حول العين عند الرضع
يُعبّر مصطلح الحَوَل أو حول العين (بالإنجليزيّة: Strabismus) عن الحالة الطبيّة التي تتمثّل بعدم قدرة الشّخص المُصاب على مُحاذاة كلا العينين بنفس الوقت في الظروف العاديّة، وقد يكون دوران العين الناتج عن الإصابة بهذا الاضطراب مُتقطّعًا؛ أي لفترةٍ محددةٍ من الوقت فقط أو ثابتاً؛ أي طِوال الوقت، ويُطلق على مشكلة الحول مصطلحات طبيّة أخرى كالعيون المتقاطعة (بالإنجليزيّة: Cross eyed) والحول الخارجي أو الحول الوحشي (بالإنجليزيّة: Wall eyed)،[١] وقد تظهر هذه الحالة عند الأطفال الرّضع؛ لذلك يجب إجراء فحص عين كامل للطفل في حالة إظهاره لعدم محاذاة أو اتّساق في العين بعد بلوغه 4 أشهر من العمر أو اكتسابه للحول فيما بعد؛ حيث يقود عدم علاج هذه الحالة للإصابة بالغَمش (بالإنجليزيّة: Amblyopia)، أمّا بالنسبة للرضّع الذين تقل أعمارهم عن 4 أشهر فيُظهرون عدم ثبات في محاذاة العين ويُعدّ هذا أمرًا طبيعيًا عند الولادة، ولكن يجب أن تُستقيم العين عند بلوغهم الشهر الرابع،[٢] ووفقًا لما نُشر في مجلة "BioMed Central Ophthalmology" عام 2017 م فقد تمّ رصد إصابة ما يُقارب 42% بحالة الحول بين الأطفال الرضّع المولودين قبل أوانهم ممّن عمرهم الحملي ووزنهم عند الولادة منخفضان،[٣] وعامةً يُمكن علاج هذه الحالة؛ حيث يسهم الحصول على العلاج الجيّد بتحسين الرؤية والمظهر في أغلب الأوقات، كما يُعدّ تصحيح الحالة بوقتٍ مبكرٍ قدر الإمكان وقبل بلوغ الطفل سن السابعة هو الوسيلة التي تعود بأكثر النتائج الفعّالة أو المُرضية لهذه الحالة.[٤] أعراض حول العين عند الرضع كما ذُكر سابقًا إنّه من الطبيعيّ أن تكون حركة العينين مستقلةً أو متقاطعةً في بعض الأحيان عند المواليد الجدد؛ حيث قد يُولد الأطفال مع كمية إضافيةً من طيّات الجلد في الزوايا الداخليّة من العينين الأمر الذي يُعطيهما مظهرًا متقاطعًا، وتبدأ هذه الطيّات بالاختفاء مع نمو الطفل الرضيع، ولكن في المرحلة الأولى يكون هذا النموّ أو التطوّر قليلاً، ولكن يجب على الطفل إظهار استقامة في العينين دون دورانهما والتمكّن من التّركيز على الأشياء عند بلوغه الشهر الثالث إلى الرّابع من العمر، وبعد ذلك يجب البدء بمراقبة حركات الطفل وملاحظة الأعراض الخاصّة بالحوَل واستشارة الطبيب لتشخيص الحالة؛ حيث قد تتشابه علامات الحوَل مع حالات طبية أخرى،[٥][٦] ويمكن ذِكر هذه الأعراض فيما يأتي:[٧]
حركة العينين للداخل. حركة العينين للخارج. تقاطع العينين. إغلاق إحدى العينين. ميل أو تدوير الرأس في أغلب الأوقات للتمكّن من النظر للأشياء. الرؤية المزدوجة، ولكن لا يُمكن توضيح التعرّض لها من قِبل الأطفال الذين لم يصلوا لمرحلة الكلام على الرغم من أنّها من الأعراض الشائعة. أنواع حول العين عند الرضع يتمّ استخدام اتّجاه المُحاذاة أو عدم التّوافق لتحديد نوع الحَول، وحقيقة تتعدّد أنواع الحوَل وتتشابه بكون إحدى العينين تسلك اتجاه مُستقيمًا أمّا الاختلاف فيكون في الاتجاه الي تسلكه العين الأخرى وفيما يأتي بيان لهذه الأنواع:[٨
