رائعة "ميل غيبسون" الخالدة : لجندي إختار السلام تحت رُكام الحرب الشنيعة"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رائعة "ميل غيبسون" الخالدة : لجندي إختار السلام تحت رُكام الحرب الشنيعة"

    "رائعة "ميل غيبسون" الخالدة : لجندي إختار السلام تحت رُكام الحرب الشنيعة"

    لم تكن الحروب يوماً إلّا بوتقة من نيران وأحقاد تصهر في مضامينها الأبرياء، وتقتل وتشرّد وتُشيع الآلام في النفوس قبل الأجساد، وكم من مُجبَر اقتيد عنوةً للمشاركة بها حاملاً سلاح الضيم بوجه من سمّتهم السياسة أعداء، واضعاً روحه على كفّه ،محتجباً عن الحقّ والحقيقة ضمن أعاصير الحرب المدمّرة، لكن قلّة قليلة ممن اختار جعل السلام محطته وحمل راياته البيضاء، مناشداً تطبيقه، مندّداً بكلّ ما يدعو للعنف حتّى لو كان على عدوه، والجميل أيضاً إن كان هذا الكلام قصّة واقعيّة حدثت فعلاً، وتم تجسيده في أهمّ أفلام الحرب الطويلة، والتي تنطوي على رسالة واضحة للعالم أجمع أنّ اللاعنف أقوى من الحروب، وتطبيق السلام هو القانون الناظم الذي يعيد صياغة هذا العالم وبناءه، هذه الرسالة ينقلها لنا المخرج ميل جيبسون في فيلمه Hacksaw Ridge الذي أنتج في عام 2016.
    نبذة عن الفيلم :

    (ديزموند ت. دوس) مُسعف في الجيش الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية، والذي خدم في معركة (أوكيناوا) رافضًا قتل البشر تحت أي مسمى حتى خلال الحرب، كما أصبح أول مستنكف سلمي رافض للقتل في تاريخ العسكرية الأمريكية يتسلم ميدالية الكونجرس الشرفية، حيث شارك خلال الحرب العالمية الثانية دون حمل بندقية.

    استطاع المخرج بالتعاون مع المهارة الفرديّة الإبداعيّة للممثّل أن يمتلك حرفة صوريّة هائلة مكّنته من أن يصنع من فيلمه ملحمة دراميّة، يصنّف من أهم أفلام الحرب، والتي بعبقريّته نقلها بتفاصيلها من معارك وأصوات القذائف وصور للدخان والمتفجرات إضافة لمشاهد القتل العنيفة وشلالات الدماء والأشلاء المتناثرة التي بدت وكأنّها حقيقة، حاملاً فيلمه لمنصّات التنافس العالميّة، ممرّراً دوافعه وأفكاره وتساؤلاتنا الخفيّة ومنها الدينيّة التي تجعلنا مندهشين حائرين وراء الأسباب التي تقف وراء البطل لجعله يحقّق السلام رغم مرارة الحرب.

    ترشّح الفيلم ست مرات لجوائز الأوسكار، كما نال جائزة المونتاج البصري الذي صوّر به آلة الحرب الدامية ووسائل القتل البشعة المستخدمة بطريقة مبهرة فنيّاً وفكريّاً ،إضافة لمجموعة من الجوائز الأخرى الكثيرة.

    كما حاز الفيلم على جوائز الأكاديميّة الأستراليّة للفنون السينمائيّة لفئات أفضل ممثل رئيسي للنجم “أندرو غارفيلد” وأفضل فيلم وأفضل ممثل مساعد ل”هوغو ويفنغ” وأفضل تصوير سينمائي، وأفضل إخراج للمخرج المبدع “ميل جيبسون”.

    إلى جانب فوزه بجائزة فيلم السنة من قبل معهد الفيلم الأمريكي، وحصل على جائزة أفضل ممثّل رئيسي ل”أندرو غارفيلد” من قبل جائزة اختيار النقاد، والمثير للاهتمام أنّ الفيلم خرج خالي الوِفاض من أيّة جائزة من جوائز الغولدن غلوب من أصل ثلاثة ترشيحات له.
يعمل...
X