"يودا" أكشن محبوك للقوات الخاصة الهندية في مواجهة الإرهاب الباكستاني
الفيلم يعتمد على تقنيات سردية لخلق الإثارة.
الاثنين 2024/06/10
ShareWhatsAppTwitterFacebook
قصة بطولية لحماية الأبرياء
تبقى الحبكة التي تروى بها القصة نقطة القوة لكل فيلم روائي، من دونها لا نجاح للعمل، كما أن تقنيات تقديم القصص وسردها متعددة والخيارات كثيرة أمام المخرج الذي يتخيّر منها الأنسب لعمله ولحبكته وتماسكه. الحبكة الجيدة والأساليب السردية المنتقاة بعناية هما اللتان ميزتا الفيلم الهندي “يودا”.
الرباط - تدور أحداث فيلم “يودا” ذي الإخراج المشترك بين شكار أوجها وساجار أمبر، حول اختطاف طائرة بواسطة مجموعة من الإرهابيين، فيقرر جندي سابق تنفيذ خطة محكمة لإنقاذ الركاب وإحباط مخططات المختطفين قبل فوات الأوان، حيث تتصاعد التوترات والمشاجرات في محاولة يائسة لإنقاذ الأبرياء وإعادة الهدوء إلى الطائرة، فيبدأ سباق محموم ضد الزمن للتصدي للإرهاب وإحباط مخططات المجرمين.
الفيلم من سيناريو ساجار أمبر، وبطولة كل من سيدهارث مالهوترا، راشي خانا، ديشا باتاني، تانوج فيرواني، كول رافي شارما وبراشانث جوسوامي.
قصة عبر الفلاش باك
حبكة درامية
تميزت الافتتاحية الأولى للفيلم بترتيب اللقطات والمشاهد، بدءا من المشهد الذي يظهر حياة ضابط شجاع يُدعى كاتيال (روني روي) مليئة بالأكشن، حيث تتضمن مهمته مواجهة الإرهابيين الذين كانوا يهددون الأمن والسلام، وبعد ترقيته ليصبح قائدا للفريق، يواصل كاتيال تأدية المهام بنجاح، لكنه يعود دائما للتأكد من سلامة ابنه أرون، الذي يحلم بالانضمام إلى الجيش مثل والده، إذ يقرر أرون (سيدهارث مالهوترا) بعد وفاة والده دخول الجيش وخوض مهمته على الحدود بين الهند وبنغلاديش، فيواجه خطر الإرهابيين ويتمكن من إحباط مخططاتهم، ومع ذلك ينجح الإرهابيون في اختطاف شخصية دبلوماسية، مما وضعه في موقف صعب.
يواصل الإيقاع الزمني للأحداث بسلاسة ومنطقية، مع احترام تسلسل اللقطات والمشاهد على مستوى الحوارات التبادلية والديكور والموسيقى التصويرية، خاصة في تكوين اللقطات التي تلي الافتتاحية، أي المشهد الذي يظهر فيه الإرهابيون وهم يتحدثون مع الحكومة ويهددون بقتل الرهائن.
يظهر ذكاء المخرج عندما وضع أرون الضابط في الجيش كرهينة للإرهابيين صدفة يتواصل من خلالها مع بريام زوجته المسؤولة في الجيش كرهينة وليس كزوج، إذ تحول أرون إلى المشكلة والحل في الوقت ذاته، لأن بريام (راشي خانا) زوجته تعرف أنه لا يخضع لأوامر الحكومة ويتمرد على أمور الجيش، وكانت بريام تثق به.
وفي مشهد تشويقي، يقوم أرون بأفضل ما يمكن عمله، حيث يخبرها بمعلومات عن الإرهابيين في مكالمة مشفرة دون أن يلفت الانتباه إلى الإرهابيين، وفي نفس السياق يحدث أرون حريقا لجعل الطائرة في وضع اضطراري للهبوط وإجلاء الركاب، ولكن يحدث عكس ما كان يخطط له، فتنطلق الطائرة ويفشل أرون في إنقاذ الركاب، فيتعرض للتوقيف من الخدمة العسكرية.
