معلومات عن تمثال الحرية.
تمثال الحرية تمثال الحرية (بالإنجليزية: Statue of Liberty) هو نصب شاهق تمّ نحته في مدينة باريس من قِبل النحّات الفرنسي فريديريك بارتولدي بمساعدة المهندس غوستاف إيفل الذي أشرف على بناء الهيكل الحديدي، واستقرّ هذا التمثال في أرض الولايات المتحدة بعد أن قدّمته فرنسا كهدية بمناسبة الذكرى المئوية لاستقلال أمريكا، وقد تمّ افتتاحه أمام الزوّار والسيّاح في عام 1886م،
[١] ويظهر تصميم التمثال على هيئة امرأة تحمل شُعلةً في يدها اليُمنى، وفي يدها الأخرى لوحة تحمل تاريخ الرابع من تموز عام 1776م، وهو تاريخ إعلان استقلال الولايات المتحدة.
[٢] موقع تمثال الحرية:
يوجد تمثال الحرية الشهير في الولايات المتحدة الأمريكية على خليج مدينة نيويورك، وتحديداً في جزيرة الحرية (بالإنجليزية: Liberty Island) الواقعة عند مدخل الخليج،
[٢] مقابل الطرف الجنوبي لجزيرة مانهاتن، ضمن الولاية الإقليمية لولاية نيويورك، على الرغم من وجود تمثال الحرية في مياه ولاية نيو جيرسي، ويجدر بالذكر أنّ جزيرة الحرية تبلغ مساحتها 0.05كم² فقط.
[٣] تاريخ تمثال الحرية:
إنشاء تمثال الحرية ظهرت فكرة إنشاء نُصب تمثال الحرية لأول مرّة في عام 1865م، وذلك من قِبل الفرنسي إدوارد دي لابولاي، حيث اقترح أن يتمّ إنشاء نصب تذكاري لتقديمه للولايات المتحدة الأمريكية، وبالفعل تمّ تكليف النحات فريديريك أوغست بارتولدي بوضع تصميم للتمثال على أن يتمّ الانتهاء منه في عام 1876م بالتزامن مع الذكرى المئوية لإعلان استقلال أمريكا،
[٤] وقد موّلت الجهات الأمريكية القاعدة الحجرية للتمثال التي يبلغ ارتفاعها 27م، والتي تحتوي على لوحة برونزية منقوش عليها قصيدة من تأليف الشاعرة الأمريكية إيما لازاروس، أمّا هيكل التمثال فكان من تمويل الجانب الفرنسي.
[٥] سعت كلّ من فرنسا والولايات المتحدة إلى مواجهة التحديات المادية للبناء من خلال جمع الأموال من الفعاليات الفنية، والمزادات، والتبرعات، والرسوم العامة، وتحقيق حملة التمويل الجماعي في الولايات المتحدة، حيث تمّ نشر أسماء المتبرعين في إحدى الصحف؛ لتشجيع الشعب على تمويل المشروع، وقد تمّ شحن التمثال من فرنسا إلى الولايات المتحدة عبر المحيط الأطلسي في 350 قطعة منفردة.
[٥] تاريخ جزيرة الحرية اكتمل بناء قاعدة تمثال الحرية المصنوعة من الجرانيت وذات الشكل النجمي ضمن جدران الـ "Fort Wood" في عام 1812م؛ ليتمّ وضع هيكل التمثال عليها، وقد وُكّلت مسؤولية تمثال الحرية إلى هيئة منارة الولايات المتحدة (بالإنجليزية: The United States Lighthouse Board) منذ افتتاحه حتّى عام 1901م، وتحقّق الإعلان الفعلي أنّ تمثال الحرية والـ "Fort Wood" يُمثّلان نصباً تذكاريّاً وطنيّاً في الخامس عشر من شهر تشرين الأول من عام 1924م.
[٤] انتقلت مسؤولية إدارة التمثال إلى دائرة المتنزهات الوطنية بعد عام 1933م، كما تمّ تعديل نطاق جزيرة بيدلو (بالإنجليزية: Bedloe's Island) في السابع من شهر أيلول من عام 1937م، والتي تمّ تغيير اسمها إلى جزيرة الحرية (بالإنجليزية: Liberty Island)، وفي الحادي عشر من شهر أيار من عام 1965م تمّ ضمّ جزيرة إيليس (بالإنجليزية: Ellis Island) لتُصبح جزءاً من نُصب تمثال الحُرية الوطني، بالإضافة إلى أنّها أصبحت تحت إدارة خدمة المتنزهات الوطنية حالها كحال جزيرة الحرية.
