الناقد عبدالله زمزكي يحلل الاستعارة التصورية في الشعر الأمازيغي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الناقد عبدالله زمزكي يحلل الاستعارة التصورية في الشعر الأمازيغي

    الناقد عبدالله زمزكي يحلل الاستعارة التصورية في الشعر الأمازيغي


    كتاب الناقد المغربي يركز على أحد أقدم الأجناس الأدبية في الثقافة الأمازيغية وأكثرها تداولا في المجتمع.
    الخميس 2024/06/27
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    الشعر الأمازيغي يعكس ثقافة عريقة

    مراكش (المغرب) - توجت لجنة تحكيم جائزة دار الشعر بمراكش للنقد الشعري، في دورتها الخامسة والمخصصة للنقاد والباحثين الشباب، كتاب الناقد عبدالله زمزكي “الاستعارة التصورية في الشعر الأمازيغي: بنياتها التركيبية والدلالية” بالمرتبة الأولى.

    وقامت هذه الدراسة على تتبع أحد جوانب شعرية القصيدة الأمازيغية وهو الصورة الشعرية، و”تحديدا اشتغال الاستعارة التصورية فيها، وذلك من منظورين اثنين: الأول منظور أسلوبي إحصائي، قصد تشخيص وتتبع مدى استثمار الاستعارة التصورية في الشعر الأمازيغي. والثاني منظور بلاغي نحوي؛ حيث حاولت تحديد بنياتها التركيبية، وتفكيك دلالات الاستعارة وتمييز أنماطها والوقوف على أهميتها في تشكل الدلالة العامة للقصيدة وبناء انسجامها”.

    كتاب الناقد عبدالله زمزكي، الصادر السنة الجارية عن منشورات دار الشعر بمراكش، يقع في 196 صفحة من القطع المتوسط وتزينه لوحة الفنان والحروفي الحسن الفرسيوي. وقد تم اختيار المتن وفق ثلاثة معايير: “أولا القيمة الأدبية التي حظي بها في الساحة الأدبية الأمازيغية، ثانيا تجانس المتن الشعري المعتمد، ثالثا مراعاة العنصر الزمني، من حيث توالي الفترات الزمنية التي تنتمي إليها النصوص المختارة”.

    وللسنة الثانية على التوالي يتم تتويج كتاب نقدي بحثي في المنجز الشعري الأمازيغي، وهو معطى يؤكد “الحراك النقدي” الذي بدأ يشهده المشهد الثقافي في الاهتمام بالشعرية المغربية، على تعدد ألسنها ورؤاها وأنماط كتابتها. وكما هو الحال، بالنسبة إلى المنجز الشعري الحساني، بدأت تظهر أصوات شعرية ونقدية تؤسس أفقها الخاص، في تماه مع حركة الاهتمام المتزايد بالنشر والطبع.


    كتاب يدرس ملامح تطور القصيدة الأمازيغية المغربية من فترة زمنية إلى أخرى، خاصة في جوانبها الفنية والدلالية


    ويركز كتاب الناقد عبدالله زمزكي على أحد أقدم الأجناس الأدبية في الثقافة الأمازيغية وأكثرها تداولا في المجتمع، قديما وحديثا، بتعبير الباحث حميد تيتاو، إذ يجعل من الشعر نافذة “مختبرية” لاستقصاء واستغوار أسئلة المنجز الإبداعي الذي حقق، منذ 1976 تاريخ صدور ديوان الشاعر محمد مستاوي “ءيسكراف”، تعددا لافتا لعناوين عدد من الشعراء، سواء من الرواد (بلقاسم، أزايكو، أخياط..) أو من الجيل الجديد. ويطرح هذا المنجز النصي أسئلة نقدية على معطى مركزي يتعلق بالإنتاج الشعري الأمازيغي، إذ يتميز بتنوع أنماطه: شعر تقليدي، “يحافظ على بنيات النسق القديم”، وشعر آخر حديث “يحاول تجريب أشكال شعرية جديدة”.

    ولعل هذا التنوع يغني تمايزا في مستويات بناء القصيدة الأمازيغية، وغناها الدلالي والتركيبي. ورغم هذا الغنى والتنوع الذي يسم المنجز الشعري الأمازيغي عموما إلا أن الدراسات النقدية التي تناولته تظل قليلة ولا تساير هذا الحراك الذي يشهده سياق النشر في السنوات الأخيرة، أو إذا ما تمت مقارنته بما كتب حول القصيدة المغربية الحديثة اليوم.

    ويؤكد الناقد عبدالله زمزكي أن فكرة هذا الكتاب تقوم على منظور أساسي مفاده “أن الاستعارة التصورية، (…) وهي ميزة الشعر الأساس عبر مراحل تاريخية مختلفة، يمكن من خلالها تتبع حركة الشعر الأمازيغي وتطوره، خاصة في جوانبه الفنية والدلالية”، رغم أن السياق هنا يفترض الإشارة إلى استعارات أعاد الشاعر صياغتها من منظور جديد، وهو ما يؤشر على ملامح الوعي الشعري الأمازيغي اليوم”.

    وقد قام الناقد زمزكي بتأطير دراسته وفق تقسيم محدد: مدخل نظري وفصلان تطبيقيان؛ وخصص الأول لتناول مفهوم الاستعارة التصورية من خلال التركيز على أبرز محطات تطورها في البلاغة الغربية، ودراسة إحصائية للاستعارة التصورية في الشعر الأمازيغي، وخصص الفصل الثاني لتحليل مجموعة من الاستعارات التصورية التي يحبل بها المتن الشعري المعتمد، في محاولة الكشف عن أصناف الاستعارة التصورية التي تنبني عليها الصورة الشعرية في القصيدة الأمازيغية.

    وتكمن أهمية هذه الدراسة في تتبع ملامح تطور القصيدة الأمازيغية، من فترة زمنية إلى أخرى، وستشكل إضافة نوعية إلى ما تراكم من دراسات نقدية في هذا الإطار. كما أن التركيز على دراسة الاستعارة التصويرية لا يكشف فقط “عن خصائص بنيوية متعلقة ببلاغة النص الشعري، بل يكشف أيضا عن نسيج من التصورات الأيديولوجية والثقافية الثاوية في النص الشعري.. إنها تشكل عنصرا مركزيا في النص الشعري، فهي التي تبني معناه وتضفي الجمالية على لغته”.

    إن تتبع الاستعارة في الشعر الأمازيغي من شأنه أن يسهم في تحديد ملامح حركة الشعر الأمازيغي وتطوره سواء من مرحلة الشفهية إلى مرحلة الكتابة، أو في مرحلة الكتابة نفسها، كما أن استثمار الاستعارة في الشعر الأمازيغي ذو أثر بالغ في بناء المعنى وإنتاج دلالات مكثفة يسعى من خلالها الشاعر الأمازيغي إلى تمرير رسائله وإقحام المتلقي في متاهات تفكيك دلالة النصوص واكتشاف معانيها الظاهرة منها والخفية.

    ثم إن هذه الاستعارات ليست منفصلة عما هو متداول وسائد في اللغة اليومية عند الأمازيغ، بل هي تجديد وتطوير لاستعارات تصورية أنهكها الاستعمال في اللغة اليومية، فاستلهمها الشعراء في صيغ استعارية مبتدعة تنبض قوة وحيوية؛ وهذا الأمر يؤكد أن الاستعارة الشعرية الأمازيغية لا تخرج عن نسق استعاري تصوري سائد في ذهن الإنسان، وإنما تحاول تجديد وإبداع صيغ غير مسبوقة لها.

    ShareWhatsAppTwitterFacebook
يعمل...
X