يستخدم المخرج تقنية الفلاش باك ببراعة في المكان المناسب عندما يعود أرون إلى المنزل وهو مشغول بذكرياته في الجيش، إذ تتلاحق المشاهد أمام عينيه كصور مؤلمة وسريعة، حيث يتذكر لحظات ارتدائه زي الجيش والتحديات التي واجهها خلال مهمته، وصعوبة فشله في تأمين السفير، وتبرز اللقطات كيف تتراكم الضغوط على أرون وتصطدم محاولاته اليائسة بجدران الرفض والاستنكار.
بعد هذه المشاهد يستعمل المخرج تقنية الفلاش فوروارد عندما نرى أرون مجددا في محاولة جديدة للبحث عن عمل أو استئناف قضيته، ولكن يبدو أن العالم بأسره يرفضه ويتحول ضده، حتى بريام التي كانت دائما إلى جانبه، تتخلى عنه ويبقى أرون يتصارع مع الوحدة والخذلان وهذه المشاهد شدت انتباه الجمهور.
خاتمة هندية
تتوالى الأحداث بإيقاع متسارع، ويصادف أرون فرصة جديدة للتحرك، وهو يتابع الأخبار بانتباه شديد، إذ يبحث عن فرصة لإثبات نفسه مرة أخرى كرجل أمن الطائرة، ولكن في المشهد الذي يكون فيه أرون داخل الطائرة تصبح الأمور مفاجئة وخطيرة، إذ ينقلب كل شيء رأسا على عقب بمجرد اكتشاف متفجرات في إحدى الحقائب التي ترن.
يجد أرون نفسه مجددا في مواجهة لحظات الحياة والموت، حيث تصل النقاط المحورية للقصة إلى ذروتها عندما يتمكن الإرهابيون من السيطرة على الطائرة، إذ يُظهر المخرج جمالية الصراع الداخلي لأرون وتضارب مشاعره بين المسؤولية واليأس، وبين الأمل الباهت والخوف المستمر، وذكريات والده والخوف من الوقوع في نفس الخطأ مرة أخرى.
تشير تقنية المونتاج إلى مستويات عالية من الإبداع والاحترافية، مما ساهم بشكل كبير في تعزيز القصة وإيصال الأفكار والمشاعر إلى الجمهور بسلاسة في اللقطات الغامضة التي لا يعرف المشاهدون أن أرون هو أملهم الوحيد في النجاة، ومن خلال مونتاج مشوق ومليء بالإثارة، يتم تقديم مهارة أرون في إقناع الحاملين للسلاح بأنه لا يريد سقوط الطائرة، وأن تصرفاتهم ستعرضهم لخطر بالغ، وبعد أن تأكدت القوات الهندية الخاصة من خطف الطائر، يبرز المونتاج الموازي تسليط الضوء على حالة التوتر المتصاعدة مع اقتراب الطائرة من باكستان واصطدامها بالمسجد، وبين أجهزة الأمن الهندية المواكبة للأحداث من بعيد.
المونتاج يكشف مستويات عالية من الإبداع ما ساهم في تعزيز القصة وإيصال الأفكار والمشاعر إلى الجمهور
تمكن أرون بمساعدة بريام من إبعاد القوات عن الطائرة في مشهد محوري يتخلله مونتاج سريع يعكس الفوضى والذعر اللذين يسيطران على الوضع، إذ يتخلل هذا المشهد حوار قوي بين أرون والقوات، حيث يوضح لهم أرون أن استمرار الخطف سيؤدي إلى كارثة أكبر، ومع تصاعد الأحداث نرى استخداما بارعا لتقنية القطع السريع خلال الشجار بين أرون والطيار، إذ تعزز هذه التقنية الإحساس بالتوتر والخطر المحيط وتتقلب الطائرة بسبب عدم وجود سائق ويتحول الصراع إلى مواجهة حياة أو موت في جزء الشحن من الطائرة.
