الحلاقين في سوريا ايام زمان
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆▪︎
لم تكن مهنة الحلاقة حديثة بل قديمة جدا تطورت مع تطور الزمان. وكانت من المهن التي يمارسها أهالي المناطق والقرى .
.
لم يعرف تاريخ نشوء هذه المهنة ولكن آباؤنا وأجدادنا الأحياء يؤكدون أنها من أقدم المهن التي تزاول في المنطقة.
.
كانت مهنة الحلاقة قديما تتمثل في شخص واحد يقوم بها، وبعض الحلاقين كان يطلب المساعدة في بعض الأحيان لإتمام مهمته...
يتجول هذا الحلاق بعدّة الحلاقة في المنطقة ويقصد مجالسا وأماكن التجمع ليبدأ بمزاولة عمله، وما إن ينتهي من حلاقة رؤوس مجموعة من الأشخاص حتى يمضي لناحية أخرى وتجمع آخر ليقوم بالعمل ذاته.
.
كان يُطلق على الحلاق سابقا اسم (المزيّن)، وكان يقضي يومه كله في مزاولة عمله، وتبدو مهنة شاقة جدا وذلك لتنقل الحلاق (المزين) الدائم بين المناطق والمنازل،
فليس للحلاق سابقا محلا يقصده الزبائن كما هو حال اليوم. وبعض الحلاقين كانوا يتجولون بدراجة هوائية وذلك للقيام بمهماتهم الشاقة.
.
وكان سعر الحلاقه زهيدا وعادة ما تكون على الارض او على مكان مرتفع ( دكه ) أو مصطبة او كرسي ان تيسر أما الآخرين من الحلاقين فقد كانوا مستقرين في أماكن محدده على الأرصفه في المحلات والاسواق ومراكز تجمع الناس
.
وكنا نراهم مع المصورين الشمسيين وبائعي الترمس والبطاطا وكان الجلوس على صفيحه ويمسك الزبون مرآة الحلاقه بيده ولم تكن هناك ادوات تعقيم واكثر الحلاقه كانت هكذا حتى الى ايام قريبه ..
.
في الستينات كنا نشاهدهم متواجدين وكانت هناك محلات حلاقه ولكنها لم تكن متطوره..وكانت ادواتها مشابهه لما يستعمل الحلاق الجوال عدى توفر مادة الديتول لتعقيم الموس الذي يستخدم لكل الزبائن لعدم وجود الشفرات المتعارف عليها الان وهي لاستخدامها لمره واحده
.
الحلاقة سابقا كانت إجبارية على الجميع ولاسيما الصغار، حيث كانوا يخضعون لحلاقة الرؤوس أسبوعيا، وغالبا ما يقوم الحلاق بقص شعر الزبون كاملا ليبدوا بدون شعرا (أقرع)، أما بعض الزبائن فيطلب من الحلاق أن يعمل له حركة معينة في شعره (قَصّة).
☆عدة الحلاق (المزين)
...................................
كانت عبارة عن حقيبة بداخلها أداة الحلاقة (الموس) وإناء صغير (طاسة)، ومُسِن الموس وبعض قطع القماش (خلاقين) وصابون لغسل الرأس به قبل الحلاقة.
وكان الحلاق يقوم أحيانا بحلاقة الذقن (اللحية)، وذلك أما أن يزيلها بالكامل أويقوم بتعديلها.
.
بعض الحلاقين كانوا يعملون أطباء شعبيين أيضا، حيث يعالجون بعض الأمراض العضوية، وذلك لخبرتهم في استخدام أداة الحلاقة (الموس).
.
الطريف في الأمر أن بعض الحلاقين ما إن ينتهي من قص شعر الزبون حتى يبدأ عمله في علاج ما تسبب به من إيذاء رأس الزبون الذي بات ينزف دما جراء استخدام أداة الحلاقة الحادة في الحلاقة، وتلك معاناة للزبون والحلاق على حد سواء.
.
ولم يكن الحلاق ايام زمان مختص بحلاقة الشعر فقط فقد كان المضمد الصحي للمحله فهو يداوي الناس ويزرق الابر ويقوم بختان الاطفال ويداوي ويقلع الاسنان ويخيط الجروح والحروق
◘◘ كانت للحلاقه انواع وموديلات كما هو الحال في كل الازمنه ومن الموديلات التي كانت في الاربعينات الخمسينات والستينات :
• العصملي : وهو حلاقة الافنديه وتكون خفيفه جدا واقرب الى الصفر
• زيان عرب : وهو حلاقه نمرة صفر وبالموس .
• الجعجوله: وهي حلاقة جميع الرأس عدا المقدمه يبقى فيها شعر متوسط الطول يسمى الجعجوله .
• المجيدي : وهو حلاقة وسط الرأس فقط بدائره تشبه عملة المجيدي .
• الطاسه : وهي مايسمى اليوم بالحفر وهي حلاقة الشعر من الجوانب وترك الوسط اشبه بالطاسه .
• سولجري : والمقصود عسكري وهي حلاقة الجوانب برقم 2 والاعلى برقم 4 والمقصود ملمتر على ماكنة الحلاقه .
• بروص : وهي ايضا حلاقه عسكريه ولكنها تخص الانكليز وتكون خفيفه جدا من الجوانب ومن الخلف ومن الامام يكون شعر متوسط الطول
• التواليت :وهي حلاقة الشباب حيث يكون الشعر مسدل على الرقبه ومن الامام مائل على اليسار.
• ابو الطوبه : وهو ان يترك الشعر يطول نحو الرقبه .
• الهاي لايف : وهذا يكون مع الشعر زلف الى مسافه تحت الاذن .
• الخنافس:وهو اطالة الشعر (كرفش) مع زلوف ( سوالف ) طويله واشبه بشعر النساء .
.
كان لكل محل أسطى ولديه صانع صغير يقوم بعملية تنظيف المحل وحمل القروانه عند غسل رأس الزبون وتقديم المناشف او الوزره (الفوطه ) واهم واجب لديه هو ان يقول ( نعيما ) ليقبض الاكراميه ثم يتطور عمل الصانع بعد مده من الزمن ليكلفه الاسطه بحلاقة وجه احد الزبائن غير المهمين
وبعدها يتطور لحلاقة رؤوس الاطفال وخاصة في العيد وعند الازدحام ..
وعند تمرسه في المهنه يشهد له الاسطه بانه اصبح حلاق
ويبلغ الاسطوات في مقهى الحلاقين ليكون عندهم علم بذلك ..