[٤] ترميم تمثال الحرية ظهرت الحاجة إلى وجود أعمال الصيانة والترميم لتمثال الحرية، فكلّف رئيس الولايات المتحدة رونالد ريغان رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات السيد لي إياكوكا بإدارة أعمال جمع الأموال والتبرعات من القطاع الخاص لترميم التمثال، وتحقّقت الشراكة بين إدارة المتنزهات الوطنية ومؤسسة تمثال جزيرة الحرية-إيليس، ونتج عن هذه الشراكة بين القطاعين الخاص والعام ما مجموعه نحو 87 مليون دولار لتبدأ أعمال الترميم في عام 1984م.
[٤] تمّ تشكيل اللجنة المشرفة على ترميم التمثال من مهندسين مدنيين ومعماريين فرنسيين وأمريكيين، حيث أقاموا السقالات، وبدأ العُمّال بإصلاح الثقوب الموجودة في الهيكل، وإزالة طبقات الدهان القديمة على الهيكل الحديدي الداخلي، كما تمّ استبدال قضبان التسليح الحديدية بقضبان أخرى فولاذية مقاومة للصدأ، بالإضافة إلى استبدال الجزء العلوي المتضرّر من الشعلة بجزء آخر طبق الأصل عن الجزء القديم، وبقيت أعمال الترميم مستمرةً حتّى أُعيد افتتاح التمثال أمام العامة في الخامس من شهر تموز من عام 1986م.
[٤] تمثال الحرية وأصوله المصرية:
التقى المصمم والنحات الفرنسي بارتولدي -الذي صمّم تمثال الحرية الشهير- مع الخديوي المصري عام 1867م، واقترح عليه أن يتمّ بناء نصب مميّز عند مدخل قناة السويس، وبالفعل عاد النحات بارتولدي بعد عامين إلى مصر مصطحباً معه تصميماً لتمثال ضخم على شكل امرأة، لكنّ مجموعة أسباب حالت دون تنفيذ المشروع في مصر؛ فعرض بارتولدي تصميمه على الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1871م، وتمّ تنفيذ المشروع على أرض الواقع فيما بعد، حيث تمّ الكشف عنه أمام الجميع في عام 1886م.
[٦] تصميم تمثال الحرية:
هيكل تمثال الحرية يوجد ما يُقارب 250,000 رطل من الحديد في هيكل تمثال الحرية، كما يوجد إطار من الحديد من المسلّح خلف الهيكل الخارجي وبتصميم مشابه له يتكوّن من نحو 1300 قضيب حديدي بسُمك حوالي 1.6 سم، وعرض 5.1 سم، وبوزن يبلغ نحو 9.07 كغم، بالإضافة إلى ما يُقارب 80 طنّاً من الصفائح النحاسية بسُمك يبلغ 0.61 سم على شكل 300 قطعة، وقد تمّ وصل الصفائح مع بعضها البعض من خلال عملية الطرق.
[٧] يضمّ هيكل التمثال من الداخل درجاً حلزونيّاً مزدوجاً يصل إلى أعلى الهيكل الذي يقوم على أربع قواعد متصلة بتسع دعامات أفقية وأقواس متقاطعة مائلة، ويتمّ ربط القشرة النحاسية للهيكل مع حديد التسليح باستخدام 1500 وصلة نحاسية على شكل حرف "U"، وقد عزل المهندسون مناطق تقاطع النحاس مع الحديد بطبقة من الحرير الصخري لمنع تآكل المعدنين، مع مراعاة إمكانية الحركة الحرّة للمعادن المنفصلة لتُلائم مختلف الظروف الجوية، مثل التغيّرات الحاصلة في درجات الحرارة.
[٧] أبعاد تمثال الحرية:
تبلغ كتلة تمثال الحرية الكليّة 225 طنّاً، ويصل محيط خصر هيكل التمثال إلى 10.67م، أمّا ارتفاعه الكلي من القاعدة السفلية حتّى الطرف العلوي من الشعلة فيبلغ 93م و15سم، والارتفاع بين كعب مُجسّم المرأة حتّى قمّة رأسها فيبلغ 33.83م و15سم،
[٨]كما يبلغ الارتفاع بين أعلى القاعدة والطرف العلوي من الشعلة 46.05م، وتبلغ المسافة بين الأرض وقاعدة التمثال 46.94م، أمّا طول كف يد المرأة فيبلغ 5م، وطول الذراع اليمنى 12.80م، أمّا عرضها فيبلغ 3.66م، وطول أصبع السبابة 2.44م، والمسافة بين أسفل الذقن وأعلى الجمجمة تبلغ 5.26م، وعرض الرأس 3.05م، أمّا عين التمثال فيبلغ عرضها 0.76م، وطول الأنف 1.37م، وعرض الفم 0.91م، كما يبلغ طول اللوحة التي تُمسكها المرأة 7.19م، أمّا عرضها فيصل إلى 4.14م، في حين يبلغ سُمكه 0.61م.
