المتحف الوطني العماني ينظم أمسية ثقافية في متحف الأرميتاج الروسي
التظاهرة الثقافية تبرز وجه الاختلاف وتمثل ظاهرة إيجابية من مظاهر التجربة الإنسانية في عالم متعدد الأقطاب.
الأربعاء 2024/06/12
مبادرة "قاعة عمان" تجسد التعاون الثقافيسعيد الهاشمي
سانت بطرسبورغ (روسيا) - نظم المتحف الوطني العماني “الأمسية الثقافية العمانية” بالتعاون مع كل من وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار وسفارة سلطنة عمان لدى موسكو ومتحف الأرميتاج الحكومي الروسي، في مقر متحف الأرميتاج في سياق مشاركة سلطنة عمان في منتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي في نسخته الـ27 بصفة ضيف الشرف، خلال الفترة من الخامس وحتى الثامن من يونيو الجاري.
ويأتي تنظيم هذه التظاهرة الثقافية في إطار مبادرة “قاعة عمان” التي تم تدشينها بمقر متحف الأرميتاج الحكومي في العام 2020، وتأتي النسخة الثانية لقاعة عمان بعنوان “الإمبراطورية العمانية: بين آسيا وأفريقيا” وقد افتتحت في ديسمبر 2023.
وترأس وفد سلطنة عمان قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، ومن الجانب الروسي مكسيم غيناديفيتش ريشنيكوف وزير التنمية الاقتصادية بروسيا الاتحادية.
وقال جمال بن حسن الموسوي، الأمين العام للمتحف الوطني في كلمته “يرتبط المتحف الوطني مع متحف الأرميتاج الحكومي ليس بعلاقة تعاون إستراتيجي فحسب، بل يتخطى ذلك إلى مستوى الصداقة الحقيقية. مضيفا أن هذه الفعالية تأتي ضمن إطار مبادرة ‘قاعة عمان‘ التي تم تدشينها بمقر متحف الأرميتاج الحكومي في العام 2020، وتأتي ضمن النسخة الثانية لقاعة عمان بعنوان ‘الإمبراطورية العمانية: بين آسيا وأفريقيا‘”.
النسخة الثانية لقاعة عمان تأتي بعنوان “الإمبراطورية العمانية: بين آسيا وأفريقيا” وقد افتتحت في ديسمبر 2023
وأشار إلى أن هذه التظاهرة الثقافية تبرز وجه الاختلاف وتمثل ظاهرة إيجابية من مظاهر التجربة الإنسانية، في عالم متعدد الأقطاب، إذ أن مفهوم تعددية الأقطاب وما ينطوي عليه من فرص التنمية المتكافئة والعادلة للأمم والشعوب، لهو عنوان وشعار النسخة الـ27 من هذا المنتدى.
وقد صاحبت الأمسية أجواء من الموسيقى العمانية بأداء فرقة “سكيلز” الموسيقية بقيادة يوسف بن سعيد الفوري.
كما تجول ضيوف الأمسية في “قاعة عمان”، وتعرفوا على المقتنيات المعروضة لمعرض “الإمبراطورية العمانية بين آسيا وأفريقيا” الذي يعكس تاريخ الإمبراطورية العمانية بشقيها الآسيوي والأفريقي، ودور العمانيين في طرد البرتغاليين من شرق أفريقيا وتأسيس الإمبراطورية العمانية مترامية الأطراف، وما نتج عنه من مظاهر التأثيرات الحضارية العمانية في شرق أفريقيا في المجالات الاجتماعية، والدينية، والسياسية، والاقتصادية، والثقافية، والعمرانية والتي ما تزال شاهدة على هذا الوجود.
ويضم المعرض 28 قطعة من اللقى المتحفية التي تعكس تاريخ الإمبراطورية العمانية بشقيها الآسيوي والأفريقي.