الحول الداخلي أو الإنسي:
(بالإنجليزيّة: Esotropia) كما يُسمى أيضًا بالحوَل المتقارب (بالإنجليزيّة: Convergent)، ويُعبّر هذا احتماليّة دوران العين الأخرى للداخل وباتجاه الأنف، ويُعدّ النوع الأكثر شيوعًا ويظهر بعدّة اختلافات كما يأتي: الحول الداخلي الطفولي (بالإنجليزيّة: Infantile esotropia) أو الحول الناشئ في المراحل الأولى، وغالبًا ما يكون للطفل المُصاب تاريخ عائلي مُرتبط بمرض الحول، ويظهر هذا النوع عند الولادة أو خلال الأشهر الستة الأولى، وبالرّغم من أنّ معظم الأطفال الذين يعانون منه هم طبيعيون ولكنّه قد يرتبط بنسبة عالية مع حالات طبية أخرى. الحول الكاذب (بالإنجليزيّة:Pseudoesotropia)، وهو النوع الذي يُعالج أو يختفي مع نمو الرضيع وتغيّر بُنية الوجه، وتُعزى أسباب حدوثه لطيّات الجلد الإضافيّة أو اتسّاع جسر الأنف اللذان يجعلان صُلبة العين البيضاء تبدو أقل وضوحًا بجهة الأنف من العين؛ وبالتّالي تظهر العينين كأنّها مُتقاطعتان. الحول الخارجي أو الوحشي: (بالإنجليزيّة: Exotropia) ويُسمى أيضاً بالحول المتباعد، ويكون فيه دوران العين الأخرى للخارج نحو الأذن. الحول التحتانيّ أو المتجانس إلى الأسفل: (بالإنجليزيّة: Hypotropia) ويكون فيه دوران العين الأخرى للأسفل. الحول الفوقاني أو المتجانس إلى الأعلى: (بالإنجليزيّة: Hypertropia) ويكون فيه دوران العين الأخرى للأعلى.
أسباب حول العين عند الرضع تتعدّد أسباب حول العين عند الرضع وعلى الرّغم من عدم معرفة الخبراء للأسباب التي تقود الإصابة بهذه الحالة بشكلٍ كاملٍ إلّا أنّ هُناك بعض الحالات الطبيّة التي يُمكن أن تكمن وراء الإصابة به والتي يمكن بيانها فيما يأتي:[٩] الحَول مجهول السبب: يُعد الحَول مجهول السبب (بالإنجليزيّة: Idiopathic strabismus)؛ أي الذي يحدث دون معرفة السبب هو النّوع الأكثر شيوعًا من مرض الحَول. اضطراب في عضلات العين: في بعض الأحيان قد لا تتناسق عضلات العين بشكلٍ جيّدٍ الأمر الذي يقود إلى تحرّك إحدى العينين باتجاهٍ غير طبيعيّ، ويجدر الذِكر بأنّ كل عين في جسم الإنسان ترتبط بست عضلات تتحكّم بحركتها، ويجب على العضلات الاثني عشر في العينين معًا العمل بتناغم للتركيز على الأجسام بالوقت نفسه.[٧] الأعصاب التالفة أو التي تحتوي على عيوب: يتمّ التحكّم بعضلات العين وتغذيتها من قِبل ثلاثة من الأعصاب القحفيّة، وبالتّالي يُمكن التعرّض للإصابة بالحول في حالة حدوث عيب أو إصابة بأيّ من هذه الأعصاب.[٧] المشاكل العصبيّة: قد يعود سبب الإصابة بالحول لوجود مشكلة بمراكز التحكّم في الدماغ التي تُوجّه عضلات العين والأعصاب.[٧] حالات أخرى: قد يقود الإصابة بالحَول حالات طبيّة أخرى، وهي:[٩] متلازمة دوان (بالإنجليزيّة: Duane syndrome) واختصارًا (DS) هي اضطراب بحركة العين يتمثّل بقدرة محدودة على تحريك العين للخارج باتجاه الأذن أو التباعد أو للداخل باتّجاه الأنف أو التقريب أو بكلا الاتجاهين، كما أنّه في حالة حركة العين المُصابة للداخل وباتجاه الأنف تضيق فتحة العين أو الشّق الجفنيّ وتتراجع مُقلة العين، كما أنّه عند محاولة العين للنظّر للداخل فإنّها تتحرّك للأعلى أو للأسفل، وتتميّز هذه المُتلازمة بأنّها خُلقية؛ أي تظهر عند الولادة.