[٩] لون تمثال الحرية:
يظهر تمثال الحرية الشهير باللون الأخضر المزرق حاليّاً، لكنّه ظهر باللون البني اللامع مثل لون عُملة البنس المعدنية عندما تمّ افتتاحه لأول مرّة في عام 1886م، وبقي على ذلك حتّى تحوّل لونه إلى الأخضر في عام 1906م، ويعود السبب في تغيّر لون التمثال إلى وجود المئات من الرقائق النحاسية التي تُغطّي السطح الخارجي لهيكله، ومع مرور الزمن تفاعلت هذه الرقائق النحاسية مع الهواء، ونتج عن هذا التفاعل تشكّل طبقة كيميائية تُسمّى الزنجار (بالإنجليزية: Verdigris)، حيث تُساهم هذه الطبقة في حماية الهيكل المعدني لتمثال الحرية من عوامل التآكل والضرر الناتج من الظروف الجوية، لذلك تكون مجسمات البرونز، والنحاس العادي، والنحاس الأصفر ذات متانة وصلابة ومقاومة لمختلف المؤثّرات الخارجية.
[١٠] القيمة الرمزية لتمثال الحرية:
يحظى تمثال الحرية بقيمة رمزية كبيرة؛ فقد تمّ تقديمه من فرنسا لأمريكا تعبيراً على قوة التحالف التاريخي بين الدولتين، وهو يرمز إلى هجرة السكّان من مختلف أرجاء العالم إلى الولايات المتحدة، بالإضافة إلى دلالته على الحرية، والسلام، وحقوق الإنسان، ومحاربة ظاهرة الرق، وتأكيد الديمقراطية،
[١] حيث تُشير الشعلة :
في تمثال الحرية إلى أنّ تحقيق الحرية لا يُمكن إلا بوجود النور والضوء؛ فرؤية الحرية ومعرفة أنّها موجودة ما هو إلّا سبيل نحو تحقيقها، كما يُمكن مشاهدة التاج أعلى رأس المرأة في تمثال الحرية، وهو تاج مكوّن من سبعة رؤوس مُدببة، وفي ذلك إشارة إلى البحار السبع حول العالم، والقارات السبعة المُكوّنة للكرة الأرضية، ويُراد من ذلك أنّ الحرية فكرة عالمية يجب أن تتواجد في كافة أرجاء دول العالم، ويدل هذا التاج أو الإكليل أيضاً على أشعة الشمس، وفيه إشارة إلى تمثال رودس الذي كان يُعتبر إله الشمس خلال العصور القديمة.
[١١] يُشير كتاب القوانين:
الذي تحمله المرأة في يدها، والذي يظهر عليه تاريخ الرابع من تموز لعام 1776م إلى أنّ الأنظمة والقوانين تُساهم في حماية الحرية، كما فيه استحضار لقصة سيدنا موسى التوراتية، والتي تحمل وصايا الله العشرة المكتوبة على لوح من جبل سيناء،
[١١] أمّا الرداء الذي ترتديه المرأة في التمثال:
فهو يُشير إلى آلهة الحرية الرومانية، وفيه دلالة على الرجوع إلى مُثُل الحقبة القديمة؛ فهو يُشبه الرداء الذي كان يُلبس في روما واليونان القديمة، بالإضافة إلى ذلك يظهر قيد مكسور عند أقدام تمثال الحرية، وفيه دلالة على تحرّر الولايات المتحدة الأمريكية من القمع السياسي لقارة أوروبا.
[١١] تسلّق تمثال الحرية:
يحظى تمثال الحرية بشعبية كبيرة عند زوّار مدينة نيويورك الأمريكية، ويُمكن للزوار القيام بتجربة رائعة بالصعود إلى التاج الضخم الذي يعلو رأس التمثال، حيث يُمكن لهم شراء التذاكر المُخصصة لذلك وحجزها قبل الوصول إلى الجزيرة،
[١٢] وعند الوصول إلى التمثال يُمكن الدخول من القاعدة التي يرتكز عليها تمثال الحرية، وصعود 377 درجةً عبر درج حلزوني مُزدوج ضيّق بعرض يصل إلى 46سم للوصول إلى قمة التاج في الأعلى، منها 146 درجةً من أعلى قاعدة التمثال حتّى التاج الذي يحتوي على صفّ من النوافذ التي يتمّ فتحها وإغلاقها في أوقات مُحددة، والتي تُتيح للزوّار رؤية الكتاب الذي تحمله المرأة وشعرها كذلك، بالإضافة إلى مشاهدة المناظر الطبيعية الخلّابة لأفق المدينة، ومناطق بروكلين، ومانهاتن السفلى، وجزيرة ستاتن، وجسر فيرازانو، وغيرها من معالم ومناطق مدينة نيويورك الأمريكية.
