التشكيليين
في تصريح للإعلام بينت وزيرة الثقافة د. لبانة مشوح أن مركز أدهم إسماعيل من المراكز المهمة جداً في الفن التشكيلي في سورية، وعمره يمتد لعدة عقود وأثبت خلال السنين أنه قادر على تأهيل خيرة الفنانين التشكيليين في سورية وتنمية المواهب التشكيلية.
كما نوّهت الوزيرة بأن المعهد ينظم دورات تأهيلية تمتد لعامين ميلاديين وفيه منهاج تدريسي واسع جداً وغني، وهؤلاء الطلاب الذين نحتفل اليوم بتخرجهم يعبرون عن جيل جديد من الفنانين التشكيليين يبدؤون بتقنيات بسيطة مما تعلموه في المعهد، ولكن لديهم الرؤية الخاصة بهم والشغف الكبير بهذا الفن العريق ولديهم حب اطلاع شديد، وبداية من الآن ستفتح أمامهم آفاق واسعة وسيبشرون بولادة جيل جديد للفن التشكيلي.
وأفادت بأن الكثير من الفنانين الذين ذاع صيتهم وباتوا من أعلام هذا الفن قد تعلموا في هذا المعهد وتخرجوا فيه، ومثالهم سارة شمّا الفنانة التشكيلية السورية التي وصلت إلى العالمية، هي إضافة إلى أنها خريجة كلية الفنون الجميلة كانت سابقاً خريجة مركز أدهم إسماعيل.
وفي ختام حديثها هنأت مشوح المعهد والطلاب ووزارة الثقافة بكوادرها وطلابها ونتاجها وتوجهت بالشكر للدولة السورية بفنانيها ومبدعيها.
الرسم من الذاكرة
من بين الحضور توقفنا مع الفنان الفلسطيني محمد الركوعي الذي قال بعد جولة على اللوحات المعروضة: أكاديمياً؛ أرى أن الطلاب قدموا نتاجاً فنياً رائعاً ومستوى جيداً جداً في الرسم ولاسيما أنهم لجؤوا للواقع واستخدموا الصور التي حملتها ذاكرتهم وقاموا بإعادة تجسيدها واستحضارها في مخيلتهم لنجد أنهم يستطيعون ذلك بسهولة، وهذه مرحلة تعليمية إلى أن يقوموا بتوسيع معارفهم ومشارب ثقافتهم ليتحرروا أكثر من التصوير الواقعي إلى الإنتاج الفكري باستخدام الذاكرة.
وتوجه بنصيحة للطلاب بأن يشتغلوا على مواهبهم وينتقلوا من هذه المرحلة إلى مرحلة أكثر حداثة وهي الرسم من الذاكرة، ولا يوجد مشكلة بأن يحدث ذلك بطريقة بطيئة فصعود الهرم يتم توالياً وليس قفزة واحدة، واستذكر بذلك… حصة تدريبية للفنان العالمي بيكاسو الذي دخل على طلابه ووجدهم يرسمون تفاحة ليقوم بأكلها ويطلب منهم أن يكملوا الرسم كما حفظوا التفاح بذاكرتهم، وبالتالي الطالب يمكنه فعل ذلك لأن لديه دراية كافية باللون ومزج اللون وتكوين اللوحة.
أفعال مقدسة
من جانبها الخريجة نور وائل شخاشيرو أكدت أن اللوحة الوحيدة التي شاركت فيها تتمحور حول الأفعال الاعتيادية التي أصبحت لدى شريحة واسعة من الناس أمراً سهلاً جداً واعتيادياً، كطريقة السلام العميقة أو احتضان بعضنا بعضاً أو خلق موقف طريف أو مؤثر يبقى خالداً في ذاكرتنا، أو حتى تقديم المواساة للآخر، فكثير من هذه الأمور باتت باهتة وغير فعالة وشكلية وسطحية، على حين أن هذه الأشياء ثمينة ومهمة ولها دور كبير في حياتنا وتعاملاتنا الاجتماعية وهي مقدسة جداً بالنسبة لها، وأنها أرادت أن تذكر المتلقي بتلك المشاعر والأفعال علها توقد نوراً منطفئاً بداخله.
