صور عمر حرزالله تستعيد ذاكرة المكان في تونس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صور عمر حرزالله تستعيد ذاكرة المكان في تونس

    صور عمر حرزالله تستعيد ذاكرة المكان في تونس


    صور مقتطعة من الماضي البعيد، ترصد وتحكي رواية المكان في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
    الأربعاء 2024/06/12
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    أرشيف نادر من تاريخ تونس

    تونس - الأمكنة شاهدة على تطور المدن، وهي ذاكرتها التي تختصر حكايات من مروا عبرها تاركين لمستهم على ملامحها، هكذا تقول لنا معارض الفنان التونسي عمر عبادة حرزالله الذي يذكّرنا من فترة إلى أخرى بملامح تونس، وبأندر الصور للأماكن التونسية بين الماضي والحاضر.

    وبـ53 لوحة فوتوغرافية اختارها المصور الفوتوغرافي عمر حرزالله من البطاقات البريدية القديمة وأرشيف المصورين القدامى وألبسها ثوب اللوحة الفنية بمقاييسها المختلفة، يعرض لنا الفنان أحدث معارضه بعنوان “ذاكرة تونس المدينة” في رواق الفنون بمدينة بن عروس.

    هي صور بالأبيض والأسود توثق لتاريخ تونس القديمة، صور مقتطعة من الماضي البعيد، ترصد وتحكي رواية المكان في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، صور ارتأى من خلالها عمر حرزالله السفر في تاريخ تونس ليرصد بعدسة المصور الفوتوغرافي أزقتها ومعالمها ومقاهيها القديمة تنشيطا للذاكرة وحنينا إلى مراتع الزمن الجميل حيث بدايات تشكل معمار تونس الحديثة.

    تونس المدينة تحضر في سجلات هذا الفنان بشوارعها وأبوابها ونوافذها العتيقة، بهندستها المعمارية التي يمتزج فيها معمار مدن المتوسط لتكون شاهدة على ذاكرة تلك الأماكن التي مازال بعضها قائما إلى الآن.



    معرض “ذاكرة تونس المدينة” قال عنه حرزالله إنه استغرق في جمع مكوناته حوالي 50 سنة من البحث في الموروث العمراني القديم والصور المتوزعة بين عدسات المصورين القدامى والبطاقات البريدية لتونسيين وأجانب حتى يحصل على هذه التوليفة الفنية توثيقا للمكان بكل تفاصيله، وهي عادة اشتغل عليها الفوتوغرافي سابقا في تأريخه لمدن تونسية عديدة على غرار مدينتي بنزرت والمنستير مسقط رأسه.

    ما يجمع بين هذه الصور هو ندرتها، حسب قول عمر حرزالله، حتى أن بعضها يعتبر نفائس قيمة ولا مثيل لها، فهي فريدة من حيث المحتوى وزاوية التقاط عدسة المصور، ويشير إلى أنها بمثابة عمل توثيقي لحقبة زمنية تمتد إلى نهاية القرن التاسع عشر، حيث تحضر فيه تفاصيل المعمار والمكان وجوانب مختلفة من حياة التونسي في ذلك الزمن.

    معرض ذاكرة تونس الذي افتتح يوم 7 يونيو الجاري ويتواصل إلى غاية يوم 28 من الشهر ذاته، يستحضر بداية بناية الكنيسة بشارع بورقيبة ومقاهي باب الخضراء القديمة وساحة القصبة قديما وجامع العلم أو جامع القصبة وتقاطعات الأنهج والأزقة في المدينة القديمة ومينائها التجاري وأقواسها وأسواقها وحدائقها، في إطلالة جميلة على المكان من زوايا الذاكرة.

    كما يعرض صورة لقبّة الهواء في مدينة المرسى، المعلم الذي شُيّد عام 1920 بطلب من البايات الحسينيّين آنذاك، واشتهر بقبابه الخمس، بالإضافة إلى صورة لـ”زاوية سيدي محرز” في المدينة القديمة بالعاصمة، الزاوية التي تحمل اسم محرز بن خلف الملقب بـ”سلطان المدينة” وعاش خلال القرن العاشر الميلادي.

    وحرزالله فنان مغروم بالتاريخ والتراث والأرشفة، ويحتفظ بصور لعدد من المدن التونسية التُقط بعضها في مطلع القرن الماضي، وخصّص لها عددا من معارضه التي أقام أوّلها عام 1976، ومنها ستون صورة لمدينة تونس التقطت عام 1903 وجميعها أصلية، إلى جانب أفلام مختومة من عام 1953 تبرز معالم القصبة ودار جواد التي اتخذت سجنا للنساء في القرن التاسع عشر، وكازينو تونس البلدي الذي أنشئ عام 1902، وكذلك صور لمدن سيدي بوسعيد والمهدية والكاف وغيرها.

    ويشتمل معرضه الحالي “ذاكرة تونس المدينة” مختارات من متحفه الخاص “متحف حرزالله للفوتوغرافيا” الذي أنشأه في مسقط رأسه مدينة المنستير، ويضمّ أكثر من ثمانمئة آلة تصوير، ومكتبة متخصصة في كتب التصوير فيها حوالي 1500 مؤلف بين كتب ومجلات ووثائق، و4000 بطاقة بريدية قديمة وصور أصلية لبعض أعلام الفن الفوتوغرافي.
يعمل...
X