تظهر تقنية التوازي أن الأحداث التي تدور في أجزاء مختلفة من الطائرة جاءت بأسلوب محبوك ومحكم يعزز الإحساس بتعدد الجبهات المفتوحة في الصراع وتزيد من التشويق، وفي المشهد الذي يحاول فيه أرون القبض على الطيار في الجزء السفلي من الطائرة، نرى استخداما ماهرا للمونتاج لخلق توتر بصري وعاطفي، إذ إن الانتقال السريع بين لقطات الاشتباك، ولقطات قناع الأكسجين، والسلك الكهربائي الذي يستخدمه أرون لإرباك الطيار، كلها عوامل تتكامل لتعكس التوتر والضغط النفسي اللذين يعانيهما أرون، وهنا تكمن أهمية المونتاج في إبراز التحول المفاجئ في الأحداث وزيادة التوتر في مشاهد ولقطات موازية تكمل بعضها البعض.
يتميز تكوين اللقطات باستخدام تقنيات متقدمة في حبكة الأكشن، خاصة في المشهد الذي تميل فيه الطائرة قليلا وتسقط المضيفة (ديشا باتاني) فينجح أرون في الإمساك بها والسيطرة على الوضع مؤقتا، إذ يبرز ترتيب الأحداث التحول السريع من الخطر إلى الأمل، ويزيد من حدة المشاعر لدى المشاهدين وخاصة عندما يتمكن أرون من مهاجمة الخصم وإنقاذ الموقف، إذ تتجلى براعة المونتاج في القدرة على نقل المشاهدين من لحظات التوتر الشديد إلى لحظات الانتصار بشغف وتعقب.
تختتم المشاهد الأخيرة بإيقاع متوسط أثناء المبارزة بين القائد الإرهابي وأرون الذي يواصل ضربه حتى ينهار، لكن أرون يهاجمه بدون استسلام حتى يطعنه، ولكن القائد لا يزال حيا ويستمر في استفزاز أرون، إذ إن هذا الأخير قرر أن يلقي المتفجرات على الإرهابي ويفجر المكان، وعندما يرى الناس أن المبنى ينفجر، يعتقدون أن أرون قد مات ويستمرون في البكاء حتى يظهر أرون من جديد كبطل في الجيش الهندي يحمل فلاش لعلم الهند، ويعانق بريام زوجته ويقول لها “انتهى الأمر، لقد سامحتك، يمكننا العيش معا من جديد”. وهكذا ينتهي الفيلم بخاتمة هندية بحتة.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
عبدالرحيم الشافعي
كاتب مغربي
الفيلم يعتمد على تقنيات سردية لخلق الإثارة.
الاثنين 2024/06/10
ShareWhatsAppTwitterFacebook
قصة بطولية لحماية الأبرياء
تبقى الحبكة التي تروى بها القصة نقطة القوة لكل فيلم روائي، من دونها لا نجاح للعمل، كما أن تقنيات تقديم القصص وسردها متعددة والخيارات كثيرة أمام المخرج الذي يتخيّر منها الأنسب لعمله ولحبكته وتماسكه. الحبكة الجيدة والأساليب السردية المنتقاة بعناية هما اللتان ميزتا الفيلم الهندي “يودا”.
الرباط - تدور أحداث فيلم “يودا” ذي الإخراج المشترك بين شكار أوجها وساجار أمبر، حول اختطاف طائرة بواسطة مجموعة من الإرهابيين، فيقرر جندي سابق تنفيذ خطة محكمة لإنقاذ الركاب وإحباط مخططات المختطفين قبل فوات الأوان، حيث تتصاعد التوترات والمشاجرات في محاولة يائسة لإنقاذ الأبرياء وإعادة الهدوء إلى الطائرة، فيبدأ سباق محموم ضد الزمن للتصدي للإرهاب وإحباط مخططات المجرمين.
الفيلم من سيناريو ساجار أمبر، وبطولة كل من سيدهارث مالهوترا، راشي خانا، ديشا باتاني، تانوج فيرواني، كول رافي شارما وبراشانث جوسوامي.
قصة عبر الفلاش باك
حبكة درامية
تميزت الافتتاحية الأولى للفيلم بترتيب اللقطات والمشاهد، بدءا من المشهد الذي يظهر حياة ضابط شجاع يُدعى كاتيال (روني روي) مليئة بالأكشن، حيث تتضمن مهمته مواجهة الإرهابيين الذين كانوا يهددون الأمن والسلام، وبعد ترقيته ليصبح قائدا للفريق، يواصل كاتيال تأدية المهام بنجاح، لكنه يعود دائما للتأكد من سلامة ابنه أرون، الذي يحلم بالانضمام إلى الجيش مثل والده، إذ يقرر أرون (سيدهارث مالهوترا) بعد وفاة والده دخول الجيش وخوض مهمته على الحدود بين الهند وبنغلاديش، فيواجه خطر الإرهابيين ويتمكن من إحباط مخططاتهم، ومع ذلك ينجح الإرهابيون في اختطاف شخصية دبلوماسية، مما وضعه في موقف صعب.