[١٠] متلازمة موبيوس (بالإنجليزيّة: Moebius syndrome)، هي حالة طبيّة عصبيّة تؤثّر في العضلات التي تتحكّم بحركة العين وتعبيرات الوجه وتُعدّ من الحالات النّادرة ويُرافقها بعض الأعراض والعلامات ومنها؛ انخفاض القدرة على إظهار تعبيرات الوجه كالضحك أو رفع الحواجب أو العبوس، وضعف أو شلل في عضلات الوجه؛ وتُعد من المميزات الأكثر شيوعاً لهذه الحالة، ويؤدّي ضعف العضلة لإحداث مشاكل في التّغذية الأمر الذي يمكّن مُلاحظة هذه المتلازمة في المراحل المبكّرة من حياة الرضيع، وعامةً تظهر الأعراض الأخرى منذ الولادة أيضاً.[١١] اعتلال العين الدرقي (بالإنجليزية: Thyroid eye disease) هو إحدى أمراض المناعة الذاتية الالتهابيّة للأنسجة الرخوة في التجويف العظميّ للعين أو المدار، ويرتبط هذا المرض بأمراض الغدة الدرقية المُختلفة؛ حيث يُمكن أن يحدث بحالات الغدة الدرقية الثلاثة وهي حالة سويّ الدَرقية (بالإنجليزيّة: Euthyroid) أو الحالة الطبيعيّة للغدّة، وقصور نشاط الغدة الدرقية (بالإنجليزيّة: Hypothyroid)، وفرط نشاط الغدة الدرقية (بالإنجليزيّة: Hyperthyroid) وهي الحالة الأكثر شيوعاً بينهم.[١٢] كسر في الجدار المداريّ للعين. عوامل خطر الإصابة بحول العين عند الرضع قد يرتفع خطر تطوير الرضيع لحالة الحول نتيجةً لعدّة عوامل وفيما يأتي ذِكر لها:[٧] الوراثة: تُعدّ إصابة الرّضيع بالحَول في حالة ارتباطه بفرد مُصاب به بشكلٍ مباشرٍ أكثر شيوعًا،[٧] فقد أظهرت العديد من الدراسات السكانيّة ارتفاع ظهور هذه الحالة في العائلات التي تحتوي على فرد مُصاب مُقارنةً بالسّكان الطبيعيين، كما أظهرت هذه الدراسات اختلافات معقولة فيما بينها أيضًا؛ فقد أظهرت بعض الدّراسات التي نُشرت في مجلة "Nature" عام 2012 م أنّ احتماليّة ظهور الحالة في الأسرة الواحدة قد تصل إلى 65%، وفي دراسة أخرى لطبيب فقد ظهرت احتماليّة إصابة الأطفال بالحول الثابت أو الحول المُتقطّع بنسبة 17.6% عند بلوغهم السادسة من العمر في حالة امتلاكهم لقريب من الدرجة الأولى يُعاني من الحول المتقارب، كما أظهرت دراسة أخرى لطبيبين أنّ إصابة فردين من العائلة أو أكثر بالحَول ارتبط بإصابة 47.5% من المرضى بالحَول و48.9% بالحَول الداخلي و36.8% بالحول الوحشي.[١٣] وجود حالة طبيّة مُعيّنة كمتلازمة داون أو الشلل الدّماغي أو استسقاء الرأس. تعرّض العين أو البُنية المُحيطة بها لإصابة. الولادة قبل الأوان. ممارسة الأم لعمليّة التّدخين أثناء الحمل. تعرّض الجنين للعقاقير قبل الولادة، فوفقًا لمجلة "Nature" فقد أظهرت عدة دراسات ارتفاع خطر إصابة الطفل بالحَول عند تناول الأمهات خلال الحمل لجرعات عالية من الأسبرين. تشخيص حول العين عند الرضع كما ذُكر مُسبقاً إنّ تقاطع العينين عند الرّضع حتّى وصولهم