ترقية مهمة لـ«سيري» مع إعلانات «أبل» الجديدة... إليك أبرز المزايا
«أبل» تسعى لجعل «سيري» قادراً على معالجة محسّنة للغة الطبيعية من حيث تحسين الصوت وفهم الكلام المتقطع (شاترستوك)
نُشر: 16:01-11 يونيو 2024 م ـ 05 ذو الحِجّة 1445 هـ
TT
20عندما طُرح «سيري» لأول مرة في عام 2011، سُوّق ذلك المساعد الذكي لمساعدة المستخدمين على إكمال المهام من خلال أوامر صوتية بسيطة. على مر السنوات، شهد «سيري» كثيراً من التحديثات، لكنه غالباً ما انتُقد بتراجعه عن المنافسين من حيث الأداء الوظيفي ورضا المستخدمين. لكن الآن قد تتغير قواعد اللعبة مع إطلاق «أبل إنتليجينس (Apple Intelligence)»؛ حيث من المتوقع أن يتلقى «سيري» أهم ترقية له حتى الآن.
عقدت «أبل» مؤتمرها السنوي للمطورين يوم الاثنين مقدمة أنظمة تشغيل جديدة وخاصية «إنتليجنس» للذكاء الاصطناعي (إ.ب.أ)
صُمم «Apple Intelligence»؛ المدعوم بـ«نماذج اللغات الكبيرة (LLMs)»، لجعل الأجهزة أكثر فائدة من خلال تمكين وظائف الذكاء الاصطناعي المتقدمة مباشرة على الجهاز. لا يعمل هذا الأسلوب على تحسين الأداء فحسب؛ بل يضمن أيضاً خصوصية المستخدم، حيث ينفَّذ معظم المعالجة محلياً وليس في السحابة. بالنسبة إلى المهام التي تتطلب قوة حسابية إضافية، تستفيد «أبل» من منصة «أبل برايفيت كومبيوت (Private Cloud Compute)» الخاصة بها، والتي تعمل على «أبل سيليكون (Apple Silicon)» لتوسيع القدرات بسلاسة مع الحفاظ على أمان بيانات المستخدم.
صوت أكثر طبيعية
يستطيع «سيري» الجديد الآن قبول الطلبات الصوتية والنصية، مما يعزز مرونته. يمكن للمستخدمين ببساطة النقر نقراً مزدوجاً أسفل الشاشة لكتابة استعلام، مما يجعل الوصول إلى «سيري» أكثر سهولة في المواقف المختلفة. كما يستطيع «سيري» تذكر التفاعلات السابقة، مما يسمح له بالبناء على الاستفسارات السابقة بدلاً من التعامل مع كل طلب على حدة. يتيح هذا الوعي السياقي إجراء مزيد من المحادثات الطبيعية والفعالة.
كما أصبح صوت «سيري» أكثر طبيعية، وذلك بفضل التقدم في معالجة اللغة. ويمكنه التعامل مع المقاطعات والتوقفات بشكل أكثر رشاقة، مما يضمن فهم استفسارات المستخدمين حتى لو تعثروا في كلماتهم. يعدّ هذا التحسين ضرورياً لإنشاء تجربة مستخدم أكثر سلاسة.
يمكن لـ«سيري» المحدَّث أن يتذكر الاستعلامات السابقة ويبني عليها لإجراء محادثات أكثر طبيعية (شاترستوك)
التفاعل مع الشاشة والتطبيقات
إحدى الميزات البارزة في «سيري» الجديد قدرته على التفاعل مع المحتوى الذي يظهر على الشاشة. على سبيل المثال؛ إذا تلقى المستخدم رسالة نصية تحتوي عنواناً، فيمكنه ببساطة أن يقول: «أضف عنواناً من نص (فُلان) إلى جهة الاتصال الخاصة به»، وسيكمل «سيري» المهمة. وتمتد هذه الوظيفة إلى الصور في تطبيق الصور، حيث يمكن للمستخدمين أن يطلبوا من «سيري» العثور على صور محددة بناءً على الأوصاف التفصيلية ثم تنفيذ الإجراءات على تلك الصور. لا تقتصر قدرات «سيري» المحسنة على تطبيقات «أبل» الأصلية... من خلال «App Intents API» يمكن لمطوري الطرف الثالث دمج وظائف «سيري» المتقدمة في تطبيقاتهم، مما يوسع نطاق المهام التي يمكن لـ«سيري» المساعدة فيها. مثلاً، يمكن لـ«سيري» استرداد معلومات محددة من تطبيقات مختلفة؛ سواء أكان خط سير رحلة طيران من تطبيق شركة طيران، أم مستنداً مهماً مخزناً في تطبيق تدوين الملاحظات.
