"اجعلني أصدق".. قصة رومانسية تركية تنتهي على طريقة الأفلام الهندية
كوميديا سينمائية عن تعارض العلاقات الشخصية مع المصالح المهنية.
الجمعة 2024/06/28
دينيز وسهرة حبيبان منذ الطفولة
ما الذي يمكن أن يفعله الإنسان إذا تعارضت علاقاته الشخصية والعاطفية تحديدا مع أهدافه المهنية؟ هذا ما يحاول فيلم ”اجعلني أصدق“ التركي الذي يروي لنا بحبكة كوميدية قصة فتاة تضطر لاستغلال علاقتها بحبيبها من أجل الحصول على ترقية في العمل.
الرباط - تدور أحداث الفيلم التركي “اجعلني أصدق” للمخرج إيفرين كارابيك غونايدين في إطار يجمع بين الرومانسية والكوميديا، حيث يروي حكاية جدتين متطفلتين تتدخلان لترتيب لقاء بين حفيديهما البالغين، بهدف إعادة إشعال شرارة الحب التي فقدها منذ طفولتهما، فتتحول محاولاتهما البريئة إلى سلسلة من المواقف المضحكة والمشوقة.
الفيلم سيناريو سيلين باجي، وبطولة كل من آيتشا آيشين توران، أكين كوش، تشاغلا إرماك، تشاغره تشتاناك، كمال أوكان أوزكان، وبولنت غلتكين.
تبدأ افتتاحية الفيلم في تركيا بمشهد يُلتقط بكاميرا متحركة ولقطات بين القريبة والمتوسطة والعامة لمحررة صحفية اسمها سهرة لعبت دورها الممثلة آيتشا آيشين توران، وهي في طريقها إلى العمل. تتصل بجدتها للاطمئنان عليها لكنها لا ترد على الهاتف، فتقلق عليها وتقرر الذهاب إلى منزلها للاطمئنان عليها. عندما تصل إلى بيت جدتها ايسيل التي جسدتها الممثلة يدلز كولتور، تجدها غير موجودة في البيت وتلتقي هناك بشخص اسمه دينيز الذي جسده الممثل أكين كوش، وهو حفيد جارة جدتها، إذ يخبر دينيز سهرة أن جدته سميحة التي لعبت دورها الممثلة زرين سومر أيضا لا تجيب على اتصالاته.
المونتاج السلس والنهاية البوليوودية يضفيان على فيلم “اجعلني أصدق” لمسة درامية رومانسية تُعزز من تأثيره على المشاهدين
تُبرز اللقطات اللاحقة أن دينيز وسهرة كانا جيرانًا وأصدقاء جدا عندما كانا صغارا، ولكن بعد أن كبرا أصبحا يكرهان بعضهما جدا بسبب موقف حدث منذ سنوات عديدة. وفي الأثناء، تسمع سهرة صوت هاتف جدتها داخل البيت فتقلق أكثر وتخاف من أن أمرا سيئا حصل لها، فتأخذ الخوذة من دينيز وتكسر الباب دون جدوى، إذ تعود الجدتان فجأة إلى البيت، وتقولان لأحفادهما إنهما كانا على الشاطئ وتركتا الهواتف في البيت لكي لا يزعجهما أحد.
كانت هذه الافتتاحية كافية لمعرفة باقي القصة، وخاصة أسلوب الخطة من الجدتين لكي يلتقي أحفادهما. إذ تخبر جدة سهرة بأنها اطمأنت عليها وأنها يجب أن تبتعد عن العمل قليلا وتفكر في حياتها العاطفية، وذلك لأن سهرة تهتم بالعمل طوال الوقت ولم ترتبط بأحد من قبل. تجيب سهرة بأنها تنتظر الشخص المناسب الذي سيجعلها تحبه، وحتى تقابل ذلك الشخص لن تفكر في أي شيء غير العمل.
تتوالى الأحداث فتتصل سهرة بمساعدتها أهو التي جسدتها الممثلة جاغلا إيرماك، للاطمئنان عليها ونعرف من حديثها أن سهرة تبحث عن مصور مجهول منذ عدة أشهر وأنها ستحصل على ترقية في عملها إذا قابلت هذا المصور، لكنها لا تعرف عنه شيئًا سوى اسمه فقط، فتبلغها أهو أن زميلها في العمل كرم الذي لعب١ دوره الممثل كمال أوزكان، يحاول إقناع المديرة بأن ،يحصل على الترقية.