للشهر الثالث يُعد أمًرا طبيعيًا لذلك قد ينتظر الطبيب حتى بلوغ الطفل أكثر من أربعة شهور للقيام بأيّ فحص، وقد يجري الطبيب الفحوصات الآتية في حالة زيادة أعراض الحَول بعد فترة تتراوح ما بين ثلاثة أشهر إلى أربعة أشهر من ولادة الطفل:[٧] اختبار هيرشبرغ: (بالإنجليزيّة: Hirschberg test)، وهو فحص يسهم في تحديد عدم المحاذاة في عيني الطفل بطريقةٍ سهلةٍ وسريعةٍ عن طريق توجيه قلم ذي إضاءة فيهما ومن ثمّ تحديد أو ملاحظة انعكاس الضوء في بؤبؤ العين؛ وهو المركز الأسود في العين، ففي حالة إصابة الرضيع بالحول سيكون مكان هذا الانعكاس غير متطابق في كل بؤبؤ أمّا في الوضع الطبيعي أو السليم سيظهر الانعكاس بنفس المكان بكليهما. تغطيّة إحدى العينين: يُجرى هذا الفحص عن طريق وضع شيء ما كلعبةٍ ملوّنةٍ أمام الطفل لدفعه على التّركيز عليها بعينٍ واحدةٍ بينما يقوم الطبيب بتغطية الأخرى، ثمّ التبديل بين العينين بنفس الخطوات وتغطية الأخرى، وفي حالة عدم استمرار استقامة العين غير المُغطاة وتحرّكها للخارج والأعلى والأسفل للتركيز على اللعبة سيكون الطفل مُصابًا بالحَول. فحوصات أخرى تُجرى عند اللزوم. علاج حول العين عند الرضع في حالة ترك حالة الحَول دون علاج سيبدأ دماغ الطفل بتجاهل الصور المرئيّة التي تُشكّلها العين المُصابة، ويُطلق على هذا التغيّر الناتج اسم العين الكسولة أو الغمش، وقد يُسبب ضبابية العين أو الرؤية المزدوجة الأمر الذي يضرّ بإدراك العُمق؛[١٤] وهو القدرة على رؤية الأشياء بثلاثة أبعاد وهي الطول والعرض والارتفاع،[١٥] كما أنّ الارتباطات الرئيسة بين العين والدماغ تتشكّل عندما يبلغ الطفل الثامنة من عمره؛ لذلك فإنّ تشخيص حالة الحَول وإدارتها بوقتٍ مبكرٍ سيُمكّن الطبيب من علاجها بعدة طرق كما يأتي:[١٤] النظارات الطبية: يُمكن تعديل استقامة البصر عند الطفل عن طريق ارتدائه للنظارات الطبيّة فقط. رقعة العين: قد يقترح الطبيب ارتداء الطفل لرقعة على العين السليمة لعدة ساعات في اليوم الواحد في حالة عدم تحسّن الحالة بارتداء النظّارات؛ حيث تسهم الرقعة بتحسين العضلات والرؤية بالعين المُصابة وجعلها أقوى من خلال السماح للطفل بالنظر من خلالها فقط، إلّا أنّ استخدامها قد يكون صعبًا في بعض الأوقات؛ فقد يرفض الطفل ارتداءها لذلك يمكن اللجوء إلى خيار آخر. قطرات العين: يمكن استخدام قطرات العين التي تُوصف من قِبل الطبيب؛ كقطرات الأتروبين، من أجل علاج حول العين عند الرضع حيث تعمل قطرات العين على تشويش الرؤية مؤقتًا في العين المستقيمة، مما يجبر العين المصابة على العمل بجدية أكبر حتى تتحسن الرؤية والعضلات بمرور الوقت. جراحة العين: تتضمّن الجراحة شد أو إرخاء عضلات العين التي تُسبب الحَول، ويُمكن اللجوء إليها في حالة عدم الاستجابة للطرق السابقة، ولكن يجدر التنويّه إلى أهميّة فحص الطفل من قِبل طبيب مُختصّ قبل اختيار الجراحة؛ وذلك لأنّه قد يعود سبب الإصابة بالحَول لأمراض أخرى لا تتعلّق بعضلات العين ويُمكن علاجها دون إجراء الجراحة.