[١٣] متحف تمثال الحرية تمّ افتتاح متحف تمثال الحرية لأول مرّة في الحادي عشر من شهر أيلول لعام 2001م، ويضم المتحف قطعاً ومجموعاتٍ أثريةً تُعبّر عن تاريخ التمثال الشهير، ويُمكن للزوّار والسيّاح الدخول إلى المتحف دون الحاجة إلى تصاريح أمنية تقييدية، أو حجوزات وتذاكر إضافية، ويتكوّن هذا المتحف الغني بمقتنياته من ثلاثة معارض رئيسية؛ وهي: "Immersive Theater"، و"Engagement Gallery"، و"Inspiration Gallery"، ويضمّ كلّ من هذه المعارض طرقاً تفاعليةً من شأنها تثقيف الزوّار وإلهامهم بتمثال الحرية، ومن الجدير ذكره أنّ متحف تمثال الحرية يحظى سنوياً بزيارة ما يُقارب من 4.3 مليون زائر.
[١٤] النسخ المماثلة لتمثال الحرية حول العالم أثار تمثال الحرية منذ أن تمّ إنشاؤه في مدينة نيويورك إعجاب الكثيرين حول العالم، فقد حاول الكثيرون بناء تمثال مشابه له، ومن التماثيل المشابهة له ما يأتي:
[١٥] تمثال الحرية في أوديبا:
يوجد هذا التمثال في أوديبا على خليج طوكيو في اليابان، فهو يُشبه التمثال الأصلي وتُحيط به المناظر الخلّابة من كلّ اتجاه، وقد تمّ إنشاؤه في عام 1998م بطول 11.89م؛ دلالةً على قوة العلاقات بين فرنسا واليابان.
تمثال الحرية في بوردو:
تضم مدينة بوردو الفرنسية تمثالاً مشابهاً لتمثال الحرية الأصلي، وقد تمّ إنشاؤه عام 1888م من قِبل النحّات بارتولدي، لكنّ هذا التمثال تعرّض للعديد من الأضرار والحرائق عبر تاريخه الطويل.
تمثال الحرية في فيزنيس:
تضم قرية فيزنيس النرويجية الصغيرة تمثال حرية مشابه لذلك المتواجد في نيويورك لكنّه أصغر حجماً، ويُمثّل هذا التمثال أحد أبرز المعالم في القرية النرويجية.
تمثال الحرية في لافيف:
توجد مدينة لافيف في أوكرانيا، وهي تضم تمثال حرية بتصميم مميّز، حيث تظهر المرأة جالسةً وعلى جانبيها رجلان، ويتواجد هذا التمثال في متحف الدولة للإثنوغرافيا، وتمّ تصميمه من قِبل النحّات البولندي لياندرو ماركوني.
تمثال الحرية لسلفادور دالي:
يوجد هذا التمثال الرائع في فاسكويل الفرنسية، وهو من تصميم الفنان سلفادور دالي في عام 1972م، ويختلف في تصميه عن التمثال الأصلي برفع المرأة لشعلتين في كلتا يديها.
نموذج تمثال الحرية الأصلي:
تضم مدينة باريس الفرنسية نسخةً طبق الأصل عن تمثال الحرية في نيويورك، ويتواجد هذا التمثال في متحف "Musée des Arts et Métiers"، وهو من تصميم النحّات فريديريك بارتولدي.
تمثال الحرية في ريو دي جانيرو:
يضمّ حيّ بانجو في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية تمثال حرية، وقد تمّ إنشاؤه في عام 1899م؛ احتفالاً بالذكرى السنوية لاستقلال البلاد.
تمثال الحرية المُركّب:
يوجد هذا التمثال في مدينة بيلوند الدنماركية، ويُشبه في تصميه لعبة التركيب (بالإنجليزية: Lego)، وقد مثّل واحداً من المعالم البارزة في المدينة.
تمثال الحرية في عرابة:
يوجد هذا التمثال في مدينة عرابة في فلسطين، ويبلغ طوله 4.57م، ويُعتبر من المعالم السياحية البارزة في المدينة.
قبر الـ 72 شهيد:
يوجد هذا المعلم في مدينة غوانزو الصينية، ويشتمل على 72 قبراً لأشخاص ماتوا خلال الثورة في أوائل القرن العشرين، وتمّ إنشاء تمثال حرية في ذلك المكان تعبيراً عن النضال من أجل الحرية.