في المشاهد اللاحقة يتباطأ الإيقاع الزمني في تكوين اللقطات ليبين أن سهرة ترى علاقتها مع دينيز كما كانت في طفولتهما. يأتي كرم ليهدد سهرة بأنه سيخبر دينيز بالحقيقة وبأنه سيفضحها ويخبره بأنها تستغله للحصول على ترقية في عملها لكنها تتوسل إليه ألا يقول شيئًا وتعده بالاستقالة من العمل مقابل أن يحفظ السر. تفشل وعودها في إقناعه، ويخبر كرم دينيز بكل شيء، وهو ما يغضب دينيز فيطلب من سهرة أن تبتعد عنه ولا تحاول الاقتراب منه مرة أخرى، ويقول لها إنها تعرف كل شيء عنه وتستطيع نشر المقالة بطريقتها، لكنه لا يريد رؤيتها مرة أخرى في حياته، ثم يتركها وهو حزين.
يزداد الخط الزمني للأحداث تباطؤًا في متتالية المشاهد التي تشبه القصص الهندية، وتحديدا عندما يصاب دينيز بالاكتئاب لأنه كان يحب سهرة ولم يتخيل أبدًا أنها قد تستغله أو تكذب عليه من أجل مصلحتها. تكون سهرة مكتئبة أيضًا لأنها كانت تحب دينيز على الرغم من أنها كانت تريد استغلاله في البداية، إلا أنها بعد ذلك أحبته بصدق وكانت مستعدة للاستقالة من عملها للحفاظ على علاقتها به.
يتميز المونتاج التركيبي بالسلاسة في المشاهد الأخيرة، فمنذ أن بدأت سهرة تتحدث مع أهو عن العمل، وتقول لها إنه لا يمكنها التخلي عن فريقها بهذه السهولة، إذ تخبرها أنها تتخوف من كرم، فهو إن حصل على الترقية وأصبح رئيس التحرير سيسيطر على الفريق، لذلك يجب عليها نشر المقالة والحصول على الترقية لتصبح هي رئيسة التحرير.
تقتنع سهرة بكلام أهو وتقرر نشر مقابلتها مع دينيز، لكنها تستغل الكلام الذي تكتبه لتعبر عن حبها له، حيث تكتب أنها كانت تحب دينيز منذ صغرها، وأنها اكتشفت بالصدفة البحتة أن حبيبها القديم هو نفسه المصور الذي كانت تبحث عنه منذ شهور، وتبوح له من خلال المقال بأنها وقعت في حبه مجددا منذ أول مرة رأته فيها أمام منزل الجدة.
أسلوب المخرج إيفرين يتميز بالبساطة والوضوح، حيث يعتمد على تنوع اللقطات لخلق تفاعل ديناميكي بين الشخصيات
يتميز أسلوب إخراج هذا العمل بالبساطة في تكوين المشاهد وترتيب اللقطات خاصة عندما نشرت سهرة المقالة بالفعل وتمكنت من الحصول على الترقية وأصبحت رئيسة التحرير، وبمجرد حدوث ذلك، يقرر كرم الاستقالة من العمل كما اتفق معها، وفي يوم حفل تعيينها تذهب سهرة إلى الحفل وهي حزينة بسبب انفصالها عن دينيز، وتتمنى في قلبها أن يعود إليها. وفي الوقت الذي كانت سهرة تتمنى فيه أن يسامحها، كان دينيز يقرأ المقالة التي نشرتها سهرة ويتأثر بالكلمات التي كتبتها، حيث بات يتأكد من أنها لم تكن تستغله وأن كرم قال له ذلك فقط ليفرق بينهما.
يقرر دينيز مسامحة سهرة والعودة إليها، فيذهب إلى حفل تعيينها وعندما تراه تعتذر له عن كل ما فعلته وتخبره بأنها تحبه كثيرًا وكانت تتمنى أن يسامحها. يقرر الاثنان أن يكملا حياتهما معًا في خاتمة بوليوودية تنقصها رقصات هندية بيزنطية الأداء.
يتميز أسلوب المخرج إيفرين كارابيك غونايدين في فيلمه الأول “اجعلني أؤمن” بالبساطة والوضوح، حيث يعتمد على تنوع اللقطات بين القريبة والمتوسطة والعامة لخلق تفاعل ديناميكي بين الشخصيات، مع مزج ذكي بين الكوميديا والرومانسية، واستخدام الإيقاع الزمني البطيء لتعزيز التعبير العاطفي في لحظات محددة، مما يُسهم في تدفق الأحداث بشكل طبيعي وجذاب، ويُضفي المونتاج السلس والنهاية البوليوودية لمسة درامية رومانسية تُعزز من تأثير الفيلم على المشاهدين.