وعن فترة دراستها بالمعهد أوضحت شخاشيرو أنها كانت من أمتع التجارب وعاشت خلالها وكأنها في حلم وردي لا تريد أن تصحو منه، فكانت الأجواء لطيفة جداً وعائلية إلى حد كبير بين الطلاب والقائمين على المعهد وفي تقديم الملاحظات أو النصائح فلم يبخلوا بأي شيء يقدمونه بما يسهم في تنمية وتطوير الطالب ولم يترددوا أبداً في تسهيل أي عقبة في طريقهم، وهذا يسهم بشكل كبير في تطور الطالب من خلال المواكبة على الرسم واستمراره في العمل واستخدام الألوان والريشة، وختمت: الرسم بالنسبة لي يخرجني من حدود المكان والزمان وأشعر نفسي في عالم آخر، بعيد كل البعد عن عالمنا هذا، فأرسم عالمي الخاص وكل ما يخطر في بالي حينها.
طفولة معذبة
كما قالت الطالبة مروة إياد النجار: على أرصفة الشوارع تنبت عيون تعلمك أعمق مرحلة في الحب رغم أنها أكثر من يفتقده، براءة بلا بيت تعيش على الهوامش بلا أمان أو حضن… تتقاسم الرغيف وفتات الشعور، أطفال يمضون أيامهم بمعيار النجاة من فكرة استغلال أو نظرة شفقة في هذا الزمن القبيح، يحلمون بحقهم ربما، في أن يكونوا أطفالاً لا أكثر.
فجسدت النجار في لوحاتها الثلاث معنى الطفولة المعذبة من خلال أحداث عدة شاهدتها في أم عينها في شوارع دمشق القديمة والتقطت لها صوراً بهاتفها النقال وعادت إلى منزلها وراحت ترسم ما صورت، فهنا طفلان يعيشان أجواء الشتاء البارد ويتقاسمون لقمة طعام يفضل كل واحد منهما الآخر على نفسه، وهناك طفل آخر يقوم ببيع البسكويت للمارة، ويجلس على قارعة الطريق يمسك كتاباً يقرؤه، فيؤكد أنه من رحم الظلام ينبعث النور ولا بد للعتمة أن تجلي وتتقهقر، فتشير إلى أننا نستحق الحياة ونستطيع مجابهتها.
| مصعب أيوب- تصوير طارق السعدوني
برعاية وزارة الثقافة أقام مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية معرضاً فنياً تشكيلياً لخريجي المركز مساء أمس الأول الأحد في مقر المركز بدمشق، وحضرت المعرض وزيرة الثقافة ومديرة ثقافة دمشق وحشد شعبي كبير.
جيل جديد من التشكيليين
في تصريح للإعلام بينت وزيرة الثقافة د. لبانة مشوح أن مركز أدهم إسماعيل من المراكز المهمة جداً في الفن التشكيلي في سورية، وعمره يمتد لعدة عقود وأثبت خلال السنين أنه قادر على تأهيل خيرة الفنانين التشكيليين في سورية وتنمية المواهب التشكيلية.
كما نوّهت الوزيرة بأن المعهد ينظم دورات تأهيلية تمتد لعامين ميلاديين وفيه منهاج تدريسي واسع جداً وغني، وهؤلاء الطلاب الذين نحتفل اليوم بتخرجهم يعبرون عن جيل جديد من الفنانين التشكيليين يبدؤون بتقنيات بسيطة مما تعلموه في المعهد، ولكن لديهم الرؤية الخاصة بهم والشغف الكبير بهذا الفن العريق ولديهم حب اطلاع شديد، وبداية من الآن ستفتح أمامهم آفاق واسعة وسيبشرون بولادة جيل جديد للفن التشكيلي.
وأفادت بأن الكثير من الفنانين الذين ذاع صيتهم وباتوا من أعلام هذا الفن قد تعلموا في هذا المعهد وتخرجوا فيه، ومثالهم سارة شمّا الفنانة التشكيلية السورية التي وصلت إلى العالمية، هي إضافة إلى أنها خريجة كلية الفنون الجميلة كانت سابقاً خريجة مركز أدهم إسماعيل.
وفي ختام حديثها هنأت مشوح المعهد والطلاب ووزارة الثقافة بكوادرها وطلابها ونتاجها وتوجهت بالشكر للدولة السورية بفنانيها ومبدعيها.