تمثال الحرية تمثال الحرية (بالإنجليزية: Statue of Liberty) هو نصب شاهق تمّ نحته في مدينة باريس من قِبل النحّات الفرنسي فريديريك بارتولدي بمساعدة المهندس غوستاف إيفل الذي أشرف على بناء الهيكل الحديدي، واستقرّ هذا التمثال في أرض الولايات المتحدة بعد أن قدّمته فرنسا كهدية بمناسبة الذكرى المئوية لاستقلال أمريكا، وقد تمّ افتتاحه أمام الزوّار والسيّاح في عام 1886م،
[١] ويظهر تصميم التمثال على هيئة امرأة تحمل شُعلةً في يدها اليُمنى، وفي يدها الأخرى لوحة تحمل تاريخ الرابع من تموز عام 1776م، وهو تاريخ إعلان استقلال الولايات المتحدة.
[٢] موقع تمثال الحرية:
يوجد تمثال الحرية الشهير في الولايات المتحدة الأمريكية على خليج مدينة نيويورك، وتحديداً في جزيرة الحرية (بالإنجليزية: Liberty Island) الواقعة عند مدخل الخليج،
[٢] مقابل الطرف الجنوبي لجزيرة مانهاتن، ضمن الولاية الإقليمية لولاية نيويورك، على الرغم من وجود تمثال الحرية في مياه ولاية نيو جيرسي، ويجدر بالذكر أنّ جزيرة الحرية تبلغ مساحتها 0.05كم² فقط.
[٣] تاريخ تمثال الحرية:
إنشاء تمثال الحرية ظهرت فكرة إنشاء نُصب تمثال الحرية لأول مرّة في عام 1865م، وذلك من قِبل الفرنسي إدوارد دي لابولاي، حيث اقترح أن يتمّ إنشاء نصب تذكاري لتقديمه للولايات المتحدة الأمريكية، وبالفعل تمّ تكليف النحات فريديريك أوغست بارتولدي بوضع تصميم للتمثال على أن يتمّ الانتهاء منه في عام 1876م بالتزامن مع الذكرى المئوية لإعلان استقلال أمريكا،
[٤] وقد موّلت الجهات الأمريكية القاعدة الحجرية للتمثال التي يبلغ ارتفاعها 27م، والتي تحتوي على لوحة برونزية منقوش عليها قصيدة من تأليف الشاعرة الأمريكية إيما لازاروس، أمّا هيكل التمثال فكان من تمويل الجانب الفرنسي.
[٥] سعت كلّ من فرنسا والولايات المتحدة إلى مواجهة التحديات المادية للبناء من خلال جمع الأموال من الفعاليات الفنية، والمزادات، والتبرعات، والرسوم العامة، وتحقيق حملة التمويل الجماعي في الولايات المتحدة، حيث تمّ نشر أسماء المتبرعين في إحدى الصحف؛ لتشجيع الشعب على تمويل المشروع، وقد تمّ شحن التمثال من فرنسا إلى الولايات المتحدة عبر المحيط الأطلسي في 350 قطعة منفردة.
[٥] تاريخ جزيرة الحرية اكتمل بناء قاعدة تمثال الحرية المصنوعة من الجرانيت وذات الشكل النجمي ضمن جدران الـ "Fort Wood" في عام 1812م؛ ليتمّ وضع هيكل التمثال عليها، وقد وُكّلت مسؤولية تمثال الحرية إلى هيئة منارة الولايات المتحدة (بالإنجليزية: The United States Lighthouse Board) منذ افتتاحه حتّى عام 1901م، وتحقّق الإعلان الفعلي أنّ تمثال الحرية والـ "Fort Wood" يُمثّلان نصباً تذكاريّاً وطنيّاً في الخامس عشر من شهر تشرين الأول من عام 1924م.
[٤] انتقلت مسؤولية إدارة التمثال إلى دائرة المتنزهات الوطنية بعد عام 1933م، كما تمّ تعديل نطاق جزيرة بيدلو (بالإنجليزية: Bedloe's Island) في السابع من شهر أيلول من عام 1937م، والتي تمّ تغيير اسمها إلى جزيرة الحرية (بالإنجليزية: Liberty Island)، وفي الحادي عشر من شهر أيار من عام 1965م تمّ ضمّ جزيرة إيليس (بالإنجليزية: Ellis Island) لتُصبح جزءاً من نُصب تمثال الحُرية الوطني، بالإضافة إلى أنّها أصبحت تحت إدارة خدمة المتنزهات الوطنية حالها كحال جزيرة الحرية.
