أفلام مختارة
من كلاسيكيات السينما
"الحي الصيني-China Town" إنتاج 1974
قصص الفساد لا تنتهي ولا ترتبط بزمان أو مكان معينيين لأنها تتوالد وتتكاثر ثم تنحسر لتعود قوية كما كانت، وربما لأنها ملازمة لتاريخ البشر على مر العصور.
قصتنا هذه تدور أحداثها في لوس آنجلس في عام 1937 عندما كانت المدينة في طور النمو وعندما أدرك ذوو العقول التسلطية أن السيطرة عليها تكمن في التحكم في ثلاثة قطاعات رئيسية هي الماء والعقارات والنقل.
قصة هذا الفيلم عن قطاع الماء وشخصياته الأساسية رجل متنفذ يتحكم بكل الآخرين بضمنهم الحكومة وجهاز الشرطة اسمه نوا كروس (يؤدي دوره جون هيوستن)، له إبنة عانت منه طوال حياتها اسمها ايفلين كروس (أدت دورها فاي دوناواي) ثم تخلصت منه بالزواج من رجل شريف يعمل في قطاع الماء أيضا. أما الشخصية الرئيسية في الفيلم فهو محقق خاص اسمه جيك غيتيس (يؤدي دوره جاك نيكلسون) يجد نفسه وسط صراع الماء ويبدأ بالكشف عن خطوط المأساة التي تعيشها المدينة شيئا فشيئا.
التقييم
يعتبر البعض أن هذا الفيلم هو أفضل ما أنتجته السينما على الإطلاق ومع ذلك ورغم ترشحه لـــ 11 جائزة أوسكار، لم يحصل إلا على جائزة أوسكار واحدة ذهبت للنص الذي كتبه روبرت تاون بالتعاون مع المخرج رومان بولانسكي.
وأهم ما يميز هذا الفيلم هو أن نيكلسون صنع هنا شخصية محقق خاص لم تكن مطروقة في السينما حتى ذلك الوقت ولكنه لم يكررها ولم يؤد مثلها بعد ذلك إلا في فيلم واحد هو "إثنان باسم جيك - The Two Jakes" إنتاج 1990، الذي أريد له أن يكون جزء ثانيا من فيلم "الحي الصيني" وكان من إخراج نيكلسون نفسه ولكنه لم يصل إلى مستواه على الإطلاق.
على صعيد الفئة ينتمي هذا الفيلم إلى مجموعة أفلام النوار أو النيو نوار ونقول نيو لأن أفلام النوار انتهت موجتها في نهاية الخمسينات. وعندما ظهرت أفلام مشابهة لاحقا اعتبرت ضمن موجة النيو أو النوار الجديدة رغم أن الاختلاف كبير بين الألوان التي نراها في هذا الفيلم والظلال التي تميز أفلام النوار.
ومع ذلك، هذا فيلم جريمة من فئة النيو نوار تدور أغلب أحداثه في الشوارع عكسا لأفلام النوار التقليدية، ولكنه يشترك مع الفئة الأم بكونه عن جرائم تحكم وتسلط يمارسها زعيم عصابة يسيطر على كل مخارج الحياة ومداخلها في حيه أو مدينته ويقتل ويحرق ويدمر حسب الرغبة والحاجة وما يعتبره في حكم الضروري. وهنا يظهر هيوستن في دور نوا الذي لا يرتدع عن أي شيء ولا يحترم أحدا ولا حتى أفراد أسرته وقد أبدع في تجسيد هذا الدور بكل حركاته وإيماءاته وطريقة تحريك رأسه ونظراته.
لماذا الحي الصيني
اختار الكاتب والمخرج هذا الإسم لغرض واحد لا علاقة له بالأحياء الصينية المنتشرة في مختلف مدن الولايات المتحدة حيث يقطن الصينيون ويعيشون حياتهم بطريقتهم الخاصة دون إزعاج الآخرين.
