الرسم على الزجاج.. من أوابد الفن الدمشقي
دمشق
تعد حرفة الرسم على الزجاج، من أعرق الحرف التي عرفها المجتمع الدمشقي، وتميزت بأشكال جذابة، وألوان جميلة، وقدمت نماذج لفنٍ جميل يقدم هوية لثقافة المنطقة وشعوبها.
مدونة وطن "eSyria" زارت سوق الحميدية؛ والتقت بتاريخ 20 تشرين الأول 2014، الحرفية "ميسون كركوكلي"؛ التي تأخذ من الرسم على الزجاج مهنةً لها، فقالت عن أصول موهبتها: «تعلمت المهنة عند شيخ الكار المرحوم "محمود قزاز" الذي ارتبطت كنيته بمهنته، تلك المهنة المتأصلة عند بعض الدمشقيين منذ زمن غابر، وهي لا تحتاج إلا لقليل من المواد الطبيعية والبسيطة، وتدهش كل من يرى الإبداع المستخدم في إنتاج نماذجها، ويتميز الحرفيون السوريون عموماً عن حرفيي الدول المجاورة بالجودة في الإنتاج، إضافة إلى رخص اليد العاملة، كما تتميز أعمال الرسم على الزجاج في "دمشق" بالزخرفات الشرقية والنباتية، التي تعطيها أشكالاً جميلة جداً».
وأضافت: «أعمل بهذه المهنة منذ وقت طويل، كما أنها تشكل مصدر رزق بالنسبة لي، كما هو الحال بالنسبة لعدد كبير من الحرفيين، وهناك محاولات لتطوير المهنة مع الحفاظ على عراقتها، إذ يقتصر التطوير على تصنيع قوالب جديدة لتحديث أشكالها، بذات المواد المستخدمة، حيث أضفنا إليها زخرفات شرقية وأجنبية، لكن الأثر الدمشقي ما زال موجوداً فيها، كما أننا نحاول الحفاظ على هذه المهنة، حيث لا يخلو منزل دمشقي قديم من هذه المنتجات، وعلينا تعليم هذه الحرفة للجيل القادم من أجل المحافظة على تراثنا وأصالته التي امتدت لآلاف السنين».
من أعمال كركوكلي
ويقول السيد "فؤاد عربش" رئيس الجمعية الحرفية للمنتجات الشرقية في "دمشق": «أول من عمل بمهنة الزجاج بشكل عام الفينيقيون، وأول من طورها وقام بصنع المنفوخة منها هم الدمشقيون، حيث صنعوا الأواني والكؤوس الزجاجية التي نعرفها، والتي ما زالت موجودة إلى يومنا هذا، سواء كانت مصنوعة بالطريقة الآلية أو اليدوية، التي ارتبطت بحرفة الرسم، فبعد أن يخرج الزجاج من الفرن، يزين بمختلف أنواع الزخارف والرسوم والنقوش اليدوية، التي يدخل في تركيبها أغلب الأحيان ماء الذهب، ونحصل بذلك على لوحة بديعة تعبر عن عراقة مجتمعنا».
ويتابع: «نحاول الحفاظ على المهنة وندعم من يعملون بها ونشجعهم على توريثها لأبنائهم، ضماناً لاستمراريتها للأجيال القادمة، حيث يتميز الحرفيون السوريون بمهارة عالية في تنفيذ الزخارف والرسوم بطرائق جميلة وألوان لا تنحل ولا تغيب، الأمر الذي يجذب التجار من مختلف دول الجوار كالأردن ولبنان وتركيا».
فؤاد عربش
وخلال تجوالنا في متاجر "الحميدية" التقينا السيد "عبد الحكيم الطباع" أحد الزبائن الدائمين لمحال المهن اليدوية، وبخاصة تلك التي تبيع الزجاج المزخرف؛ فحدثنا عن سبب تعلقه بهذا الفن بالقول: «على الرغم من امتلاء الأسواق بالبضائع الصينية الفنية؛ إلا أنني أجد ذائقتي تنقاد نحو كل ما يمت إلى ثقافتنا بصلةٍ؛ ولو بسيطة، والأعمال الزجاجية المزخرفة أهم ما يجذبني وأحرص على اقتنائها في منزلي، فهي -لمجرد أنها يدوية- تحظى لدي بقيمة كبيرة، عدا كونها جزءاً من ثقافتنا التي نشأنا عليها، فهي تعود بي إلى بيتنا الدمشقي العتيق، حيث كان زجاج النوافذ لوحات فنية مستقلة».
ويذكر أن جهاز العروس الدمشقية قديماً كان يحتوي على مختلف أنواع الزجاج اليدوي المزخرف، سواء كان للزينة أم للاستخدامات المنزلية من أباريق وأوانٍ وكؤوس.
ميسون كركوكلي
- نور عتقي - تحرير: إياد شاكر
دمشق
تعد حرفة الرسم على الزجاج، من أعرق الحرف التي عرفها المجتمع الدمشقي، وتميزت بأشكال جذابة، وألوان جميلة، وقدمت نماذج لفنٍ جميل يقدم هوية لثقافة المنطقة وشعوبها.