يواصل الإيقاع الزمني للأحداث بسلاسة ومنطقية، مع احترام تسلسل اللقطات والمشاهد على مستوى الحوارات التبادلية والديكور والموسيقى التصويرية، خاصة في تكوين اللقطات التي تلي الافتتاحية، أي المشهد الذي يظهر فيه الإرهابيون وهم يتحدثون مع الحكومة ويهددون بقتل الرهائن.
يظهر ذكاء المخرج عندما وضع أرون الضابط في الجيش كرهينة للإرهابيين صدفة يتواصل من خلالها مع بريام زوجته المسؤولة في الجيش كرهينة وليس كزوج، إذ تحول أرون إلى المشكلة والحل في الوقت ذاته، لأن بريام (راشي خانا) زوجته تعرف أنه لا يخضع لأوامر الحكومة ويتمرد على أمور الجيش، وكانت بريام تثق به.
وفي مشهد تشويقي، يقوم أرون بأفضل ما يمكن عمله، حيث يخبرها بمعلومات عن الإرهابيين في مكالمة مشفرة دون أن يلفت الانتباه إلى الإرهابيين، وفي نفس السياق يحدث أرون حريقا لجعل الطائرة في وضع اضطراري للهبوط وإجلاء الركاب، ولكن يحدث عكس ما كان يخطط له، فتنطلق الطائرة ويفشل أرون في إنقاذ الركاب، فيتعرض للتوقيف من الخدمة العسكرية.
يستخدم المخرج تقنية الفلاش باك ببراعة في المكان المناسب عندما يعود أرون إلى المنزل وهو مشغول بذكرياته في الجيش، إذ تتلاحق المشاهد أمام عينيه كصور مؤلمة وسريعة، حيث يتذكر لحظات ارتدائه زي الجيش والتحديات التي واجهها خلال مهمته، وصعوبة فشله في تأمين السفير، وتبرز اللقطات كيف تتراكم الضغوط على أرون وتصطدم محاولاته اليائسة بجدران الرفض والاستنكار.
بعد هذه المشاهد يستعمل المخرج تقنية الفلاش فوروارد عندما نرى أرون مجددا في محاولة جديدة للبحث عن عمل أو استئناف قضيته، ولكن يبدو أن العالم بأسره يرفضه ويتحول ضده، حتى بريام التي كانت دائما إلى جانبه، تتخلى عنه ويبقى أرون يتصارع مع الوحدة والخذلان وهذه المشاهد شدت انتباه الجمهور.
خاتمة هندية
تتوالى الأحداث بإيقاع متسارع، ويصادف أرون فرصة جديدة للتحرك، وهو يتابع الأخبار بانتباه شديد، إذ يبحث عن فرصة لإثبات نفسه مرة أخرى كرجل أمن الطائرة، ولكن في المشهد الذي يكون فيه أرون داخل الطائرة تصبح الأمور مفاجئة وخطيرة، إذ ينقلب كل شيء رأسا على عقب بمجرد اكتشاف متفجرات في إحدى الحقائب التي ترن.
يجد أرون نفسه مجددا في مواجهة لحظات الحياة والموت، حيث تصل النقاط المحورية للقصة إلى ذروتها عندما يتمكن الإرهابيون من السيطرة على الطائرة، إذ يُظهر المخرج جمالية الصراع الداخلي لأرون وتضارب مشاعره بين المسؤولية واليأس، وبين الأمل الباهت والخوف المستمر، وذكريات والده والخوف من الوقوع في نفس الخطأ مرة أخرى.