[٤] ترميم تمثال الحرية ظهرت الحاجة إلى وجود أعمال الصيانة والترميم لتمثال الحرية، فكلّف رئيس الولايات المتحدة رونالد ريغان رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات السيد لي إياكوكا بإدارة أعمال جمع الأموال والتبرعات من القطاع الخاص لترميم التمثال، وتحقّقت الشراكة بين إدارة المتنزهات الوطنية ومؤسسة تمثال جزيرة الحرية-إيليس، ونتج عن هذه الشراكة بين القطاعين الخاص والعام ما مجموعه نحو 87 مليون دولار لتبدأ أعمال الترميم في عام 1984م.
[٤] تمّ تشكيل اللجنة المشرفة على ترميم التمثال من مهندسين مدنيين ومعماريين فرنسيين وأمريكيين، حيث أقاموا السقالات، وبدأ العُمّال بإصلاح الثقوب الموجودة في الهيكل، وإزالة طبقات الدهان القديمة على الهيكل الحديدي الداخلي، كما تمّ استبدال قضبان التسليح الحديدية بقضبان أخرى فولاذية مقاومة للصدأ، بالإضافة إلى استبدال الجزء العلوي المتضرّر من الشعلة بجزء آخر طبق الأصل عن الجزء القديم، وبقيت أعمال الترميم مستمرةً حتّى أُعيد افتتاح التمثال أمام العامة في الخامس من شهر تموز من عام 1986م.
[٤] تمثال الحرية وأصوله المصرية:
التقى المصمم والنحات الفرنسي بارتولدي -الذي صمّم تمثال الحرية الشهير- مع الخديوي المصري عام 1867م، واقترح عليه أن يتمّ بناء نصب مميّز عند مدخل قناة السويس، وبالفعل عاد النحات بارتولدي بعد عامين إلى مصر مصطحباً معه تصميماً لتمثال ضخم على شكل امرأة، لكنّ مجموعة أسباب حالت دون تنفيذ المشروع في مصر؛ فعرض بارتولدي تصميمه على الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1871م، وتمّ تنفيذ المشروع على أرض الواقع فيما بعد، حيث تمّ الكشف عنه أمام الجميع في عام 1886م.
[٦] تصميم تمثال الحرية:
هيكل تمثال الحرية يوجد ما يُقارب 250,000 رطل من الحديد في هيكل تمثال الحرية، كما يوجد إطار من الحديد من المسلّح خلف الهيكل الخارجي وبتصميم مشابه له يتكوّن من نحو 1300 قضيب حديدي بسُمك حوالي 1.6 سم، وعرض 5.1 سم، وبوزن يبلغ نحو 9.07 كغم، بالإضافة إلى ما يُقارب 80 طنّاً من الصفائح النحاسية بسُمك يبلغ 0.61 سم على شكل 300 قطعة، وقد تمّ وصل الصفائح مع بعضها البعض من خلال عملية الطرق.
[٧] يضمّ هيكل التمثال من الداخل درجاً حلزونيّاً مزدوجاً يصل إلى أعلى الهيكل الذي يقوم على أربع قواعد متصلة بتسع دعامات أفقية وأقواس متقاطعة مائلة، ويتمّ ربط القشرة النحاسية للهيكل مع حديد التسليح باستخدام 1500 وصلة نحاسية على شكل حرف "U"، وقد عزل المهندسون مناطق تقاطع النحاس مع الحديد بطبقة من الحرير الصخري لمنع تآكل المعدنين، مع مراعاة إمكانية الحركة الحرّة للمعادن المنفصلة لتُلائم مختلف الظروف الجوية، مثل التغيّرات الحاصلة في درجات الحرارة.
[٧] أبعاد تمثال الحرية:
تبلغ كتلة تمثال الحرية الكليّة 225 طنّاً، ويصل محيط خصر هيكل التمثال إلى 10.67م، أمّا ارتفاعه الكلي من القاعدة السفلية حتّى الطرف العلوي من الشعلة فيبلغ 93م و15سم، والارتفاع بين كعب مُجسّم المرأة حتّى قمّة رأسها فيبلغ 33.83م و15سم،
[٨]كما يبلغ الارتفاع بين أعلى القاعدة والطرف العلوي من الشعلة 46.05م، وتبلغ المسافة بين الأرض وقاعدة التمثال 46.94م، أمّا طول كف يد المرأة فيبلغ 5م، وطول الذراع اليمنى 12.80م، أمّا عرضها فيبلغ 3.66م، وطول أصبع السبابة 2.44م، والمسافة بين أسفل الذقن وأعلى الجمجمة تبلغ 5.26م، وعرض الرأس 3.05م، أمّا عين التمثال فيبلغ عرضها 0.76م، وطول الأنف 1.37م، وعرض الفم 0.91م، كما يبلغ طول اللوحة التي تُمسكها المرأة 7.19م، أمّا عرضها فيصل إلى 4.14م، في حين يبلغ سُمكه 0.61م.
