إيقاعات بصرية تتراقص على أروقة غاليري الأطرقجي في بغداد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إيقاعات بصرية تتراقص على أروقة غاليري الأطرقجي في بغداد

    إيقاعات بصرية تتراقص على أروقة غاليري الأطرقجي في بغداد


    الفنان أحمد عبدالحميد يهتم بلغة تصوير الأجساد المتشابكة مع بعضها البعض في جميع لوحاته كتعبير عن التزاوج الإنساني الاجتماعي.
    الجمعة 2024/06/14

    إيقاعات بصرية متوازنة

    بغداد - على أروقة غاليري الأطرقجي للفنون في بغداد أقام خمسة فنانين معرضهم المشترك تحت عنوان “إيقاعات بصرية”، سبعة أعمال لكل فنان، حيث اختلفت القياسات والأحجام، وتنوعت الموضوعات والأساليب، إلا أن جميعها صبت في بوتقة الإيقاعات البصرية البهية التي تتوازن نوعا ما من نوتات الإيقاعات الموسيقية التي تشنف الأسماع.

    هذه التجارب الخمس هي ضمن العشرات من التجارب التشكيلية المهمة التي ظهرت في الآونة الأخيرة، والتي تبشر بعودة اللوحة العراقية الصحيحة وبعافية وصحة الفن في العراق، بالرغم من المأساة والفوضى التي تحدث في البلاد.

    فقد قدم الفنان محمد جاسم الزبيدي تجربته المغمسة بالألوان الشفافة؛ إذ تقترب أعماله من العفوية والتصرفات الطفولية، حيث اعتمد على الخطوط والقياسات اليدوية الانسيابية دون الاهتمام بالحسابات الهندسية، وذلك من أجل منح مسحة من التعاطف والاندماج في الموضوع نفسه. إنها تجربة متميزة حقا بأسلوب رائع!

    أما تجربة الفنان حيدر شنين اللامي، التي هي ناتجة أصلا من تجربة متواصلة ومثمرة منذ مدة طويلة، فهي تستلهم من عالم النساء أكثر مما تستلهمه من عالم الرجال، وقد يكون سبب ذلك أن عالم النساء هو عالم مستمد من العواطف القلبية والاستئثار بصور أجسادهن الرشيقة المتميزة، وجمال وجوههن، فضلاً عن حكاياتهن وأساطيرهن الخرافية المتفردة. وفي الأسلوب استقر الفنان شنين نوعا ما على ما خرج به من معطف المدرسة البغدادية الخالدة.



    وتتوارث الفنانة فلورا تركي تجربتها الفنية وبعضا من أسلوبها من مدرسة والدها الفنان الرائد تركي عبدالأمير المتميزة بالألوان الشرقية الحارة وما يجاورها من ضربات لونية أخرى هنا وهناك. وهي ترسم باختزال لوني مكثف جدا، بعيدا عن التشخيصية التي قد تخلخل بناء عملها. وقد تميزت أعمالها بوجود قرص القمر الذي يهيمن على سطح اللوحة وهو محاط باللون الأصفر تارة، وتارة أخرى يفرض اللون الأصفر كاملاً على القرص.

    أما أسلوب الفنان كريم الدوسري فيتميز بغنائية لونية وكأنها مشاهد بانورامية ملونة، حيث تتمازج جميع الألوان مع بعضها البعض، في عملية تركيبية وكأنها خلطة كيميائية، لتنتج منها بالتالي موضوعات إنسانية عامة، كأنها حوار بين فتاتين بواسطة آلتيْ الناي والكمان أو حوار بين عاشقين أو حوار مع فتاة وخلوتها أو حوار في سوق.

    ويهتم الفنان أحمد عبدالحميد بلغة تصوير الأجساد المتشابكة مع بعضها البعض في جميع لوحاته كتعبير عن التزاوج الإنساني الاجتماعي، موظفا فيها الألوان الشفافة الرمزية هنا وهناك، بعيدا عن ألوان البشرة المألوفة، ولكنه يغلفها بخط “آوت لاين” على محيط الجسدين، وكأنهما توأمان متلاصقان.




    علي إبراهـيم الدليمي
    كاتب عراقي
يعمل...
X