الناقد اللبناني ساسين عساف يقرأ أهم التجارب الأدبية
ساسين عساف يقرأ في الفصل الثالث من كتابه "مقاربات تطبيقية لنصوص نثرية متعددة الأنواع" التجارب الأدبية والفكرية المؤثرة.
الثلاثاء 2024/06/11
تهميش دور الناقد يفسد الأدب (لوحة للفنان فؤاد حمدي)
بيروت- يطرق الناقد والأكاديمي اللبناني ساسين عساف في كتابه “مقاربات في النقد الأدبي التطبيقي” عددا من الزوايا الهامة في النقد الأدبي العربي في تموضعه بين النظري والتطبيقي.
ويتضمن الكتاب أربعة فصول بداية بفصل “تأسيس نظري لمقاربات في النقد الأدبي” الذي يتناول مآزق الفكر النقدي في لبنان، ويحلل الناقد في هذا الفصل مسألة الكتابة الرمزية بين الواقعية والمثالية، كما يتطرق إلى تجارب عديدة فنقرأ عن سليم حيدر ناقدا فنيا، وخليل حاوي سيرة وشاعرا وناقدا، وسعيد عقل ومعايير الابتكار من خلال براءاته، كما نقرأ عن عبدالله العلايلي والمنهج البيولوجي في فهم اللغة، وياسين الأيوبي والمنهج النقدي بين النص والتاريخ، ونزار قباني والحداثة الشعرية في “قصتي مع الشعر”، ختاما ببحث معمق في تحولات في الإنتاج الشعري منذ العشرينات حتى السبعينات.
ويواصل عساف في الفصل الثاني من كتابه تحت عنوان “مقاربات تطبيقية لنصوص شعرية متعددة الأنواع” قراءة تجارب أخرى إذ يتناول تجربة الشاعر القروي رشيد سليم الخوري والأدب الأخلاقي في السياسة والحياة، وعبدالله غانم شاعر الأصالة والتفرد، والأخطل الصغير بشارة الخوري والتجديد في الخط الاتباعي.
كما يبحث الناقد في عقل الجر وأدب الانتماء والهوية، وتجربة بولس العاصي طوق والدراما الكونية في “صلوات إلى أورفيوس”، ويخص العاصي ببحثين آخرين الأول عن طوق والأدب الفلسفي في “النار والنور في الفكر العالمي” والثاني عن الأدب الرؤيوي في “رؤيا القديس بولس أو الرسالة الضائعة”، ويتناول أيضا تجربة جورج مغامس والأدب الإيماني في “من قلبي وربي”، وعصام زغيب وفرادة الرؤيا وكمال خليفة شاعر الوقائع والصور المبتكرة ويوسف بطرس بو موسى والواقعية النقدية في “ديوان دبور الزجل”.
◄ الكتاب وفق الناقد محاولة لاستعادة مكانة النقد في الحياة الأدبية التي امتلأت بدخلاء أفسدوا الأدب واعتدوا على تاريخه
ويتابع عساف قراءة التجارب الأدبية والفكرية المؤثرة في الفصل الثالث من كتابه بعنوان “مقاربات تطبيقية لنصوص نثرية متعددة الأنواع” وفيه نقرأ عن تجارب هناء حلاحل والتماهي بين النص والذات في “وردة هي الحياة”، وربى صلح والدرامية الجماعية في “كلنا نسقط معاً”، وإيلي لحود والدرامية الذاتية في “الحائر”.
ويتطرق كذلك إلى تارب إلياس الحاج والواقعية النقدية في “كلمات موجعة”، وأنطوان داغر والأدب الاجتماعي في “ملوك الكلام”، وبرجيس الجميل والأدب التعليمي في “ملائكة الأرض وزهر الأقحوان”، وأنطوان باسيل وأدب اللطائف في “البترون نوادر الأحداث والأحاديث”، ويتابع تحليل كتابات محمد توفيق أبوعلي والأمثال السائرة في “صورة العادات والتقاليد والقيم الجاهلية في كتاب الأمثال العربية”، والأب لويس أبي عتمة وأدب اللاهوت السياسي في “لبنان حرية وثقافية”، والأب لويس أبي عتمة والأدب الروحي في “نظرات مسيحية معاصرة”، والأب إغناطيوس سعادة وأدب الرحلة في “لبنان في كتابات الرحالة”، ختاما بجرجي زيدان والأدب الروائي التاريخي.
أما الفصل الرابع “مقاربات مقارنة لنصوص في الفكر الفلسفي” فيخصصه الناقد لميخائيل نعيمة وروافد الفكر الهندي، وجبران ونيتشه ما بين المؤتلف والمختلف.
ومهد عساف لكتابه الصادر “منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي” قائلا “يوم أردت الكتابة في الأدب خابرت نفسي وقلت لها ما عساك تقولين بعدما مج الكلام حتى التفاهة وبعدما أمست عروس الأدب بلا بياض ولا جدائل”.
ويضيف “عمارة الأدب التي رفعناها لبنة لبنة انهارت لأنها اليوم بلا قيد ولا رقابة. المباخر المباخر، المباخر الطويلة ثقلت بها الأيدي وناخت بها رقاب المداجن. وما رفت عيون. النقد الصارم، درة العصر النادرة، من دونه لا أديب من قد الكبار. البدع في الأصل هو الأصل وما عداه وباء وتخريب وانهيار. آمنا بالكلمة الإبداعية لأنها الأصل الموزع في الأصول. والأديب الحق من ردت امتدادات الأصل فيه أقدام الطارئين. مع الأمل برد أقدام الطارئين على الأدب نبقى على وعد التلاقي في مواسم آتية”.