نوافذ مسافاتيّة:
( نوافذُنا مُشرَعةٌ لنسيمِ المَحّبَةِ و عطور ورود الجمال...!)
*نافذة الأبوذيَّة : نافذة إستذكارية و إحتفائية
بقلم: مسلم الطعان
الإهداء: إلى الصديق والأخ الحبيب القريب دوماً من القلب والروح الفنان والتربوي الأصيل، الممثل والمخرج المسرحي الجميل
الأستاذ طالب خيون الزيدي المحترم..إنسان رائع بكل ما للكلمة من معنى، رقيق رقّة النسيم الغرّافيّ الذي يجود به نهر الغرّاف، و عذب عذوبة ماءه الذي يشرب منه الزرع والضرع والإنسان والطير وبقية مخلوقات الله. طالب خيون الزيدي ( مع حفظ الألقاب) عمود ثقافي مهم و رصين من أعمدة الثقافة الشطرية والناصرية بشقيها: الأكاديمي-الفني والفطري- الشعبي. في بداية التسعينات، إثنان من الأصدقاء القريبين جدّاً من شغاف القلب ساعداني بإكتشاف هذا الكنز السومريّ-الشطريّ الثمين هما: الصديق التربوي الشاعر والكاتب المسرحي والتشكيلي الأستاذ الراحل حسين الهلالي ( رحمه الله)، والصديق الكاتب والباحث الآثاري والمترجم المتألق الأستاذ أمير دوشي أسبغ الله عليه نعمة العمر المديد والعيش الرغيد. دعاني الأستاذ الهلالي لحضور مسرحية كتبها بعنوان ( المغنّون) وقد قام بإخراجها الأستاذ طالب الزيدي، و طالباني بأن يكون لي دور استهلالي غنائي قبل أن تفتح الستارة و غنّيت مقطعاً من إحدى قصائدي بطور المحمدّاوي، و كانت تلك التفاتة ذكية من الصديقين الهلالي والزيدي قدّمتني لجمهور الشطرة الرائع بشِعريَّةِ إحساسه و ذائقته الفنيّة و رهافة مجسّاتِهِ الفطريّة، و قد ترسخًت علاقتي بالعزيز ( أبو رفل) أكثر فأكثر، و أصبح يسجّل حضوراً نبيلاً و متواصلاً في جميع الأماسي التي أقيمت لي في الناصرية، و كان يبدي إعجابه بقدرتي على الأداء المسرحي في قراءة قصائدي، وربما لم يدرْ في خلده بأنني إعتليت خشبة المسرح و مثلّت في عدة مسرحيات عندما كنت طالباً في إعدادية الجمهورية للبنين في الناصرية مع فنانين كبار أمثال الراحلين طارق البدري و كاظم العبودي ( رحمهما الله) والفنان المخرج حميد السوداني. عند إنتقالي مؤخراً للسكن في مدينة الشطرة التي أعشقها منذ طفولتي، كنت ذات يوم جالساً في مقهى عبيد الشهيرة، أُمنّي النفس بلقائه و عناقه، فصادفني معلّمي وأخي و صديقي العزيز الأستاذ علي هاشم الشطري، و هو التوأم الفنّي والجماليّ للأستاذ طالب الزيدي، و بعد أداء طقوس العناق والإشتياق، سألته عنه فأخذني إلى بيته الكريم، وكم تفاجئ بقدومي إليه. عانقني بحرارة و جلسنا نتحدّث نحن الثلاثة عن الشعر والأدب والثقافة والمسرح والمنفى وذاكرة مدينة الشطرة والشخصيّات الشعبية المهمّشة التي تصلح أن تكون أبطالا لأعمال درامية ومسرحية رصينة ومهمة. وفي ذلك اليوم ألحّ عليّ بكرمه الحاتميّ بالبقاء للغداء في البيت، و أغراني بطبق سمك شهيّ، لكنني اعتذرت بسبب التزام عائلي مع بيت أقاربي في الشطرة. التقينا بعدها مصادفةً على ضفاف الغرّاف وهو في طريقه للدوام في مدرسة أهلية وقال لي: ( جيت والله جابك..اليوم ما تفلت مني..لا أعذار ولا شي)، و أدخلني مقبوضاً عليَّ بأيادي كرمه الشطريّ المعهود إلى مطعم كباب لذيذ لذّة أهل الشطرة وعذوبة كرمهم و طيبة قلوبهم، و آخر لقاءٍ لنا في هذه السنة كان في أمسية أدبية أقيمت للصديق القاص والروائي الأستاذ محمد خضير سلطان في الملتقى الثقافي في الشطرة بمناسبة صدور روايته الموسومة ( العابد في مرويته الأخيرة الصادرة عن دار نينوي في 2023) بتاريخ 13/4/2024، أي قبل سفري لجنوب الأرض البعيدة بعشرة أيام. للصديق الفنّان- الإنسان التربوي المبدع الأستاذ طالب خيون الزيدي أزجي أسمى آيات المحبة والشكر والعرفان على نبل و كرم روحه الباذخة في الفن والثقافة والحياة وأقدّم بين يديه الكريمتين-المبدعتين هديتي الشِعريّة المتواضعة تلك آملاً أن تكون قطرةً في بحر محبته الزاخر مع خالص محبتي وتقديري وإحترامي له ولكم جميعاً أحبتي.