يُعبّر مصطلح الحَوَل أو حول العين (بالإنجليزيّة: Strabismus) عن الحالة الطبيّة التي تتمثّل بعدم قدرة الشّخص المُصاب على مُحاذاة كلا العينين بنفس الوقت في الظروف العاديّة، وقد يكون دوران العين الناتج عن الإصابة بهذا الاضطراب مُتقطّعًا؛ أي لفترةٍ محددةٍ من الوقت فقط أو ثابتاً؛ أي طِوال الوقت، ويُطلق على مشكلة الحول مصطلحات طبيّة أخرى كالعيون المتقاطعة (بالإنجليزيّة: Cross eyed) والحول الخارجي أو الحول الوحشي (بالإنجليزيّة: Wall eyed)،[١] وقد تظهر هذه الحالة عند الأطفال الرّضع؛ لذلك يجب إجراء فحص عين كامل للطفل في حالة إظهاره لعدم محاذاة أو اتّساق في العين بعد بلوغه 4 أشهر من العمر أو اكتسابه للحول فيما بعد؛ حيث يقود عدم علاج هذه الحالة للإصابة بالغَمش (بالإنجليزيّة: Amblyopia)، أمّا بالنسبة للرضّع الذين تقل أعمارهم عن 4 أشهر فيُظهرون عدم ثبات في محاذاة العين ويُعدّ هذا أمرًا طبيعيًا عند الولادة، ولكن يجب أن تُستقيم العين عند بلوغهم الشهر الرابع،[٢] ووفقًا لما نُشر في مجلة "BioMed Central Ophthalmology" عام 2017 م فقد تمّ رصد إصابة ما يُقارب 42% بحالة الحول بين الأطفال الرضّع المولودين قبل أوانهم ممّن عمرهم الحملي ووزنهم عند الولادة منخفضان،[٣] وعامةً يُمكن علاج هذه الحالة؛ حيث يسهم الحصول على العلاج الجيّد بتحسين الرؤية والمظهر في أغلب الأوقات، كما يُعدّ تصحيح الحالة بوقتٍ مبكرٍ قدر الإمكان وقبل بلوغ الطفل سن السابعة هو الوسيلة التي تعود بأكثر النتائج الفعّالة أو المُرضية لهذه الحالة.[٤] أعراض حول العين عند الرضع كما ذُكر سابقًا إنّه من الطبيعيّ أن تكون حركة العينين مستقلةً أو متقاطعةً في بعض الأحيان عند المواليد الجدد؛ حيث قد يُولد الأطفال مع كمية إضافيةً من طيّات الجلد في الزوايا الداخليّة من العينين الأمر الذي يُعطيهما مظهرًا متقاطعًا، وتبدأ هذه الطيّات بالاختفاء مع نمو الطفل الرضيع، ولكن في المرحلة الأولى يكون هذا النموّ أو التطوّر قليلاً، ولكن يجب على الطفل إظهار استقامة في العينين دون دورانهما والتمكّن من التّركيز على الأشياء عند بلوغه الشهر الثالث إلى الرّابع من العمر، وبعد ذلك يجب البدء بمراقبة حركات الطفل وملاحظة الأعراض الخاصّة بالحوَل واستشارة الطبيب لتشخيص الحالة؛ حيث قد تتشابه علامات الحوَل مع حالات طبية أخرى،[٥][٦] ويمكن ذِكر هذه الأعراض فيما يأتي:[٧]
حركة العينين للداخل. حركة العينين للخارج. تقاطع العينين. إغلاق إحدى العينين. ميل أو تدوير الرأس في أغلب الأوقات للتمكّن من النظر للأشياء. الرؤية المزدوجة، ولكن لا يُمكن توضيح التعرّض لها من قِبل الأطفال الذين لم يصلوا لمرحلة الكلام على الرغم من أنّها من الأعراض الشائعة. أنواع حول العين عند الرضع يتمّ استخدام اتّجاه المُحاذاة أو عدم التّوافق لتحديد نوع الحَول، وحقيقة تتعدّد أنواع الحوَل وتتشابه بكون إحدى العينين تسلك اتجاه مُستقيمًا أمّا الاختلاف فيكون في الاتجاه الي تسلكه العين الأخرى وفيما يأتي بيان لهذه الأنواع:[٨