الرسم من الذاكرة
من بين الحضور توقفنا مع الفنان الفلسطيني محمد الركوعي الذي قال بعد جولة على اللوحات المعروضة: أكاديمياً؛ أرى أن الطلاب قدموا نتاجاً فنياً رائعاً ومستوى جيداً جداً في الرسم ولاسيما أنهم لجؤوا للواقع واستخدموا الصور التي حملتها ذاكرتهم وقاموا بإعادة تجسيدها واستحضارها في مخيلتهم لنجد أنهم يستطيعون ذلك بسهولة، وهذه مرحلة تعليمية إلى أن يقوموا بتوسيع معارفهم ومشارب ثقافتهم ليتحرروا أكثر من التصوير الواقعي إلى الإنتاج الفكري باستخدام الذاكرة.
وتوجه بنصيحة للطلاب بأن يشتغلوا على مواهبهم وينتقلوا من هذه المرحلة إلى مرحلة أكثر حداثة وهي الرسم من الذاكرة، ولا يوجد مشكلة بأن يحدث ذلك بطريقة بطيئة فصعود الهرم يتم توالياً وليس قفزة واحدة، واستذكر بذلك… حصة تدريبية للفنان العالمي بيكاسو الذي دخل على طلابه ووجدهم يرسمون تفاحة ليقوم بأكلها ويطلب منهم أن يكملوا الرسم كما حفظوا التفاح بذاكرتهم، وبالتالي الطالب يمكنه فعل ذلك لأن لديه دراية كافية باللون ومزج اللون وتكوين اللوحة.
أفعال مقدسة
من جانبها الخريجة نور وائل شخاشيرو أكدت أن اللوحة الوحيدة التي شاركت فيها تتمحور حول الأفعال الاعتيادية التي أصبحت لدى شريحة واسعة من الناس أمراً سهلاً جداً واعتيادياً، كطريقة السلام العميقة أو احتضان بعضنا بعضاً أو خلق موقف طريف أو مؤثر يبقى خالداً في ذاكرتنا، أو حتى تقديم المواساة للآخر، فكثير من هذه الأمور باتت باهتة وغير فعالة وشكلية وسطحية، على حين أن هذه الأشياء ثمينة ومهمة ولها دور كبير في حياتنا وتعاملاتنا الاجتماعية وهي مقدسة جداً بالنسبة لها، وأنها أرادت أن تذكر المتلقي بتلك المشاعر والأفعال علها توقد نوراً منطفئاً بداخله.
وعن فترة دراستها بالمعهد أوضحت شخاشيرو أنها كانت من أمتع التجارب وعاشت خلالها وكأنها في حلم وردي لا تريد أن تصحو منه، فكانت الأجواء لطيفة جداً وعائلية إلى حد كبير بين الطلاب والقائمين على المعهد وفي تقديم الملاحظات أو النصائح فلم يبخلوا بأي شيء يقدمونه بما يسهم في تنمية وتطوير الطالب ولم يترددوا أبداً في تسهيل أي عقبة في طريقهم، وهذا يسهم بشكل كبير في تطور الطالب من خلال المواكبة على الرسم واستمراره في العمل واستخدام الألوان والريشة، وختمت: الرسم بالنسبة لي يخرجني من حدود المكان والزمان وأشعر نفسي في عالم آخر، بعيد كل البعد عن عالمنا هذا، فأرسم عالمي الخاص وكل ما يخطر في بالي حينها.
طفولة معذبة
كما قالت الطالبة مروة إياد النجار: على أرصفة الشوارع تنبت عيون تعلمك أعمق مرحلة في الحب رغم أنها أكثر من يفتقده، براءة بلا بيت تعيش على الهوامش بلا أمان أو حضن… تتقاسم الرغيف وفتات الشعور، أطفال يمضون أيامهم بمعيار النجاة من فكرة استغلال أو نظرة شفقة في هذا الزمن القبيح، يحلمون بحقهم ربما، في أن يكونوا أطفالاً لا أكثر.
فجسدت النجار في لوحاتها الثلاث معنى الطفولة المعذبة من خلال أحداث عدة شاهدتها في أم عينها في شوارع دمشق القديمة والتقطت لها صوراً بهاتفها النقال وعادت إلى منزلها وراحت ترسم ما صورت، فهنا طفلان يعيشان أجواء الشتاء البارد ويتقاسمون لقمة طعام يفضل كل واحد منهما الآخر على نفسه، وهناك طفل آخر يقوم ببيع البسكويت للمارة، ويجلس على قارعة الطريق يمسك كتاباً يقرؤه، فيؤكد أنه من رحم الظلام ينبعث النور ولا بد للعتمة أن تجلي وتتقهقر، فتشير إلى أننا نستحق الحياة ونستطيع مجابهتها.