تطبيقات عملية لـ«سيري»
خلال الكلمة الرئيسية لمؤتمر «دبليو دبليو دي سي (WWDC)» قدمت «أبل» كثيراً من العروض العملية التي سلطت الضوء على قدرات «سيري» الجديدة. وأظهر أحد العروض التوضيحية مستخدماً يسأل عن حالة رحلة أحد أفراد العائلة، التي استعادها «سيري» من تطبيق شركة الطيران، مع أوقات الهبوط المحدثة. ثم استفسر المستخدم عن خطط الغداء ووقت السفر من المطار إلى المطعم، مع توفير «سيري» بكل سهولة جميع التفاصيل الضرورية من خلال خرائط «أبل». مثال آخر مثير للإعجاب يتعلق بالبحث عن رقم رخصة القيادة؛ حيث طلب المستخدم من «سيري» العثور على رخصة القيادة الخاصة به، وبحث على الفور في الجهاز عن صورة للرخصة واستخرج الرقم لملء النموذج. يوضح هذا النوع من الوظائف قدرة «سيري» على تبسيط المهام اليومية بشكل كبير، مما يجعله أداة لا غنى عنها للمستخدمين.
ظهر بعض الانتقادات المتعلقة بدمج نماذج مثل «ChatGPT» بـ«سيري» تتعلق بالدقة والموثوقية (شاترستوك)
التحديات والتوجهات المستقبلية
على الرغم من أن التحسينات التي أُدخلت على «سيري» تعدّ واعدة، فإنه لا تزال هناك تحديات تجب معالجتها. يمكن أن يؤدي دمج نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة مثل «شات جي بي تي (ChatGPT)» في «سيري» إلى تعزيز قدراته، وفق رأي بعض المحللين. ويثير هذا مخاوف بشأن الدقة والموثوقية، حيث كان من المعروف أن أنظمة الذكاء الاصطناعي المبكرة تنتج استجابات غير دقيقة أو لا معنى لها أحياناً، وتشير هي إلى ذلك، طالبةً من المستخدمين «التحقق من المعلومات المولدة دائماً». هذا يعني أن التأكد من تقديم «سيري» استجابات موثوقة ومفيدة أمر بالغ الأهمية للحفاظ على ثقة المستخدم ورضاه.
التحدي الآخر يرتبط بالتوازن بين التطور السريع للذكاء الاصطناعي والاستدامة. من المعروف أن التزام «أبل» بتنفيذ معظم عمليات المعالجة على الجهاز مع الممارسات المستدامة، من خلال تقليل الحاجة إلى بنية تحتية سحابية واسعة النطاق. لا يحافظ هذا النهج على الطاقة فقط؛ بل يعزز أيضاً خصوصية البيانات، مما يخلق سيناريو مربحاً للمستخدمين والبيئة.
هل هو مستقبل واعد لـ«سيري» إذن؟
من دون شك؛ فإن آخر تحديثات «أبل» لـ«سيري» يمثل خطوة مهمة إلى الأمام في جعل الذكاء الاصطناعي أكثر سهولة وإفادة واستدامة. من خلال دمج قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة مباشرة في الأجهزة والتركيز على خصوصية المستخدم، تضع عملاقة التكنولوجيا معياراً جديداً لمساعدها الذكي. وتَعِدُ التحسينات التي أدخلت على «سيري» بتعزيز الإنتاجية وتبسيط المهام المعقدة، مما يجعلها جزءاً لا يتجزأ من حياة المستخدمين اليومية.
