الدكتور: بشار خليف
النحت التدمري:
يعتبر النحت التدمري بمثابة مدرسة فنية قائمة بحد ذاتها ويمكننا أن نطلق عليها تعبير مدرسة الحياة. فالمعلوم أن أغلب هذه المنحوتات هي منحوتات جنائزية مصدرها المدافن ومع هذا فالتعابير التي توشحها هي تعابير تضج بالحياة. ويؤكد الباحثون على أن النحت التدمري كان فناً ناضجاً وواضحاً وقائماً بذاته منذ القرن الأول قبل الميلاد لابل يؤكد الدكتور البني على أن الفن التدمري لا يخرج عن التقاليد المعروفة للفن السوري في القرون الميلادية الأولى وغيره من الفنون الشقيقة ويركّز العالم الفرنسي سيريغ على ذلك بقوله: لم يتمكّن الحكم الروماني الذي دام قرنين ونصف مع كل ما رافقه من احتكاك مع الغرب من تغيير النحو الغريب في ترتيب الأشكال المنحوتة ذلك النحو الذي يشارك فيه التدمريون جيرانهم الشرقيين.
أما في مجال التأثيرات الفنية للثقافات الأخرى المعاصرة فلا بد أن نؤكد على فعل المثاقفة بين تدمر وبين المراكز الثقافية في العالم آنذاك مع التركيز على مبدأ الأصالة الذي يعتبر خصيصة رئيسية من خصائص الحضارة السورية بعامة.
يقول العالم سيريغ: ان التأثير الغربي في الفن التدمري سطحي بوجه الإجمال وهذا يدل على عدم الاستعداد للتأثر ليس بأسلوب أجنبي وانما بعقلية أجنبية. وهذا الأمر يرد أيضاً عند جان شارل بالتي حيث لوحظ أن التدمريين يبدون مقاومة ثقافية نحو روما. ولدى دراسة اللقى التدمرية التدمرية ولاسيما في بانونيا على نهر الدانوب لوحظ أن البيئة التحتية المحلية المشرقية ظاهرة بقوة وحيوية ولاسيما في اللباس الوطني التدمري وفي ارتداء اللباس المحلي ويصل للقول على أن هذه الظاهرة هي شاهد على المقاومة لظاهرة الاندماج.
ولا تبتعد الباحثة ماري موريهات عن المضمون العام الذي ذكرناه بقولها:
إن أقرب الأساليب الفنية شبهاً بالأسلوب الفني التدمري نجدها في الأساليب التي ازدهرت في القرون الثلاثة الميلادية الأولى في سورية الداخلية والنحت النبطي في الأردن وجنوب سورية.
أما لجهة الحياة اليومية في تدمر: فتنبغي الإشارة إلى أن العيد السنوي عند التدمريين كان في 6 نيسان وهو يوم مقدس أطلقوا عليه اسم «اليوم الطيب».
ولم يحفل التدمريون بالموت كثيراً وتخلو المدافن من المرفقات الجنائزية الثمينة لغلبة العقلية التجارية على الاعتقادات الماورائية فمن العبث وضع أشياء ثمينة مع الميت الذاهب إلى بيت عالما أي بيت الأبدية.
وتحوي الشواهد التدمرية على كلمة «حبل» أي «أسف» على الميت.
ويبدو أنه لم يكن لديهم اعتقاد بحياة مادية بعد الموت بدليل استخدامهم للمدافن البرجية في معارك الدفاع عن تدمر لابل وكانوا اذا فتحت ثغرة في سور تدمر أثناء الحروب فسرعان ما يغلقونها بالقبور الحجرية.
وكانت التدمريات يتمتعن بملكية خاصة ويقدن القوافل التجارية كما دلت المنحوتات. وكان اسم تدمر يستخدم كاسم علم مثل تدمر بنت حسان(39) وكانت حكومة تدمر تشرك الفقراء في بعض أرباح القوافل.
وجاء في كتاب تدمر لستاركي والمنجد أن سكان تدمر كان تعدادهم حوالي 30 ألف نسمة موزعين على حوالي 10 كيلومتراً مربعاً في حين كان عدد سكان بلاد الشام في القرن الثاني ميلادي حوالي 7 مليون نسمة.