وقع الاختيار على التسمية لأنه رمز لأمور تحدث ولا يفهم كثيرون كيف تحدث ومن يقف وراءها لأن الأغلبية لا ترى سوى النتائج. ثم أيضا لأن الاسم يرمز إلى حال لا يمكن تغييره على الإطلاق مهما بذل الخيرون من جهود ومهما حاولوا إصلاح الأمور. الحي الصيني هنا هو رديف واقع يصنعه الكبار ويتحكمون به في مصائر الناس وحياتهم وكل ما يخصهم.
أهم جملة قيلت في الفيلم تأتي في النهاية على لسان شريك غيتيس عندما يقول له "إنس الأمر، جيك، إنه الحي الصيني" وما أراد قوله هنا "لا تحزن يا صديقي، هذا واقع لا يمكن تغييره، ما باليد حيلة".
أثر الفيلم
مر ما يقارب من اربعين عاما على صدور هذا الفيلم ولكنه ما يزال يشد المشاهد حتى لو شاهده مرات عديدة. وتكمن قوته في أداء طاقم الفيلم بكل أفراده ثم في قصته التي لا تموت إلا بموت التحكم والتسلط والفساد، وهذا ما يجعله فيلما حقيقيا جدا.
تميز أيضا بموسيقى تصويرية رائعة وضعها مؤلفها جيري غولدسمث في عشرة أيام فقط. وحتى اليوم يعتبر هذا الفيلم مرجعا سينمائيا مهما يُدرَّس في مدارس السينما من ناحية البنية ومن ناحية الرموز التي يحويها.
مما يُذكر هنا أن جاك نيكلسون يظهر في كل مشهد فيه وأنه كان آخر فيلم أخرجه رومان بولانسكي في الولايات المتحدة إذ فرَّ بعدها في عام 1978 إلى فرنسا هاربا بعد اتهامه بالاعتداء على قاصر.
يُذكر أيضا أن فترة التصوير شهدت مشادات وتوتر بين مختلف الأطراف، مثلا بين بولانسكي ونيكلسون وبولانسكي ودانواي ثم بين نيكلسون وجون هيوستن، ولكنه انتهى ناجحا في النتيجة وما يزال هذا الفيلم مرجعا وتاريخا في مجال الفن السابع.
فئات الفيلم: غموض وإثارة وجريمة ونيو نوار ودراما.
من كلاسيكيات السينما
"الحي الصيني-China Town" إنتاج 1974
قصص الفساد لا تنتهي ولا ترتبط بزمان أو مكان معينيين لأنها تتوالد وتتكاثر ثم تنحسر لتعود قوية كما كانت، وربما لأنها ملازمة لتاريخ البشر على مر العصور.
قصتنا هذه تدور أحداثها في لوس آنجلس في عام 1937 عندما كانت المدينة في طور النمو وعندما أدرك ذوو العقول التسلطية أن السيطرة عليها تكمن في التحكم في ثلاثة قطاعات رئيسية هي الماء والعقارات والنقل.
قصة هذا الفيلم عن قطاع الماء وشخصياته الأساسية رجل متنفذ يتحكم بكل الآخرين بضمنهم الحكومة وجهاز الشرطة اسمه نوا كروس (يؤدي دوره جون هيوستن)، له إبنة عانت منه طوال حياتها اسمها ايفلين كروس (أدت دورها فاي دوناواي) ثم تخلصت منه بالزواج من رجل شريف يعمل في قطاع الماء أيضا. أما الشخصية الرئيسية في الفيلم فهو محقق خاص اسمه جيك غيتيس (يؤدي دوره جاك نيكلسون) يجد نفسه وسط صراع الماء ويبدأ بالكشف عن خطوط المأساة التي تعيشها المدينة شيئا فشيئا.
التقييم
يعتبر البعض أن هذا الفيلم هو أفضل ما أنتجته السينما على الإطلاق ومع ذلك ورغم ترشحه لـــ 11 جائزة أوسكار، لم يحصل إلا على جائزة أوسكار واحدة ذهبت للنص الذي كتبه روبرت تاون بالتعاون مع المخرج رومان بولانسكي.
وأهم ما يميز هذا الفيلم هو أن نيكلسون صنع هنا شخصية محقق خاص لم تكن مطروقة في السينما حتى ذلك الوقت ولكنه لم يكررها ولم يؤد مثلها بعد ذلك إلا في فيلم واحد هو "إثنان باسم جيك - The Two Jakes" إنتاج 1990، الذي أريد له أن يكون جزء ثانيا من فيلم "الحي الصيني" وكان من إخراج نيكلسون نفسه ولكنه لم يصل إلى مستواه على الإطلاق.