«أبل» تسعى لجعل «سيري» قادراً على معالجة محسّنة للغة الطبيعية من حيث تحسين الصوت وفهم الكلام المتقطع (شاترستوك)
- لندن: نسيم رمضان
نُشر: 16:01-11 يونيو 2024 م ـ 05 ذو الحِجّة 1445 هـ
TT
20عندما طُرح «سيري» لأول مرة في عام 2011، سُوّق ذلك المساعد الذكي لمساعدة المستخدمين على إكمال المهام من خلال أوامر صوتية بسيطة. على مر السنوات، شهد «سيري» كثيراً من التحديثات، لكنه غالباً ما انتُقد بتراجعه عن المنافسين من حيث الأداء الوظيفي ورضا المستخدمين. لكن الآن قد تتغير قواعد اللعبة مع إطلاق «أبل إنتليجينس (Apple Intelligence)»؛ حيث من المتوقع أن يتلقى «سيري» أهم ترقية له حتى الآن.
عقدت «أبل» مؤتمرها السنوي للمطورين يوم الاثنين مقدمة أنظمة تشغيل جديدة وخاصية «إنتليجنس» للذكاء الاصطناعي (إ.ب.أ)
صُمم «Apple Intelligence»؛ المدعوم بـ«نماذج اللغات الكبيرة (LLMs)»، لجعل الأجهزة أكثر فائدة من خلال تمكين وظائف الذكاء الاصطناعي المتقدمة مباشرة على الجهاز. لا يعمل هذا الأسلوب على تحسين الأداء فحسب؛ بل يضمن أيضاً خصوصية المستخدم، حيث ينفَّذ معظم المعالجة محلياً وليس في السحابة. بالنسبة إلى المهام التي تتطلب قوة حسابية إضافية، تستفيد «أبل» من منصة «أبل برايفيت كومبيوت (Private Cloud Compute)» الخاصة بها، والتي تعمل على «أبل سيليكون (Apple Silicon)» لتوسيع القدرات بسلاسة مع الحفاظ على أمان بيانات المستخدم.
صوت أكثر طبيعية
يستطيع «سيري» الجديد الآن قبول الطلبات الصوتية والنصية، مما يعزز مرونته. يمكن للمستخدمين ببساطة النقر نقراً مزدوجاً أسفل الشاشة لكتابة استعلام، مما يجعل الوصول إلى «سيري» أكثر سهولة في المواقف المختلفة. كما يستطيع «سيري» تذكر التفاعلات السابقة، مما يسمح له بالبناء على الاستفسارات السابقة بدلاً من التعامل مع كل طلب على حدة. يتيح هذا الوعي السياقي إجراء مزيد من المحادثات الطبيعية والفعالة.
كما أصبح صوت «سيري» أكثر طبيعية، وذلك بفضل التقدم في معالجة اللغة. ويمكنه التعامل مع المقاطعات والتوقفات بشكل أكثر رشاقة، مما يضمن فهم استفسارات المستخدمين حتى لو تعثروا في كلماتهم. يعدّ هذا التحسين ضرورياً لإنشاء تجربة مستخدم أكثر سلاسة.
يمكن لـ«سيري» المحدَّث أن يتذكر الاستعلامات السابقة ويبني عليها لإجراء محادثات أكثر طبيعية (شاترستوك)
التفاعل مع الشاشة والتطبيقات
إحدى الميزات البارزة في «سيري» الجديد قدرته على التفاعل مع المحتوى الذي يظهر على الشاشة. على سبيل المثال؛ إذا تلقى المستخدم رسالة نصية تحتوي عنواناً، فيمكنه ببساطة أن يقول: «أضف عنواناً من نص (فُلان) إلى جهة الاتصال الخاصة به»، وسيكمل «سيري» المهمة. وتمتد هذه الوظيفة إلى الصور في تطبيق الصور، حيث يمكن للمستخدمين أن يطلبوا من «سيري» العثور على صور محددة بناءً على الأوصاف التفصيلية ثم تنفيذ الإجراءات على تلك الصور. لا تقتصر قدرات «سيري» المحسنة على تطبيقات «أبل» الأصلية... من خلال «App Intents API» يمكن لمطوري الطرف الثالث دمج وظائف «سيري» المتقدمة في تطبيقاتهم، مما يوسع نطاق المهام التي يمكن لـ«سيري» المساعدة فيها. مثلاً، يمكن لـ«سيري» استرداد معلومات محددة من تطبيقات مختلفة؛ سواء أكان خط سير رحلة طيران من تطبيق شركة طيران، أم مستنداً مهماً مخزناً في تطبيق تدوين الملاحظات.