الحول الداخلي أو الإنسي:
(بالإنجليزيّة: Esotropia) كما يُسمى أيضًا بالحوَل المتقارب (بالإنجليزيّة: Convergent)، ويُعبّر هذا احتماليّة دوران العين الأخرى للداخل وباتجاه الأنف، ويُعدّ النوع الأكثر شيوعًا ويظهر بعدّة اختلافات كما يأتي: الحول الداخلي الطفولي (بالإنجليزيّة: Infantile esotropia) أو الحول الناشئ في المراحل الأولى، وغالبًا ما يكون للطفل المُصاب تاريخ عائلي مُرتبط بمرض الحول، ويظهر هذا النوع عند الولادة أو خلال الأشهر الستة الأولى، وبالرّغم من أنّ معظم الأطفال الذين يعانون منه هم طبيعيون ولكنّه قد يرتبط بنسبة عالية مع حالات طبية أخرى. الحول الكاذب (بالإنجليزيّة:Pseudoesotropia)، وهو النوع الذي يُعالج أو يختفي مع نمو الرضيع وتغيّر بُنية الوجه، وتُعزى أسباب حدوثه لطيّات الجلد الإضافيّة أو اتسّاع جسر الأنف اللذان يجعلان صُلبة العين البيضاء تبدو أقل وضوحًا بجهة الأنف من العين؛ وبالتّالي تظهر العينين كأنّها مُتقاطعتان. الحول الخارجي أو الوحشي: (بالإنجليزيّة: Exotropia) ويُسمى أيضاً بالحول المتباعد، ويكون فيه دوران العين الأخرى للخارج نحو الأذن. الحول التحتانيّ أو المتجانس إلى الأسفل: (بالإنجليزيّة: Hypotropia) ويكون فيه دوران العين الأخرى للأسفل. الحول الفوقاني أو المتجانس إلى الأعلى: (بالإنجليزيّة: Hypertropia) ويكون فيه دوران العين الأخرى للأعلى.
أسباب حول العين عند الرضع تتعدّد أسباب حول العين عند الرضع وعلى الرّغم من عدم معرفة الخبراء للأسباب التي تقود الإصابة بهذه الحالة بشكلٍ كاملٍ إلّا أنّ هُناك بعض الحالات الطبيّة التي يُمكن أن تكمن وراء الإصابة به والتي يمكن بيانها فيما يأتي:[٩] الحَول مجهول السبب: يُعد الحَول مجهول السبب (بالإنجليزيّة: Idiopathic strabismus)؛ أي الذي يحدث دون معرفة السبب هو النّوع الأكثر شيوعًا من مرض الحَول. اضطراب في عضلات العين: في بعض الأحيان قد لا تتناسق عضلات العين بشكلٍ جيّدٍ الأمر الذي يقود إلى تحرّك إحدى العينين باتجاهٍ غير طبيعيّ، ويجدر الذِكر بأنّ كل عين في جسم الإنسان ترتبط بست عضلات تتحكّم بحركتها، ويجب على العضلات الاثني عشر في العينين معًا العمل بتناغم للتركيز على الأجسام بالوقت نفسه.[٧] الأعصاب التالفة أو التي تحتوي على عيوب: يتمّ التحكّم بعضلات العين وتغذيتها من قِبل ثلاثة من الأعصاب القحفيّة، وبالتّالي يُمكن التعرّض للإصابة بالحول في حالة حدوث عيب أو إصابة بأيّ من هذه الأعصاب.[٧] المشاكل العصبيّة: قد يعود سبب الإصابة بالحول لوجود مشكلة بمراكز التحكّم في الدماغ التي تُوجّه عضلات العين والأعصاب.[٧] حالات أخرى: قد يقود الإصابة بالحَول حالات طبيّة أخرى، وهي:[٩] متلازمة دوان (بالإنجليزيّة: Duane syndrome) واختصارًا (DS) هي اضطراب بحركة العين يتمثّل بقدرة محدودة على تحريك العين للخارج باتجاه الأذن أو التباعد أو للداخل باتّجاه الأنف أو التقريب أو بكلا الاتجاهين، كما أنّه في حالة حركة العين المُصابة للداخل وباتجاه الأنف تضيق فتحة العين أو الشّق الجفنيّ وتتراجع مُقلة العين، كما أنّه عند محاولة العين للنظّر للداخل فإنّها تتحرّك للأعلى أو للأسفل، وتتميّز هذه المُتلازمة بأنّها خُلقية؛ أي تظهر عند الولادة.