النحت التدمري:
يعتبر النحت التدمري بمثابة مدرسة فنية قائمة بحد ذاتها ويمكننا أن نطلق عليها تعبير مدرسة الحياة. فالمعلوم أن أغلب هذه المنحوتات هي منحوتات جنائزية مصدرها المدافن ومع هذا فالتعابير التي توشحها هي تعابير تضج بالحياة. ويؤكد الباحثون على أن النحت التدمري كان فناً ناضجاً وواضحاً وقائماً بذاته منذ القرن الأول قبل الميلاد لابل يؤكد الدكتور البني على أن الفن التدمري لا يخرج عن التقاليد المعروفة للفن السوري في القرون الميلادية الأولى وغيره من الفنون الشقيقة ويركّز العالم الفرنسي سيريغ على ذلك بقوله: لم يتمكّن الحكم الروماني الذي دام قرنين ونصف مع كل ما رافقه من احتكاك مع الغرب من تغيير النحو الغريب في ترتيب الأشكال المنحوتة ذلك النحو الذي يشارك فيه التدمريون جيرانهم الشرقيين.
أما في مجال التأثيرات الفنية للثقافات الأخرى المعاصرة فلا بد أن نؤكد على فعل المثاقفة بين تدمر وبين المراكز الثقافية في العالم آنذاك مع التركيز على مبدأ الأصالة الذي يعتبر خصيصة رئيسية من خصائص الحضارة السورية بعامة.
يقول العالم سيريغ: ان التأثير الغربي في الفن التدمري سطحي بوجه الإجمال وهذا يدل على عدم الاستعداد للتأثر ليس بأسلوب أجنبي وانما بعقلية أجنبية. وهذا الأمر يرد أيضاً عند جان شارل بالتي حيث لوحظ أن التدمريين يبدون مقاومة ثقافية نحو روما. ولدى دراسة اللقى التدمرية التدمرية ولاسيما في بانونيا على نهر الدانوب لوحظ أن البيئة التحتية المحلية المشرقية ظاهرة بقوة وحيوية ولاسيما في اللباس الوطني التدمري وفي ارتداء اللباس المحلي ويصل للقول على أن هذه الظاهرة هي شاهد على المقاومة لظاهرة الاندماج.
ولا تبتعد الباحثة ماري موريهات عن المضمون العام الذي ذكرناه بقولها:
إن أقرب الأساليب الفنية شبهاً بالأسلوب الفني التدمري نجدها في الأساليب التي ازدهرت في القرون الثلاثة الميلادية الأولى في سورية الداخلية والنحت النبطي في الأردن وجنوب سورية.
أما لجهة الحياة اليومية في تدمر: فتنبغي الإشارة إلى أن العيد السنوي عند التدمريين كان في 6 نيسان وهو يوم مقدس أطلقوا عليه اسم «اليوم الطيب».
ولم يحفل التدمريون بالموت كثيراً وتخلو المدافن من المرفقات الجنائزية الثمينة لغلبة العقلية التجارية على الاعتقادات الماورائية فمن العبث وضع أشياء ثمينة مع الميت الذاهب إلى بيت عالما أي بيت الأبدية.
وتحوي الشواهد التدمرية على كلمة «حبل» أي «أسف» على الميت.
ويبدو أنه لم يكن لديهم اعتقاد بحياة مادية بعد الموت بدليل استخدامهم للمدافن البرجية في معارك الدفاع عن تدمر لابل وكانوا اذا فتحت ثغرة في سور تدمر أثناء الحروب فسرعان ما يغلقونها بالقبور الحجرية.
وكانت التدمريات يتمتعن بملكية خاصة ويقدن القوافل التجارية كما دلت المنحوتات. وكان اسم تدمر يستخدم كاسم علم مثل تدمر بنت حسان(39) وكانت حكومة تدمر تشرك الفقراء في بعض أرباح القوافل.
وجاء في كتاب تدمر لستاركي والمنجد أن سكان تدمر كان تعدادهم حوالي 30 ألف نسمة موزعين على حوالي 10 كيلومتراً مربعاً في حين كان عدد سكان بلاد الشام في القرن الثاني ميلادي حوالي 7 مليون نسمة.