تشير تقنية المونتاج إلى مستويات عالية من الإبداع والاحترافية، مما ساهم بشكل كبير في تعزيز القصة وإيصال الأفكار والمشاعر إلى الجمهور بسلاسة في اللقطات الغامضة التي لا يعرف المشاهدون أن أرون هو أملهم الوحيد في النجاة، ومن خلال مونتاج مشوق ومليء بالإثارة، يتم تقديم مهارة أرون في إقناع الحاملين للسلاح بأنه لا يريد سقوط الطائرة، وأن تصرفاتهم ستعرضهم لخطر بالغ، وبعد أن تأكدت القوات الهندية الخاصة من خطف الطائر، يبرز المونتاج الموازي تسليط الضوء على حالة التوتر المتصاعدة مع اقتراب الطائرة من باكستان واصطدامها بالمسجد، وبين أجهزة الأمن الهندية المواكبة للأحداث من بعيد.
المونتاج يكشف مستويات عالية من الإبداع ما ساهم في تعزيز القصة وإيصال الأفكار والمشاعر إلى الجمهور
تمكن أرون بمساعدة بريام من إبعاد القوات عن الطائرة في مشهد محوري يتخلله مونتاج سريع يعكس الفوضى والذعر اللذين يسيطران على الوضع، إذ يتخلل هذا المشهد حوار قوي بين أرون والقوات، حيث يوضح لهم أرون أن استمرار الخطف سيؤدي إلى كارثة أكبر، ومع تصاعد الأحداث نرى استخداما بارعا لتقنية القطع السريع خلال الشجار بين أرون والطيار، إذ تعزز هذه التقنية الإحساس بالتوتر والخطر المحيط وتتقلب الطائرة بسبب عدم وجود سائق ويتحول الصراع إلى مواجهة حياة أو موت في جزء الشحن من الطائرة.
تظهر تقنية التوازي أن الأحداث التي تدور في أجزاء مختلفة من الطائرة جاءت بأسلوب محبوك ومحكم يعزز الإحساس بتعدد الجبهات المفتوحة في الصراع وتزيد من التشويق، وفي المشهد الذي يحاول فيه أرون القبض على الطيار في الجزء السفلي من الطائرة، نرى استخداما ماهرا للمونتاج لخلق توتر بصري وعاطفي، إذ إن الانتقال السريع بين لقطات الاشتباك، ولقطات قناع الأكسجين، والسلك الكهربائي الذي يستخدمه أرون لإرباك الطيار، كلها عوامل تتكامل لتعكس التوتر والضغط النفسي اللذين يعانيهما أرون، وهنا تكمن أهمية المونتاج في إبراز التحول المفاجئ في الأحداث وزيادة التوتر في مشاهد ولقطات موازية تكمل بعضها البعض.
يتميز تكوين اللقطات باستخدام تقنيات متقدمة في حبكة الأكشن، خاصة في المشهد الذي تميل فيه الطائرة قليلا وتسقط المضيفة (ديشا باتاني) فينجح أرون في الإمساك بها والسيطرة على الوضع مؤقتا، إذ يبرز ترتيب الأحداث التحول السريع من الخطر إلى الأمل، ويزيد من حدة المشاعر لدى المشاهدين وخاصة عندما يتمكن أرون من مهاجمة الخصم وإنقاذ الموقف، إذ تتجلى براعة المونتاج في القدرة على نقل المشاهدين من لحظات التوتر الشديد إلى لحظات الانتصار بشغف وتعقب.
تختتم المشاهد الأخيرة بإيقاع متوسط أثناء المبارزة بين القائد الإرهابي وأرون الذي يواصل ضربه حتى ينهار، لكن أرون يهاجمه بدون استسلام حتى يطعنه، ولكن القائد لا يزال حيا ويستمر في استفزاز أرون، إذ إن هذا الأخير قرر أن يلقي المتفجرات على الإرهابي ويفجر المكان، وعندما يرى الناس أن المبنى ينفجر، يعتقدون أن أرون قد مات ويستمرون في البكاء حتى يظهر أرون من جديد كبطل في الجيش الهندي يحمل فلاش لعلم الهند، ويعانق بريام زوجته ويقول لها “انتهى الأمر، لقد سامحتك، يمكننا العيش معا من جديد”. وهكذا ينتهي الفيلم بخاتمة هندية بحتة.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
عبدالرحيم الشافعي
كاتب مغربي