من قصص أرض البرمة :
قصة هنية ام الغولات السبعة
كانت عائلة من ربايع الظهرة تعيش في الصحراء الظهراوية ويرتحل نجعهم بالغنم والابل من مكان إلى مكان أين توجد الأبار و الكلاء وكانت في تلك العائلة طفلة أعطاها الله جمال خلاب والحكمة والعقل وكانت نسوة المنطقة يغيرو منها و حاقدين عليها وعندما كبرت تزوجها ابن شيخ القبيلة فزداد كره النسوة لها وقلن كيف ابن الڨايد يترك بناتنا ويتزوج هنية الزوالية.
ومرت الأيام فكلما حملت هنية في بطنها، قمن بسحرها فيسقط الحمل وعندما وصلت للحمل الرابع إختفت عليهن حتى وصلت إلى 7 بنات، فرجعت إلى المنطقة وشأت الأقدار أن يتوفى زوجها في إحد غارات الغزو التي كانت كثيرا ماتحدث في تلك المنطقة ، فسأت حالتها وبقين النسوة يكيدن لها كل الكيد فكل مرة تتوفى لها بنت حتى ماتت كل بناتها. فذهب عقلها وأصيبت بالجنون ثم رحلت إلى الصحراء إلى وجهة غير معروفة واختفت.
فخرج اهل المنطقة يبحثون عنها شمال النجع اي شمال البرمة ، فتوقف أثرها ضواحي بئر ليس ببعيد عن طريق بير الذر حاليا.
ومرت الايام والشهور والسنين ونسيت القصة لأن الميت أو المختفي يوم بعد يوم ينسى ويبقى مجرد ذكرة.
وفي أحد الايام كانت قافلة تسير ونزلت عند البئر ليلا فقالوا نبيت هنا فبدؤوا بطهي العشاء وعندما أرادو الاكل سمعوا صوت بنات صغار يلعبن حول أمهن فتوجه أحدهم إليهن وقال من أنتن فردت عليه الإمرأة إنها هنية تريد الذهاب إلى أهلها ولكن دخل الليل ولا تستطيع أن تواصل السير وسوف تكمل طريقها صباحا.
فقال لها الصباح امشي ورانا وسنوصلك.
وهكذا في الصباح تمشي وراهم هي وبناتها ولكن تعجبوا كيف هؤلاء البنات لا يأكلن ولا يشربن وعندما وصلو إلى منطقة لاتبعد عن نجع هنية، قالوا لها اكملوا طريقكم فنجعكم ليس بعيد من هنا، ونحن متجهين ضواحي البرمة و البنادير.
فذهبوا وتركوهم، وبدأت هنية بالإنتقام من النسوة التي كن سبب في جنونها وموت بناتها
فاستقرت قرب النجع.
وفي إحدى الليالي كانت إمرأة تبيت وحدها فسمعت صوت التصفيق وبنات صغار يقلن:
يا خطارة سيدي عابد يا موشومة يا مرومة يافلانة.
يذكرن إسمها فتخرج فلا تجد أحد ومن الخوف تسقط جنينها.
وكانت هنية وبناتها الصغار لا تظهر لهن.
وهكذا أعادت الحادثة مع كل حامل من أعدائها وبناتهن المتزوجات.
فكثر الحديث عن الواقعة ودخل الخوف للمنطقة والبحث عن البنات واين يختفين.
وفي ليلة من الليالي خرجت زعيمة النسوة إلى البئر فظهرت لها هنية فصرخت وقالت سامحيني فأغمي عليها، وفي الصباح إستيقضت وقد أصابها الجنون وتقول مش مني هنية سامحيني واعادت الكرة لباقي النسوة فمنهن من صدم ومنهن من أصيب بمرض.
وفي احد الايام دخلت تلك القافلة إلى المنطقة وجلسوا فقال أحدهم كيف حال هنية وبناتها السبع فرد عليه أحدهم اي هنية فقد اختفت منذ سنوات.
فقال لا نحن في المرة الماضية احضرنا هنية ومعاها بناتها السبع فوقف من الفزع وقال أين تركتموها فقالو هنا ليس ببعيد.
وفي ذلك الوقت كان هناك شيخ كبير إمام يسكن مزار علي بالخزان المتواجدة في اقليم البرمة بين البنادير وكولاص طريق البرمة و الدبداب وكان وقتها نجت قافلة من الموت والعطش و كانت ضمن القافلة إمرأة حفيدة علي بالخزان فدعت الله أن ينقذهم ، و بعدها أمطرت السماء ، فقام بعدها أصحاب القافلة بالحفر بير و بالبناء مزارة علي بن خزان لشكر حفيدته على دعائها المقبول و إنقاضهم ولليوم مزالت هذه المزارة تحمل نفس الاسم.
فتصلوا بالشيخ الإمام القائم على مزارة وذهب معهم إلى مكانها وتقدم منها وهو يقرأ القرآن فسألها وحكت له قصة ظلم النسوة لها فطلب منها مغادرة المنطقة فاختفت فقالت ابنتها إلى أين يا أمي فقالت:
يا بنت لا تشتكين الوم
انا هنيه لجل ما يلحقك لوم
ان كان ماجتني عليك الحميه
ما عاد لي في باقي العمر ملزوم
نامي وخلي كل همن عليا
مالله خلق هالجفن لسهاد وهموم
لا تندهيلي واصلك بليى
لو نكسر قلوب ونزعل خشوم.
ورجع الشيخ الإمام إلى النسوة وقال لهن الظلم ظلمات يوم القيامة وطلب منهن الاستغفار و التوبة والصلاة.
لليوم مازال البعض يقول نسمعوا أصوات بنات تلعب في احد ابيار بئر الظهرة.