نصري الجوزي رائد الكتابة المسرحية في فلسطين
نصري الجوزي ولد في القدس وهجر إلى دمشق (مؤسسة الدراسات الفلسطينية)20/6/2024
كاتب مسرحي فلسطيني، ولد في القدس عام 1908، أسهم في تأسيس عدد من الفرق التي شكلت نهضة ثقافية في فلسطين، شغل عدة وظائف محليا ودوليا، حصل على وسام القدس للثقافة والفنون عام 1990، وتوفي في دمشق عام 1996.
المولد والنشأة
ولد نصري الجوزي عام 1908 في مدينة القدس، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة المطران "سانت جورج"، وأحرز دبلوم الصحافة من لندن عام 1935.
درّس اللغة العربية في عدد من مدارس القدس مدة 25 عاما قبل النكبة عام 1948، ثم هجر إلى مدينة دمشق رفقة زوجته وابنتيه.
وأكمل مسيرته في التعليم هناك، ثم عاد لاحقا إلى القدس لاستئناف دوره التربوي والمسرحي.
التجربة المسرحية
بدأ الجوزي الكتابة المسرحية أواخر العشرينيات من القرن الماضي، مستوحيا موضوعاته من التراث العربي والإسلامي ومن الحالة الاجتماعية المحيطة، ذلك بأنه كان واسع الاطلاع على الكتب المتعلقة بالعرب وتاريخهم.
انخرط الجوزي في الكتابة المسرحية انطلاقا من ملاحظته أن فلسطين بحاجة إلى حركة مسرحية، فأخذ في تأليف المسرحيات، وإشراك طلابه في تمثيلها.
تأثر نصري الجوزي بمعلمه الأديب والمترجم الفلسطيني خليل بيدس، الذي حرص على انتقاء مسرحيات توائم البيئة الفلسطينية، وفي عام 1925 شارك الجوزي في تمثيل رواية "السموأل" (1909) لأنطون الجميّل.
وكان الجوزي من رواد النهضة الفنية المسرحية في فلسطين، وفي حوار منشور معه قال إن "أربعة عوامل أسهمت في تلك النهضة، وهي: المدارس الوطنية والأجنبية، والفرق المصرية التي كانت تزور فلسطين بين عامي 1925 و1932، والإذاعات، والأندية والجمعيات الفلسطينية".
ووفقا للجوزي اتسم المسرح الفلسطيني آنذاك بالوطنية ومعاداة الاستعمار، وكان تقدميا من الناحية الاجتماعية، ورغم ذلك لم يكن إيجاد ممثلات إناث أمرا سهلا، ومن كن يوافقن على الالتحاق بالتمثيل، كن يشترطن العمل وفق ضوابط اجتماعية.
لم تعرف فلسطين يوما فرقا بين مسيحي ومسلم، الأمر الذي انعكس على اختيارات الجوزي الفلسطيني المسيحي المسرحية.
اشترك في
النشرة البريدية الأسبوعية: سياسة
حصاد سياسي من الجزيرة نت لأهم ملفات المنطقة والعالم.
اشترك الآن
عند قيامكم بالتسجيل، فهذا يعني موافقتكم على سياسة الخصوصية للشبكة
محمي بخدمة reCAPTCHA
فقد أعد كثيرا من المسرحيات عن شخصيات إسلامية، وبين عامي 1939 و1943 علم القرآن الكريم لطلابه.
إسهامه المسرحي
عام 1928 أسس فرقة الجوزي المسرحية، وعام 1936 أسس فرقة الجوزي الإذاعية، التي مثلت عبر إذاعتي القدس والشرق الأدنى في يافا نحو 120 فصلا تمثيليا، مدة الواحد منها نصف ساعة، وكانت أول من أذاع فصولا تمثيلية، وعام 1948 أسس فرقة الشعلة الإذاعية في دمشق.
ومن أبرز المسرحيات التي قدمتها فرقته "فؤاد وليلى"، "لا أبيع أرضي أو تراث الآباء"، و"شبح الأحرار"، و"الشموع المحترقة"، وحققت الأخيرتان نجاحا كبيرا.
عرضت مسرحية "شبح الأحرار" أول مرة عام 1935 في القدس، وتدور أحداثها حول رجل ينوي بيع قطعة أرض لمستوطنين، ولما علم ابنه الذي كان طالبا في الجامعة الأميركية في بيروت، عاد إلى فلسطين ليمنع البيع.
وفي أثناء الحوار بين الأب والابن، يظهر لهما كل من عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وصلاح الدين الأيوبي، وذكروا الأب بتضحياتهم لتأسيس مملكة عربية قوية وتغلبهم على الروم والفرس، فعدل أخيرا عن البيع.
وبعد عرض المسرحية، تعرض الجوزي للاعتقال على يد سلطات الانتداب البريطاني.
كان الجوزي شديد الحرص على نشر الوعي الوطني تجاه مسألة بيع الأراضي، فعالجها في تلك المسرحية التي عرضت لاحقا في إربد وعمان بالأردن، كما باعها إلى البنك العربي الذي وزعها وشجع على تمثيلها في القرى الفلسطينية.
وكتب بين عامي 1932 و1948 "جابر عثرات الكرام"، و"أنا لا أحارب من أجل عمر"، و"عيد الأم"، و"الطرف الثالث"، و"عمر بن الخطاب والعجوز"، و"ذكاء قاض".
صدرت مجموعته المسرحية الأولى عام 1970 في دمشق، وتألفت من ثلاثة فصول، وكانت بعنوان "العدل أساس الملك"، تلتها مجموعة ثانية عام 1971، بعنوان "فلسطين لن ننساك".
ومن نتاجه المسرحي بعد النكبة "عيد الجلاء"، و"حطموا الأصنام" التي تتناول حياة عمر بن الخطاب وصحبه قبل الإسلام، و"وفاء الأصحاب"، و"الأطفال المشردون" التي تحكي عن أطفال فلسطين ولبنان وفيتنام وروديسيا والزنوج في الولايات المتحدة الأميركية.
إسهامات غير مسرحية
تولى الجوزي تحرير مجلة البطريركية للسريان الأرثوذكس في القدس، كما كان أمين سر اتحاد المعلمين الفلسطينيين للمدارس الخاصة في البلاد.
وبين عامي 1925 و1930 أسهم في تأسيس النادي الرياضي العربي في القدس، وشارك في تأسيس الاتحاد العام لكرة القدم.
وبين عامي 1956 و1967 تولى الإشراف على مطبوعات الإعلام الأميركي، وأثناءها أشرف على ترجمة ومراجعة ما يزيد عن 150 كتابا في الأدب والعلم والتاريخ والسياسة والمسرح.
وكتب عددا من القصص القصيرة، منها:
- امرأة وامرأة.
- البطل المجهول.
- وراء الباب
- ضغط الدم.
- ذكرى وانتقام.
- عودة المغترب.
- أنا وطالبتي.
وله أيضا مؤلفان في التاريخ هما:
- تاريخ المسرح الفلسطيني (1918- 1948).
- تاريخ الإذاعة الفلسطينية (1936-1948).
توفي الجوزي يوم 17 أغسطس/آب 1996 في العاصمة السورية دمشق.
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية