كبيرُ الخدَم The Butler

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كبيرُ الخدَم The Butler

    كبيرُ الخدَم The Butler
    الممثل الأمريكي " فورست ويتكر " الذي مثل شخصية الديكتاتور الأوغندي " إيدي أمين " في فيلم ( آخر ملوك سكوتلندا ) فنال عنه جائزة الأوسكار لأفضل ممثل في دور رئيس عام 2006 ، كان يستحق الجائزة ذاتها عن دوره المذهل في فيلم ( كبير الخدم ) عام 2013 .
    فهذا واحدٌ من أعظم الأفلام التي تناولت موضوعة العنصرية في الولايات المتحدة خلال حقبة الخمسينيات و الستينيات من القرن العشرين ، حين اتخذت هذه العنصرية شكلها العلني شبه الرسمي الذي وضع رؤساء أمريكا في حالة من الحيرة و الحرج بين ضغط الشارع العنصري و وظيفة الرئيس كراعٍ لجميع مواطنيه بلا تمييز .
    و هذا الفيلم الذي أخرجه الأمريكي الأسود " لي دانييلز " كتب السيناريو له " داني سترونغ ، إعتماداً على كتابٍ للكاتب " ويل هيجود " بعنوان ( كبير الخدم : شاهدٌ على التاريخ ) الذي يتناول فيه سيرة كبير الخدم في البيت الأبيض " يوجين ألن " الذي لم تكن وسائل الإعلام قد إلتفتت إليه طوال العقود التي عمل خلالها في هذا البيت .
    أحداث الفيلم تبدأ من عام 2009 ، أي بعد أن فاز " باراك أوباما " ـ كأول أسود ـ بمنصب رئيس الولايات المتحدة بعد 200 عام من إضطهاد السود و إحتقارهم و إذلالهم في هذه البلاد . و لولب الفيلم يتمثل في شخصية " يوجين ألن " الذي يظهر في الفيلم بإسم " سيسيل جاينز " الذي يروي سيرة حياته و عمله كخادم في البيت الأبيض منذ العام 1952 و قد عاصر ثمانية رؤساء ، إبتداءً بالرئيس " ترومان " و إنتهاءً بالرئيس " ريغان " . و خلال هذه الدورات من الحكم يرصد " سيسيل " تطورات السياسة الداخلية الأمريكية من خلال مرصد الفتى الذي فتح عينيه و قد وجد نفسَهُ إبناً لعبدٍ يعمل في حقول القطن لدى أبيض مستهترٍ في الجنوب ، هذا الأبيض يعتدي على والدته و يقتل أباه ، فيجد الصبيُ نفسه مضطراً الى الهرب ، تاركاً أمه التي أصابها الجنون ، ليهيم على وجهه حتى يجد نفسه عاملاً في محل للمعجنات بعد محاولة السطو عليه ، فتتدرج خطواته حتى ينتهي به الأمر خادماً في البيت الأبيض ، و قد عاصر غزو ( خليج الخنازير ) للإطاحة بنظام الرئيس الكوبي " فيدل كاسترو " من قبل المعارضين الكوبيين ، و تداعيات هذه المحاولة التي قادت الى أزمة الصواريخ التي وضعت العالم على حافة حرب نووية ، و عاصر حرب فييتنام و أغتيال الرئيس " جون كنيدي " و حركة إحتجاجات السود و اغتيال الزعيم الأسود " مارتن لوثر كينغ " .. و غيرها من الأحداث الجـِسام .
    و مثلما وجد الرؤساء أنفسهم في حالة من الحيرة و الحرج بين ضغط الشارع العنصري و وظيفة الرئيس كراعٍ لجميع مواطنيه بلا تمييز ، فقد وجد " سيسيل " نفسه في الحالة ذاتها بين عذاباته كمواطن أسود عديم الحيلة تجاه أبناء جلدته السود و بين خدمته و واجب إخلاصة لرؤسائه البيض الذين لم يفعّـلوا سلطاتهم الدستورية للمساواة بين الرعية ، و قد كان شاهداً على مقتل الرئيس " جون كنيدي " عام 1963 إثر خطابه الذي إشتمّ منه العنصريون رائحة التعاطف مع السود .
    " سيسيل " الذي هرب من العبودية بحثاً عن حياة مستقرة سليمة ، كوّن عائلةً من زوجته " غلوريا " ( لعبت دورها الإعلامية التلفزيونية الشهيرة " أوبرا وينفري " ) التي أنجبت له ولدين كلاهما يسعى الى تأكيد مواطنته المخلصة بطريقته الخاصة ، الإبن " لويس " الذي يلتحق بجامعة ( فيسك ) يعمل على تحقيق الحقوق المدنية و يلتحق بمنظمة ( الفهود السود ) ، ولكنه عندما يكتشف أنها تتجه نحو العنف لتحقيق المساواة يغادرها ليواصل دراسته فيحصل على شهادة الماجستير في العلوم السياسية و من ثم ليفوز بمقعد في الكونغرس ، أما شقيقه " تشارلي " فـ ( يخدم ) أمريكا من خلال حرب فييتنام ليعود في هيأة جثمان .
    جسدت أدوار البطولة في هذا الفيلم نخبة من الممثلين المعروفين ، ولكن البطولة الخفية ــ بعد الممثل العظيم " فورست ويتكر " ــ إنما كانت للماكياج المذهل الذي تلاعب بملامحه و ملامح " أوبرا وينفري " و " دايفيد أويلويو " الذي لعب دور الإبن " لويس " . و قد مثّلت الى جانب هؤلاء نخبة ٌ من الممثلين المعروفين ، مثل " روبن ويليامز " في دور الرئيس " آيزنهاور " و " جين فوندا " التي ظهرت في دورٍ قصير مثلت فيه شخصية السيدة الأولى " نانسي ريغان " و " كوبا جونج جونيور " في دور الخادم " كارتر ويلسون " .. و غيرهم .
    فيلم ( كبير الخدم The Butler ) ، الذي يستغرق ساعتين و 12 دقيقة ، فيلم مهم و مؤثر و جميل ، و يستحق أكثر من مشاهدة .. بتروٍّ و تأمل .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
يعمل...
X