على صعيد الفئة ينتمي هذا الفيلم إلى مجموعة أفلام النوار أو النيو نوار ونقول نيو لأن أفلام النوار انتهت موجتها في نهاية الخمسينات. وعندما ظهرت أفلام مشابهة لاحقا اعتبرت ضمن موجة النيو أو النوار الجديدة رغم أن الاختلاف كبير بين الألوان التي نراها في هذا الفيلم والظلال التي تميز أفلام النوار.
ومع ذلك، هذا فيلم جريمة من فئة النيو نوار تدور أغلب أحداثه في الشوارع عكسا لأفلام النوار التقليدية، ولكنه يشترك مع الفئة الأم بكونه عن جرائم تحكم وتسلط يمارسها زعيم عصابة يسيطر على كل مخارج الحياة ومداخلها في حيه أو مدينته ويقتل ويحرق ويدمر حسب الرغبة والحاجة وما يعتبره في حكم الضروري. وهنا يظهر هيوستن في دور نوا الذي لا يرتدع عن أي شيء ولا يحترم أحدا ولا حتى أفراد أسرته وقد أبدع في تجسيد هذا الدور بكل حركاته وإيماءاته وطريقة تحريك رأسه ونظراته.
لماذا الحي الصيني
اختار الكاتب والمخرج هذا الإسم لغرض واحد لا علاقة له بالأحياء الصينية المنتشرة في مختلف مدن الولايات المتحدة حيث يقطن الصينيون ويعيشون حياتهم بطريقتهم الخاصة دون إزعاج الآخرين.
وقع الاختيار على التسمية لأنه رمز لأمور تحدث ولا يفهم كثيرون كيف تحدث ومن يقف وراءها لأن الأغلبية لا ترى سوى النتائج. ثم أيضا لأن الاسم يرمز إلى حال لا يمكن تغييره على الإطلاق مهما بذل الخيرون من جهود ومهما حاولوا إصلاح الأمور. الحي الصيني هنا هو رديف واقع يصنعه الكبار ويتحكمون به في مصائر الناس وحياتهم وكل ما يخصهم.
أهم جملة قيلت في الفيلم تأتي في النهاية على لسان شريك غيتيس عندما يقول له "إنس الأمر، جيك، إنه الحي الصيني" وما أراد قوله هنا "لا تحزن يا صديقي، هذا واقع لا يمكن تغييره، ما باليد حيلة".
أثر الفيلم
مر ما يقارب من اربعين عاما على صدور هذا الفيلم ولكنه ما يزال يشد المشاهد حتى لو شاهده مرات عديدة. وتكمن قوته في أداء طاقم الفيلم بكل أفراده ثم في قصته التي لا تموت إلا بموت التحكم والتسلط والفساد، وهذا ما يجعله فيلما حقيقيا جدا.
تميز أيضا بموسيقى تصويرية رائعة وضعها مؤلفها جيري غولدسمث في عشرة أيام فقط. وحتى اليوم يعتبر هذا الفيلم مرجعا سينمائيا مهما يُدرَّس في مدارس السينما من ناحية البنية ومن ناحية الرموز التي يحويها.
مما يُذكر هنا أن جاك نيكلسون يظهر في كل مشهد فيه وأنه كان آخر فيلم أخرجه رومان بولانسكي في الولايات المتحدة إذ فرَّ بعدها في عام 1978 إلى فرنسا هاربا بعد اتهامه بالاعتداء على قاصر.
يُذكر أيضا أن فترة التصوير شهدت مشادات وتوتر بين مختلف الأطراف، مثلا بين بولانسكي ونيكلسون وبولانسكي ودانواي ثم بين نيكلسون وجون هيوستن، ولكنه انتهى ناجحا في النتيجة وما يزال هذا الفيلم مرجعا وتاريخا في مجال الفن السابع.
فئات الفيلم: غموض وإثارة وجريمة ونيو نوار ودراما.