* ورفلاكْ....،
إوْ داعة عَليْ و إخوانه و رفلاكْ
جِفِنْ گلبيْ حِضَنْ طيفَكْ ورفلاكْ
يَطالِبْ ظِلْ وفا و طيبه ورفلاكْ
إوْ يِظَلْ بستانَكْ أشجارَه نديّه....!
*قاموس الأبوذيَّة: معاني الجناس
١-ورفلاكْ: المقصود هنا إسم ( رفل) إبنة الأستاذ طالب خيون الزيدي الكبرى الله يحفظها.
٢-ورفلاكْ: بمعنى : رفّ له جفن القلب والتعبير مجازي.
٣-ورفلاكْ: بمعنى: ظل وارف للوفاء والطيبة.
السبت المصادف 29/6/2024
الساعة السادسة والنصف
صباح سيدني
صومعة السومري الغريب
( نوافذُنا مُشرَعةٌ لنسيمِ المَحّبَةِ و عطور ورود الجمال...!)
*نافذة الأبوذيَّة : نافذة إستذكارية و إحتفائية
بقلم: مسلم الطعان
الإهداء: إلى الصديق والأخ الحبيب القريب دوماً من القلب والروح الفنان والتربوي الأصيل، الممثل والمخرج المسرحي الجميل
الأستاذ طالب خيون الزيدي المحترم..إنسان رائع بكل ما للكلمة من معنى، رقيق رقّة النسيم الغرّافيّ الذي يجود به نهر الغرّاف، و عذب عذوبة ماءه الذي يشرب منه الزرع والضرع والإنسان والطير وبقية مخلوقات الله. طالب خيون الزيدي ( مع حفظ الألقاب) عمود ثقافي مهم و رصين من أعمدة الثقافة الشطرية والناصرية بشقيها: الأكاديمي-الفني والفطري- الشعبي. في بداية التسعينات، إثنان من الأصدقاء القريبين جدّاً من شغاف القلب ساعداني بإكتشاف هذا الكنز السومريّ-الشطريّ الثمين هما: الصديق التربوي الشاعر والكاتب المسرحي والتشكيلي الأستاذ الراحل حسين الهلالي ( رحمه الله)، والصديق الكاتب والباحث الآثاري والمترجم المتألق الأستاذ أمير دوشي أسبغ الله عليه نعمة العمر المديد والعيش الرغيد. دعاني الأستاذ الهلالي لحضور مسرحية كتبها بعنوان ( المغنّون) وقد قام بإخراجها الأستاذ طالب الزيدي، و طالباني بأن يكون لي دور استهلالي غنائي قبل أن تفتح الستارة و غنّيت مقطعاً من إحدى قصائدي بطور المحمدّاوي، و كانت تلك التفاتة ذكية من الصديقين الهلالي والزيدي قدّمتني لجمهور الشطرة الرائع بشِعريَّةِ إحساسه و ذائقته الفنيّة و رهافة مجسّاتِهِ الفطريّة، و قد ترسخًت علاقتي بالعزيز ( أبو رفل) أكثر فأكثر، و أصبح يسجّل حضوراً نبيلاً و متواصلاً في جميع الأماسي التي أقيمت لي في الناصرية، و كان يبدي إعجابه بقدرتي على الأداء المسرحي في قراءة قصائدي، وربما لم يدرْ في خلده بأنني إعتليت خشبة المسرح و مثلّت في عدة مسرحيات عندما كنت طالباً في إعدادية الجمهورية للبنين في الناصرية مع فنانين كبار أمثال