عبدالرحيم الشافعي
كاتب مغربي
كوميديا سينمائية عن تعارض العلاقات الشخصية مع المصالح المهنية.
الجمعة 2024/06/28
دينيز وسهرة حبيبان منذ الطفولة
ما الذي يمكن أن يفعله الإنسان إذا تعارضت علاقاته الشخصية والعاطفية تحديدا مع أهدافه المهنية؟ هذا ما يحاول فيلم ”اجعلني أصدق“ التركي الذي يروي لنا بحبكة كوميدية قصة فتاة تضطر لاستغلال علاقتها بحبيبها من أجل الحصول على ترقية في العمل.
الرباط - تدور أحداث الفيلم التركي “اجعلني أصدق” للمخرج إيفرين كارابيك غونايدين في إطار يجمع بين الرومانسية والكوميديا، حيث يروي حكاية جدتين متطفلتين تتدخلان لترتيب لقاء بين حفيديهما البالغين، بهدف إعادة إشعال شرارة الحب التي فقدها منذ طفولتهما، فتتحول محاولاتهما البريئة إلى سلسلة من المواقف المضحكة والمشوقة.
الفيلم سيناريو سيلين باجي، وبطولة كل من آيتشا آيشين توران، أكين كوش، تشاغلا إرماك، تشاغره تشتاناك، كمال أوكان أوزكان، وبولنت غلتكين.
تبدأ افتتاحية الفيلم في تركيا بمشهد يُلتقط بكاميرا متحركة ولقطات بين القريبة والمتوسطة والعامة لمحررة صحفية اسمها سهرة لعبت دورها الممثلة آيتشا آيشين توران، وهي في طريقها إلى العمل. تتصل بجدتها للاطمئنان عليها لكنها لا ترد على الهاتف، فتقلق عليها وتقرر الذهاب إلى منزلها للاطمئنان عليها. عندما تصل إلى بيت جدتها ايسيل التي جسدتها الممثلة يدلز كولتور، تجدها غير موجودة في البيت وتلتقي هناك بشخص اسمه دينيز الذي جسده الممثل أكين كوش، وهو حفيد جارة جدتها، إذ يخبر دينيز سهرة أن جدته سميحة التي لعبت دورها الممثلة زرين سومر أيضا لا تجيب على اتصالاته.
المونتاج السلس والنهاية البوليوودية يضفيان على فيلم “اجعلني أصدق” لمسة درامية رومانسية تُعزز من تأثيره على المشاهدين
تُبرز اللقطات اللاحقة أن دينيز وسهرة كانا جيرانًا وأصدقاء جدا عندما كانا صغارا، ولكن بعد أن كبرا أصبحا يكرهان بعضهما جدا بسبب موقف حدث منذ سنوات عديدة. وفي الأثناء، تسمع سهرة صوت هاتف جدتها داخل البيت فتقلق أكثر وتخاف من أن أمرا سيئا حصل لها، فتأخذ الخوذة من دينيز وتكسر الباب دون جدوى، إذ تعود الجدتان فجأة إلى البيت، وتقولان لأحفادهما إنهما كانا على الشاطئ وتركتا الهواتف في البيت لكي لا يزعجهما أحد.
كانت هذه الافتتاحية كافية لمعرفة باقي القصة، وخاصة أسلوب الخطة من الجدتين لكي يلتقي أحفادهما. إذ تخبر جدة سهرة بأنها اطمأنت عليها وأنها يجب أن تبتعد عن العمل قليلا وتفكر في حياتها العاطفية، وذلك لأن سهرة تهتم بالعمل طوال الوقت ولم ترتبط بأحد من قبل. تجيب سهرة بأنها تنتظر الشخص المناسب الذي سيجعلها تحبه، وحتى تقابل ذلك الشخص لن تفكر في أي شيء غير العمل.
تتوالى الأحداث فتتصل سهرة بمساعدتها أهو التي جسدتها الممثلة جاغلا إيرماك، للاطمئنان عليها ونعرف من حديثها أن سهرة تبحث عن مصور مجهول منذ عدة أشهر وأنها ستحصل على ترقية في عملها إذا قابلت هذا المصور، لكنها لا تعرف عنه شيئًا سوى اسمه فقط، فتبلغها أهو أن زميلها في العمل كرم الذي لعب١ دوره الممثل كمال أوزكان، يحاول إقناع المديرة بأن ،يحصل على الترقية.