[١٠] متلازمة موبيوس (بالإنجليزيّة: Moebius syndrome)، هي حالة طبيّة عصبيّة تؤثّر في العضلات التي تتحكّم بحركة العين وتعبيرات الوجه وتُعدّ من الحالات النّادرة ويُرافقها بعض الأعراض والعلامات ومنها؛ انخفاض القدرة على إظهار تعبيرات الوجه كالضحك أو رفع الحواجب أو العبوس، وضعف أو شلل في عضلات الوجه؛ وتُعد من المميزات الأكثر شيوعاً لهذه الحالة، ويؤدّي ضعف العضلة لإحداث مشاكل في التّغذية الأمر الذي يمكّن مُلاحظة هذه المتلازمة في المراحل المبكّرة من حياة الرضيع، وعامةً تظهر الأعراض الأخرى منذ الولادة أيضاً.[١١] اعتلال العين الدرقي (بالإنجليزية: Thyroid eye disease) هو إحدى أمراض المناعة الذاتية الالتهابيّة للأنسجة الرخوة في التجويف العظميّ للعين أو المدار، ويرتبط هذا المرض بأمراض الغدة الدرقية المُختلفة؛ حيث يُمكن أن يحدث بحالات الغدة الدرقية الثلاثة وهي حالة سويّ الدَرقية (بالإنجليزيّة: Euthyroid) أو الحالة الطبيعيّة للغدّة، وقصور نشاط الغدة الدرقية (بالإنجليزيّة: Hypothyroid)، وفرط نشاط الغدة الدرقية (بالإنجليزيّة: Hyperthyroid) وهي الحالة الأكثر شيوعاً بينهم.[١٢] كسر في الجدار المداريّ للعين. عوامل خطر الإصابة بحول العين عند الرضع قد يرتفع خطر تطوير الرضيع لحالة الحول نتيجةً لعدّة عوامل وفيما يأتي ذِكر لها:[٧] الوراثة: تُعدّ إصابة الرّضيع بالحَول في حالة ارتباطه بفرد مُصاب به بشكلٍ مباشرٍ أكثر شيوعًا،[٧] فقد أظهرت العديد من الدراسات السكانيّة ارتفاع ظهور هذه الحالة في العائلات التي تحتوي على فرد مُصاب مُقارنةً بالسّكان الطبيعيين، كما أظهرت هذه الدراسات اختلافات معقولة فيما بينها أيضًا؛ فقد أظهرت بعض الدّراسات التي نُشرت في مجلة "Nature" عام 2012 م أنّ احتماليّة ظهور الحالة في الأسرة الواحدة قد تصل إلى 65%، وفي دراسة أخرى لطبيب فقد ظهرت احتماليّة إصابة الأطفال بالحول الثابت أو الحول المُتقطّع بنسبة 17.6% عند بلوغهم السادسة من العمر في حالة امتلاكهم لقريب من الدرجة الأولى يُعاني من الحول المتقارب، كما أظهرت دراسة أخرى لطبيبين أنّ إصابة فردين من العائلة أو أكثر بالحَول ارتبط بإصابة 47.5% من المرضى بالحَول و48.9% بالحَول الداخلي و36.8% بالحول الوحشي.[١٣] وجود حالة طبيّة مُعيّنة كمتلازمة داون أو الشلل الدّماغي أو استسقاء الرأس. تعرّض العين أو البُنية المُحيطة بها لإصابة. الولادة قبل الأوان. ممارسة الأم لعمليّة التّدخين أثناء الحمل. تعرّض الجنين للعقاقير قبل الولادة، فوفقًا لمجلة "Nature" فقد أظهرت عدة دراسات ارتفاع خطر إصابة الطفل بالحَول عند تناول الأمهات خلال الحمل لجرعات عالية من الأسبرين. تشخيص حول العين عند الرضع كما ذُكر مُسبقاً إنّ تقاطع العينين عند الرّضع حتّى وصولهم