الراحلين طارق البدري و كاظم العبودي ( رحمهما الله) والفنان المخرج حميد السوداني. عند إنتقالي مؤخراً للسكن في مدينة الشطرة التي أعشقها منذ طفولتي، كنت ذات يوم جالساً في مقهى عبيد الشهيرة، أُمنّي النفس بلقائه و عناقه، فصادفني معلّمي وأخي و صديقي العزيز الأستاذ علي هاشم الشطري، و هو التوأم الفنّي والجماليّ للأستاذ طالب الزيدي، و بعد أداء طقوس العناق والإشتياق، سألته عنه فأخذني إلى بيته الكريم، وكم تفاجئ بقدومي إليه. عانقني بحرارة و جلسنا نتحدّث نحن الثلاثة عن الشعر والأدب والثقافة والمسرح والمنفى وذاكرة مدينة الشطرة والشخصيّات الشعبية المهمّشة التي تصلح أن تكون أبطالا لأعمال درامية ومسرحية رصينة ومهمة. وفي ذلك اليوم ألحّ عليّ بكرمه الحاتميّ بالبقاء للغداء في البيت، و أغراني بطبق سمك شهيّ، لكنني اعتذرت بسبب التزام عائلي مع بيت أقاربي في الشطرة. التقينا بعدها مصادفةً على ضفاف الغرّاف وهو في طريقه للدوام في مدرسة أهلية وقال لي: ( جيت والله جابك..اليوم ما تفلت مني..لا أعذار ولا شي)، و أدخلني مقبوضاً عليَّ بأيادي كرمه الشطريّ المعهود إلى مطعم كباب لذيذ لذّة أهل الشطرة وعذوبة كرمهم و طيبة قلوبهم، و آخر لقاءٍ لنا في هذه السنة كان في أمسية أدبية أقيمت للصديق القاص والروائي الأستاذ محمد خضير سلطان في الملتقى الثقافي في الشطرة بمناسبة صدور روايته الموسومة ( العابد في مرويته الأخيرة الصادرة عن دار نينوي في 2023) بتاريخ 13/4/2024، أي قبل سفري لجنوب الأرض البعيدة بعشرة أيام. للصديق الفنّان- الإنسان التربوي المبدع الأستاذ طالب خيون الزيدي أزجي أسمى آيات المحبة والشكر والعرفان على نبل و كرم روحه الباذخة في الفن والثقافة والحياة وأقدّم بين يديه الكريمتين-المبدعتين هديتي الشِعريّة المتواضعة تلك آملاً أن تكون قطرةً في بحر محبته الزاخر مع خالص محبتي وتقديري وإحترامي له ولكم جميعاً أحبتي.
* ورفلاكْ....،
إوْ داعة عَليْ و إخوانه و رفلاكْ
جِفِنْ گلبيْ حِضَنْ طيفَكْ ورفلاكْ
يَطالِبْ ظِلْ وفا و طيبه ورفلاكْ
إوْ يِظَلْ بستانَكْ أشجارَه نديّه....!
*قاموس الأبوذيَّة: معاني الجناس
١-ورفلاكْ: المقصود هنا إسم ( رفل) إبنة الأستاذ طالب خيون الزيدي الكبرى الله يحفظها.
٢-ورفلاكْ: بمعنى : رفّ له جفن القلب والتعبير مجازي.
٣-ورفلاكْ: بمعنى: ظل وارف للوفاء والطيبة.
السبت المصادف 29/6/2024
الساعة السادسة والنصف
صباح سيدني
صومعة السومري الغريب