في المشاهد اللاحقة يتباطأ الإيقاع الزمني في تكوين اللقطات ليبين أن سهرة ترى علاقتها مع دينيز كما كانت في طفولتهما. يأتي كرم ليهدد سهرة بأنه سيخبر دينيز بالحقيقة وبأنه سيفضحها ويخبره بأنها تستغله للحصول على ترقية في عملها لكنها تتوسل إليه ألا يقول شيئًا وتعده بالاستقالة من العمل مقابل أن يحفظ السر. تفشل وعودها في إقناعه، ويخبر كرم دينيز بكل شيء، وهو ما يغضب دينيز فيطلب من سهرة أن تبتعد عنه ولا تحاول الاقتراب منه مرة أخرى، ويقول لها إنها تعرف كل شيء عنه وتستطيع نشر المقالة بطريقتها، لكنه لا يريد رؤيتها مرة أخرى في حياته، ثم يتركها وهو حزين.
يزداد الخط الزمني للأحداث تباطؤًا في متتالية المشاهد التي تشبه القصص الهندية، وتحديدا عندما يصاب دينيز بالاكتئاب لأنه كان يحب سهرة ولم يتخيل أبدًا أنها قد تستغله أو تكذب عليه من أجل مصلحتها. تكون سهرة مكتئبة أيضًا لأنها كانت تحب دينيز على الرغم من أنها كانت تريد استغلاله في البداية، إلا أنها بعد ذلك أحبته بصدق وكانت مستعدة للاستقالة من عملها للحفاظ على علاقتها به.
يتميز المونتاج التركيبي بالسلاسة في المشاهد الأخيرة، فمنذ أن بدأت سهرة تتحدث مع أهو عن العمل، وتقول لها إنه لا يمكنها التخلي عن فريقها بهذه السهولة، إذ تخبرها أنها تتخوف من كرم، فهو إن حصل على الترقية وأصبح رئيس التحرير سيسيطر على الفريق، لذلك يجب عليها نشر المقالة والحصول على الترقية لتصبح هي رئيسة التحرير.
تقتنع سهرة بكلام أهو وتقرر نشر مقابلتها مع دينيز، لكنها تستغل الكلام الذي تكتبه لتعبر عن حبها له، حيث تكتب أنها كانت تحب دينيز منذ صغرها، وأنها اكتشفت بالصدفة البحتة أن حبيبها القديم هو نفسه المصور الذي كانت تبحث عنه منذ شهور، وتبوح له من خلال المقال بأنها وقعت في حبه مجددا منذ أول مرة رأته فيها أمام منزل الجدة.
أسلوب المخرج إيفرين يتميز بالبساطة والوضوح، حيث يعتمد على تنوع اللقطات لخلق تفاعل ديناميكي بين الشخصيات
يتميز أسلوب إخراج هذا العمل بالبساطة في تكوين المشاهد وترتيب اللقطات خاصة عندما نشرت سهرة المقالة بالفعل وتمكنت من الحصول على الترقية وأصبحت رئيسة التحرير، وبمجرد حدوث ذلك، يقرر كرم الاستقالة من العمل كما اتفق معها، وفي يوم حفل تعيينها تذهب سهرة إلى الحفل وهي حزينة بسبب انفصالها عن دينيز، وتتمنى في قلبها أن يعود إليها. وفي الوقت الذي كانت سهرة تتمنى فيه أن يسامحها، كان دينيز يقرأ المقالة التي نشرتها سهرة ويتأثر بالكلمات التي كتبتها، حيث بات يتأكد من أنها لم تكن تستغله وأن كرم قال له ذلك فقط ليفرق بينهما.
يقرر دينيز مسامحة سهرة والعودة إليها، فيذهب إلى حفل تعيينها وعندما تراه تعتذر له عن كل ما فعلته وتخبره بأنها تحبه كثيرًا وكانت تتمنى أن يسامحها. يقرر الاثنان أن يكملا حياتهما معًا في خاتمة بوليوودية تنقصها رقصات هندية بيزنطية الأداء.
يتميز أسلوب المخرج إيفرين كارابيك غونايدين في فيلمه الأول “اجعلني أؤمن” بالبساطة والوضوح، حيث يعتمد على تنوع اللقطات بين القريبة والمتوسطة والعامة لخلق تفاعل ديناميكي بين الشخصيات، مع مزج ذكي بين الكوميديا والرومانسية، واستخدام الإيقاع الزمني البطيء لتعزيز التعبير العاطفي في لحظات محددة، مما يُسهم في تدفق الأحداث بشكل طبيعي وجذاب، ويُضفي المونتاج السلس والنهاية البوليوودية لمسة درامية رومانسية تُعزز من تأثير الفيلم على المشاهدين.
عبدالرحيم الشافعي
كاتب مغربي