تيسير خلف
علاقات تدمر التجارية مع اليمن.. في وثيقة مهمة
من الفقرات المهمة في لائحة التعريف الجمركية التدمرية فقرة تشير إلى تخفيض ضريبة المكس على التجار اليمنيين العائدين إلى تدمر:
فكما جاء في النص:
[تجرا] يمنتيا دي هفكين بمديتا يهن موط مكسا
أي: التجار اليمنيون العائدون إلى المدينة (المقصود تدمر) يكون مكسهم مخفضاً. وهذا يشير إلى علاقات تجارية خاصة تؤكدها وثيقة يمنية عبارة عن نقش للملك عزيلط في القرن الاول الميلادي بالقرب من شبوة في موقع العقلة في جنوب اليمن، أشار إلى وجود جالية تجارية من تدمر، شارك اثنان منها هما خيري وعيدود، في تنصيب ملك حضرموت عزيلط، إلى جانب ذو مطران وفلقت من كشد (بلاد الكلدان)، ودهاردا وميندا من الهند.
وكان الطريق الذي يسلكه التدمريون لجلب البخور من جنوب اليمن يمر عبر الخليج وليس عبر الحجاز، لأن طريق الحجاز كان للأنباط.
اللافت هنا استخدام مصطلح يمنت الذي يجمع بصيغة يمنتيا بإضافة الياء والألف في آخره وهي طريقة آرامية لجمع الأقوام والشعوب نجد بقاياها في العربية بصيغة الياء والتاء المربوطة ببعض الجموع.
وقد وردت صيغة يمنت للتعبير عن إقليم في جنوب اليمن وليس كل اليمن، ففي حوالي السنة 300 م لحقت اللقبَ الرسميَّ لملوك "سبأ وذي ريدان" إضافةٌ جديدةٌ، هي "حضرموت ويمنت"، فصار "ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت"، وصرنا نقرأ أسماء الملوك، ونقرأ بعدها هذا اللقب الجديد.
وويؤكد علماء اليمنيات أن كلمة يمنت لم ترد قبل هذا العهد، لا في المسند ولا في كتب "الكلاسيكيين"، ولكنني أقول إن النص التدمري المؤرخ في 136 يعد أو من ذكر هذا المصطلح. ويمنت -في رأي "كلاسر"- كلمة عامة تشمل الأرضين في القسم الجنوبي الغربي من جزيرة العرب؛ من باب المندب حتى حضرموت.
وتعني "يمنت" في العربيات الجنوبية الجنوب، وقد رأى "فون وزمن" أنها تعني القسم الجنوبي من أرض حضرموت، وهي الأرض التي كانت عاصمتها "ميفعت" "ميفعة" في ذلك الزمان.
ومن "يمنت" ولدت كلمة اليمن التي توسع مدلولها في العصور الإسلامية حتى شملت أرضين واسعة، لم تكن تعد من اليمن قبل الإسلام، تجدها مذكورة في مؤلفات علماء الجغرافيا والبلدان والموارد الأخرى، بحسب جواد علي.
إذن نحن أمام أول وثيقة تذكر مصطلح يمنت وتسبق الوثيقة المعروفة حتى الآن بأكثر من 150 عام، والغريب أن الذين درسوا اللائحة الجمركية التدمرية لم تلفت انتباههم هذه المعلومة المهمة.
الصورة: تاجران من تدمر مع جملهما
علاقات تدمر التجارية مع اليمن.. في وثيقة مهمة
من الفقرات المهمة في لائحة التعريف الجمركية التدمرية فقرة تشير إلى تخفيض ضريبة المكس على التجار اليمنيين العائدين إلى تدمر:
فكما جاء في النص:
[تجرا] يمنتيا دي هفكين بمديتا يهن موط مكسا
أي: التجار اليمنيون العائدون إلى المدينة (المقصود تدمر) يكون مكسهم مخفضاً. وهذا يشير إلى علاقات تجارية خاصة تؤكدها وثيقة يمنية عبارة عن نقش للملك عزيلط في القرن الاول الميلادي بالقرب من شبوة في موقع العقلة في جنوب اليمن، أشار إلى وجود جالية تجارية من تدمر، شارك اثنان منها هما خيري وعيدود، في تنصيب ملك حضرموت عزيلط، إلى جانب ذو مطران وفلقت من كشد (بلاد الكلدان)، ودهاردا وميندا من الهند.
وكان الطريق الذي يسلكه التدمريون لجلب البخور من جنوب اليمن يمر عبر الخليج وليس عبر الحجاز، لأن طريق الحجاز كان للأنباط.
اللافت هنا استخدام مصطلح يمنت الذي يجمع بصيغة يمنتيا بإضافة الياء والألف في آخره وهي طريقة آرامية لجمع الأقوام والشعوب نجد بقاياها في العربية بصيغة الياء والتاء المربوطة ببعض الجموع.
وقد وردت صيغة يمنت للتعبير عن إقليم في جنوب اليمن وليس كل اليمن، ففي حوالي السنة 300 م لحقت اللقبَ الرسميَّ لملوك "سبأ وذي ريدان" إضافةٌ جديدةٌ، هي "حضرموت ويمنت"، فصار "ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت"، وصرنا نقرأ أسماء الملوك، ونقرأ بعدها هذا اللقب الجديد.
وويؤكد علماء اليمنيات أن كلمة يمنت لم ترد قبل هذا العهد، لا في المسند ولا في كتب "الكلاسيكيين"، ولكنني أقول إن النص التدمري المؤرخ في 136 يعد أو من ذكر هذا المصطلح. ويمنت -في رأي "كلاسر"- كلمة عامة تشمل الأرضين في القسم الجنوبي الغربي من جزيرة العرب؛ من باب المندب حتى حضرموت.
وتعني "يمنت" في العربيات الجنوبية الجنوب، وقد رأى "فون وزمن" أنها تعني القسم الجنوبي من أرض حضرموت، وهي الأرض التي كانت عاصمتها "ميفعت" "ميفعة" في ذلك الزمان.
ومن "يمنت" ولدت كلمة اليمن التي توسع مدلولها في العصور الإسلامية حتى شملت أرضين واسعة، لم تكن تعد من اليمن قبل الإسلام، تجدها مذكورة في مؤلفات علماء الجغرافيا والبلدان والموارد الأخرى، بحسب جواد علي.
إذن نحن أمام أول وثيقة تذكر مصطلح يمنت وتسبق الوثيقة المعروفة حتى الآن بأكثر من 150 عام، والغريب أن الذين درسوا اللائحة الجمركية التدمرية لم تلفت انتباههم هذه المعلومة المهمة.
الصورة: تاجران من تدمر مع جملهما