تطبيقات عملية لـ«سيري»
خلال الكلمة الرئيسية لمؤتمر «دبليو دبليو دي سي (WWDC)» قدمت «أبل» كثيراً من العروض العملية التي سلطت الضوء على قدرات «سيري» الجديدة. وأظهر أحد العروض التوضيحية مستخدماً يسأل عن حالة رحلة أحد أفراد العائلة، التي استعادها «سيري» من تطبيق شركة الطيران، مع أوقات الهبوط المحدثة. ثم استفسر المستخدم عن خطط الغداء ووقت السفر من المطار إلى المطعم، مع توفير «سيري» بكل سهولة جميع التفاصيل الضرورية من خلال خرائط «أبل». مثال آخر مثير للإعجاب يتعلق بالبحث عن رقم رخصة القيادة؛ حيث طلب المستخدم من «سيري» العثور على رخصة القيادة الخاصة به، وبحث على الفور في الجهاز عن صورة للرخصة واستخرج الرقم لملء النموذج. يوضح هذا النوع من الوظائف قدرة «سيري» على تبسيط المهام اليومية بشكل كبير، مما يجعله أداة لا غنى عنها للمستخدمين.
ظهر بعض الانتقادات المتعلقة بدمج نماذج مثل «ChatGPT» بـ«سيري» تتعلق بالدقة والموثوقية (شاترستوك)
التحديات والتوجهات المستقبلية
على الرغم من أن التحسينات التي أُدخلت على «سيري» تعدّ واعدة، فإنه لا تزال هناك تحديات تجب معالجتها. يمكن أن يؤدي دمج نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة مثل «شات جي بي تي (ChatGPT)» في «سيري» إلى تعزيز قدراته، وفق رأي بعض المحللين. ويثير هذا مخاوف بشأن الدقة والموثوقية، حيث كان من المعروف أن أنظمة الذكاء الاصطناعي المبكرة تنتج استجابات غير دقيقة أو لا معنى لها أحياناً، وتشير هي إلى ذلك، طالبةً من المستخدمين «التحقق من المعلومات المولدة دائماً». هذا يعني أن التأكد من تقديم «سيري» استجابات موثوقة ومفيدة أمر بالغ الأهمية للحفاظ على ثقة المستخدم ورضاه.
التحدي الآخر يرتبط بالتوازن بين التطور السريع للذكاء الاصطناعي والاستدامة. من المعروف أن التزام «أبل» بتنفيذ معظم عمليات المعالجة على الجهاز مع الممارسات المستدامة، من خلال تقليل الحاجة إلى بنية تحتية سحابية واسعة النطاق. لا يحافظ هذا النهج على الطاقة فقط؛ بل يعزز أيضاً خصوصية البيانات، مما يخلق سيناريو مربحاً للمستخدمين والبيئة.
هل هو مستقبل واعد لـ«سيري» إذن؟
من دون شك؛ فإن آخر تحديثات «أبل» لـ«سيري» يمثل خطوة مهمة إلى الأمام في جعل الذكاء الاصطناعي أكثر سهولة وإفادة واستدامة. من خلال دمج قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة مباشرة في الأجهزة والتركيز على خصوصية المستخدم، تضع عملاقة التكنولوجيا معياراً جديداً لمساعدها الذكي. وتَعِدُ التحسينات التي أدخلت على «سيري» بتعزيز الإنتاجية وتبسيط المهام المعقدة، مما يجعلها جزءاً لا يتجزأ من حياة المستخدمين اليومية.