مدونة وطن "eSyria" زارت سوق الحميدية؛ والتقت بتاريخ 20 تشرين الأول 2014، الحرفية "ميسون كركوكلي"؛ التي تأخذ من الرسم على الزجاج مهنةً لها، فقالت عن أصول موهبتها: «تعلمت المهنة عند شيخ الكار المرحوم "محمود قزاز" الذي ارتبطت كنيته بمهنته، تلك المهنة المتأصلة عند بعض الدمشقيين منذ زمن غابر، وهي لا تحتاج إلا لقليل من المواد الطبيعية والبسيطة، وتدهش كل من يرى الإبداع المستخدم في إنتاج نماذجها، ويتميز الحرفيون السوريون عموماً عن حرفيي الدول المجاورة بالجودة في الإنتاج، إضافة إلى رخص اليد العاملة، كما تتميز أعمال الرسم على الزجاج في "دمشق" بالزخرفات الشرقية والنباتية، التي تعطيها أشكالاً جميلة جداً».
نحاول الحفاظ على المهنة وندعم من يعملون بها ونشجعهم على توريثها لأبنائهم، ضماناً لاستمراريتها للأجيال القادمة، حيث يتميز الحرفيون السوريون بمهارة عالية في تنفيذ الزخارف والرسوم بطرائق جميلة وألوان لا تنحل ولا تغيب، الأمر الذي يجذب التجار من مختلف دول الجوار كالأردن ولبنان وتركيا
وأضافت: «أعمل بهذه المهنة منذ وقت طويل، كما أنها تشكل مصدر رزق بالنسبة لي، كما هو الحال بالنسبة لعدد كبير من الحرفيين، وهناك محاولات لتطوير المهنة مع الحفاظ على عراقتها، إذ يقتصر التطوير على تصنيع قوالب جديدة لتحديث أشكالها، بذات المواد المستخدمة، حيث أضفنا إليها زخرفات شرقية وأجنبية، لكن الأثر الدمشقي ما زال موجوداً فيها، كما أننا نحاول الحفاظ على هذه المهنة، حيث لا يخلو منزل دمشقي قديم من هذه المنتجات، وعلينا تعليم هذه الحرفة للجيل القادم من أجل المحافظة على تراثنا وأصالته التي امتدت لآلاف السنين».
من أعمال كركوكلي
ويقول السيد "فؤاد عربش" رئيس الجمعية الحرفية للمنتجات الشرقية في "دمشق": «أول من عمل بمهنة الزجاج بشكل عام الفينيقيون، وأول من طورها وقام بصنع المنفوخة منها هم الدمشقيون، حيث صنعوا الأواني والكؤوس الزجاجية التي نعرفها، والتي ما زالت موجودة إلى يومنا هذا، سواء كانت مصنوعة بالطريقة الآلية أو اليدوية، التي ارتبطت بحرفة الرسم، فبعد أن يخرج الزجاج من الفرن، يزين بمختلف أنواع الزخارف والرسوم والنقوش اليدوية، التي يدخل في تركيبها أغلب الأحيان ماء الذهب، ونحصل بذلك على لوحة بديعة تعبر عن عراقة مجتمعنا».
ويتابع: «نحاول الحفاظ على المهنة وندعم من يعملون بها ونشجعهم على توريثها لأبنائهم، ضماناً لاستمراريتها للأجيال القادمة، حيث يتميز الحرفيون السوريون بمهارة عالية في تنفيذ الزخارف والرسوم بطرائق جميلة وألوان لا تنحل ولا تغيب، الأمر الذي يجذب التجار من مختلف دول الجوار كالأردن ولبنان وتركيا».
فؤاد عربش
وخلال تجوالنا في متاجر "الحميدية" التقينا السيد "عبد الحكيم الطباع" أحد الزبائن الدائمين لمحال المهن اليدوية، وبخاصة تلك التي تبيع الزجاج المزخرف؛ فحدثنا عن سبب تعلقه بهذا الفن بالقول: «على الرغم من امتلاء الأسواق بالبضائع الصينية الفنية؛ إلا أنني أجد ذائقتي تنقاد نحو كل ما يمت إلى ثقافتنا بصلةٍ؛ ولو بسيطة، والأعمال الزجاجية المزخرفة أهم ما يجذبني وأحرص على اقتنائها في منزلي، فهي -لمجرد أنها يدوية- تحظى لدي بقيمة كبيرة، عدا كونها جزءاً من ثقافتنا التي نشأنا عليها، فهي تعود بي إلى بيتنا الدمشقي العتيق، حيث كان زجاج النوافذ لوحات فنية مستقلة».
ويذكر أن جهاز العروس الدمشقية قديماً كان يحتوي على مختلف أنواع الزجاج اليدوي المزخرف، سواء كان للزينة أم للاستخدامات المنزلية من أباريق وأوانٍ وكؤوس.
ميسون كركوكلي