[٩] لون تمثال الحرية:
يظهر تمثال الحرية الشهير باللون الأخضر المزرق حاليّاً، لكنّه ظهر باللون البني اللامع مثل لون عُملة البنس المعدنية عندما تمّ افتتاحه لأول مرّة في عام 1886م، وبقي على ذلك حتّى تحوّل لونه إلى الأخضر في عام 1906م، ويعود السبب في تغيّر لون التمثال إلى وجود المئات من الرقائق النحاسية التي تُغطّي السطح الخارجي لهيكله، ومع مرور الزمن تفاعلت هذه الرقائق النحاسية مع الهواء، ونتج عن هذا التفاعل تشكّل طبقة كيميائية تُسمّى الزنجار (بالإنجليزية: Verdigris)، حيث تُساهم هذه الطبقة في حماية الهيكل المعدني لتمثال الحرية من عوامل التآكل والضرر الناتج من الظروف الجوية، لذلك تكون مجسمات البرونز، والنحاس العادي، والنحاس الأصفر ذات متانة وصلابة ومقاومة لمختلف المؤثّرات الخارجية.
[١٠] القيمة الرمزية لتمثال الحرية:
يحظى تمثال الحرية بقيمة رمزية كبيرة؛ فقد تمّ تقديمه من فرنسا لأمريكا تعبيراً على قوة التحالف التاريخي بين الدولتين، وهو يرمز إلى هجرة السكّان من مختلف أرجاء العالم إلى الولايات المتحدة، بالإضافة إلى دلالته على الحرية، والسلام، وحقوق الإنسان، ومحاربة ظاهرة الرق، وتأكيد الديمقراطية،
[١] حيث تُشير الشعلة :
في تمثال الحرية إلى أنّ تحقيق الحرية لا يُمكن إلا بوجود النور والضوء؛ فرؤية الحرية ومعرفة أنّها موجودة ما هو إلّا سبيل نحو تحقيقها، كما يُمكن مشاهدة التاج أعلى رأس المرأة في تمثال الحرية، وهو تاج مكوّن من سبعة رؤوس مُدببة، وفي ذلك إشارة إلى البحار السبع حول العالم، والقارات السبعة المُكوّنة للكرة الأرضية، ويُراد من ذلك أنّ الحرية فكرة عالمية يجب أن تتواجد في كافة أرجاء دول العالم، ويدل هذا التاج أو الإكليل أيضاً على أشعة الشمس، وفيه إشارة إلى تمثال رودس الذي كان يُعتبر إله الشمس خلال العصور القديمة.
[١١] يُشير كتاب القوانين:
الذي تحمله المرأة في يدها، والذي يظهر عليه تاريخ الرابع من تموز لعام 1776م إلى أنّ الأنظمة والقوانين تُساهم في حماية الحرية، كما فيه استحضار لقصة سيدنا موسى التوراتية، والتي تحمل وصايا الله العشرة المكتوبة على لوح من جبل سيناء،
[١١] أمّا الرداء الذي ترتديه المرأة في التمثال:
فهو يُشير إلى آلهة الحرية الرومانية، وفيه دلالة على الرجوع إلى مُثُل الحقبة القديمة؛ فهو يُشبه الرداء الذي كان يُلبس في روما واليونان القديمة، بالإضافة إلى ذلك يظهر قيد مكسور عند أقدام تمثال الحرية، وفيه دلالة على تحرّر الولايات المتحدة الأمريكية من القمع السياسي لقارة أوروبا.
[١١] تسلّق تمثال الحرية:
يحظى تمثال الحرية بشعبية كبيرة عند زوّار مدينة نيويورك الأمريكية، ويُمكن للزوار القيام بتجربة رائعة بالصعود إلى التاج الضخم الذي يعلو رأس التمثال، حيث يُمكن لهم شراء التذاكر المُخصصة لذلك وحجزها قبل الوصول إلى الجزيرة،
[١٢] وعند الوصول إلى التمثال يُمكن الدخول من القاعدة التي يرتكز عليها تمثال الحرية، وصعود 377 درجةً عبر درج حلزوني مُزدوج ضيّق بعرض يصل إلى 46سم للوصول إلى قمة التاج في الأعلى، منها 146 درجةً من أعلى قاعدة التمثال حتّى التاج الذي يحتوي على صفّ من النوافذ التي يتمّ فتحها وإغلاقها في أوقات مُحددة، والتي تُتيح للزوّار رؤية الكتاب الذي تحمله المرأة وشعرها كذلك، بالإضافة إلى مشاهدة المناظر الطبيعية الخلّابة لأفق المدينة، ومناطق بروكلين، ومانهاتن السفلى، وجزيرة ستاتن، وجسر فيرازانو، وغيرها من معالم ومناطق مدينة نيويورك الأمريكية.