للشهر الثالث يُعد أمًرا طبيعيًا لذلك قد ينتظر الطبيب حتى بلوغ الطفل أكثر من أربعة شهور للقيام بأيّ فحص، وقد يجري الطبيب الفحوصات الآتية في حالة زيادة أعراض الحَول بعد فترة تتراوح ما بين ثلاثة أشهر إلى أربعة أشهر من ولادة الطفل:[٧] اختبار هيرشبرغ: (بالإنجليزيّة: Hirschberg test)، وهو فحص يسهم في تحديد عدم المحاذاة في عيني الطفل بطريقةٍ سهلةٍ وسريعةٍ عن طريق توجيه قلم ذي إضاءة فيهما ومن ثمّ تحديد أو ملاحظة انعكاس الضوء في بؤبؤ العين؛ وهو المركز الأسود في العين، ففي حالة إصابة الرضيع بالحول سيكون مكان هذا الانعكاس غير متطابق في كل بؤبؤ أمّا في الوضع الطبيعي أو السليم سيظهر الانعكاس بنفس المكان بكليهما. تغطيّة إحدى العينين: يُجرى هذا الفحص عن طريق وضع شيء ما كلعبةٍ ملوّنةٍ أمام الطفل لدفعه على التّركيز عليها بعينٍ واحدةٍ بينما يقوم الطبيب بتغطية الأخرى، ثمّ التبديل بين العينين بنفس الخطوات وتغطية الأخرى، وفي حالة عدم استمرار استقامة العين غير المُغطاة وتحرّكها للخارج والأعلى والأسفل للتركيز على اللعبة سيكون الطفل مُصابًا بالحَول. فحوصات أخرى تُجرى عند اللزوم. علاج حول العين عند الرضع في حالة ترك حالة الحَول دون علاج سيبدأ دماغ الطفل بتجاهل الصور المرئيّة التي تُشكّلها العين المُصابة، ويُطلق على هذا التغيّر الناتج اسم العين الكسولة أو الغمش، وقد يُسبب ضبابية العين أو الرؤية المزدوجة الأمر الذي يضرّ بإدراك العُمق؛[١٤] وهو القدرة على رؤية الأشياء بثلاثة أبعاد وهي الطول والعرض والارتفاع،[١٥] كما أنّ الارتباطات الرئيسة بين العين والدماغ تتشكّل عندما يبلغ الطفل الثامنة من عمره؛ لذلك فإنّ تشخيص حالة الحَول وإدارتها بوقتٍ مبكرٍ سيُمكّن الطبيب من علاجها بعدة طرق كما يأتي:[١٤] النظارات الطبية: يُمكن تعديل استقامة البصر عند الطفل عن طريق ارتدائه للنظارات الطبيّة فقط. رقعة العين: قد يقترح الطبيب ارتداء الطفل لرقعة على العين السليمة لعدة ساعات في اليوم الواحد في حالة عدم تحسّن الحالة بارتداء النظّارات؛ حيث تسهم الرقعة بتحسين العضلات والرؤية بالعين المُصابة وجعلها أقوى من خلال السماح للطفل بالنظر من خلالها فقط، إلّا أنّ استخدامها قد يكون صعبًا في بعض الأوقات؛ فقد يرفض الطفل ارتداءها لذلك يمكن اللجوء إلى خيار آخر. قطرات العين: يمكن استخدام قطرات العين التي تُوصف من قِبل الطبيب؛ كقطرات الأتروبين، من أجل علاج حول العين عند الرضع حيث تعمل قطرات العين على تشويش الرؤية مؤقتًا في العين المستقيمة، مما يجبر العين المصابة على العمل بجدية أكبر حتى تتحسن الرؤية والعضلات بمرور الوقت. جراحة العين: تتضمّن الجراحة شد أو إرخاء عضلات العين التي تُسبب الحَول، ويُمكن اللجوء إليها في حالة عدم الاستجابة للطرق السابقة، ولكن يجدر التنويّه إلى أهميّة فحص الطفل من قِبل طبيب مُختصّ قبل اختيار الجراحة؛ وذلك لأنّه قد يعود سبب الإصابة بالحَول لأمراض أخرى لا تتعلّق بعضلات العين ويُمكن علاجها دون إجراء الجراحة.