ومن أبرز المقتنيات المعروضة مقتنيات منتقاة تعود للسلطان الراحل قابوس بن سعيد، ومقتنيات أخرى لها علاقة بروسيا الاتحادية تعكس الجانب المشترك بين الدولتين منها سيف كتارة منحن يعود إلى دولة البوسعيد ما بين القرنين (11 – 13هـ/17 – 19)، ويعتقد بأن هذه الكتارة ذات النصل القوقازي القصير والمستوردة من الإمبراطورية الروسية كانت تستخدم للمبارزة على متن واحدة من أساطيل الإمبراطورية العمانية خلال تلك الفترة.
ومن المعروضات أيضا خنجر سعيدي ملك للسلطان حمود بن محمد البوسعيدي يعود للقرن 14 هـ/ أواخر القرن 19م (سلطنة عمان وزنجبار)، وكرسي يعود إلى القرن 12هـ/18م (سلطنة عمان وزنجبار) معار من أسرة الشيخ السير مبارك بن علي الهناوي، إضافة إلى مجموعة من الحلي والأزياء التي تنسب إلى سالمة بنت سعيد البوسعيدية التي عاشت في الفترة ما بين (1260 – 1342هـ/ 1844 – 1924م)، حيث تنفرد سالمة بكونها كتبت سيرتها الذاتية البارزة باللغة الألمانية، بعنوان “مذكرات أميرة عربية من زنجبار”؛ كأول سيرة لامرأة عربية في التاريخ، وتقدم مذكراتها مع المقتنيات المعروضة لمحة عن الحياة في البلاط السلطاني في القرن 13 هـ/ 19 م، وتشهد كذلك على جودة وتنوع الأزياء والحلي التي كانت ترتديها النساء.
وفي سياق المنتدى الاقتصادي الدولي تم التوقيع على اتفاقية جديدة مع متحف الأرميتاج الحكومي لتدشين المعرض الثاني لمبادرة ركن الأرميتاج في المتحف الوطني سيتم تدشينها في أكتوبر من العام الحالي وستركز على التبادل والتواصل السياسي والدبلوماسي والاقتصادي والثقافي بين خانات آسيا الوسطى والبلاط القيصري الروسي في بطرسبورغ.
ويتميز متحف الأرميتاج الحكومي بضخامة مبانيه العشرة؛ إذ يعد قصر الشتاء والمباني التاريخية الأخرى التابعة للمتحف صروحا تاريخية بحد ذاتها، وتتضمن مقتنيات المتحف أعمالا فنية من شرق أوروبا، وروسيا، وحضارات الإغريق والرومان، وحضارات الشرق الأدنى والأقصى، وحضارات وسط آسيا، كما تتضمن مجموعة العملات نماذج منذ العصور القديمة وحتى العصور الحديثة، إضافة إلى وجود أسلحة من غرب أوروبا، والشرق الأوسط، وروسيا، والعديد من اللقى الأثرية.
ويعمل في متحف الأرميتاج الحكومي وحده 2500 شخص، منهم نحو 250 عالما وخبيرا في الفنون والآثار، ويزور المتحف سنويا نحو 5.3 مليون زائر، وتحتوي مبانيه على أكثر من 500 قاعة تعرض فيها أكثر من 17 ألف لوحة فنية، و12 ألف تمثال، وأكثر من مليون قطعة من المسكوكات والميداليات القديمة، وأكثر من 800 ألف من اللقى الأثرية، وحوالي 360 ألفا من الفنون التطبيقية، وأكثر من 600 ألف من أعمال فن الغرافيك.
يذكر أن المتحف الوطني تبنى مبادرة “قاعة عمان” في إطار التعاون الثقافي من خلال إنشاء معارض تمثل سلطنة عمان في المتاحف والمؤسسات الثقافية حول العالم، إذ تعد المعارض الخارجية فرصة لتعزيز الفهم والتواصل الثقافي بين سلطنة عمان ودول العالم، وهو منبر لتقديم صورة شاملة عن تاريخ وحاضر سلطنة عمان.