[١٣] متحف تمثال الحرية تمّ افتتاح متحف تمثال الحرية لأول مرّة في الحادي عشر من شهر أيلول لعام 2001م، ويضم المتحف قطعاً ومجموعاتٍ أثريةً تُعبّر عن تاريخ التمثال الشهير، ويُمكن للزوّار والسيّاح الدخول إلى المتحف دون الحاجة إلى تصاريح أمنية تقييدية، أو حجوزات وتذاكر إضافية، ويتكوّن هذا المتحف الغني بمقتنياته من ثلاثة معارض رئيسية؛ وهي: "Immersive Theater"، و"Engagement Gallery"، و"Inspiration Gallery"، ويضمّ كلّ من هذه المعارض طرقاً تفاعليةً من شأنها تثقيف الزوّار وإلهامهم بتمثال الحرية، ومن الجدير ذكره أنّ متحف تمثال الحرية يحظى سنوياً بزيارة ما يُقارب من 4.3 مليون زائر.
[١٤] النسخ المماثلة لتمثال الحرية حول العالم أثار تمثال الحرية منذ أن تمّ إنشاؤه في مدينة نيويورك إعجاب الكثيرين حول العالم، فقد حاول الكثيرون بناء تمثال مشابه له، ومن التماثيل المشابهة له ما يأتي:
[١٥] تمثال الحرية في أوديبا:
يوجد هذا التمثال في أوديبا على خليج طوكيو في اليابان، فهو يُشبه التمثال الأصلي وتُحيط به المناظر الخلّابة من كلّ اتجاه، وقد تمّ إنشاؤه في عام 1998م بطول 11.89م؛ دلالةً على قوة العلاقات بين فرنسا واليابان.
تمثال الحرية في بوردو:
تضم مدينة بوردو الفرنسية تمثالاً مشابهاً لتمثال الحرية الأصلي، وقد تمّ إنشاؤه عام 1888م من قِبل النحّات بارتولدي، لكنّ هذا التمثال تعرّض للعديد من الأضرار والحرائق عبر تاريخه الطويل.
تمثال الحرية في فيزنيس:
تضم قرية فيزنيس النرويجية الصغيرة تمثال حرية مشابه لذلك المتواجد في نيويورك لكنّه أصغر حجماً، ويُمثّل هذا التمثال أحد أبرز المعالم في القرية النرويجية.
تمثال الحرية في لافيف:
توجد مدينة لافيف في أوكرانيا، وهي تضم تمثال حرية بتصميم مميّز، حيث تظهر المرأة جالسةً وعلى جانبيها رجلان، ويتواجد هذا التمثال في متحف الدولة للإثنوغرافيا، وتمّ تصميمه من قِبل النحّات البولندي لياندرو ماركوني.
تمثال الحرية لسلفادور دالي:
يوجد هذا التمثال الرائع في فاسكويل الفرنسية، وهو من تصميم الفنان سلفادور دالي في عام 1972م، ويختلف في تصميه عن التمثال الأصلي برفع المرأة لشعلتين في كلتا يديها.
نموذج تمثال الحرية الأصلي:
تضم مدينة باريس الفرنسية نسخةً طبق الأصل عن تمثال الحرية في نيويورك، ويتواجد هذا التمثال في متحف "Musée des Arts et Métiers"، وهو من تصميم النحّات فريديريك بارتولدي.
تمثال الحرية في ريو دي جانيرو:
يضمّ حيّ بانجو في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية تمثال حرية، وقد تمّ إنشاؤه في عام 1899م؛ احتفالاً بالذكرى السنوية لاستقلال البلاد.
تمثال الحرية المُركّب:
يوجد هذا التمثال في مدينة بيلوند الدنماركية، ويُشبه في تصميه لعبة التركيب (بالإنجليزية: Lego)، وقد مثّل واحداً من المعالم البارزة في المدينة.
تمثال الحرية في عرابة:
يوجد هذا التمثال في مدينة عرابة في فلسطين، ويبلغ طوله 4.57م، ويُعتبر من المعالم السياحية البارزة في المدينة.
قبر الـ 72 شهيد:
يوجد هذا المعلم في مدينة غوانزو الصينية، ويشتمل على 72 قبراً لأشخاص ماتوا خلال الثورة في أوائل القرن العشرين، وتمّ إنشاء تمثال حرية في ذلك المكان تعبيراً عن النضال من أجل الحرية.