الدكتور بشار خليف
تدمر مدينة مسالمة
لا بد هنا من ذكر حادثة جرت عام (14 ق. م) حيث أرسل أنطونيو (زوج كليوباترا) فرسانه إلى تدمر لنهبها ولم تكن تدمر آنذاك تشكل خطراً ما على روما ولكن دافع أنطونيو كان نهب المدينة ما يعني أن تدمر كانت مدينة ذات اعتبار وازدهار.. وهذا ما يؤكده المؤرخ أبيان المعاصر لتلك الفترة حيث يقول:
«أرسل أنطونيو فرسانه لنهب المدينة متهماً إياها اتهاماً سخيفاً بأنها تحابي الرومان والفرثيين (في فارس)، ولكن حقيقة هدف أنطونيو كانت إثراء فرسانه».
ويؤكد بعض مؤرخي تلك الحقبة أن تدمر كانت مدينة مسالمة بدليل عدم وجود سور ليحميها آنئذ.
وقد هرب سكان تدمر آنذاك بأملاكهم الثمينة نحو الفرات وعبروه وحاربوا فرسان أنطونيو بالنبال والسهام، ويذكر أن الجيش الروماني نهب تدمر ودمرها.
وتعليلاً لهذه الحادثة يقول المؤرخ بلين الأكبر أن القدر جعل تدمر قائمة بين امبراطوريتي الرومان والفرثيين وكان كل منهما يفكر بتدمر أول ما يفكر حين يبدأ النزاع بينهما.
غير أن شيفمان يذكر أن حملة أنطونيو كانت سبباً للحرب التي قامت بين الفرثيين والرومان حيث وقف ملوك سورية إلى جانب الفرثيين واستطاع أنطونيو أن يطرد الملوك المحليين إلى بلاد الفرثيين ويفرض على المدن السورية بما في ذلك تدمر أتاوات قاسية جداً.
وإن كان تحليل شيفمان موضوعياً فلعلنا أمام حقيقة أن سورية كانت عبرّت عن رفضها للاحتلال الروماني عبر استعانتها بالفرثيين لصد هذا الاحتلال.
وهذا ما سوف يتكرر مراراً في القرون الميلادية الثلاثة الأولى، لأن العداء التقليدي بين روما وفارس كان ينعكس على مدن بلاد الشام ولا سيما تدمر. وهذا ما دفع تدمر لاستغلال هذا الصراع والعداء لمصلحتها الوطنية
تدمر مدينة مسالمة
لا بد هنا من ذكر حادثة جرت عام (14 ق. م) حيث أرسل أنطونيو (زوج كليوباترا) فرسانه إلى تدمر لنهبها ولم تكن تدمر آنذاك تشكل خطراً ما على روما ولكن دافع أنطونيو كان نهب المدينة ما يعني أن تدمر كانت مدينة ذات اعتبار وازدهار.. وهذا ما يؤكده المؤرخ أبيان المعاصر لتلك الفترة حيث يقول:
«أرسل أنطونيو فرسانه لنهب المدينة متهماً إياها اتهاماً سخيفاً بأنها تحابي الرومان والفرثيين (في فارس)، ولكن حقيقة هدف أنطونيو كانت إثراء فرسانه».
ويؤكد بعض مؤرخي تلك الحقبة أن تدمر كانت مدينة مسالمة بدليل عدم وجود سور ليحميها آنئذ.
وقد هرب سكان تدمر آنذاك بأملاكهم الثمينة نحو الفرات وعبروه وحاربوا فرسان أنطونيو بالنبال والسهام، ويذكر أن الجيش الروماني نهب تدمر ودمرها.
وتعليلاً لهذه الحادثة يقول المؤرخ بلين الأكبر أن القدر جعل تدمر قائمة بين امبراطوريتي الرومان والفرثيين وكان كل منهما يفكر بتدمر أول ما يفكر حين يبدأ النزاع بينهما.
غير أن شيفمان يذكر أن حملة أنطونيو كانت سبباً للحرب التي قامت بين الفرثيين والرومان حيث وقف ملوك سورية إلى جانب الفرثيين واستطاع أنطونيو أن يطرد الملوك المحليين إلى بلاد الفرثيين ويفرض على المدن السورية بما في ذلك تدمر أتاوات قاسية جداً.
وإن كان تحليل شيفمان موضوعياً فلعلنا أمام حقيقة أن سورية كانت عبرّت عن رفضها للاحتلال الروماني عبر استعانتها بالفرثيين لصد هذا الاحتلال.
وهذا ما سوف يتكرر مراراً في القرون الميلادية الثلاثة الأولى، لأن العداء التقليدي بين روما وفارس كان ينعكس على مدن بلاد الشام ولا سيما تدمر. وهذا ما دفع تدمر لاستغلال هذا الصراع والعداء لمصلحتها الوطنية